أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس داخل حسن - خط اربيل -- النجف / صاعد- نازل















المزيد.....

خط اربيل -- النجف / صاعد- نازل


عباس داخل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد إتفاقية أربيل وبعملية قيصرية ولدت الحكومة العراقية الثانية وبعد تسعة شهور من المفاوضات والمشاحنات بين الكتل ولدت حكومة )خديجة) ناقصة الوزن بوزاراتها الأمنية وهي حكومة كتل سياسية تشاركت وتحاصصت بأمتياز . ومنذ الوهلة الاولى . وبخطاب التنصيب تحدث رئيس الوزراء نوري المالكي باسهاب مفصحا ومؤكدا عن عدم رضاه عن هذه التشكيلة الغير منسجمة بعد التي واللتين وإرتضى قيادتها .
فكيف لرئيس وزراء يقود تشكيلة حكومية غير منسجمة تماما وما عساها أن تقدم من خدمات ومشاريع تنموية ونهضوية ؟ لبلد عاش أربعة عقود تحت الديكتاتورية وحروب خاسرة وحصار خانق ومميت ضرب البنى التحتية والاجتماعية وبكل المجالات من تعليم . صحة . زراعة . مواصلات .. وأكمل عليها الاحتلال الامريكي عام 2003 والارهاب العابر الحدود . وزاد الخراب خرابا وجرى ماجرى من حرق ماتبقى من وزارات ومؤسسات (باستثناء وزارة النفط لاسباب معروفة) ونهب لكل شيء من متاحف وآثار من القريب والبعيد وبطرق همجية إستباحت كل شيء نهبا وسلبا ولم ترحم حتى إرشيف الدولة العراقية . ذاكرة الامة العراقية التى تعز على كل عراقي بمرها وحلوها .
سؤال بمنتهى البساطة كيف يعمل رئيس وزراء ويتبوء منصب بهذا الحجم والجسامة وبظروف متشابكة اقليما ودوليا وشحن طائفي من دول الجوار . هل لديه عصا سليمان ؟ للنهوض بهذه التركة لوضع متهالك مع تشكيلة لاتنسجم وبرنامجه وأفكاره في الإدارة والعمل وإتخاذ القرارات . ووزراء لايحضرون حتى الاجتماعات إلا بأمر رؤساء كتلهم .
مهما حاول المتخرصون من تبرير للفشل لايجدي نفعا سوى الاقراربالمحاصصة وتقاسم الكعكة دفعة واحدة شملت الرئاسات الثلاث وعليهم تحمل نتائجها ولايستطيع أحد أن ينئى بنفسه عن المسؤولية من هذا الصراع المحتدم حد التسقيط والتهميش والتشهير بالخصوم وأقصائهم في الوقت المناسب . وليس حرصا على دماء الشعب وثرواته مثلما يحلو للبعض ان يعلق خلافاته ويلبسها ثوب الوطنية والشرعية وحرصه على وحدة العراق الى اخر التخرصات التي ملها المتابع للشأن العراقي وفشل الجميع في الامساك بزمام الامور وادارة الدولة بسبب الازمات والسلوكيات والعقول وتهميش الدستور وغياب الرقابة والمحاسبة .
ولهذا لم يتلمس المواطن أي تغيير يذكر سوى التهديد بعودة الارهاب على رقابه وشعار (لو ألعب لو أخرب الملعب) هو السائد وجاء باغلب من هم في الهيئات المستقلة والمرتبطة بالرئاسات وفقا لمبدأ (خذ وأعطي هذه لي وهذه لك) والكل قرب عشيرته وأقاربه والمرضي عنهم . وتقاسموا حتى السفارات والتمثيل في الهيئات الدولية والاقليمية .
بات إنفراط وتعطيل هذه الحكومة أمر محتوم مهما طال أو قصر عمرها .
إضافة الى تغيير الإتلافات وتوجهاتها بسبب الخلاف على تقاسم النفوذ والسلطة وليس على أساس البرامج والرؤى والافكار ومن يدفع يستطيع إستمالة هذا السياسي اوذاك او هذه الجهة اوتلك إلا ما رحم ربي .
السؤال هل سينجح خط اربيل - النجف في اعادة قطار العملية السياسية الى سكة الصواب لبناء دولة المواطن وتقديم الخدمات والامن وأدنى متطلبات الحياة ومحاربة الفساد وإعادة الاعتبار للعراق كبلد ريادي بكل شيء في المنطقة والعالم يمتلك من الثروات والخبرات والتاريخ اذا ما استثمرت سينهض بسرعة فائقة ستبهر الاخرين .
أوإننا سنشهد اتفاقية أربيل ثانية بمولود خدج اشد هزالا وضعفا او سيستمر قطار العملية السياسية صاعد – نازل من نفس الوجوه في الحكم الى ما لانهاية التي فرخت لنا ازمات سياسية واقتصادية واخلاقية غير مسبوقة .
وفي خضم هذا المشهد هناك بعض الكتل السياسية غير واضحة ومخادعة . قدم هنا وقدم هناك هذه سياسة انتهازية سافرة تخلو حتى من البرغماتية . وهذه الكتل تستغل الازمات من اجل الاستحواذ او تحقيق مكاسب ما . غير مبالية لمخاطر العنف الدموي والخسائر التي يتكبدها العراق . وعدم الوضوح سيطيل عمر الازمة ويعقدها ويعطل مابقي من الدولة ومؤسساتها وسيزداد الفساد وسيمنى العراق بخسائر بشرية ومادية افدح ان لم يسارع من تصدروا المشهد السياسي والحكم في العراق وكافة المرجعيات بحسم الأمور وإعادتها الى نصابها الصحيح والشرعي . وربما تصل المناوشات بين طرفي الازمة الى حد طرح سيناريوهات الانفصال والتقسيم وإلباسها ثوب مطلب جماهري وشعبي
علما أن هناك تقصير وغياب شعبي ومجتمعي في المطالبة والتظاهر السلمي لحسم هذا التسيب القاتل الذي يعم جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها المترعة بالفساد والمحسوبية والرشوة .
وبات من المعروف ان علاج التسكين اوالتخدير والترقيع لاينفع ولايخدم إلا أصحاب نظرية إشراك الكل في الحكم وهذه مثلبة ديمقراطية مهما حاولنا تجميلها لان الاصل هو حكم الاغلبية النيابية وتشكيل معارضة بموازات الحكومة ضمن الاطر الدستورية لتفعيل الرقابة والشفافية . وهذا متعارف عليه ولايحتاج الى فقهاء في السياسة والدستور الا اذا اخترع الساسة في العراق انماط جديد من الديمقراطية وأسلوب جديد من الحكم الرشيد فليفتونا ويقنعوا الجمهور بهذه الصرعة الجديدة . فمرة الدستور هو الحكم ومرة اخرى التوافق والمحاصصة هي الأولى . ولو رجعنا الى خطب وتسجيلات كافة الشركاء وفي مناسبات متعددة سنسمع منهم مرة التمسك بالدستور ومرة اخرى ان العراق لايحكم الا بالشراكة وهذه ضبابية مقصودة لحجب الرؤيا عن الفشل الذريع الذي تكبدناه جراء عملية سياسية غير قويمة . إستمرئت الكذب والعنف والتسلط في فرض وصايتها أسوة بالانظمة الاستبدادية والديكتاتورية لكن بمفاهيم وطرق اخرى فالكل يعرف ان العراق محكوم من اشخاص بعينهم دون مؤسسات اوقانون مايقره هؤلاء هو الماشي والمسلم به والخلافات بينهم صعودا ونزولا بسبب تقاسم الكعكة .
بعد أن غلق خط بغداد - أربيل ومن قبله بغداد - النجف إبان تشكيل مجلس الحكم وماتلاه وانفرطت أو همشت الكثير من المرجعيات بسبب تصرفات الساسة العراقيين . هل سينجح خط أربيل - النجف من إنتشال العملية السياسية المعطلة وخطها النازل الى الحضيض وتصحيح العجز أم اننا سنشهد تصعيد خط المطالب فقط . دون نظرة استشرافية للمستقبل والبديل المختلف نهجا وأسلوبا في التعاطي مع كل الازمات بعيدا عن المحاصصة . وفي كلتا الحالتين سيمنى الشعب العراقي بخسارة فادحة الا اذا تغيرت عقلية من استلموا مقاليد الحكم واستأثروا بكل شيء . أم سنشهد تغيير قواعد اللعبة من اللاعبين أنفسهم ؟ خوفا على فقدان السلطة التي جلبت لهم المال والجاه مهما كان فشل مشروع الدولة فشلا ذريعا ومدمرا ويبقى كل شيء على ماهو عليه من محاصصة وتوافقية مغلفيها بتفاهمات الشراكة لتكون أخف وقعا وهضما . الايام القادمة حبلى بالكثير من السيناريوهات ولا احد يدعي معرفة مآلاتها والى أين هؤلاء الساسة ذاهبون بالبلاد والعباد .

عباس داخل حسن
[email protected]



#عباس_داخل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة في الطنطنة العراقية
- التابوات في السياسة العراقية
- ودي أصدق بس قوية !!!!
- دَع ألحكُومَة وإبدأ ألحياة
- طسات ديمقراطية ... مقابلة مع المحلل السياسي ستار ميمونه
- من يرفع مظلومية الحمير ؟؟؟
- قمة بغداد ... بدون سيرك القذافي
- المادة 140 واخواتها
- القمة العربية تنعقد....ام لاتنعقد
- القدر العراقي
- المشهد العراقي عقلية الحزب والطائفة
- كلوا بانصاف !!!
- مصائب الكاتب ---- محنة الابداع
- طلسم اتفاقية أربيل
- برلماننا البيزنطي
- متى نصير اوادم ؟؟؟
- المشهد الاعلامي العراقي
- ايمي وليست نوبل
- الفساد في العراق والزوابع السياسية
- تصبيرة بالديمقراطية


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس داخل حسن - خط اربيل -- النجف / صاعد- نازل