أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرهاد عزيز - الدولة الطائفية المسيسة والدروع البشرية















المزيد.....

الدولة الطائفية المسيسة والدروع البشرية


فرهاد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 11:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدولة الطائفية المسيسة والدروع البشرية
ان لمن دواعي الاسف وتردي الوضع البائس في العراق ان يدلو من مثلي المتعالي عن كل صفة طائفية ، مذهبية ، او نعرة قومية ، بمصطلحات قد يتداولها اربابها المتضلعين بها من المستثمرين في اجساد البشرية البسيطة كدروع ، ويظهر جليا ايضا حينما تركب الحافلات متنقلا في شوارع بغداد شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ، وانت تتسابق مع قدرك المتربص بك في زاوية ما ، بكاتم صوت ، او انفجار سيارة مفخخة ، او عبوة ناسفة ، او كلب انتحاري تائه . مظاهر دولة شيعة القوى المتشيعة السياسية التي تتاجر بدم سيد الشهداء الحسين ، واليكم بعض المظاهر المقززة باسم سيد الشهداء والتي اراها ، منفرة لا علاقة لها ، لا بدولة ، دين ، او مذهب .
التنقل بحذر والايات البينات
ان تستقل سيارة الاجرة بعد ان تتفق معه على الاجرة ، ليبدأ يومك بحركة بسيطة من سائق التاكسي وهو يضغط على زر جهاز التسجيل، حيث ايات القرآن الكريم وبصوت عال ، وتمر الدقائق ليبدأ معك حديث لا معنى له كي يحشرك في موضوع شائك عن مظلومية هذا المذهب بالضد من ذاك ليكرر ما يتفوه به السياسيون بدون حساب عن التمذهب والتدين ، ولا حول ولا قوة لك ، ازاء هذا المواطن البسيط الذي يفرض عليك ارادته رغما عنك ، لتنتهي رحلتك الشاقة في زحمة السير ، دون ان تتمكن من ان تطالب الاخ السائق بتخفيض صوت القارئ ، لأنه وبحكم تربيته أو بحكم الوضع القائم ، تجده متحزبا لهذا الاتجاه او ذاك ومتمذهبا لهذا المذهب او ذاك ، وهو مايحصده المواطن من ما يتعلمه من لغة السياسيين في العراق وهو المغلوب على أمره ، لتنتهي بعد ساعتين من المشقة ، وتودعه لتقول له ، اذا قرأ القرآن فاستمعو له ، وهانحن امضينا ساعتين دون ان نستمع للقرآن ، هل تجد في ذلك من ممارسة صحيحة ، حملتني ذنبا جازاك الله في ذلك .
المركبة والمقرئ
وان اردت ان تنزل عن المركبة اياها ، محترما نفسك كي لايفرض عليك مايريده سائق الاجرة ، لتستقل اخرى ، لتجده هو الاخر يستمع الى المقرئ باعلى صوته ، ولا تستطيع ان تقول له شيئا ، احتراما لمشاعره ، وهو الذي لايفكر بمشاعر غيره ، وانت الذي تدرك مظلوميته على مدار السنوات العجاف من ممارسة هذه الشعائر ، فكيف لك ان تقول له ، انك من الصابئة ، الايزدية ، المسيحيين ، البهائية ، ثم ماذا في عراق اليوم لو قلت له انا من البوذيين او الهندوس ، لكنت مشروع القتل المبارك في شارع يتم يوميا شحنه مع عدم وجود الطاقة والماء بمشاعر مستفيضة عن المظالم وثورة الحسين المغدورة .
ثورة الحسين المغدورة في العراق
الى حيث تاخذك الافكار عن العدالة الانسانية ، الاجتماعية والفلسفات التي اوردها العقل البشري من اول الاولين والى يومنا هذا ، ولتبقى اسير يومك هذا والزاوية التي يحصرك فيها الوضع القائم وانت تعرف بان هناك المنتظر القائم الذي يتم التعويل عليه لاصلاح هذه الامة ، العراق الذي لم يغلبه هولاكو ، لكنه مغلوب الان على امره ، واعتقد سيبقى مغلوبا على امره بمقياس الانسان التقدمي الديمقراطي العلماني ، لان مقياس الوطنية ،والعراقية ، وغيرتك على العراق قد تغير ، واصبحت المفاهيم شائكة ، وجيل الامس الذي كان ابان تحرير الامريكان للعراق من قبضة صدام ووضعه امانة بيد الموجودين على سدة الحكم قربانا للمصلحة الامريكية والتوازنات الدائرة في المنطقة برمتها ، سيعرف اي جيل تم تنشأته وهو الان في سن العشرين بعد مرور قرابة العشرة اعوام ، حيث المناهج التعليمية التي حشوها الغيب ، وعلمها ادوات الفقة وما لا يختلف مع منهج الوليه الفقية ، اضافة الى السلوك اليومي لطلبة لابد ان يتعلموا احترام دينهم بتكرار الاحاديث والايات ، وبعد المدرسة عليه ان يسمعها من مكبرات الصوت هنا وهناك ، بالاضافة الى كل الرايات والاعلام المرفوعة على الدوائر الرسمية وغير الرسمية ، وعلى اعمدة الكهرباء في كل الشوارع تقريبا ، ليستفيد تجار الاقمشة الملونه ، ويستفيد اصحاب المطابع من تكثير صور الائمة المقدسة ، وبالتالي يتم توزيعها ولصقها في كل مكان ، واستبدلت الصور في المحال والمقاهي بصور الائمة الميامين ، كي يكسب جيب الرسام الاول ، والخطاط الاول ، وبالتالي المطبعة الفلانية وهكذا دواليك ، ليستثمر الحزب الاسلامي الفلاني ، بحيث لا تستطيع ان تنظر الى صورة امام الا وصارت لديك قناعة بانه سيوشي بك الى فرقة ما قذرة ، او الى عصابات حزب اسلامي ما ، وبالتالي لا تستطيع ان تقول رأيك مطلقا بصراحة ، الا وتسبقه بحديث او آيه او حدث له علاقة بالامام او النبي كي تستطيع ان تحرك ساكنا في مخيلتك الفكرية كي تسوق الحديث دون ان ترجم بالالحاد او الكفر او الشرك ،وانت الذي جئت بعمرك كله على كفك دفاعا عن حرية الانسان وكرامته ، مطالبا بحريته في التعبير في بلد كانت الحريات فيه مقموعة ،وهاهم من كانوا مقموعين يغزون الشارع ويلقنون الطفل كيف يقمع الاخر فكريا .
الشوارع خالية الا من الاشباح
تسير على غير هدى ، تنظر حولك كي تجد الشوارع مقطعة الاوصال ، وتنظر الى حيث بعضها قد بترت لزوار الحسين الذين هم ايضا كبش فداء هذا الموكب المسير او ذاك ، بناء على رغبة هذه التعبئة او تلك ، وانت الذي تريد ان تستقل سيارة لم تجدها وبالنتيجة وجدت السير اسرع ، باعتبار ان زحمة السير المفتعلة بلا انتظام للمرور ، قد يؤدي اي انفجار الى كارثة لتتواجد عدد البشر وعدد السيارات ، وتلاحظ المواكب الحسينية وبمكبرات الصوت من اول الكرادة داخل الى اخره حيث مواكب الفئة الفلانية من المذهب ، ومن اول شارع الداخل الى الى حيث منطقة الجوادر ومن اول الكيارة الى حيث كسره عطش هي مواكب الفئة الاخرى من نفس المذهب ، والاعلام والرايات المرفرفة ، والبشر السائرون وبعض اعلامهم المزروعة في حقيبة الظره تدل على انتماءاتهم الحزبية الاسلامية ، وتصل القناعة الكاملة ان هذي الدروع البشرية السائرة الى امام هي اهداف مقصودة ، لاعمال ارهابية يكون فيها البشر السائرون قد دخلوا الجنة شهداء على حساب هذا الحزب او ذاك المنظم لهذه الزيارات ، والذي يدفع اليها من على المنبر هذا او ذاك ، دون ان يتساءل الانسان البسيط ، ماذا لو استشهد هو ؟ ذاهبا الى الجنة تاركا وراءه الاطفال والنساء في بلد لايحترم الاطفال ولا النساء ، والكل محاصر في لقمة خبزه اليومي ، من المعيل يامعيل ؟ هل سيكون المعيل الطابورالواقف على عتبة الاستعطاف الانساني ، ام على عتبة الجمعيات الخيرية التي لا تعرف مصدر تمويلها ولا مصدر صرفياتها ، ولم اجد ان آية من هذه الايات او سيدا من اسياد السلطة قد قدم وبكل شفافية مصدر التمويل والصرف من على الانترنيت كي يتعرف البعض على الخمس والزكاة المدفوعة ، واوجه الخدمة المقدمة بها .
وتجد البشرية تائهة ، تتلاقفها المواكب والخيم المنصوبة هنا وهنا بتمويل معلوم ومن جهات معروفة ، واستثمار الاحزاب والاشخاص فيها معروفة الاهداف والنوايا ، وخالتي البسيطة تتصل بي على الهاتف لتقول لي ، ابني اني دعوت لك ، وانا في الامام ، لأننا نعتبر الان من الخدم ، من خدمة الامام ، هكذا يقال لنا ، فنحن تم تنظيم رحلتنا على اساس نحن خدم الحسين ، وبالتالي كلنا خدم ، ولم اشأ ان اقول لها نعم والسادة قلة ، بل الولي الفقية واحد ،ياخالة ادعي لي بالبقاء على قيد الحياة مازلت احمل هذه الافكار ، فلا اعرف من الكاتم القادم ، ومن اية زاوية مرصودة قادم ، او من اي موكب سينطلق . ام كنت سالتحق بالمغدورين امثال كامل شياع او هادي المهدي بل وعشرات غيرهم من الذين وقفوا بوجه المد المتخلف للثقافة.
التفخيخ والكلاب البشرية السائبة المفخخة
كلنا صار يعلم ان سلاح الجبناء ، هو القتل بسرية تامة ودون مواجهة ، وباستخدام اكثر الادوات سرية ، وخساسة مثل هذه الاعمال تكون بشعة في جريمتها حين يقف وراءها ولي فقيه من الطرف الاخر ، المنظم للوصلة الكهربائية والصاعق ، وهو المقتنع بانها من صنع المقدس ، فهو ايضا مقدس وعمامته ايضا من السماء ، وهو ايضا ببركة الله يقاتل ، لذلك ، كما الاخر السائر الى حتفه دون دراية منه والى استشهاده دون ان يكون الاستشهاد غايته ، يكون هذا الكلب السائب مغيبا ايضا وهو يبتغي الشهادة والاستشهاد ، طمعا في الجنة ، التي ستمثل الحل الامثل لكل عقد الانسان ففيها الحور العين ، وهو حل لاشكالية جنسية ، وفيها الغلمان وهو حل آخر لعقدة اخرى ، وفيها الشراب الطهور ، والارائك وغيرها من الجماليات وصفة الحلم الانساني الذي يبتغيه البائس المغدور به ، حين يتم تفخيخه وهو يكون قد ادمن خلال ايامه الاخيرة على العقار المخدر كي يحد نفسه طائرا وسوبرمانا ، وسرعان ما ينفجر تخرج روحه الى السماء ليتعاطى الجنس حيث يستقبلنه الحوريات في عرش السماء ، ويستقبله الرسول بنفسه قبل ان يدخل الجنة المنشودة ، وهو القادم من القاع الاقتصادي للمجتمعات التي ترعرع فيها ، دون الماء الصالح للشرب ، ولا الكهرباء ، ولا الخدمات الصحية ، ولا التربية الجيدة في الحضانة ، ولا الروضة ، المدرسة الجامعة ، وغيرها من اوجه الارشاد التربوي الصحيح ، حيث يكون قد انزوى بنفسه الى ركن الجامع ينشد الخلاص لتتلاقفه اعين القابع على المنبر متابعا اياه ، ثم مقتربا منه ، ثم ناصحا ، وراشدا بتعاليم ابن تيمية ، معلما ومدرسا ، ومن ثم اماما ، وبعدها هاديا الى الجنة بتمويل مادي مدفوع الاجر سلفا اليه في الجنة .
اما عائلته ، اطفاله ، اهله ، امه وابيه كلهم تركوا لرحمة القسوة الانسانية حيث الفقر المدقع لاتنفعهم كلمات الامام الشافع الراشد الولي بلقمة خبز ، لذا ستضطر بعدها المسكينة الى ان تحصل على لقمة خبزها في بلد لايمنحها فرص العمل ، ولا يجيرها الوضع المالي للاهل كي يعيلوها ، فتلجأ الى من يستعطفها ويدفع لها وهي مكرهة على امرها في الحصول على لقمة الخبز بهذه الطريقة الشائنة المبتذلة ، وبمباركة الولي الفقية الامير المرشد ، وكلهم عند الله قتله يساهمون في الجرم كل بقدر معرفته بالامر .
دولة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
تكمن قوة مثل هذه الدولة في الاستناد على تفسيرها للكتاب المقدس ، ان كان قرآنا او غيره ، وبالتالي اساس المعرفة الالهية بكنه ونوايا البشر ، وبمعرفة الولي الفقية الامير المفسر لكلمات الله ، تكون الدولة قد ارست دعائمها منذ البناء الاول ومن ثم المجسد الاول ، حيث بقيت الدولة الدينية طموح تأملي لكل من اكتسب الخبرة والسياسة والدين معا ، باعتبار ان الاستثمار في كلمات الله واوليائه اسرع الطرق للوصول الى السلطة ان كانت من خلال صناديق الانتخاب ، في بلدان تغزوها الامية ، وانظمتها التعليمية تسترشد بالكتاب ودساتيرها تستند على فقه الكتاب ، بمعنى آخر الاكثرية الامية الجاهلة التي لاتعرف مصلحتها في المطالبة بالخدمات العامة ، والتي لم تتعلم المطالبة بحقوق المواطنة الحقة ، كي تطالب دولتها ، وان فكرت بذلك تكون قد طالبت الدولة الدينية التي ستحيله الى الكتاب وبالتالي صبرا ، وتحمل ففي الافق جنات ، حيث المغيبات الكاملة بكل تعاليمها وحيث يقبع الفقر المدقع ، وبعد صبر نهار عمل مضني ينتهي به الى حيث الولية الامير الفقية المرشد في صومعته الكبرى ليبارك يومه بلمسة مباركة ، وتكمن ايضا قوة هذه الدولة بعدم وجود مؤسسات قانونية ، تعرف الانسان المواطن على حقوقه وفق معايير الحداثة والعصرنة ، لأن العصرنه والحداثة هي من صنع الاخر المعادي ، وبالتالي تهب ثوراتنا تستند على التعاليم السماوية يدعمها الاخر الذي يعرف سر غيبوبتنا ، ونهتف قاصدين التغيير ، ونبقى نراوح في مكاننا دون اي تطور حضاري فلسفي تكنلوجي ، لان العلوم قد تتعارض في صلبها مع اساس الدولة الدينية التي قد تفرض بالقوة في بعض الاحيان من خلال الاساليب الهمجية ، وذلك في حالتنا العراقية التشبث بالاجهزة والدوائر الحساسة ، لزرعها بالكوادر التابعة لهذا الحنديري او ذاك ، وبالتالي وضع اسس الدولة الدينية من خلال وضع عناصرغير مؤهلة ، يتم ترقيتها بدرجات ورتب وهبات لتصبح كوادر ، تتمسك بزمام الامر العسكري الامني المخابراتي والاستخباراتي بحجة محاربة الارهاب ، بادارة فاسدة ، وتكون وعلى مدى سنوات قد زرعت كوادرها الحنديرية الافق في كل مفاصل الدولة في غياب قانون ينظم مؤسسات الدولة ، الى حيث بنيت هيكلية للدولة اياها وبمقياس حنديري ، من افق متحزب ، متمذهب متدين ، بعيد عن مؤسسات العدالة الاجتماعية والديمقراطية ورعاية المواطن ، بل وزارات تعلن صراحة من خلال اقامة شعائر داخل الوزارة ، بل ومن خلال وضع صور الاولياء والمرسلين في ممرات الوزارات والدوائر ، وكذلك الاعلام على الواجهة موحية بانها نوع من التحدي لدولة قادمة لنا ، وليس للاخر فيه من مكان ، مهما كان شكله او لونه ، والا ما معنى ان تكون داخل سيارة الاجرة المقلة لك في هذه الزحمة وتقف الى جانبك سيارة الشرطة وعليها مكبر الصوت بالرادود الحسيني ، او ان تقيم الوزارة اياها هريسة للحسين في عاشوراء ، او مامعنى ان تكون واجهة الوزارة اياها مزورعة باعلام هذا المذهب او ذاك ، وان تكون واجهة المديرية اياها مرتبة بالاعلام والرايات وان تنصب اما م الوزارة اياها المواكب ، وان لا تجد موظفا في المجلس البلدي اياه ، ولا في الوزارة الفلانية ، وتتعطل الدولة والمصالح العامة ، دون امر اداري ، لكنه حزبي مبطن من لدن المذهب او الحزب ، والكل متفق على ذلك ، ولا احد يتجرأ سواء من المتحالفين او المتخاصمين على التقول بذلك لأنها تصب في خانة اضطهاد الاخر وتصب في خانة ان الاخر الذي كان مضطهدا طوال هذه السنين عليه ان يمارس حريته ، دون ادراك ان الممارسات هذه وفي افضل الدول الديمقراطية كمالا تنظم بموافقة الدولة وترسم لها خريطة وبيان دون ان يكون فيها استفزازا لاخراوتجاوزا لحق آخر ، كان لايكون صوت المكبر عاليا ، وكان لا يتم التجاوز على الرصيف العام ، او على سلك الكهرباء ،او في الساحات العامة ، وكل ذلك بدراية ودراسة ، لا بالفوضى ، حتى ولا بالفوضى الخلاقة التي تم التنظير لها في زمننا هذا. نستخلص القول بان دولة صدام حسين كانت دولة فاشية ، دكتاتورية وزعت الظلم بالتساوي على الجميع لكنها مطلقا لم تكن دولة دينية ، ولم ترفع راية مذهب ما ضد آخر، بل ضربت المذاهب ببعضها ، والعشائر ببعضها والعساكر ببعضها ، والاجهزة الامنية ببعضها ، وتكتلات حزب البعث ببعضها ، وكل ذلك في خدمة الفرد القائد ، والعائلة المالكة ، فكم عائلة مالكة لدينا الان في العراق.
اذن بالنتيجة ايها السادة ان الخلاف الموجود في اعلى الهرم العراقي ليس في غاياته خدمة المواطن وتعبيد طريق الديمقراطية ودولة المواطنة ، بل هو الصراع على من المستحكم بمقدرات العراق مستقبلا ، ومن الذي سيدير الدفة بمرور الزمن ، فالبلاد سائرة الى دولتها الاحادية الجانب ، حيث ضرب الشركاء والتنصل من الاتفاقات باستلام السلطة والاستناد على قوة العسكر بل وعسكرة المجتمع من خلال توزيع المسدسات والهبات وقطع الاراضي لمن هب ودب لشراء الذمم ، وبشكل غير مباشر ايها السادة ، لذا بسكوتنا سنكون اول الذين سندق المسمار الاول في نعش العراق الديمقراطي التعددي الذي كنا نصيغه معا في بياناتنا المشتركة ايام العمل معا في المعارضة ، لكن الوضع قد تغير الان ، ولنقرا الفاتحة على ارواح العلمانيين الديمقراطيين الوطنيين ، الليبرياليين ، لأنهم مشاريع قتل مؤجلة الى حين تتمكن الدولة الطائفية ، الدينية المذهبية من استحكام مفاصلها وادواتها .
فاما دولة بمؤسسات قانونية واحترام كامل للمواطنة الحقة ، دون تمييز في لون الشعر والعين والمذهب والدين ، او الموت المؤجل القادم لكم بمباركة مصطنعة كمشروع قادم في كل منطقة الشرق الاوسط باسرها حيث يتم وبواسطة مجموعات مختلفة لهدم كيانات ماسميت بدوليات الاستقلال الوطني حيث يتم بناء دويلات المقاييس الغيبية ، كما في لجنة كتابة الدستور في مصر ، وكما في سلوك السلطات الجديدة في تونس وليبيا وكما في الصراع التي تخوضه بقايا الدولة مع فلول القاعدة ، وكما في صراع ما يدعيه الداعيين الى التغيير في سوريا تحت شعار الله اكبر للتخلص من سطوة البعث القائد وعلى حساب بقايا اركان الدولة التي ستنتهي عاجلا ام آجلا ، الى حيث قررت مصالح المنتفعين الكبرى ، وعليه يتم بناء كيانات وبمقاسات الفقهاء ، الذين وكما يدعون لم يتسنى لهم بناء عدالة الدولة الدينية ، وكلنا نعرف بانه وفي مثل هذه الكيانات التي ستقوم على المقدس الواحد ، لاتقوم للمواطنة قائم ولا عدل اجتماعي ، بل دولة بمقاييس المتربصين بالديمقراطية واهدافها في العراق وغيره من اتساع الشرق الاوسط الناعم بخيرات الارض والتي تسيل لها لعاب شركات السلاح والرساميل العالمية والاقتصادات الهائلة التي تبحث لها عن مخرج ازماتها في تصدير ازماتها بفعل الحروب ، ولست ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة لكنني اعرف بان مصالح الشركات والاقتصاديات الكبيرة تدفع باستخدام المجموعات الحنديرية لعنفها الهمجي في تصفية الاخر وقيادة الكيانات القائمة وفق منظورها ، بعد ان يكون المستثمرون قد عبدوا الطريق بالاسفلت لمستقبل شعوب المنطقة وبالرياحين لمستقبل شعوبهم وفق نظرية الفوضى الخلاقة ، دون تمييز بان شعوب منطقتنا قمعت في ابداعاتها ودجنت لمظاهر الفوضى من الالف الى الياء. وهو قصاص المفكرين الاحرار. اللهم اشهد فقد بلغت.



#فرهاد_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيليون قضية دولة العراق بعد قرارالمحكمة
- الفيليون ليسوا ملفا على الرف
- الدولة والدين
- اسئلة بين سطور الخبر
- العائدون لكن دون اشلاء
- تفعيل عمل الجالية العراقية المشترك في الدنمارك مهمةاحزاب ام ...
- اربعينية فنان الشعب الكردي الراحل محمد جه زا
- مجلس جالية مهمشة الحضور الا من كلمات المناسبات
- حلم جالية عراقية في الدنمارك لم تتجسد على ارض الواقع
- قداس في الكنيسة تابينا لارواح شهداء كنيسة سيدة النجاة
- أنا مع الله لكن اي اله ؟
- الجالية العراقية في الدنمارك ومجلسها
- رسالة من عاشقة
- بيان هام
- حول مؤتمر الاتحاد الوطني الكردستاني
- شر البلية مايضحك
- دعو البشر ليوم يكون فيه الله خير محاسب .. يامن تتحدثون عن ال ...
- المقدس بممارسة روحية مع الله لا غير


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرهاد عزيز - الدولة الطائفية المسيسة والدروع البشرية