مصر تضيع يا وضيع منك له.. يا مصريون اخرجوا الآن وليس غدا فالموت في انتظاركم بكل الأحوال

محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم أكن من دعاة التحريض وسطوري هذه أبدا لن تكون تحريضية. وقلمي سوف أكسره إن حرض أهله وناسه على الموت والخراب. لا أسعى إلا لقولة الحق والتماس البصيرة وحكمة الأجداد من الفراعنة العظام الذين إن اقترب منهم الموت يغزلون منه تميمة خلود، بل يجمعون أشلاء الموتى ، بل أنهم يتحدون دود القبر ويحتفظون بالأجسام ليوم البعث.!

شعب مثل هذا، أين هو الآن؟

فأين دعاة خروج أيام الجُمع.. وأين دعاة العصيان وقوتهم في الدعوة وتبرير خروجهم المنقذ لمصر، هل مصر الآن لا تحتاج لمثل هذا الخروج الآمن من ورطة دستورها المسموم الذي سوف يعيد لنا غلاظ أهل قريش فى الهيئة والمنظر صورة انقرضت منذ قرون، فلماذا نصر أن نعيدها من جديد؟

فلا جدوى منهم، نحن هكذا كمن يبعث الحياة في الديناصورات، فلا هذه زمانها ولا هذا وقتها ولن تجد لها مكان يلبى طبيعة مناخها والتكييف الكهفي المظلم.
ورطة دستورية بكل المقاييس، فهل نحن فقدنا أساتذة وعلماء القانون والسياسية والعلوم والآداب والثقافة سواء بجامعات مصر أو بعباقرة مصر فى علمائها بجامعات الخارج حتى نستعين بـ "أبو تريكة" على خلفية تدينه فى الملاعب، وليس مستبعدا أن يتم اختيار "إيمان البحر درويش" على إنه رفع الآذان مرة في أحد أغانية، وليس مستبعدا أن يتم اختيار "أشرف عبدالغفور" على خلفيته فى المسلسلات الدينية التى قام بتجسيدها ودروشته الأخيرة، وليس مستبعدا أن يتم ترشيح الست غادة عبد الرازق باعتبارها أنها كتمت وصبرت على إخوانيتها في زمن الكفر المباركي.!

والآن يترأس وفقا لجلسة مجلس الشعب والشورى "مصطفى بكرى" رئيسًا للجنة انتخاب تأسيسية الدستور، كما ترددت إنباء قوية عن عضوية "توفيق عكاشة" فى اللجنة التأسيسية فى كتابة وصياغة الدستور كشخصية عامة.!
وبعيدا عن الخوض في الأعراض، فكل من بكرى وعكاشة معروف عنهما انحيازهم الإعلامي والصحفي والبرلماني لكل ما هو متصل من بعيد أو قريب سواء صغير أو كبير للمجلس العسكري مع تبرير أي خطأ سياسي في إدارة المرحلة التي يديرها المجلس العسكري والتعمد على إظهار قادة المجلس العسكري على أنهم أولياء الله الصالحين. ثمة علاقة شاذة ومحرمة بالفعل تمت بين الطرفين. الطرف الأول العسكري كعضو فعال ، والطرف الثاني بكرى وعكاشة كعضو مفعال نشط. وهذا يعكس مدى الارتباط الوثيق بين الطرفين وثمة اتفاق ما على تمثيلهما في وضعية الدستور.!

وهنا وجب الانتباه ولو قليلا وربط قراءة الأحداث بعضها البعض فى معادلة علمية.. منافقون على تجار دين على تجار حرب، فماذا ستكون النتيجة.؟!

وهنا وجب القول، قول الحق الذي يقول كلمته ولا ينتظر تأيدا أو رفضا، إنما هي مقولة أقرب إلى فعل اعتاد المصريون عليه في ممارستهم حين لا يعجبهم شيئا فيسخرون منه، وكأن لسان حالهم يقول: "يا مجلس الشعب ولجنة تأسيس الدستور بذقونه وطراطيره وبطه، وما ساندهم من دبابير ونسور العسكر. نفسي اطلع لكم (...) زى ما أنتم كل شوية كدا تطلعوا لنا عضو مايل وخايب وخيخا مرة في التوافقي ومرة في أعضاء الدستور بلا وكسه.. لكن للأسف عيب وميصحش احنا شعب صبور وهادى ومش هنعمل زيكم .. وللأسف أنتم لا تعرفون العيب، قرفتمونا وأغرقتمونا بترترتكم علينا".!

أيها الشعب الهادي المطيع احترس وإياك أحد يضحك عليك هذه المرة بزجاجة الزيت أو حتى بأنبوبة بتوتجاز.. لازم هذه المرة تأخذ حقك كاملا فى الدعم، وكلمة في أذنك قد جاءنا نبأ بأنهم سوف يوزعون قرصين فياجرا "عشان تترتر كويس".!
وعلى رأى هذه الكائنة أم شعر أحمر المعروفة إعلاميا بالأنثى العكاشية:" أبوس أيدكم" يا شعب مصر أن تخرج هذه المرة وتقول لا:"اخرج مرة بحق.. وقول لاء". فاعلم أن المجد لمن قال لا في وجه الهبل الذي تعيشه مصر الآن.

ارفض يا شعب عن علم وثقافة بأن ثورتك لم تقم بعد.. وأن بلدك على وشك الموت لخمسين سنة قادمة. فانظر ماذا تفعل إن كنت تمتلك ضميرا.

لو عندك ضمير كما جدك الفرعوني مينا سوف ترفض الهمجية والتنطع ومحاولة تقسيم ناسك واهلك وأصحابك وجيرانك، فمتى ستوحد مصر على كلمة واحدة وعلى ضمير واحد"استرجل مرة وأنت كدا عامل فيها فهيم وعارف.. وارفض مرة الصلاة باسم التمثيل وراء شيوخ الأموال النفطية .. بص كويس وشوف هم لابسين أيه.. وعايشين أزاي.. وبياكلوا أيه.. وعندهم كام فى البنك.. وشوف بقى أنت عندك أيه من كل اللي عندهم".

ارفض الصلاة خلفهم لأن صلاتك باطلة. آلا تعلم حين تعلم أن إمامك كاذب فلا تصح الصلاة خلفه، فأنتم تعرفون انه كاذب ومع ذلك تصلون خلفهم.!
فأن العالم الكاذب لا يصح الأخذ منه أو السماع له...
والكذب قد غطى كل شيء حولنا.. فهم الذين يمررون لنا حديث بأنهم ملائكة الرحمن، وبأنه العسكري قد هدد بقمع المجلس وحله إن سحب الثقة من الحكومة.لذا فهم غضوا أبصارهم عن عورة الجنزورى.!
ألم ترون أن هذه كذبة أخرى لتبيض وجوهم وحناء ذقونهم ببراءة دم مبارك من المصريين حين قالوا بحديث وجوب قبول الدية وحديث العفو والمصالحة حين وقف البرلمان الإخواني السلفي بتمسكهم بإقامة شرع الله بما لا يخالف شرع الله و"تطنيشهم" على إقامة القصاص من الحاكم الفاسد.. حتى أبسط قواعد القصاص ان يسجن مبارك فى السجن الذى كان يسجن فيه مخالفيه فى الرأي مرروا كم الملايين من الجنيهات لبناء مركز طبى له فى سجن طرة "وقال أيه دى اسمها زنزانة كدا وكدا يعنى يا مبارك".!
والآن الإخوان يمررون قصة الخلاف الظاهري بينهم وبين المجلس بقصة سحب الثقة من حكومة الجنزوري. ربما هذا صحيحا، فثمة تعاون قد تم ودور قد أوشك على الانتهاء بين الإخوان والمجلس العسكري. هذا واقع ومحتمل لكن تمرير هذه الخاطرة فى ذهن المثقفين والعامة كفيل بأن يضيع وقتنا في التنظير وأي هبل فكرى يشدنا بعيدا عن القضية الأساسية وهى الدستور.

الآن وجب العمل سويا في تشغيل عقول الناس وتوعيتهم بضرورة عمل ثورة حقيقية قائمة على الفكر في طرح مشروع قيادي كامل يعبر بنا وبمصر إلى الاستقرار . والشاغل الأنسب الآن هو كيف أنا وأنت ونحن من الطبقة الوسيطة غير المستفيدة من السيرك الثوري المنصوب لكل من هب ودب مستعرضا فهلوته وإسهال الوطنية الذي حل بسماء مصر. نبذ كل الموجودين على الساحة المصرية منذ أحداث 25 يناير 2011وحتى الآن وتطهير مصر فكريا وعقليا ونفسيا.

والآن وليس بعد قليل وجب أن نفكر ولنشغل بالنا كيف نصنع ثورة حقيقية وكيف نقدم لها مشروعها القيادي ومن سيكون قائدها؟
إن ما تم تمريره في السابق عن أن جمال ثورتنا أنها بلا قائد، ونحن هتفنا وصدقنا بروعة الشعب الذي قام بدون قائد يتحدث عنه (وهذا عبط فكرى) والنتيجة قد تم اختطاف مصر – التى بلا قائد- بالكامل، وعاد الشعب الذي بلا قائد يجلس على مقعد المتفرجين مرة أخرى.!
إذن نحن على صدع الكوارث، وليس أمامنا سوى أن ننهض أو نتراجع...

فهيا نفكر كيف نصنع ثورة تليق بحضارة وفكر مصر ، فالأمر جد عصيب وليس هناك وقتا.
الله يستر على البلد من الاستغلال وهبش الأيادي فيها سوف يفجرها في دستور سوف يمر رغم انف الجميع.!

مصر تضيع يا وضيع منك له....

هبوا وانتصروا وإن كان الموت فموتوا بكبرياء....

#محمد_طلعت (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات