أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكرياء الفاضل - عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 2















المزيد.....

عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 2


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحلف الأطلسي:
حلف عسكري للغرب أنشئ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بقليل كجبهة تصدي للمدّ الشيوعي الذي كانت دول معاهدة وارسو تمثله (والحقيقة أن معاهدة وارسو للمعسكر الاشتراكي السابق وقّعت بحوالي ست سنوات بعد تأسيس الحلف الأطلسي سنة 1949). وإذا كان هناك منطق سليم فإن هذه المؤسسة العسكرية انتهى دورها بانهيار المعسكر الاشتراكي، والجميع كان ينتظر الإعلان عن حلّها. لكن ما حصل هو عكس المنتظر، إذ تقوّت هذه المؤسسة واشتد عودها وعملت على تغيير استراتيجيتها من التصدي للمدّ الشيوعي إلى تصدير الديمقراطية والحرية بالطيران والقذائف. كانت البداية مع أفغنستان وصربيا، ثم بعد ذلك العراق، فليبيا وربما سوريا وإيران مستقبلا. فهي اليوم آلة لردع الشعوب وإخضاعها لسيطرة المونوبول الرأسمالي العالمي. ودعمها للربيع العربي المباشر (ليبيا) وغير المباشر (سوريا) ما هو إلا حيلة للركوب على طموحات الشعوب وتوجيهها إلى المسار "الصحيح". هذا يظهر من خلال تغيير تكتيكها تجاه الإسلام السياسي، الذي كان بالأمس عدوا لها تحاربه بكل ما تمتلك، بينما اليوم لا تعارض على وصوله للحكم ببلدان الربيع. وهكذا بين ليلة وعشيتها فقد الإسلام السياسي خطورته وأصبح ديمقراطيا يمكنه قيادة المجتمعات. والجدير بالذكر أنّ هذه المؤسسة العسكرية العدوانية تخالف، شكلا ومضمونا، وثيقة الأمم المتحدة المصادق عليها في نونبر-تشرين الثاني سنة 1945 والتي تنص على حلّ كل النزاعات الدولية عبر الأساليب السلمية والابتعاد عن الحلول العسكرية للحفاظ على الأمن والسلام لكل الشعوب التي من حقها تقرير مصيرها. وهي اليوم بتوسيع رقعة خريطتها وضعت العالم بأسره على شفة حفرة من حرب عالمية ثالثة، حيث نرى تأهّب، وربما حالة استنفار، جيوش كل من روسيا والصين خوفا من طموحات الحلف الأطلسي. وقد سبق وحذّر رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين من هذا الخطر خلال المؤتمر الدولي حول أمن العالم المنعقد سنة 2007 بميونيخ. ومخاوف بوتين من حرب عالمية جديدة ليست نتاج هلوسة سياسية، بل ترتكز على تقراير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، لسنة 2011، والذي كشف عن استعدادات الحلف الأطلسي وأمريكا لخوض حروب شتى على صعيد كل القارات. وربما قد نكون سلمنا، ولو مؤقتا، من هذه الحرب الشاملة بفضل خطاب الرئيس الروسي بوتين بمؤتمر ميونيخ، الذي وقع من قيادة الحلف الأطلسي وأمريكا موقع الماء البارد من النائم. لكن هل ستدوم هذه الصحوة المباغثة للحلف الأطلسي، خصوصا وتواجده العسكري لا زال قائما على الحدود الروسية والصينية في كل من كازاخستان وأوزبكستان وقرغيستان وجورجيا؟
حسب تقارير الأجهزة الاستخباراتية الروسية والصينية فإن الأزمة الاقتصادية العالمية مفبركة من قبل الحلف الأطلسي وأمريكا بهدف تدمير النظم المالية العالمية كي تكون دريعة لخوض حرب عالمية تشمل القارة الإفريقية والأسيوية والشرق الأوسط. وحسب التقاريرالمنشورة في الإعلام الروسي فإنّ هذه الحرب ستشهد استخدام أسلحة الدمار الشامل خاصة البيولوجية لفرض السلام، فيما بعد، على شروط الحلف وأمريكا تحت دريعة إنقاذ كوكبنا والحضارة الإنسانية من الدمار، وبالطبع فرض النظام العالمي الجديد تحت قيادتيهما. وربما هذه هي الأسباب الحقيقية لغزو العراق واحتلال أفغنستان والتدخل المباشر في ليبيا وغير المباشر، مرحليا، في سوريا. فالحلف الاطلسي وأمريكا يسعيان لتوفير قواعد عسكرية تؤمّن خطوطهم الخلفية أثناء الحرب بالمنطقة وفي نفس الوقت الاقتراب من حدود روسيا والصين وتطويقها.
يدعم ما سبق تحدير وزير الأمن الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد، في شتنبر-أيلول سنة 2001، حيث قال: أنه إذا لم تغيّر حرب ما الخارطة الجيوسياسية للعالم، فإن أمريكا لن تنال مبتغاها وتصبح القوة الوحيدة المهيمنة في العالم. هنا نعود لموضوع الحرب على العراق والتي تعتقد الأغلبية الساحقة، إن لم نرد قول الكل، بأنها كانت من أجل الاستيلاء على النفط، وهي وجهة نظر لا تخلو من صواب، إلا أن النفط كانت إحدى الأسباب فقط، فغزو العراق جاء أيضا كنتيجة لبدء العراق بيع النفط باليورو وليس بالدولار. كما أن صدام حسين بدأ يربط بلده بسفقات اقتصادية مع روسيا، الشيء الذي لم يكن في صالح أمريكا والغرب، إذ العلاقات الاقتصادية القوية في الواقع تكون تغطية لحلف سياسي. وكذلك كان الأمر لليبيا، إذ استهدف نفطها بطبيعة الحال، لكن التدخل العسكري المباشر بها، وليس فقط بالطيران بل وبالقوات الخاصة التي دخلت طربلس قبل "الثوار"، كانت من ورائه أسباب سياسية واقتصادية رئيسية أخرى وهي: أ) ليبيا القذافي كانت تقف حاجزا في وجه تنمية وتطوير حلف دول حوض البحر الأبيض المتوسط؛ ب) ليبيا القذافي كانت تدعم بنشاط فائق طموحات بعض الدول الإفريقية لاستبدال الفرنك اللإفريقي المدعوم فرنسيا بعملة إفريقية؛ ت) مساندة رئيس جمهورية ساحل العاج السابق غباغبو للخروج ببلاده من تحت سيطرة فرنسا على بلاده وسكّ عملة غير خاضعة لها.
الدولة الوحيدة التي استطاعت بيع نفطها بعملة غير الدولار وسلمت، حتى الآن، من عدوان عسكري عليها هي إيران بفضل شرائها الصواريخ الأوكرانية X-55 التي تستطيع حمل رؤوس نووية. وهذا هو العامل الرادع للحلف الأطلسي وأمريكا، لحد الساعة، عن ضرب طهران. وما دام الغرب لا يتخلى عن استراتيجياته بسهولة، فقد أخذ يستغل الوضع في سوريا لاستنزاف إيران علما منه أنها تدعم النظام السوري، لذلك فإن الحلف الأطلسي لن يتدخل عسكريا في سوريا، كما فعل في ليبيا، لأن أرواح الأبرياء (أطفال ونساء وشيوخ وشباب) لا تهمه في شيء إلا بالقدر الذي يمكنه استغلالها لأهدافه، وهو يستغلها فعلا إعلاميا وسياسيا، لكنه لا يفعل شيئا يذكر لإنقاذها، ولن يفعل ذلك إلاّ متى شعر أنه قد استنزف طهران ويمكنه ضربها.
هناك حدثان آخران يصبّان في نفس النسق ولا يبعثان على الارتياح: 1) سماح الهند للصين نشر 000 20 ألف جندي بمنطقة كشمير الهندية قصد التصدي لعدوان الحلف الأطلسي وأمريكا المنتظر؛ 2) تلميح أفغانستان إلى وقوفها عسكريا بجانب باكستان في حالة تعرض هذه الأخيرة إلى عدوان عسكري من القوات الغربية. وفي هذا الصدد يظهر أن محور النقاش الذي دار بين روسيا والصين وأفغانستان وباكستان، في إطار منظمة شانغهاي للتعاون في 15 أكتوبر- تشرين الأول 2011، حول أمن المنطقة كان هو تشكيل جبهة موحّدة في حالة حصول عدوان من طرف جيوش الحلف الأطلسي وأمريكا، كما تدخل زيارة الرئيس الروسي الحالي بوتين لبيكين في نفس السياق، حيث سيجري مباحثاث مع نظيره الصيني بشأن الأمن القومي للدولتين.
هذا الخطر المحدق بالعالم لا تشعر به قيادات الدول وحسب، بل وتعي به منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية أيضا وعلى رأسها التنظيمات الشيوعية، التي نشرت بيانا بخصوص السياسة العدوانية للحلف الأطلسي موقّع من قبل 29 حزبا شيوعيا وعماليا من مختلف بلدان وقارات العالم، وهذه قائمة الأحزاب الموقعة:
الحزب الشيوعي الأذربيجاني
الحزب الشيوعي الأرجنتيني
الحزب الشيوعي الأرميني
الحزب الشيوعي البيلاروسي
حزب العمال البلجيكي
الحزب الشيوعي البرازيلي
الحزب الشيوعي في بوهيميا ومورافيا
الحزب الشيوعي في الهند
الحزب الشيوعي الهندي (ماركسي)
الحزب الشعبي الايراني (توده)
الحزب الشيوعي الأيرلندي
الحزب العمالي الأيرلندي
حزب الشيوعيين الايطاليين
الحزب الشيوعي اللبناني
الحزب الشيوعي في لوكسمبورغ
الحزب الشيوعي في مالطا
الحزب الشيوعي في المكسيك
الحزب الشيوعي Pridnestrovie
الحزب الشيوعي الهولندي الجديد
الحزب الشيوعي في بيرو
الحزب الشيوعي البرتغالي
الحزب الشيوعي في روسيا الفدرالية
الحزب العمالي الشيوعي الروسي – الحزب الثوري للشيوعيين
الحزب الشيوعي في اسبانيا
الحزب الشيوعي لشعوب أسبانيا
الحزب الشيوعي في أوكرانيا
الحزب الشيوعي لجمهورية جنوب إفريقيا
الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة الأمريكية
الحزب الشيوعي الموحد في جورجيا
هكذا نرى غياب تام للأحزاب الشيوعية العربية باستثناء الحزب الشيوعي اللبناني، لماذا؟
بعدما توضحت استراتيجية الحلف الأطلسي بقي لنا أن نعرف دور الإسلام السياسي في هذه الاستراتيجية.
(يتبع)



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 1
- الأبناك الإسلامية والتحايل على الجماهير الشعبية
- استخدام الدين لأهداف سياسية أو لماذا أعدم الحلاج؟
- مرة أخرى عن الشعبوية البنكيرانية
- التغيير في منظور عبد السلام ياسين
- محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي
- تازة تكشف عن عورة حكومة بنكيران
- نستمرّ أو لا نستمرّ؟ هذا هو السؤال
- المديونية ووعود حكومة العدالة والتنمية
- بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية
- عربون دار بنكيران من تشكيلتها
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة
- اليسار وتحديات الربيع العربي
- انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية
- الديمقراطية في خدمة الإمبريالية لنكن حذرين
- المهاجر


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكرياء الفاضل - عن شبح التغيرات والحلف الأطلسي والإسلام السياسي 2