أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - المخرج الانتقائي في المسرح العراقي














المزيد.....

المخرج الانتقائي في المسرح العراقي


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


أن أسلوب عمل المخرج (سامي عبد الحميد) على النص المسرحي لا ينفصل عن أسلوبه الانتقائي لشكل العرض الذي يقدمه، حيث أن هذه الانتقائية في الأسلوب الإخراجي ترتبط بمرجعياتها العالمية مع المخرج الألماني (ماكس راينهاردت) والتي لم تكن اعتباطية في عروض (سامي عبد الحميد) بل أنه كان دائم البحث عن تفسير خاص يعالج من خلاله العرض المسرحي لاسيما وانه يعّرف الانتقائية على إنها "تدعو إلى الابتكار وتوسيع الخيال وتفسح المجال للتجريب وتفسح المجال للتبسيط والاختزال وللتحول من التخصيص إلى التعميم"( ) ومن جهة أخرى فإنه يؤكد دائما على دور المؤلف ويعده " المبدع الأول في العملية المسرحية وحتى لو سعى المخرج إلى فرض رؤيته الإخراجية التي قد تؤدي إلى إحداث تغييرات على النص فان المؤلف يبقى هو المحفز وهو مصدر الإلهام "( ).
ومع أن (عبد الحميد) يتجاوز على نص المؤلف ، ذلك انه غالباً ما كان يعمل على إعداد النصوص المسرحية وتكثيفها وصولاً إلى جوهر الفكرة التي يريدها في العرض، فالتحولات التي يقوم بها داخل النص تجعل منه مؤلفاً ثانياً.
وهو بذلك يكاد يشابه عمل المخرج (إبراهيم جلال) في عمله على المونتاج إلا أنه يقوم بعمل المونتاج على النص فحسب ليتمكن من تقديم عرض مسرحي يتفق مع رؤيته الإخراجية التي قد تختلف مع رؤية المؤلف، وهو أسلوب بات يتبعه في جميع العروض التي يقوم بإخراجها ، وحتى مع النصوص التي تكاد تكون متكاملة البناء والشخصيات، إلا أنه صار يفضل الاشتغال عليها لتنسجم مع أسلوبه في الإخراج ( ).
ويعد اشتغال (سامي عبد الحميد ) على النصوص العالمية ، وتوظيفها في فرضيات إخراجية مغايرة لفرضيات المؤلف على نحو متكامل من خلال تغيير المكان والزمان والحدث وتبادل أدوار الشخصيات ، على وفق رؤيته الإخراجية التي يطبق النص المسرحي عليها ، وتعد تجربته مع نصوص (شكسبير) الأبرز في هذا المجال ،لاسيما تجربته على مسرحية (هاملت عربياً) التي استطاع فيها أن يقدم هاملت برؤية مغايرة تماماً لما جاء في النص الشكسبيري، وذلك من خلال إعادة الحفر في أعماق النص عن ما يتلاءم مع فكرته التي أراد بها نقل (هاملت الدنماركي ) إلى الجزيرة العربية ، وكذلك هو الحال مع مسرحية (عطيل ) التي حولها إلى مسرحية مغايرة تماماً للنص الأصلي لتكون (عطيل في المطبخ) بعد أن نقلها من البيئة التي وضعها المؤلف إلى بيئة أخرى تعتمد على فرضيات المخرج من خلال معالجة " النص الأدبي وتحوليه إلى بنية عرض مسرحي يفقد فيها بنية النص الشكسبيري قدسيته ويتعرض للتغيير، فقد افترض (سامي عبد الحميد) بيئة جديدة للأحداث وعلى وفق هذه البيئة تم إعداد النص"( )
إن الانتقائية بوصفها أسلوبا إخراجياً منح (سامي عبد الحميد) الخصوصية في التعاطي مع النصوص التي تتشكل لديه على نحو منسجم مع الرؤية الإخراجية، الأمر الذي جعله يقتحم العديد من البنى السردية وإعادة إنتاجها على خشبة المسرح كما هو الحال مع تجربته في تقديم ملحمة (كلكامش) التي أخرجها مرات عدة ، برؤى إخراجية متنوعة من دون التمسك بأسلوب معين، ومن دون أن يغير من تعامله مع النص ذلك أنه " لا يؤمن بوجود نص متكامل ومهما كانت قيمة هذا النص أو قيمة كاتبه عربياً كان أم أجنبيا فكل النصوص تخضع إلى مشرطه، فقد حذف (الشبح) من (هاملت) لشكسبير منطلقاً من عقلانية هاملت المادية التي ترفض الغيبي والمتخيل"( ) ، ولم يكتف (عبد الحميد) بإعداد النصوص أو ترجمتها وإنما اتجه إلى كتابة النص المسرحي وإخراجه ().
وتعد هذه التجربة محاولة لاكتشاف نص مسرحي يتناسب مع رؤيته الإخراجية الانتقائية.


المصادر :
1- سامي عبد الحميد: نحو مسرح حي ، ط1 ، بغداد: (وزارة الثقافة - دار الشؤون الثقافية العامة)2006.
2-سامي عبد الحميد: تجربتي في التمثيل والإخراج ، مجلة الأقلام (ع 6) السنة الخامسة عشر، بغداد:(وزارة الثقافة والإعلام – دار الجاحظ )، آذار 1980 .
3-عواطف نعيم: تعددية الرؤية الإخراجية للتراث الدرامي في العرض المسرحي العراقي ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، بغداد :(وزارة التعليم العالي والبحث العلمي - جامعة بغداد – كلية الفنون الجميلة)،2003.
4-فاضل خليل: سامي عبد الحميد والتفكير الجمعي المبدع في المسرح ،مجلة المسرح (شانو)، (ع 19) ،السنة الرابعة ، العراق" (فرقة مسرح سالار )، طبعت بمطابع (كارو) في السليمانية ،2010.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية روميو وجوليت في بغداد .. مقترحات طائفية تغازل الثقافة ...
- دلالة الحركة وجماليتها في مسرح عوني كرومي
- الصورة تعيد إنتاج الحلم في تجارب صلاح القصب المسرحية
- مسرح فاضل خليل :بين النص الواقعي والرؤية السحرية
- الفيلم العراقي (كرنتينة) صناعة الواقع من ذاكرة لا تموت !!
- مسرحية ( البَرَدة ) : جماليات المكان وحدود الاشتغال التأويلي
- (ندى المطر) عرض مسرحي يتجه نحو المجهول !
- (فيس بوك) :عرض مسرحي بعيد عن تكنولوجيا التغيير
- الإيقاع المسرحي في عرض خارج الزمن
- مسرحية (camp ) : محنة الرفض والقبول في الثقافة العراقية
- -غربة - سامي عبد الحميد على خشبة المسرح
- المؤسسة الرسمية تفتح الأبواب للمزورين
- مونودراما الممثل الواحد في مخفر الشرطة القديم
- رؤى ومعالجات إخراجية للأزمة الاقتصادية في مهرجان القاهرة الد ...
- جلسة مسرحية في الجحيم !
- -نصوص خشنة- : تقرأ الماضي بعيون المستقبل
- المعنى المفقود في الأسطورة*
- ذاكرة المكان الخالي(*)
- فلم (أبن بابل) العراقي : قراءة في وحشة الموت
- حامد خضر .. صورة للروح الحية


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - المخرج الانتقائي في المسرح العراقي