|
نقاشا على (عالم القطب الواحد وشعوبنا)
عبد فيصل السهلاني
الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 00:30
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تفضلت صفحة الحوار المتمدن الالكترونية مشكورة، والشكر موصولا لكل هيئة التحرير إن نشرت لي رؤيا تحت عنوان (عالم القطب الواحد وشعوبنا) في أحد أعدادها الحديثة،رغم إن الأطروحات والاستنتاجات التي تضمنتها هذه الرؤى تختلف عن ما تذهب إليه هذه الصفحة الالكترونية الجادة، وقد تلقيت ردوداً مباشرة عديدة على الأفكار التي تضمنها الموضوع، ولذا رأيت من المفيد أن أوضح ما ذهبت إليه من أجل الفائدة وحتى لا تغطي السياقات الأخرى على المضمون كالسرد الطويل والتداخل في الأفكار وغيرها من مستلزمات الكتابة أحيانا. مقدما شكري لكل من مر على الموضوع وكل من أنتقد الموضوع وكل من قومه. في هذا الرؤيا تناولت محاور أريد أن ألخصها هنا بنقاط كرؤوس أقلام لعلها تساعدني في توضيح ما تناولته في ما بين سطور هذا الموضوع، والذي قد لعب السرد الطويل وحسب رأي أحد الإخوة المنتقدين من المثقفين ، وغير المحبوك جيدا، دورا سلبيا في عدم فهم الأخر لما أروم الوصول إليه, أولا:- موضوع الغبن التاريخي الذي لازالت تأن منه الشعوب المستعمرة(بفتح الميم) التي رزحت زمنا طويلا تحت سيطرة الحكومات الغربية في فترة الاستعمار القديم الذي ساد بعد الحرب العالمية الأولى، وقد استبدلته الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية،باستعمار مباشر أو غير مباشر،وفيه ركزت أن هذا الحيف ليس من سهل إزاحته من المخيلة الجمعية المخزونة لأجيال من هذه الشعوب وقد يستطيع استغلاله أي متطرف منها، لأنه يشكل بيئة ممتازة لكل متطرف ومن كل الأوساط. وعليه يجب البحث في أساليب حديثة تتماشى والتطور الإنساني وليس غيره من أجل تخليص هذه الشعوب من هذا الحيف. ثانيا:- معظم الحركات الشعبية التي حدثت والتي قامت للتخلص من هذا النير الثقيل، في بداياتها شعبية ولكنها سرعان ما تقع بيد قوى لا تنسجم وحركة التاريخ ألاجتماعية الاقتصادية في هذه البلدان ، سرعان ما تنقلب إلى حركات معزولة، تستخدم القوة والعنف والبوليس في قمع شعوبها تمسكا بالسلطة. وتلجأ للعامل الدولي في بسط سلطتها مقابل تنازل عن قسم من مصالح الشعوب. ثالثا:- فشل العامل(المحرك الاجتماعي) القومي العروبي والعامل الاشتراكي في حل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية لهذه البلدان ، وبات هذين المشروعين حجر عثرة في التطور الصحيح والمتناغم مع رغبة شعوب المنطقة وتحقيق أهداف المرحلة، والذي لازلنا نئن منه لهذه اللحظة، والذي أثمر الأنظمة في مصر والعراق وسوريا واليمن وليبيا والجزائر. وبسبب أهدافه في قضية الوحدة العربية وتطبيق الاشتراكية شمل في قمعه القوميات والأقليات المتعايشة في المنطقة. رابعا)-: الخريف العربي) التحرك والهيجان الجماهيري الذي بدأ شرارته في تونس أو التغيير المدعوم بصورة عسكرية في العراق من خلال التداخل العسكري. أنا اعتقد (بتواضع كبير) لا يمكن حساب هذا التغيير على الإطلاق ربيعا حقيقيا ومعبرا عن الرغبة الجماهيرية الواعية وجاء منسجما مع التطور التاريخي الطبيعي للشعوب، إلا في نقطة واحدة ، هي كسر هيبة الحكومات في التسلط والقمع للرأي المعارض مهما كان حجمه أو أهميته ومنح المواطن العادي في هذه البلدان للخروج من بودقة الخوف والقمع ،الذي كانت تمارسه أجهزتها القمعية والبوليسية، ومبدأ عدم المشاركة في رسم السياسة العامة للبلد الذي كانت هذه الأنظمة تحتكره لها كليا من خلال القائد ام من خلال الحزب ، وإعطائه القدرة على الخروج والاحتجاج على كل ما يراه غير مناسب ويلبي مطالبه في العيش الكريم. ولكن النتائج كانت مقلوبة تماما، حيث بدأ الحراك هذا قوى شبابية وانتهى بسيطرة قوى ظلامية وسلفية نمت وترعرعت في أحظان القوى الاستعمارية السابقة أو دجنتها تلك القوى لمصالحها الخاصة. خامسا:- حاولت أن أبين أو أوضح إن هذا الحراك لم يكن أبدا بعيدا عن أجندات الصراع الدولي الحالي في المنطقة بين الصين الناشئة والمتريثة والجادة في لعب دور مهم يتناسب مع حجمها البشري والاقتصادي سريع النمو. وروسيا الدولة النووية الأوربية الأسيوية ومعهم الهند من جهة ودول الغرب العجوز والولايات المتحدة الأمريكية المزقة في سياستها من جهة أخرى، والسباق في بسط نفوذها أي الدول الغربية في المساحات الفارغة قبل إملاءها من هذا أو ذلك في بيئة رخوة وصالحة لذلك. إن محاولة القوى الاستعمارية القديمة الحديثة في الوصول إلى المياه الدافئة والسيطرة التامة على مصادر الطاقة فيها لا يجوز استبعاده في عالم المصالح الذاتية والاحتقان العالمي والاستمرار بإعلان القوة وسيلة رئيسية لحل الأزمات الدولية والصراعات المجتمعية والحضارية . إن سيطرة عقل القوة على عقل الحوار وعدم اللجوء إلى المؤسسات الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي في حل الخلافات هذه أو سيطرة الولايات المتحدة على هذه المؤسسة الدولية،وانعدام البعد الإنساني في توزيع الثروات في العالم سوف يبقى عنصر القوة اللانساني هو الدافع والمحرك الأسهل في حل الخلافات الدولية . سادسا:- مطالبة شعوب العالم الآخر في الحصول على الطاقة النظيفة، وخوف بلدان أوربا وأمريكا باستخدام هذه الدول ذات الأنظمة القمعية وغير الديمقراطية هذه الطاقة لإغراض عسكرية كما الحال في حالة إيران وكوريا الشمالية. سابعا:- لم تعد الإسرار جدا خفية ، ولم تعد المعلومة صعبة الوصول إلى شعوب العالم ، فواضح ألان جدا صعود اليمين وضغطه أو لعبه بيضة ألقبان في تشكيل حكومات البلدان الغربية التي تبتعد عن السير على روح المبادئ الإنسانية الحقيقية في الاستمرار في السلطة، وصعود هذا اليمين اجتماعيا خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومشروع هذا اليمين هو تقسيم العالم على أساس ديني وحضاري ، وبعد ذلك يحاول تحقيق مشروعه على ارض الواقع من خلال مبدأ الخلاص الذي يعتمد الميثلوجيا الدينية والتي تفضي بالأخير إلى الحرب الدينية المقدسة. وقد كشفت المصادر الإعلامية في الفترة الأخيرة عن اتصالات بين الرئيس السابق جورج دبليو بوش والرئيس الفرنسي الأسبق فالير ديستانس والواردة في مذكرات الرئيس الأخير حيث يعتقد الرئيس الأمريكي انه مختار كرئيس للعالم من قبل الله. أن من يعتقد أن هنالك خلافا على الأقل ألآن بين التيار الإسلامي المتشدد ومعه حركة طالبان والقاعدة والوهابية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى واهم جدا، فكلاهما أدوات صراع وعوامل اختلاف مسيطر عليه. وفي حديث في منتصف الثمانينات لمدير جهاز المعلومات البريطاني ( لماذا تحتضن بريطانيا المتشددين الإسلاميين ضد أنظمة حكم لها علاقة جيدة بكم كمصر مثلا؟ فكان الرد سريعا، إننا أي القوى الغربية نريد أن نصل إلى العقل المفكر لهذه القوى) ثامنا:- اعقد واثقا إن الدول الغربية تسعى بشكل أو آخر إلى تطوير ماكينتها ومصانعها الحربية من اجل خلق فرص عمل لمواطنيها أولا على حساب هذه الشعوب، أو من خلال تجارة هذه الأسلحة وبيعها في مناطق أزمات تخلقها هي ومن ثم استلاب مصادر الثروة لدى هذه البلدان المتطلعة شعوبها نحو التقدم والرفاهة، كما هو الحال في السعودية وإيران وإسرائيل وكل الدول العربية ومناطق التأزم الأخرى. تاسعا:- فرض والتفرد بالقرارات الأممية خارج مجلس الأمن وعدم التريث في الحصول على الإجماع الاممي وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفقط يهدد السلم والأمن العالمين أولا ويقلل من أهمية المؤسسات الدولية الأممية، كما حصل في حرب أفغانستان والعراق وليبيا . وعدم مساعدة الشعوب بصورة إنسانية لتكملة التحول الاجتماعي السياسي بل تسعى ألإدارة الأمريكية إلى إجراء العمليات القيصرية لولادة جنين ناقص تأخذ على عاتقها تربيته وتمرينه وتوجيهه بما يخدم مصالحها هي . ملاحظة:- (لم أقصد الولايات المتحدة كشعب ودولة في كل كلمة وردت فيما سبق بل المقصود هو الإدارة الأمريكية) إن تحليل هذه الأمور وتشخيصها، ليس الهدف منه حشد الكراهية لشعوب أوربا أو أمريكا بقدر ما هو محاولة لوصف العلاج، والعلاج ألان موجود في عقل شعوب المنطقة وإرثها التاريخي العظيم، ولدى النخب السياسية الوطنية والديمقراطية، في الوقت الذي تعمل على إشاعة روح الوطنية والإخلاص في العمل من اجل رفاه شعوبها وكرامتها وعدم خلق بيئة صالحة للتدخلات الخارجية بسبب الخلافات بين مكوناتها السياسية والاجتماعية ، أن ترسم أيضا لشعوب الدول الغربية حدود مصالح شعوبها أيضا . مع فائق الشكر والتقدير لكل من داخل وناقش الموضوع وأضاف إليه أفكارا أخرى.
#عبد_فيصل_السهلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العالم بالقطب الواحد وشعوبنا الى اين؟
-
هل تعلم الحكام العرب من التاريخ . التجربة مع العراق
-
الفساد في العراق ، فساد المفوضية المستقلة للانتخابات في العر
...
-
منظمات المجتمع المدني وتكريم العراقيات المبدعات عبير السهلان
...
-
من يجب ان يستقيل اولا وزير الداخلية ام رئيس الوزراء
-
رئيس وزراء التسوية حكومة تسوية
-
رسالة الى زعماء العملية السياسية في بغداد
-
مؤتمر الشعب العرااقي الانتخابات الوطنية
-
الانتخابات البرلمانية مسؤولية وطنية أم انتهاز فرص
-
رسائل عيد رمضان
-
خطوات في الزمن الصاعد ضوء في طريق التيار الديمقراطي
-
بيان لقوى ديمقراطية
-
نبوءة فريدمان زيارة دي كشيني للعراق
-
مرة أخرى يفرض العراقيون إرادتهم
-
بطل من بلادي علي خليل (ابو ماجد)
-
فشل الاحزاب الاسلامية فشل بامتياز
-
تيار الوسط الديمقراطي الخاسر الوحيد في مؤتمر اربيل
-
من يتحدى من
-
رسالتين
-
رسالة الى اصداقاء
المزيد.....
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
-
فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد
...
-
السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل
...
-
هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
-
تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم
...
-
العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
-
الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم
...
-
المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|