أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المسافة














المزيد.....

المسافة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل هنالك حدود واضحة .. بين " التطور الفكري " الطبيعي و " الإنتهازية " ؟ ..
على الساحة السياسية العراقية عموماً .. يتواجد الكثير من الناشطين السياسيين ، الذين تنقلوا بين أكثر من إنتماء سياسي ، وحتى إنتماءٍ فكري . والبعض من هؤلاء .. جريئون وأصحاب فكرٍ ومواقف ، يعترفون بأنهم مّروا بتجارب عديدة خلال مسيرتهم ، وانهم أخطئوا هُنا ، أو ندموا على لحظةٍ هناك . ولكن يوجد آخرون .. يخجلون من بعض محطات تأريخهم .. ويحاولون جاهداً .. أما نكرانها جملة وتفصيلاً .. أو شطب بعض مفرداتها او إضافة البهارات لها ! . ومن المُلاحَظ ، ان نسبةً مهمة من الذين كانوا مُنتمين الى اليسار عموماً ، في السابق ، والى الحزب الشيوعي خصوصاً .. وبسبب ضُعف بُنيتِهم الفكرية والأمية السياسية التي يتصفون بها .. والإستعداد الذاتي للإرتماء في أحضان أحزاب السلطة ، التي بيدها الحُكم ومفاتيح السجون والمعتقلات من ناحية .. وفُرص العمل وتوفير الخبز ، من ناحية اُخرى ... فأنهم بَدلوا إنتماءاتهم الحزبية التي رافقها تغيير في أفكارهم وقناعاتهم أيضاً !.. أكاد ان اُجزم ، بأن كافة الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية العراقية اليوم ولا سيما الاحزاب المتنفذة في السلطة .. وكذلك حزب البعث العربي الاشتراكي خلال العقود الماضية .. جميعها .. لاتخلو من كوادر ، كانوا في السابق محسوبين على اليسار .
" هنا اريد ان اُورد ، مُختصر مسرحية " يوسف الصائغ " الموسومة : [ المسافة ] ، التي كتبها في الستينيات من القرن الماضي ..: مسرحٌ يقف عليهِ شخص ( كان شيوعياً ولكنه إنهارَ بعد القبض عليه وتعذيبه وإعترف على رفاقه أيضاً ) .. وقاعة مُكتظة بالجمهور .. الشخص يقول بصوتٍ مرتفعٍ ومُتحدٍ وهو يُخاطب الجمهور : .. قد تعتقدون بأنني ضعيف أو جبان او خائن .. لكنني أتحداكم جميعاً .. ان لاتنهاروا أنتم أيضاً ، إذا تعرضتُم لنفس ما تعرضتُ له أنا ! .. ولكي اُثبت ذلك .. ليصعد أي منكم الى المسرح .. وسأقوم انا بتعذيبه ، كما عُذبتُ أنا .. وسترون كيف سينهار بسهولة وسُرعة ! .. صمتتْ القاعة وكأن على رؤوسها الطَير .. نظر الشخص اليهم بإستهزاء وتحدٍ .. قهقهَ عالياً .. وأوشكَ ان يُعلن إنتصارهُ .. غير أن شاباً نهض من وسط الجمهور ، وقال بصوتٍ واثق : أنا سأخضعُ للتجربة وأتحداك ! .. تقدم الشاب الى المسرح .. فبدأ الشخص .. ليسَ بتعذيبه مثلما عُذِبَ هو نفسه .. بل بأضعاف ذلك .. مُحاولاً بِكل جُهد .. ان يثبت للجمهور .. انه كان على حق ! .. لكنه لم يستطع أن يهزم الشاب الشامخ .. الذي صمدَ الى النهاية !.. ان [ المسافة ] شاسعة بين الأثنين حقاً ! " .
ان العديد من اليساريين والشيوعيين خلال العقود الخمسة الاخيرة.. الذين لم يكتفوا بِترك أحزابهم والبقاء مُستقلين .. بل إنظموا الى تلك الأحزاب التي طالما حاربتهم وقمعتهم في السابق .. ولم يكتفوا أيضاً بذلك .. وتمشية أمورهم الحياتية والمعيشية بدون إلحاق الأذى برفاقهم القدامى .. وإنما أصبحوا ملكيين أكثر من الملك .. ومتحمسين للوقوف بوجه أي تَوّجهِ يساري !!. أمتعض من الذين كانوا يّدعونَ " الماركسية " في السابق .. ويمسحون اليوم اجواخ أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية ، ويُلَمعون أحذية قادتها !!.
..................................
وليسَ من الضروري أن تكون مُنتمِياً الى تنظيمٍ حزبي .. حتى تكونَ مُخلِصاً لمبادئك .. فالكثير من الحزبيين .. صاروا بُلداء التفكير ، مُتحجرين ، نمطيين . المُهم أن تمتلك حِساً نقدياً ومنهجاً نقدياً متيناً .. تجاه أي شخص وأي شئ !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيشمركة المُناضل ( خوسيه موخيكا ) !
- المراحيض الغربية والشرقية
- دولة الدكاترة
- التصالُح مع النَفس
- الأزمة العراقية .. أعمق مِما تبدو
- يوم البيئة : من أجل حفنة من الدولارات
- السُلطة لي .. مَذهبٌ ودِين
- مَشهدٌ من الموصل
- المالكي والإستعانة بالضباط السابقين
- الرياضة المدرسية
- الشعب المصري والتثاؤب
- المالكي في الموصل
- جائزة ( التخّلُص من الحَياء ) !
- ماذا تعمل ؟
- حبذا لو كان قادتنا غير متزوجين !
- 5+1 = 6 !
- الصراع على الموارد و - دولة - كردستان
- خريف الإتفاق الإستراتيجي
- لعبة جَر الحَبِل
- بغداد .. عاصمة الثقافة 2013


المزيد.....




- -مازلت أسمع أصواتكم-.. نانسي عجرم تشارك متابعيها لحظات من حف ...
- قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج -زخما- لاستئناف ...
- البرلمان الإيراني يمهّد لقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطا ...
- الحكم الثاني على القيادي الطلابي معاذ الشرقاوي بالسجن عشر س ...
- كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟
- أطفال سيفورا ـ الهوس بمستحضرات العناية بالبشرة رغم المخاطر
- الجيش الإسرائيلي يقتل المزيد من الفلسطينيين المحاصرين والجائ ...
- البرلمان الإيراني يوافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع ال ...
- ضبابية موقف ترامب بشأن الالتزام ببند الدفاع المشترك يلقي بظل ...
- مدينة تبريز موطن الأذريين شمالي غربي إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - المسافة