|
رساله الى الأسير باسم الخندقجي
باسم الخندقجي
الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 23:46
المحور:
القضية الفلسطينية
رساله الى الأسير باسم الخندقجي
يا أخي . . .
إن هذه الدنيا سجن. و نحن كلنا أسرى . أسرى الخوف ، الحزن ، الشغب، الحرية، كلنا اسرى لأهداف محدده لكن غير معلنه . . ووحده الذي يملك حس التذوق سيشعر انه أسير ! وكم هم قلة الذين يصلون الى هكذا مرحله وكم هم أقل الذين يغضبون منهم . فكل الفرق بين رجل أدرك حجم سجنه وثار لأنه يعلم كل العلم انه سجين أحد المبادئ التي استمات في الدفاع عنها يوما وبين رجل ادرك حجم مصيبته وصمت و أدرك أن ظالما متجبرا جلس على اكتافه وأنزل القدمين. . و أن هذا الرجل هو الحاضر دوماً للتخلي عن المبادئ و الأفكار و القيم و العادات و الحريه أمام أول دكان يتعاطى بشراء الضمائر ! إننا يا أخي وحوش في هذا الغاب . فقدنا صفة الانسانيه وصرنا من الجمادات وانه لمن الغريب ان نلعب لعبة "انسان . حيوان . جماد . نبات . بلاد" ولا نضع انفسنا في عمود الجماد . . لربما لأننا مثل حكومتنا وسلطتنا وقادتنا لسنا مستعدين لمصارحة أنفسنا بأننا حمقى وبلا قيم و ضمائر ! وإننا يا أخي ندّعي حب الوطن . . فصار الوطن مريضاً بنا . . يا أخي و لا يوجد دواء !! هذا الذي يسرق . وهذا الذي يسفك الدماء . وهذا الذي يأكل أموال الناس . و هذا الذي يبتلع الحقوق . و هذا الذي يتزوج ويسافر و يهاجر و يجني المال وينجب العيال و يقيم العمران ويجلس في آخر النهار امام شاشة التلفاز لا لمشاهدة الاخبار . . بل لأن المسلسل التركي قد بدأ ! هذا الذي لا ينام من الجوع وهذا الذي لا ينام من الشبع ! هذا الذي لا يجد مأوى و هذا الذي رصع سقف غرفته بالذهب ! هذا الذي انحنى ليحرث ارضاً . . وهذا الذي انحنى ليدخل باب كنيسة منذ ايام الانبياء في بيت لحم ! آه يا اخي ! نحن ما عدنا نحن . تغيرنا . تغيرت المبادئ ، القيم ، الأخلاق ، العادات ، الأفكار و المعتقدات . . حتى الديانات يا أخي تغيرت و صار المال هو دين كل جائع و"شابع" ! تغير كل شيء فينا سلطتنا و سياستنا و قادتنا و كبارنا كلهم تغيروا يا اخي وصرنا نحن شعب الله الضائع في الأرض . . لكن ترابنا و جبالنا و سهولنا و ودياننا و تضاريسنا و اشجارنا و ورودنا أبدا ما تغيرت حتى سنابل قمحنا . . ابدا لن تتغير ! كل ابواب النضال و المقاومه مغلقه . . وقلة منا هؤلاء الذين مازال لوقع كلمة وطن في انفسهم صدى و رنين . . تمنيت ! قسما تمنيت ان اكون يوما في السجن بدلاً منك على الأقل لأبتعد عن هذه الضوضاء وهذه اللامبالة و هذه البروده . . فظهرت خيام الاعتصام وانقذتني وجعلتني افكر ولو لحظه ان هناك من يهتم وان للوطن معنى اعظم من كلمة مكونه من ثلاثة احرف . . وتسألني احدى الصديقات " يارانيا . . ما هو الوطن الذي تدافعين عنه ؟ اين هو هذا الوطن؟" آآآآآآآآآه يا أخي باسم . . ان الوطن هو الكبسوله الوحيده التي لا تحتاج ان تتجرعها أكثر من مره واحده . و ان رائحة الوطن هي العطر الوحيد الذي لست مضطرا لإستعماله سوى مره واحده كي يبقى عطرك طيب . . كي يبقى عطرك "فلسطيني" . . ولهذا عرفني أهل دبي . . ولهذا عرفني أهل الأردن . . لأن رائحتي فلسطينيه . . ومن لا يعرف رائحة فلسطين يا أخي ؟! يا أخي . . ومتى كان الوطن بارد ؟! ان الوطن هو أن تجيد النضال .. والنضال لا يحق لغير و بغير الوطن . . أتعلم لِمَ ؟! لأن الوطن هو الشيء الوحيد المستعد لإحتضانك وأنت في قمة حالتك الوحشيه ! وابداً . . أبداً يا أخي باسم لن تجد رجل ، أو امرأه ، او أي فرد في حالة وحشيه ثائره ضد الطغيان الا عندما يمسه ويسرق من بستانه زهره! يا أخي . . ودموع امك تشهد . . يا أخي وصبر أباك يشهد . . يا أخي و كل اخوتنا محلقة رؤوسهم في عرض السماء بسببك لأنك فخر لنا و للوطن . . وكلنا نشهد ! كل المجد و الحريه لروحك الطاهره.
اختك من جبل النار رانيا الخليلي
#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى النكبة .. القضية الفلسطينية إلى أين .. ؟
-
أنثاي تحتضن شجرة
-
- ناي الفراشة للنشيد - من ديوان - طقوس المرة الأولى -
-
عَبثية
-
حرية الأسرى الفلسطينيين .. مُنازلة الأمل للوهم
-
النوافذ إلى تمرد
-
الوشمُ العاري
-
دولة أم شعب تحت الإحتلال
-
أنثر في النثر جسدي
-
إعادة عبثية
-
لا حبائل للسماء
-
طفلةٌ تُغنّي تمزّقها
-
أسْتَحِمُّ بعرقِِ الورد
-
الرعب والرغبة
-
الرونق الأرضي الخبيث
-
لملمة طفل من أجل العيد
-
بوتوكس فلسطيني
-
أوغاريت تكتب ثورة
-
عضو لجنة مركزية وقيادي في حزب الشعب يدخلان الاضراب المفتوح ع
...
-
أيلول الأزرق
المزيد.....
-
لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ
...
-
كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض
...
-
الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن
...
-
تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره
...
-
-أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس
...
-
قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
-
ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة
...
-
مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت
...
-
مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست
...
-
السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد
...
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|