أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الخطأ يتحول إلى خطايا














المزيد.....

الخطأ يتحول إلى خطايا


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تبدو الرؤية واضحة كالشمس رغم واقعها المُغّبر لصورة تُحّمل بالمعكوس وتشاهد بالمعكوس ويِعّتقد محدقها أنه يعلم حدودها وتفاصيلها الدقيقة لكنه تبين بعد مرور الوقت ما كان شمساً أتضح كهفاً وللصورة أبعاد غير ذلك السطح المرئي بين الضحك والمبكى والمأساة والملهى ولم ينتهي الحلم رغم أننا قررنا دون إذن أن نبقى صُحّا كي لا تغفل عيوننا ونعود إلى ذات الحلم الشاق ، ثم من لهفتنا تعرقلنا حتى لامست بطون أيدينا الأرض وتجرحت ركبنا نحو بقعتين هم أشبه بسجن لكنهما في الهواء الطلق نقف بعد كل وقوع ننفض حبات الرمل التى علقت على ملابسنا وأحذيتنا طالما عشقنا رائحتها في المنفى لكن دون أن تستطيع أن تصل أصابعنا لما هو داخل عقولنا فنتذكر مأساتنا وحرصنا على الدوام أن نكون الأجمل مما يجعلنا أن نعتني بشكل مضاعف بالأناقة الفائقة التى لا تعرف التعب أو الشكوى ولم تقتصر على الشكل دون المضمون أبداً لأننا تدربنا منذ البداية هناك وتجرعنا الجرعة الأولى هنا لأصوات أمهاتنا حافظات الوعد الأول عندما كنا صغاراً بأن تعليمنا وثقافتنا وتميزنا لا بد أن يكونوا عناويننا في المستقبل حيث لا وطن والمنفى لا يرحم .
ليس من السهل أن تقتحم من هو خارج المكان كي تشاركه ما تحمل من الآم المنفى أو تُحّدث الآخرين عنه من أجل أن يتفاعلوا بالقدر الذي يعكس تفهمهم لعشقنا المندفع بالعودة المجزوءة والتى تطورت من وقوع ثم نهوض ممزوج بالترنح إلى زحف تحت كرابيج الجلاد فللمنفى عذاباته المضاعفة كما لكرابيج الاحتلال جلداته المضاعفة المحملة من عمق الماضي المشبع بالإرث الممزوج بين الشعور بالضحية والانتقام من توأمها ، فمنذ ذلك الرجوع للفردوس المفقود أصبح قدرنا على الإطلاق الزحف لا غير إلى واقع لا يقبل التراجع ولا يعطي فسحة للمراجعة والتفكير أمام شعب تراكمت همومه بحيث حول ارتباطه بالأرض روحانياً لإدراكه أن معادلة الجسد والمكان لا مكان لهما رغم أنه لم يستنفذ حتى الآن دقاته اليومية لبوابة المستحيل مقابل زحف أخر ومن نوع لم يشهده التاريخ من قبل كأنها جاءت لتخصنا نحن دون البشر ضمن سياسة الإستقواء على الآخرين مصحوب باقتلاع الإنسان كشجر الزيتون واحدة تلو الأخرى بعار الصمت المسكوت عن الجريمة التى تحتفظ ببولصة التأمين مدى الحياة .
ففي الوقت الذي استطالت فيه أيدي الاحتلال وبلغ من التوحش حداً لا يمكن احتماله صرخ الكاظمون في وجه الأشجار عارية السيقان سيروا دون أن ترحلوا اختفوا ثم عودوا فأنني وحيداً أتنقل بكم في الأماكن العديدة التى لا تُحصى محاولاً بمفردي التصدي إلى أمواج البحر الغربية المحملة بالأوهام التى تبرر العجز المكرر ، أي خديعة هذه قد تعرضنا لها التى جعلتنا أن نقف وقفة أخلاقية ضد مؤامرة كونية نتج عنها مخاض فكري جاء كي يستخلص دروساً من تجربة مريرة عاشها الشعب ينشد الاستقلال وسط أكاذيب تكاد أن تطيح بكل ما قدمه العالم من ضمانات في إنهاء الاحتلال لكنه مستمر بالتنكيل اليومي بل اللحظي ويقول إن هذا من أجل دولتكم القادمة التى لا بد أن تمرّ بمرحلة التعذيب غير المنقطع ، الأمر الذي يعكس حجم الإفراط في الشروط التعجيزية وخطورتها من حيث التحقيق التى باتت أقرب إلى الخيال من الحلم .
المسألة غير تلك التى يعتقدها الإسرائيلي ويحاول تبريرها بالتمدد الطبيعي حسب احتياجات مواطنيه بقدر ما هي تشوهات داخل الضحية ذاتها التى تفوقت على جلادها وأصبحت تمارس ضعف ما كان يمارس عليها من جنون تحولت إلى إصابات هستيرية تتقدم كلما تذكرت خُلّو ماضيها من الدولة والأرض لتصبح قدرها الخوف ويتحول إلى فوبيا من العودة إلى ما قبل الاحتلال ، حالة التهميش لسنوات الضياع وانعدام الأمل تدفعنا على التبصر في المنظومة العالمية التى لا تقوى على وضع جهودها في إحقاق الحق أو الحد من تجاوزات صريحة لا يمكن لعاقل او صاحب ضمير أن ينكرها لكن للأعمى أحياناً الحق بإنكار الشمس ، مما أدى إلى إفراط كلامي عن الدولة الفلسطينية التى أفرزت استحقاقات حولها لم يعد من الإمكان تجاهلها بحيث تعرضت فلسطين القادمة عبر السنوات الأخيرة إلى افتراس بدوافع أمنية لا ينتهي من يعدو مِنَ العزف على أوتارها .
لقد قيل ويقال بأن القانون لا يرأف بجاهله وأيضاً التاريخ لا يكترث بمن لم يقرءوه ولا بد من أن يكرر ذات الأخطاء وفي الغالب تأتي بفائض للتحول إلى خطايا .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية
- توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
- قبيحة وتزداد قبحاً
- عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
- انتحر الحب
- الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم
- بافلوفية
- أحياء لكنهم شهداء
- بين الأشباه والسعاديين
- أصوات بُحّت لفرط الصراخ


المزيد.....




- دولة عربية تحظر ارتداء الكوفية الفلسطينية في امتحان البكالور ...
- حريق هائل يخلف خسائر كبيرة بمؤسسة -اتصالات الجزائر- جنوب شرق ...
- وزير الخارجية الهنغاري: محاولة اغتيال فيتسو نتيجة لحملة كراه ...
- أغرب الانتخابات في العالم في أصغر قرى إيطاليا
- 12 قتيلا على الأقل جراء ضربة إسرائيلية على ريف حلب
- تهديد روسي لكاسباروف بطل العالم السابق في الشطرنج بتوجيه اته ...
- سانا: سقوط قتلى جراء ضربات جوية إسرائيلية في نطاق حلب
- ائتلاف الحزب الحاكم في صربيا يعلن تحقيق نصر ساحق في الانتخاب ...
- الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية اقتحام واسعة للمنطقة الشرقية في ...
- زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب وسط اليابان


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الخطأ يتحول إلى خطايا