أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - رياضُ الترك رمزاً (٢-٢)














المزيد.....

رياضُ الترك رمزاً (٢-٢)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يترك رياض الترك بعد خروجه الثاني من السجن الشعارات واللافتات المعلبة ولا يدلي بتصريحاتٍ حادةٍ كما فعل بعد خروجه الأول واصطياد النظام له، بل دخلَ في العمل السري كما بدأ تحويل لغته ومصطلحاته السياسية المستوردة إلى واقعية سياسية عميقة.

الثورة تشتعل والقائد الذي كان هادراً يتوارى، ويفكر بعمق في مصير البلد وكيفية الخروج من المذبحة التي يقيمها النظامُ للشعب ولكي يوجه الشعب للانتصار.

هناك تنسيقيات الثورة على الأرض مكونة من شباب مضح ومتحمس وهناك المثقفون السياسيون في الخارج يقودون نظرياً وإعلامياً.

الأسئلة الساخنة الحادة في الحياة اليومية هي: كيف نسقطُ النظام؟ هل نستخدم السلاح أم نعتمد على العمل السلمي؟ كيف يتم توحيد الشعب المكون من طوائف وقوميات مختلفة؟ هل تقود الثورة العفوية لنظامٍ طائفي سني يرثُ الدكتاتورية السابقة وكيف يُمنع ذلك مع تطور الثورة نفسها وللبقاء ضمن الوحدة الوطنية والتعددية؟

يتوجه رياض الترك إلى رسم خريطة هادئة للتحول الذي سوف يجري أثناء الثورة فيذكر:

(في هذا السياق إن أفضل وثيقة سياسية صدرت حتى الآن بخصوص مستقبل الثورة، هي تلك التي أنجزتها لجانُ التنسيق المحلية تحت عنوان: «رؤية لجان التنسيق المحلية لمستقبل سوريا السياسي»، كونها تمثل رؤية متكاملة لآلية نجاح الثورة وإيجاد مخارج أمنة للبلاد توقف حمام الدم وتتيح انتقالا هادئا ومتدرجا للسلطة يبدأ من الإقرار أن القضية المركزية والهدف الأول للثورة هو تغيير النظام السياسي، متمثلاً كنقطة انطلاق في إنهاء ولاية الرئيس. طبعاً يظللا التحدي الأساسي للثورة متجسداً في إمكانية كسب عقول وقلوب الفئات الصامتة التي لم تتحرك بعد، إما لحذرها من التغيير وإما لخوفها من القمع أو لحرصها على مصالحها. ومن هنا تأتي أهمية تأكيد سلمية الثورة وعلى كونها ستأتي بالحرية ليس فقط للثوار ولكن لجميع فئات المجتمع وستضمن حقوق الأقليات الدينية والإثنية)، من حديثه مع الصحفي محمد علي الأتاسي.

لا يذكر التركُ الخريطةَ المعقدةَ الاجتماعية للحياة السورية، وضخامةَ الجيش السوري المعبأ أيديولوجياً وفاشياً لعقودٍ طويلة، وبالتالي يعتقد أنه من الممكن النمو السلمي حيث الجيش وطني لا يمثل خطراً كبيراً، وكذلك فإن الطبقة الفاسدة التي تكونت من نهب القطاع العام سوف تسلم السلطة بشكل ما وتغدو هذه الطبقة مختزلة في عائلة الأسد .

والحديث (الرومانسي) عن الجيش نلقاه في أحاديث أخرى سابقة عند بداية الأحداث فيسألهُ صحفي:

(في ضوء ما يجري اليوم من زج للجيش في مواجهة المتظاهرين، ألا تعتقد أنك جانبت الصواب عندما كتبت في مقالك أنف الذكر «لن تبقى سوريا مملكة الصمت»، أنه مخطئ من يراهن «أن الجيش سيوجه فوهات بنادقه إلى صدور الشعب السوري» وأن «الجيش من الشعب والشعب من الجيش، فداخل كل دبابة هناك حفيد من أحفاد يوسف العظمة»؟

كلمات الترك صائبة وخاطئة في ذات الوقت، فتاريخيةُ الجيش الوطني السوري مشهودة في معاركه الوطنية ضد الفرنسيين، لكن الأحفاد تمتْ أدلجتهم وعسكرتهم خلال عقود النظام الشمولي، بل تم إفساد الجيش عبر ذبح الوطنيين في لبنان ثم سرقته.

هنا مع غياب التحليل التاريخي يمكن للسياسي أن يصدر كلمات عامة مكلفة، ونضال الثورة السلمي مطلوب ومن الضرورة تواصله لكن الاستعداد للنضال العنيف مطلوب كذلك، وهذا الكلام يجري في أوائل الربيع السوري الدامي، ثم يغدو الترك أكثر حذراً ويتطور نضاله متعلماً من تضحيات الناس.

لافتةُ الحزب الشيوعي تُستبدلُ بها حزب الشعب الديمقراطي، ومتابعة لجان التنسيق ومعرفة تفاصيل أعمالها والتعلم من نضالاتها وتقديم بعض الاقتراحات الضرورية، وتكييف العمل السياسي الخارجي لحراك الداخل، هي المهماتُ التي عكف عليها المناضل الكهل المتخفي الغائب عن الملاحقات الشرسة.

صارت مهمات الجيس السوري الحر الدفاع عن المتظاهرين والرد على القمع، وهو أمرٌ يجمع بين إستخدام القوة ولكن بشكل حذر وعقلاني، وكذلك هو تحفيز لتلك التاريخية الوطنية القديمة للجيش السوري للظهور، وهي تربيةٌ سياسيةٌ عسكرية كفاحية جديدة مختلفة عن الجيش النظامي الذي تخصص فيما هو مغاير لذلك.

وهي عملياتٌ أدت إلى مزيد من الانشقاقات في جيش النظام ووسعت من الجيش الحر، لكن لاتزال آلة النظام العسكرية الرهيبة باقية محتاجة إلى عون عربي ودولي كبير.

وتبدو هنا واضحة بين البصمات النضالية الصبور ذات التاريخ العريق وبين قيادة المجلس الوطني السوري، التي مثلها برهان غليون الذي أفتقد تاريخية وجذور ذلك النضال، وبدا شخصية ثقافية ذاتية أكثر منها شخصية قيادية متمرسمة في هذه اللحظات الخطِرة الدقيقة من تاريخ الشعب السوري.

رياض الترك الكهل الذي حرقَ جلدَهُ السياسي في السجون وكشطَ بموس حاد شعاريته السياسية المعلبة وغاصَ في عمق الأرض والشعب وراح في بحر الدماء والمطاردات يقدم كلماته ونصائحه الثمينة، هو ابنٌ حقيقي لهذا الشعب السوري البطل، فلا عجب أن ينجب الشعب هذا النموذج البطولي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياضُ الترك رمزا
- مع الرأسماليةِ الحرة يمينٌ ويسارٌ جديدان
- الشيوعيون العربُ والثورة السورية (٢-٢)
- الشيوعيون العربُ والثورة السورية (١-٢)
- فصل المذاهب عن السياسة الحديثة
- الإخوانُ المسلمون في سوريا (٢-٢)
- الإخوان المسلمون في سوريا (١ -٢)
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الحكومة إلى السجن (٣-٣)
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراءِ إلى السجن (٢-٣ ...
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراء إلى السجن (١-٣)
- ولاية الفقيهِ ضد الليبرالية
- عبدالخالق السامرائي بين النبل والخيال (٢-٢)
- عبدالخالق السامرائي بين النبلِ والخيال (١-٢)
- صراع قوتين في الانتخابات المصرية
- الشيخ يوسف القرضاوي والوعي بالديمقراطية (٢-٢)
- الشيخُ القرضاوي والوعي بالديمقراطية (١-٢)
- الإخوان المسلمون بين إعصارين
- صعودُ الاشتراكيين الديمقراطيين
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحريةُ (٣-٣)
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحرية (٢ - ٣)


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - رياضُ الترك رمزاً (٢-٢)