أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - العزيز الجلبي وفيدرالية الطوائف















المزيد.....

العزيز الجلبي وفيدرالية الطوائف


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1100 - 2005 / 2 / 5 - 13:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا ينكر للرجل الجميل النبيل أحمد الجلبي دوره الكبير وإسهامه البارز في تحريك ماكنة الحرب الأمريكية لتجهز على أشرس نظام فاشي شوفيني طائفي دموي ما عرف له التاريخ مثيلا من قبل .
أقسم أني أحب الرجل والله غاية الحب ، ويعز علي وعلى كل عراقي وطني براجماتي معتدل ، أختلافه مع الحليف الأمريكي ، وأتمنى أن يكون هذا الأختلاف زائف مصطنع وإن التوافق الذكي في الأهداف والمصالح والذي كان قويا متماسكا ، أتمناه لما يزل قائما ولو في السر .
لكن ...وآه من تلك الكن ...!
ما صدر عن الجلبي من دعوة مشبوهة ناشزة غريبة لفيدرالية الجنوب الشيعية وما تساوق معها وترافق من تلاحم غريب مع أكثر العراقيين أعجمية وهو الحكيم غير الحكيم ، أثار والله الأشمئزاز والأستغراب والشك ....!
هذه البدعة التي لا أبداع فيها ، لا أظن أن هناك عراقيا شريفا يمكن أن يجيز لنفسه أن يقولها ولا حتى ما هو أدنى منها .
فيدرالية لمن ؟
للشيعة ، طيب وما هي السمات الثقافية المتميزة للشيعة يا ترى والتي تفرقهم عن السنة والصابئة والكرد والعرب والتركمان ؟ هل أن لهم لغة خاصة متميزة لا يمتلكها غيرهم وقد حرموا النطق بها حتى أوشكت أن تضيع فجاء العزيز الجلبي ليحييها ...!
هل لهم ثقافة خاصة لا يملكها غيرهم من العراقيون ، بأستثناء اللطم وضرب الزنجيل والقامة والبكاء في محرم ، طيب جميع هذا على العين والراس ، لكن ألم يكن هذا قائما طوال ألف عام ولم يمنع حتى في زمن العثمانيين ، ولا أظنه يحتاج لبرلمان شيعي وراية شيعية وأستقلالية شيعية ، ومجرد أن يتوفر الدستور العادل ، يمكن لأهلنا الشيعة أن يلطموا حتى في زاخو وأربيل دون أن يمنعهم أحد على الأطلاق ...!
طيب ما هي أذن سمات الشعب الشيعي الذي يريد له السيد الجلبي فيدرالية ؟
لو إنه يعطيك واحدة حسب لكفى ، فكيف ولا يوجد ولا ربع سمة تميز بين عراقي البصرة وعراقي الرمادي أو الموصل ، وحتى في الرمادي والموصل هناك شيعة ، منا وهناك في البصرة والناصرية بل وفي النجف ذاتها سنة أو من أديان أخرى ...!
بل وفي ذات القبيلة العراقية العربية الواحدة ، تجد السني والشيعي ، زبيد والجبور وشمر و...و....و...الخ .
طيب كيف الحال مع أبناء العمومة المتوزعين بين الطائفتين ، هل عليهما أن ينتقلا جغرافيا إلى أماكن تجمع طائفتهم حتى لو أفترقوا عن الأهل والأحبة ...؟
وما مصير السنة والصابئة والأيزديين والمسيحيين في فيدرالية العزيز الجلبي ومن ورائه إيران المحروسة ورجلها الهش عبد العزيز الحكيم ...؟
هل ستقيم الطوائف كانتونات لها ضمن الفيدرالية الطائفية الجلبية الإيرانية ...؟
ماذا ستفعل بالعراق يا سيدي ، لو إن مسعاك قد نجح أو لو إنك كنت فعلا تريد هذا المسعى وليس كلعبة شد وجذب مع الأمريكان ؟
وماذا ستقول الناس يومها عن عراق الجلبي ، عراق الديموقراطية والفيدرالية الطائفية ؟ سيقول القاصي قبل الداني ، ألم نقل لكم أن صدام وحده كان حامي حمى الوحدة الوطنية ، وأن من أسقطوه وزعوا أشلاء العراق على الطوائف والأقليات المتنافسة المتنازعة ....!
سيقولها والله حسني مبارك وآل سعود والأردنيين واليمنيين .
ثم إلى أين ستقودنا لاحقا فيدراليتك الطائفية ؟
ستقود إلى طائفيات جديدة أصغر وأصغر ، سيكون لآل جويبر فيدراليتهم ، وللظوالم فيدراليتهم ولبني لام فيدراليتهم و....و...و...الخ .
ولم لا ؟ اليوم فيدرالية طائفية وغدا فيدرالية قبلية وبعد غد فيدراليات على أساس الأحزاب ، فلحزب الدعوة فيدراليته وللمجلس فيدراليته ، وسيخرج الشيوعيون وأهل اليسار والليبراليون والقوميون من فيدرالية الحكيم وحزب الله الإيراني العراقي ، ليقيموا في كانتونات في صحراء السماوة أو الزبير ليقيموا فيدراليتهم ، لأن فيدرالية الحكيم لا أظنها تجيز وجود شيوعيين أو قوميين أو سنة حتى في الجنوب العراقي ، وستقصي العراقيين من غير الشيعة ومن غير المؤمنين بالتحالف أو الوحدة مع إيران ، والتي هي الخطوة اللاحقة المنتظرة من الحكيم وحزب الله الإيراني وعصابات المعتوه مقتدى الصدر ...!
الحقيقة أستغرب يا سيدي أين سيكون مكانك أنت ذاتك في فيدرالية الجنوب الشيعية ، وهل سيتركك الحكيم ومنظمة بدر والمخابرات الإيرانية ، هل سيتركوك حيا ناشطا شغالا على نهجك الليبرالي البراجماتي إذا ما تحققت لهم الفيدرالية وصار عسيرا على الحكومة المركزية العراقية أن تمر مواكب زعمائها إلا عبر بوابات الشلامجة وبأوراق إيرانية ربما ...!!!
هذا مرعب أيها العزيز الجلبي وما تمنينا مثل هذا من مثلك يا رجل ...!!
الحقيقة أنني أول من كتب عن الفيدرالية أو النظام اللامركزي لأهلنا في جنوب العراق ( ليس الشيعة حسب بل والمسيحيين والسنة والصابئة ) ، وذلك قبل التحرير بزمن طويل ، وقلت ساعتها أن مثل هذا الحلم الجميل يجب أن يرتبط بتحقق الديموقراطية والأمن والأستقرار ، أي بعد بضع سنوات من التحرير وإعادة الأعمار ، وبعد أن ينمو وعي الناس وتهدأ غرائز الجوع والعطش ويتحقق الأشباع الثقافي وتهدأ النفوس من شهوة الأنتقام والثأر لضحايا النظام من مئات الألوف من الشهداء الشيعة ، ساعتها لا تقوم الفيدرالية بهذا الأسم المفجع ، فيدرالية طائفية ، أو فيدرالية اللطم كما أود أن أسميها ، لماذا لأنه ساعتها أي بعد خمس أو عشر سنوات ، سيسقط النظام الإيراني ولن تكون هناك دولة طائفية في الجوار تشع علينا سمومها ، هذا أولا وثانيا لأنه ساعتها لن يجد حزب الدعوة أو المجلس أو حزب الله الإيراني العراقي ، لن يجدون أنصارا مستعدين للموت في سبيل خصوصيات عاطفية هزيلة للغاية تعود بجذورها إلى ثارات ألف عام مضت ...!
سيكون وعي الناس قد نمى ، تماما كما كان الحال قبل أربعون عاما حين كان الشيعة نشطاء في الحزب الشيوعي أو المنظمات الفدائية اليسارية الفلسطينية أو حتى في الأحزاب القومية العروبية ، في حين لم يكن لحزب الدعوة إلا وجودا ضيقا للغاية ، لأن بضاعته ببساطة لم تكن تثير حماس الشاب الشيعي العراقي المتعلم الواعي ، ولولا لعنة الخميني والدور الصدامي القذر في تسطيح العقل العراقي ، لما ظهرت تلك الأحزاب ونمت ( تماما كما نمت الوهابية على هامش الأحتلال السوفييتي لأفغانستان والدور الأمريكي القذر في تجنيد المقاتلين من أميو اليمن ومصر والجزائر ) ...!
ساعتها كما أسلفت ستكون اللامركزية الإدارية هي الحل الجميل العادل الذي يعطي لأهل الجنوب عامة حقوقهم في الأرض والثروة والإدارة وبالغياب التام لعملاء النظام الإيراني كعبد العزيزي الحكيم وغيره ...!
حسنا ... يتحجج بعض دعاة الفيدرالية الشيعية بحجة الكرد وفيدرالية الكرد ، والقياس هنا لا يصح والمقاربة معدومة بالكامل ، لأن الكرد شعب من عرق وقومية ولغة أخرى ، ولأن الكرد لديهم حتى وحدة مذهبية ودينية أخرى ولديهم إجماع ثقافي على مسلمات سياسية ووطنية لا وجود لها على الإطلاق لدى الشيعة في جنوب العراق ، ولديهم شعب بالملايين وهو مجمع على حق الأنفصال وأقامة الدولة ، وإذا كان لقبائل العربان دولة فما أولى هذا الشعب بدولته الوطنية الخاصة ، ثم أن للكرد أستقلال فعلي عملي قائم منذ أكثر من عشر سنين ولديهم قبل ذلك نضال وطني مسلح منظم بشكل رائع وقائم منذ ما يفوق النصف قرن ، ومع كل هذا فهم لم يطالبوا بالإنفصال وإن لم ينفوه أو يتنكروا له ، أما أهلنا الشيعة فهم عراقيون عرب يقيمون في هذه البقعة منذ الفتح الإسلامي وبعضهم قبله ، وما يختلفون به عن عرب الوسط أو الغرب هو أختلاف طائفي ضمن ذات الدين الواحد ، علما بأن المهتمين بهذا الأختلاف في أوساط الشيعة ذاتهم هم من القلة بمكان وكما أسلفت لم يكن لهذا الإختلاف وجود ولن يكون له بعد أن تسقط دولة الطائفة ويذهب الولي الفقيه إلى الجحيم في القريب العاجل ، وتعود للأمة الافارسية بهائها وجمالها وحضارتها الأصيلة النبيلة التي شعت على البشرية كلها في غابر الأيام .
يا عزيزي الجلبي ، أيها العراقي الطيب النبيل ، هناك شيء أسمه الجدوى الإقتصادية من وراء المشاريع التجارية ، وأنت ذاتك خبير بالتجارة وحسابات الربح والخسارة ، أليس كذلك ؟
ما هي الجدوى الأقتصادية من وراء مشروعك التجاري هذا ؟
في حضور إيران وفي هذا الأختناق الذي تعاني منه إيران وهي تحارب بقوة وتجدف عكس التيار ، هناك خطرٌ رهيبٌ جدا على بترول العمارة والبصرة ومياه شط العرب وثروات الأهوار والعلاقات التجارية مع الخليج ، في ظل أي فيدرالية تقوم على عجل الآن أو بعد بضع سنوات ...!
صدقني ، سيبتلع الإيرانيون فيدراليتك ليهددوا الكويت والسعودية ومنابع البترول في كامل الخليج ، وسيقتربون من إسرائيل ولو بالتهديد والوعيد ، وبالنتيجة سيحترق العراق بالكامل أو على الأقل سيحاصر من قبل دول الخليج ومن ورائها إسرائيل والأمريكان ذاتهم ، هذا إذا أفترضنا أن الأمريكان خرجوا اليوم أو غدا ، وجئت أنت وإيرانيو العراق لتضغطون بأتجاه فيدرالية الشيعة في الجنوب .
أنتظر ليسقط الولي الفقيه وطالب بالفيدرالية الجنوبية ، لأن وعي الناس سينمو ويعود كما كان ولن تجد ساعتها فروقا تصفق لها ، لا أنت ولا الولي الفقيه ولا وهابيو الوسط من حثالات هيئة علماء الأختطاف ...!
أليس كذلك يا سيدي ...؟



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تتحداني - شعر
- أغاني للوطن والناس - شعر شعبي عراقي
- إلى صديقي - شعر
- عرس بلادي - شعر
- أنتِ معي - شعر
- إلى من حرروا نيسان من العار - شعر
- يا امرأةٍ - شعر
- تعرف على ذاتك - مقال سيكولوجي
- هذا صوتي - شعر
- أوَ تذكر...؟ - شعر
- قد كنت صديقي - شعر
- عذراً يسوع - شعر
- أعياد الميلاد - شعر
- الأستبصار أو الرؤية الفائقة - مقال في البارسيكولوجيا
- كاريزما الصوت
- برد – شعر
- مرثية الفتى وضاح – شعر
- ذاك الذي أطفؤا قمره – قصة
- لكي تكون عظيماً ...عش العظمة في لحظتك هذه – مقال سيكولوجي
- صورة – قصة قصيرة


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - العزيز الجلبي وفيدرالية الطوائف