ودي أصدق بس قوية !!!!

عباس داخل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 19:02
المحور: كتابات ساخرة
    

مسرحية { حامي الديار} الكويتية التي قام بتمثيل الأدوار فيها مجموعة من نجوم الدراما والمسرح لهم بصماتهم الجميلة والراسخة وهي مسرحية كوميدية . ناقدة . ساخرة . وناقمة على بعض الظواهر السلبية في الحياة السياسة والاجتماعية . وكان المنع لها بالمرصاد . وهذا ديدن قديم بالتعامل مع أي عمل إبداعي . يخنقوه عاجلا أم اجلا بحجج وتاويلات التكفيريين من السلف الصالح أوبحجج واهية كالمساس بهيبة الحكومة اوالدولة والوطن . أو يوأد من الرقابة على طريقة الجاهلية في وأد البنات في الازمنة الغابرة .
والاقطار العربية تحمل نفس الفيروسات وألأمراض .مع تفاوت مساحة حرية التعبير وأن كانت هامشية إلا اننا نعاني الأمراض إلاجتماعية والسياسة المميتة ذاتها وإذا ما تكلمنا بصراحة ينطبق علينا المثل الشائع {مكروهة وجابت بنت}
وفي مشهد من المسرحية تحت عنوان مقهى الكذابين {ديوانية الكذابين} يدور حوار يطير الأفيال وينشف المحيطات والبحار ويشيب الطفل الرضيع في المهد من الكذب والمبالغة الغير مألوفة على الاطلاق .

وكلما اشاهد الفضائيات أو قرأ الصحف العراقية وحزمة الوعود التي يطلقها الساسة العراقيين أعود الى هذا المشهد . أغير رأيي بان هذه الديوانية لاتبالغ ولاتنافس عشر من كذب المسؤولين العراقيين المصفط في البرلمان والحكومة . ومن الكذب ماقتل . على سبيل المثال العراق سيصدر كهرباء نهاية العام 2012 لدول الجوار أو ديمقراطية فائضة عن الحاجة لدول الربيع العربي أو الأستفادة من خبرات العراق في مكافحة التطرف الديني والقضاء على الارهاب في افغانستان والدول العربية . وحل مشكلة إيران النووية مع الخمسة الاعداء والقائمة طويلة .
وكما يردد الفنان {سعد الفرج} وهو أحد شخوص هذه المسرحية ورواد مقهى الكذابين ودي اصدق بس قوية................ للمبالغة بالأمنيات بعيداً وتجاوزت الحد المألوف وفوق المعقول لحد البكاء من الضحك من هذه المسخرة . مثل مسخرة موفق الربيعي عندما كان وزيرا للامن القومي مرددا وواهما نفسه بان العراق سيصبح سنغافورة الشرق الاوسط خلال أربعة أعوام . وهلم جرا .
وكلما أسمع مؤمناً بالله واليوم الآخر طيب القلب والسريرة والنوايا يطرح موضوع توزيع فائض إيرادات النفط والميزانية على فقراء العراق وبدعوة خالصة لوجهه تعالى . أردد بكل صدق وحسن ظن ونية خالصة لوجههِ تعالى
ودي أصدق .. بس قوية
اي لاتحتمل هذه القررات والمشاريع التي لاتنتمي للمنطق وغير واقعية لا من قريب ولا من بعيد . والحيتان والتماسيح لها بالمرصاد بقوائم الاسماء الوهمية من أجل حلب أي قرار أومشروع لصالح الطبقات المسحوقة والمهمشة وهم الاغلبية الساحقة مثلما حدث في الحماية الاجتماعية والتعينات في البلديات والاتجار بضحايا المقابر الجماعية والسجناء السياسيين والمهجرين وغيرها .
وكذلك وعود الاحزاب والكيانات السياسية إبان كل انتخابات . تبدأ وعود وردية . وانتخبوا الأصلح الأنطح في الحفاظ على الأمانة والوفاء بالعهود التي تذهب حال فوزه مهب الريح . من توزيع الاراضي وسكن لكل مواطن ووطن لكل ساكن والضمان الاجتماعي والتامين الصحي ضد شلل الاطفال والطائفية ومظلة الحماية الاجتماعية وووووووووووووووودي أصدق بس قوية .
قيل سابقا أن أعذب الشعر أكذبه ولم أقرأ في حياتي أكذب من هذا بيت الشعر للشاعر {إمروء القيس} الذي غناه المطرب الخالد {سلمان المنكوب} وهو ليس وحده منكوب بل الشعب العراقي بأكمله أصبح منكوباً بسبب الخلافات السياسية المستحكمة بالمشهد السياسي العراقي والمحاصصة والمحالبة بكل شيء وبيت الشعر :
بعيني رأيت الذئب يحلب نملة ويشرب منها رائباًً وحليبا
إحلبوا النمل وإشربوا حليب ورائب ولا تعولوا على الوعود .
http://www.youtube.com/watch?v=8X_ph9bDJfc&feature=endscreen&NR=1

عباس داخل حسن
[email protected]

#عباس_داخل_حسن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل