أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرهاد عزيز - قداس في الكنيسة تابينا لارواح شهداء كنيسة سيدة النجاة















المزيد.....

قداس في الكنيسة تابينا لارواح شهداء كنيسة سيدة النجاة


فرهاد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 00:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعينا مع غيرنا لحضور القداس الساعة الخامسة من عصر هذا اليوم الاحد ، صدقا لاول مرة احضر فيها قداس في كنيسة يتحدثون العربية وتراتيلهم كانت بالعربية واعتقد بلغة اخرى للمسيحين العراقيين ، ولم اكن لأعرف هل كانت السريانية ام الكلدانية ام الاشورية .

كان الحضور غفيرا وفي مقدمة الجلوس كان احد الاخوة المعممين وجمع غفير من الاخوة العراقيين الاسلاميين وبشتى اتجاهاتهم وكذلك ممثلي التيارات والاحزاب السياسية الوطنية العراقية والكردستانية

كان لهذا القداس رهبته في نفسي ليس لأنها المسيحية او لأنها في الكنيسة وليس لأنها تقام على ارواح الشهداء الذين قضوا في حادثة اجرامية تمثلت بمنتهى الهمجية الاسلاموية ، بل لان الخطاب الذي كان في القداس هو لغة المسيح نفسه ، لدرجة يدعو فيها الاب رعيته الجالسين في الكنيسة احبوا اعداءكم واغفروا لهم فعلتهم هذه وادعوا لهم بالهداية الى طريق الله .

الجميل في هذا القداس كانت التراتيل والغنائيات بصحبة الموسيقى ، فيما بين فترات كلمة الاب ، لكنــــــــــه يالـــــه من خطاب لم اسمع فيه اي تهديــــد للانسان ، ولم اسمع فيه كلمة انتــــقام او ما يشير الى روح انتـــقامية او دعوة صلواتية للانتـــقام ، بل كانت المغفـــــرة والسلام والمحبـــــة ، والتحدي الانساني بقوة كلمات المسيح المسالمة والاخوية وبأن المسيح معهم حيثما كانوا ، وبأنهم استشهدوا عزلا مسالمين في طريق المسيح ، لدرجة يدعو فيها الكاهن احد الارهابين المجرمين للتأخي والصلاة سويـــــــــــــة ، لكن الارهابي الاسلامي يشبعه ضربا الى ان يموت ، لماذا ؟ سأل الاب ، ولم يكن ثمة جواب لا عندي ولا عند اي من الجالسين .

وليسأل مرارا لماذا ؟ هل نحن كفرة وكتابنا من السماء ؟ هل نحن كفرة مع اننا نرفض قتل الانسان للانسان ؟ هل نحن كفرة لأننا نسير في طريق المسيح وكتابنا المقدس يدعو للسلام والمحبة والمغفرة ؟ اية وحشية هذه التي تعتبرنا كفرة وتقتلنــــــــا ليس الا ، لاننا مسيحيين ، نحن من البناة الاوئل في العراق ، نحن العراقيون الاصلاء ، من اين جاءت هذه العقلية الانتقامية الى العراق ، وبالذات الموجهة الينا ، نحن الذين عرفنا العراق بالخير والمحبة والسلام والـتآخي على مر الازمان .

اية عقلية تكمن في رأس هؤلاء الذين ذبحوا مصلين في بيت العبادة ، اي اسلام هم يدعوون به وهم ينهالون بالضرب على النساء والاطفال ويقطعون الرؤوس دون رحمة امام الاطفال والنساء ؟ وهنا يدعو الاب بالصلوات من اجل الانسان والانسانية .

وسأحاول هنا الاجابة على بعض من اسئلة الاب في هذا القداس وفق فهمي للامور ولا ادعي الحقيقة لانها ذات اوجه متعددة موجودة لدى الجميع ونادرا ما نجد في زمننا هذا من يقول قولة الحق بحق هذه الشريحة من سكنة العراق الاوائل ، عندما كانوا هم اصل العراق ، لم يكن ابناء يثرب والجزيرة في العراق ، لذا فهم الاصـــــــــــــــل ، والباقي قشور موجات بشرية جاءت لتسكن العراق ، لذا ليس من حق اي انسان ولا جهة سياسية او دين ان يكره اصل العراق الى الرحيل ويبقي القشور .

الفكر السمح في هذه الكنائس والتي سمعتها بنفسي ولاول مرة في حياتي ، هو فكر الانسان الذي يريد ان يربي ابناءه على المحبة والاخاء والتسامح ، ليس لغة الكراهية والحقد ومالكوا الحقيقة المطلقة دون غيرهم ، ولولا هذه الجريمة لما دخلنا الكنيسة وشاركنا في القداس ، لذا كان درسا بليغا لي هذا الحضور ، رغم اطلاعي على الكتاب المقدس ومعرفتي بديانتهم السمحة ، الا ان احضر قداس لم افكر به مطلقا ، وان يكون هناك معمما من آل الحكيم بعمامته السوداء ، ان دل على شيئ فهو يدل على التسامح الديني والتعايش السلمي ، وقد يكون ذلك مؤقتا بفعل الهمجية الشرسة ، لكن الفكر السمح يجد نفسه ليس في ايديولوجيا الدين ومقدسه ، وليس في القرآن عندما يحوله البعض الى ايديولوجية ومسطرة يقطع على اساسها اجساد وافكار البشر ، لأن المقدس هو الله لا غير ، اما الاخرون المتمثلين بالاسلام والملثمين به ، هم دعاة الدنيا ، يكذبون على انفسهم وعلى الله ، لأنهم وبجعلهم القرآن كتابا موحدا للبشرية ، قد جعلوا من مقدسهم صراط مستقيما لا غير ، وهم الجانون على الصراط هذا باثمهم ذاك ، لان الفكر السماوي السمح لايجد نفسه في طقوس هذا المذهب او ذاك ولا في تكفير هذا لذاك ، بل انهم بذلك يجعلون من الدين وسيلة الدنيا والوسيلة التي يعتاش بها الطفيليون على فتات المجتمع من تكديس للمال بالاسماء المختلفة ، وعناوين اخرى وتجليد البشر وفق مسطرة وسوط وفكر قرواوسطي لاينسجم ودين لا اكراه في الدين ، لكن كيف للعمائم والمشايخ وللمدارس الدينية ان تستمر اذا تفتحت العقول البشرية على دين السماء ، الفكر الربوبي الذي يعاصر كل زمان ومكان ، لان الله ان كان في كل مكان وزمان وبالتالي سيكون دينه وفكره معاصرا لكل زمان ومكان باقتباسه من المدنية الحديثة اساليب احترام الانسان وممارسة حقه ، على ان يحتفظ بجوهر السماء ، هكذا كان دين ابي وجدي المؤمنين بالسماء وليس بالارض وماعليها من كنوز لا ستعباد البشر ، وهكذا كانوا يذهبون وقلوبهم خاشعة لربهم ، دون ان يعرفوا بان من يقلدون يعتاش على قوتهم اليومي باسم الاسلام . هل يعقل ان يتم جلد الانسان لفعل آثم في القرن الواحد والعشرين ؟ وهل يعقل ان يتم قطع يد الانسان في مجتمعنا المعاصر لخطأ ارتكبه ؟ هل يعقل ان يكون العين بالعين والسن بالسن في زمن تتحاور فيه العقول لوضع اسس للاصلاح البشري؟ أنهم يدينون بالكتاب وليس السماء ، انهم يمارسون الحرف بجهل دون لغة وروح السماء ، نعم انه الجهل بعينه .

نعم الفكر المسيحي ايضا من السماء على لسان المسيح وبصفاته لذلك دفع الثمن بجسده ليحمي رعيته ، كما فعل محمد يوم ضربه اطفال قريش بالحجارة ، نعم مارس البعض منهم الدين السماوي على نياتهم الدنيوية ، وادت الى ماادت اليه من حروب ونكبات ، لكن النصر كان لدينهم السماوي وليس لفكر القتل والحروب فصاروا ينبوع الارض ورزق السماء .

نعم انهم الوارثون ، في ارض العراق لانهم بنوا العراق ، وليس لاي ان يكرههم على الرحيل فالف صلاة على ارواحهم داعيا لهم السلامة والامان ، وشكرا لكم لهذا القداس الجميل ، وقد يكفرني البعض لحضوري هذا القداس ، لكنهم جهلة الارض ونحن ننشد الامان والسلام لشعبنا في العراق من السماء وليس من ديانات الارض.

اللهم اشهد اني بلغت
فرهاد فيلي



#فرهاد_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا مع الله لكن اي اله ؟
- الجالية العراقية في الدنمارك ومجلسها
- رسالة من عاشقة
- بيان هام
- حول مؤتمر الاتحاد الوطني الكردستاني
- شر البلية مايضحك
- دعو البشر ليوم يكون فيه الله خير محاسب .. يامن تتحدثون عن ال ...
- المقدس بممارسة روحية مع الله لا غير


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرهاد عزيز - قداس في الكنيسة تابينا لارواح شهداء كنيسة سيدة النجاة