بيوت الصحوات ...بين عبوات القاعدة وكلبجات الشرطة

اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 01:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

لا يكاد يمر يوم الا ونسمع عن وقوع عمليات اغتيال لافراد من الصحوات في عموم المناطق التي سبق ان تم تحريرها من قبضة تنظيم القاعدة ، وتطور الامر مؤخرا الى عمليات تفجير منظمة لمنازلهم بساكنيها من قبل عصابات القاعدة . وفي ذات الوقت لا يمر اسبوع الا ونسمع خبر اعتقال عناصر من الصحوات من قبل الاجهزة الامنية المختلفة بتهم تتعلق بارهاب تعود الى ايام ارتباطهم بالقاعدة.

من امثلة هذه التفجيرات الماساوية لمساكن عناصر القاعدة ما حصل لهم في منطقة الخالدية التي تقع غرب الرمادي، عام 2009حيث قام تنظيم القاعدة بتفجير ستة منازل يعود اربعة منها لأفراد الصحوات والاخران يعودان لمحقق عدلي ومقاول اوقعت خمسة عشر جريحا وتسعة شهداء ما يزال اربعة منهم تحت الانقاض ، وتمكنت قوات الشرطة المحلية بعد ساعات من القاء القبض على الخلية الارهابية التي نفذت العملية.

مثال اخر اكثر مأساوية ودموية ماجرى في قرية البو صيفي التابعة لهور رجب الواقعة جنوب بغداد في نهاية عام 2009والتي كانت تعد احد قلاع القاعدة قبل ان يتم تحريرها من قبضتهم، في عام 2008.قامت مجموعة مسلحة من تنظيم القاعدة ترتدي الزي العسكري في الثاني من الشهر الجاري بالهجوم على اربعة منازل سكنية تعود لافراد من الصحوات وقامت بقتل اغلب من فيها ، وبلغ ضحايا هذه المجزرة اكثر من 24 شخصا من الرجال والنساء .

مجلس الصحوات في محافظة ديالى الحكومة طالب مرارا بوقف الاعتقالات ضد عناصر الصحوات واضاف بان الكثير من افراد الصحوات يتم اعتقالهم عقب كل خرق امني ضمن مناطق مسؤولياتهم ،اما محمد المجمعي القيادي في الصحوة فقال ان القاعدة تبنت ستراتيجية جديدة لابعاد قادة الصحوات واعتقالهم من خلال تنفيذ عمليات التفجير والقتل في مناطق مسؤلياتهم الامر الذي يؤدي في النهاية الى اعتقال قادة الصحوات وتحميلهم مسؤولية هذه الخروقات .

المالكي دعا اكثر من مرة الى الاستفادة من افراد الصحوات لكي يكونوا ضمن الجهد ألاستخباراتي لانهم يعرفون الكثير عن تلك الخلايا الارهابية النائمة .

ابو عزام اتميمي مستشار شؤون الصحوات رحب بهذه الدعوات وطالب بالاستفادة من افراد الصحوات في العمل الاستخباراتي.


يرى المهتمين بملف الصحوات ان القوات الامريكية والقوات العراقية كذلك وصلت الى قناعة تامة انها لا يمكن ان تلحق هزيمة حقيقية ضد تنظيم القاعدة في الانبار وفي المناطق الساخنة عموما ، مهما زادت من عدتها وعديدها اذا لم تحض قواتها بتعاون السكان المحليين معها ضد تنظيم القاعدة . وكان لجرائم تنظيم القاعدة التي افزعت وارعبت المدنيين واذلتهم في تلك المناطق حيث نحرت مئات الرؤوس من شبابهم امام انظار ذويهم ، كان لذلك اكبر الاثر في استمالة السكان المحليين الى جانبها وكان للشهيد ستار ابو ريشة الدور المحوري في التأسيس لقوات الصحوة التي ساهمت الى حد بعيد في توجيه الضربة الماحقة لتنظيم القاعدة في الانبار ومن ثم في جميع انحاء العراق . الا انه وبعد نقل ملف الصحوات الى القوات العراقية في عام 2009 لم تتوصل مع القوات العراقية الى الية دقيقة للتعامل مع هذا الملف .فتم الاستغناء عن العديد منهم كما تم تعيين قسم منهم في وضائف مدنية ، مما سهل على التنظيمات الارهابية المعادية اختراقهم .لذلك فان ملف الصحوات بحاجة الى اعادة نظر ودراسة معقمة من الخبراء الامنيين والعسكريين لاعادة تفعيل دور الصحوات ، ولعل دعوة المالكي الاخيرة في الاستفادة منهم يمكن ان تكون مدخلا لذلك .
نعود الى موضوع اعتقال الصحوات بتهم تتعلق في اغلبها بالارهاب في فترات سبقت تخليهم عن القاعدة والتحاقهم بالصحوات . ونرى بانه كان يفترض ان يعفى عناصر الصحوات عن الجرائم التي ارتكبوها في تلك الفترة على ان تعود اذا عادوا ثانية الى القاعدة او اذا ارتكبوا اية جريمة اخرى ، بمعنى منحهم عفو مشروط .كي يشجعهم على الاندماج بالمجتمع من جديد بعد ان اعلنوا توبتهم بشكل ضمني عندما حملوا السلاح ضد من كانوا معهم في الامس القريب . وهذا العفو يحصل في كل دول العالم لمن يلقي السلاح فكيف بمن ابقى على سلاحه ولكن حول اتجاه فوهته نحو صدور من كان معهم بعد ان صحى من غفلته واعلن توبته .

#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات