أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جوزيف شلال - موقف بعض الاحزاب والتجمعات المسيحية بانشاء مناطق امنة او محافظة مسيحية















المزيد.....


موقف بعض الاحزاب والتجمعات المسيحية بانشاء مناطق امنة او محافظة مسيحية


جوزيف شلال
(Schale Uoseif)


الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 22:25
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


المقدمة
الثور عندما يسقط ارضا تكثر عليه سكاكين الجزارين , هكذا اذن كمراقبين للاحداث والتطورات الاجتماعية والسياسية في العالم والمنطقة وخاصة العراق لم نسمع او نشاهد مثل هذه المسرحيات والمهازل والتمثيليات التي تقوم بانتاجها واخراجها وتمثيلها وتوزيعها نخبة من الذين يدعون زورا بانهم يمثلون ما تبقى من المسيحيين المحصورين والمتواجدين في منطقة كوردستان وسهل نينوى .
تعاني المسيحية الان في العراق بمختلف طوائفها الدينية من اشكالية كبيرة وتشرذم وانقراض يوما بعد يوم , وتم ادخالها من قبل الانتهازيين في مصادمات ومجابهات كلامية غير اخلاقية ولائقة التي تشوه المسيحية وقيمها ومبادئها العظيمة التي اوصى بها السيد المسيح وما جاء في الكتاب المقدس .
كانت نسبة المسيحيين في العراق في نهاية الستينات الى بداية الثمانينات من القرن الماضي بحدود 3 – 5 % اي اكثر من 3 ملايين مسيحي بمختلف انتماءاتهم .
سوف نركز حديثنا على اهم الطوائف الكبيرة المسيحية في العراق , الطائفة الاشورية , الطائفة الكلدانية . كانت جميع الطوائف المسيحية سابقا تعيش بوئام ومحبة وتاخي بالرغم من وجود بعض الاختلافات الطفيفة والصغيرة والبسيطة في الفرائض الدينية .
لكن وجدنا ولمسنا وشاهدنا وراينا بعض المجابهات والمصادمات في الكلام وتوجيه الانتقادات والطعن في وطنية وانتماء الاخر بعد قيام ونشوء بعض التجمعات والاحزاب الشوفينية والطائفية , البعض استغل الدين والرؤساء للتستر وراء هذه الاعمال والافعال الشنيعة والمشينة البعيدة كل البعد عن المبادئ السامية الانسانية المسيحية .
الطائفة الاشورية تدعي بانها / قومية / , الطائفة الكلدانية تدعي بانها / قومية / ايضا , كل واحدة منها تدعي وتقول بانها / المؤسس وخالق العراق بما فيه ويحتويه من ارض وبشر وحضارة وثقافة وما الى ذلك من الجمل والكلمات والمصطلحات العنصرية الطائفية .
الطامة الكبرى وما زاد في الطين بلة , انجراف وانحراف البعض من رؤساء الطوائف الدينية وراء القادة العميان ومن يدعي بانه يمثل التجمعات والاحزاب المسيحية , وهي مجرد ارقام واسماء لا هم لها سوى النطاح والتصارع من اجل الهيمنة والمزيد من المكاسب المادية لكي يقومون بشراء الاصوات التي تناسبهم , والكسب غير المشروع للاموال الجاهزة ليقوموا بشراء الاراضي والبيوت والسيارات الفخمة والخ . . . , كل هذه الاعمال وتلك وغيرها هي مقابل حقوق المسيحيين بمختلف طوائفهم او قومياتهم ان صح ذلك وتنفيذ ما يطلب منهم من قبل اسيادهم والا بئس المصير والنهاية , والادلة والشواهد كثيرة .
اكثر من 95 % من قادة التجمعات والاحزاب هذه يسرحون ويمرحون ويعيشون في الخارج وخاصة في اميركا ونواديها وحفلاتها وفي اوربا واستراليا .
ما ذا تتمنى من راعي الرعية او قائد المجموعة ولمدة 365 يوما لا يكون بين رعيته وشعبه وارضه ! . هؤلاء الذين يسمون او اطلقوا على انفسهم قادة وممثلي المسيحيين ومعهم البعض من رجال الدين اصحاب الصولات في العزائم والحفلات وضرب الكف والجعات كانوا السبب الاول والاخير في هجرة مئات الالوف من المسيحيين منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي من اوطانهم واراضيهم .
الان وبعد ان اصبح عدد المسيحيين في العراق لا يتجاوز النصف مليون , راينا ما بعد عام 2003 قيام ونشوء العديد من التجمعات والاحزاب الطائفية والعنصرية من الاشوريين والكلدانيين .
/ للعلم فقط – عندما اقول لفظة اشوري او كلداني او سرياني اقولها بمرارة واسف , انني لا اؤمن بهذه التسميات الكارتونية والكاريكاتيرية والهزلية , نؤمن اولا / انا عراقي , وبعد ذلك انا مسيحي فقط ! .
اي بمعنى اخر وادق / افتخر انني من اصل سرياني او اشوري او كلداني او ارمني او الخ وفي النهاية انا مؤتمن واؤمن بالدفاع عن الوجود المسيحي في العراق لكي يتمجد الله بهذه الارض ارض الانبياء وشعب الله .
عكوف المسيحيين في داخل وخارج العراق للذهاب الى الانتخابات والتصويت كان بسبب عدم اقتناعهم وثقتهم بالذي يمثلهم , هؤلاء المستجدون في السياسة بين ليلة وضحاها نصبوا واعلنوا انفسهم بانهم يمثلون الشعب المسيحي والمخلصون الجدد .
كيف حصل ذلك لا احدا يعرف ! , من خولهم ومن اعطى لهم هذا الحق لا احدا لديه علما بذلك ! . فشلوا في انتخابات 2005 , وفشلوا اكثر في انتخابات التي جرت مؤخرا في 07 / 03 / 2010 , رايناهم في الداخل والخارج لم يحصلوا حتى على ادنى الاصوات .
في الخارج مثلا وفي المانيا يوجد عدة الاف من المسيحيين العراقيين , لم يذهب منهم الى الانتخابات الاخيرة الا 1 % وانا شاهد على ذلك لانني كنت مسؤول الانتخابات في المانيا لاحدى القوائم الكبيرة للكيانات العراقية المشاركة في الحكومة , شاهدناهم في برلين ومانهايم وميونخ وكولن وكل المانيا , كنت اسمع من المسيحيين كلاما انا غير قادر ان اكتبه على هذه التجمعات والاحزاب ومن يمثلها .
الاحزاب والتجمعات والانتخابات
اغلب الاحزاب المسيحية التي شاركت في الانتخابات الاخيرة في 07 / 03 / 2010 كانت قد تأسست وانشأت ما بعد عملية تحرير العراق من الحكم الدكتاتوري القمعي الطائفي في 09 / 04 / 2003 , من بين هذه الاحزاب /
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي انشأ سنة 2007 . انهار هذا المجلس بسرعة البرق لوجود طبعا كالمعتاد خلافات طائفية متاصلة للهيمنة والاستحواذ والسيطرة والانفراد في اتخاذ القرارات اي الدكتاتورية . . .
لكن كالمعتاد بدأت عمليات التخريب والانسحابات وانسحب بعض الكلدان , وبعدهم انسحب المنبر الديمقراطي الكلداني , وبعد ذلك حزبين اشوريين , تأسس تشكيل اخر غريب وعجيب بعنوان ائتلاف عشتار الديمقراطي .
المهزلة الاخرى كانت عند اقامة المنبر الديمقراطي الكلداني عام 2004 في مقر الكلدانيين الدائم اميركا . في سنة 2009 انشطر هذا المنبر كالقنبلة الذرية الى نصفين , عنصر النصف الاول يمثل العراق اي ما تبقى من المسيحيين , وعنصر النصف الثاني يمثل المسيحيين في اميركا .
الطامة الاخرى كانت في ائتلاف عشتار الديمقراطي الذي انطلق عام 2009 بعد خصام وزعل ثلاثة احزاب من المجلس الشعبي وهي /
المنبر الديمقراطي الكلداني , حزب بيث نهرين الوطني , والثالث هو الحزب الوطني الاشوري . الحزب المشارك الاخر في الانتخابات كان المنبر الديمقراطي الكلداني عنصر فرع الولايات المتحدة الامريكية الذي تم طلاقه من عنصر الفرع العراقي .
هناك بعض الاحزاب الاخرى التي شاركت ايضا في العملية الانتخابية الاخيرة عام 2010 / وهي حركة السريان المتحد ة مع الطائفة الارمنية .
الحزب الاخر المشارك كان / حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الذي تأسس قبل عملية سقوط النظام الفاشي السابق . هذا الحزب متعاقد ومتعهد مع دولة كوردستان , لان مؤسسه وقائد مسيرته هو احد المنتمين الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني , وموظفا في وزارة الحكم المحلي في دولة كوردستان .
تم تعيين المناضل خادم المسيحية والطائفة الكلدانية خصوصا ممثلا في البرلمان العراقي / الفاشل / عن الاحزاب الكوردية وليس عن طريق كفاح ونضال واهداف وبرنامج الحزب الكلداني .
المشارك الفعال الاخر في الانتخابات كان / المجلس القومي الكلداني , الذي تأسس عام 2002 في الوطن البديل للمسيحيين والكلدانيين خصوصا اميركا .
اما الحركة الديمقراطية الاشورية التي انشأت عام 1979 والمعروفة باسم / زوعا / , تعتبر من انقى وافضل الاحزاب والتجمعات والمجالس المسيحية ومكوناتها .
لديها تاريخ وماضي عريق في النضال وهدف واضح ومشرف للاشوريين وللمسيحيين عموما , وهي الوحيدة التي قارعت النظام الفاشي الصدامي الاستبدادي منذ عام 1982 .
لو القينا نظرة ولو بسيطة وتفحصية على هذه التجمعات والمجالس والاحزاب الفاشلة الكارتونية باستثناء الحركة الديمقراطية الاشورية , لوجدناها مجرد مهازل وتخبطات وصراعات وتناحرات , هؤلاء الهدامون نشاهدهم ونراهم دوما في صراع وتكالب للهيمنة والسيطرة على ما تبقى من المسيحيين داخل العراق , وكسب ود وعطف اصحاب رؤوس الاموال والتجار والسوبر ما ركتات والمحلات والمخازن في الولايات المتحدة الامريكية , موطن الاستجمام والراحة والاستمتاع بالحفلات الليلية والسهرات في النوادي والحفلات الخاصة , ومشاهدة بعض المسرحيات التي تعرض هناك التي تنشر وتبث روح الحنين والندم والذكريات والبكاء على الاطلال دون ان تحرك ساكنا .
لا ننسى ان نذكر لمن لا يعرف بان هناك وجبة او ربما وجبات اخرى وهي انفلقت وانفصلت هي في طريق التكوين والانشاء , التجمعات الجديدة هذه شعارها / لكل فعل رد فعل / , الكل عرف ويعرف الاسباب التي ادت الى هذا الانفصال وتركت العمل في تلك المجالس السابقة , وتريد الان الانتقام من المنتقمين اصلا الذين شوهوا ويشوهون المسيحية ومكوناتها في العراق والعالم .
تعتبر هذه الاحزاب ضعيفة ومشتتة الاهداف والبرامج والسياسات وفاقدة الشرعية والتأييد من كافة مكونات الشعب المسيحي في العراق واستراليا واوربا واميركا وكندا .
هذه التجمعات طائفية وقومية وعنصرية ودينية لا هم لها سوى التشويه والانتقام , وكما نراهم الان الواحد يشوه صورة الاخر في الكتابات والمقالات وغيرها من وسائل الاعلام الاخرى . العديد من الادلة والشواهد نستطيع ان ناتي من كتابات البعض وهي جمل وكلمات سوقية والفاظ غير اخلاقية التي لا ترقى الأ الى لغة الشوارع والمقاهي الشعبية , هذه التجمعات والاحزاب لا تختلف تماما عن الاحزاب الدينية الاسلامية الطائفية سواء كانت شيعية ام سنية وكما نراها اليوم في مصر والعراق والصومال وتونس وفي اية دولة اخرى متخلفة . . .
هذه الاحزاب فاشلة واثبتت فشلها وهزيمتها وتراجعها بعد انتخابات عام 2010 , هذا الفشل يعود الى فقدان الثقة بهذه الاحزاب والتجمعات والمجالس , الانشقاقات والانفلاقات التي حصلت فيها , الطريقة والممارسة الدكتاتورية والاستعلائية والاستحواذية تهيمن على عقول اغلب اعضائها ومؤسسيها .
هؤلاء من الخطا ان يقول عليهم احدا بانهم يخدمون قضية , لا يخدمون لا الكلدانية ولا المسيحية ولا السريانية ولا الاشورية , بل همهم الوحيد كما قلنا المنافع الشخصية والمناصب وشراء البيوت والاراضي والسيارات والتجارة والسيطرة والهيمنة والعمالة . . .
قبل نهاية هذه الحلقة لا بد ان نذكر بان اغلب قادة هذه المجالس والتجمعات والاحزاب لا يتمتعون بالفكر الواحد الاحادي تجاه احزابهم وقضاياهم المصيرية والمشروع الذي اتوا به , بل لمسنا بانهم يحملون افكار قديمة راسخة في عقولهم وقلوبهم من الاحزاب التي كانوا في السابق ينتمون اليها , كالحزب الشيوعي , الاحزاب الكوردية , حزب البعث وغيرها .
اذن / 1 - هل من المعقول ان يخلص هذا المسؤول والقائد الجديد او العضو المؤسس لاحد هذه التجمعات وهو يعمل بمثابة / عميل مزدوج / واحيانا متآمر وكمراسل مخابراتي ينقل الى الحزب الجديد ما يطلب منه من اسياده ! .
2 - هل يعقل ان نرى ونشاهد شخصا يعمل من خلال هذه الاحزاب المسيحية بمختلف مكوناتها , والمفروض بهذه الاحزاب المسيحية ان تكون مسالمة ومتسامحة ومؤمنة ومخلصة . . . , ومن ناحية اخرى يكون هذا الشخص - اما يؤمن بالالحاد او يؤمن ومتمسك بفكر الجهاد والقتال وما تسمى بالمقاومة العفنة والساقطة , التي دمرت وقتلت المسيحيين وفجرت كنائسهم وهجرتهم . . . , ومن يريد ادلة سنعطيه العشرات من الاشخاص والشواهد والاثباتات والكتابات والمقالات التي تؤيد هذا الفكر وفكر المقاومة ومناصرة عقيدة الجهاد والانتقام البربري القاعدي الاجرامي . . . .
عندما اكون مؤمنا لقضية ما مثل الدفاع عن المسيحيين , او عن مكوناتها كالسريانية او الاشورية او الكلدانية , من الواجب ترك كل فكر او رابط مع الماضي عندما كان هناك ارتباط يوم ما مع حزب او حركة قديمة , وخلاف ذلك تعتبر عمالة وانتهازية وخديعة وهي مجرد عملية تنفيذ اجندات للغير وجاسوسية , وهل لمثل هكذا شخص بهذا المستوى ان نطلق عليه وصف مخلص او شريف او مناضل او حتى كلمة انسان اذا كان لدى هذا الانسان ذرة من الانسانية والاخلاص لشعبه وامته وقومه ودينه .
حقوق الشعب الكلداني
لا نريد هنا التطرق الى التاريخ وماضي شعوب بلاد وادي الرافدين ودورها واهميتها في الحضارة ونشوءها واثرها في العراق والعالم لسكان البلاد الاصليين من مختلف مكونات الشعب المسيحي في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا حضارة بلاد مابين النهرين المعروفة جغرافيا .
بل للاختصار سنبدأ منذ عملية تحرير العراق عام 2003 اي بعد زوال وسقوط الصنم والدكتاتورية في العراق . تكلمنا في المقدمة وفي الجزء الاول والثاني عن موجة الاحزاب والتجمعات المسيحية ومن بينها الكلدانية التي تشكلت وشاركت في انتخابات عام 2005 وانتخابات عام 2010 .
مع الاعتذار الشديد من باقي مكونات الشعب المسيحي بمختلف طوائفهم وقومياتهم سنركز حديثنا الان على المكون الكلداني وما عاناه من تهميش واقصاء ليس فقط من قبل سلطة الامر الواقع الطائفية الاسلامية بمختلف احزابها العنصرية الدينية سواء كانت سنية او شيعية او قومية كوردية , لان من يحكم العراق الان هي فرقة ثلاثي اضواء المسرح المهيمنة والمسيطرة التي تتميز بالفساد المالي والاداري والتخلف والرجعية والطائفية والشوفينية القومية المذهبية . . .
بل ان معاناة الكلدانيين من ناحية اخرى زادت سوءا عندما وجدت هذه المجموعات الانتهازية التي تدعي زورا وبطلانا بنها تمثل هذه الفئة او تلك , الى الان لم نجد هذا الادعاء الباطل اي الممثل الصادق والحقيقي او اية جهة ما سواء كانت مدنية او حتى دينية موثوق بها يمكن الاعتماد عليها وهي تقوم بالدفاع عن الحقوق المهضومة للمكون الكلداني بعيدا عن الانانية والمصالح الشخصية والمنافع الخاصة وكم استفاد انا والحلقة المحيطة وتكريس الاموال والرصيد وشراء البيوت والاراضي والمشاريع الخاصة سواء داخل العراق او خارجه .
ان السبب والعامل الرئيسي في تدهور احوال الكلدانيين خاصة بعد عام 2003 يعود الى غياب القيادة الرشيدة والمخلصة , هذه الاحزاب والتجمعات والمجالس والاتحادات كانت العقبة الرئيسية لهذه المعاناة لانها اثبتت فشلها منذ اول انتخابات في العراق بعد رفضهم وعدم الاعتراف بهم من قبل المكون الكلداني لان البعض منهم تاريخه غير موثوق به ومشوه ويعمل البعض كعميل مزدوج لدى بعض الاحزاب الاخرى وخاصة الاحزاب الكردية وهو غير قادر ان يخرج عن التعاليم والاوامر التي تعطى له والا تقطع المعونات المالية والامتيازات الخاصة وغيرها من المنافع الانتهازية الاخرى . . .
هذه العوامل وغيرها من الاسباب ادت الى اضعاف الروح القومية والتعاون لدى غالبية الكلدانيين , بعد ان فشلوا حتى الى ايصال مرشح وممثل واحد الى البرلمان بانتخابه بحسب الاصوات المقررة لكل مرشح , مما اجبر القائمون على الانتخابات وعملية تشكيل البرلمان باعطاء / كوتة / للمسيحيين , وهذا العامل كان السبب في ابتعاد الكثيرين للعمل السياسي تحت خيمة هذه الاحزاب والتجمعات الفاشلة الطائفية .
هناك اسباب وعوامل كثيرة ادت الى عملية تهميش المسيحيين والكلدانيين خصوصا لا مجال لذكرها الان , لكن عدم الاتفاق والمزايدات والتناحر والطعن والمهاترات وغيرها قد زاد من عملية التهميش والاقصاء .
لهذا راينا افتراس المكونات الكبيرة للصغيرة في العراق الجديد الى ان اصبحت السلطة في العراق بيد ثلاثة مكونات قومية وطائفية وهي المكون السني والشيعي والكوردي , اصبح لباقي المكونات والاقليات الصغيرة لا دور لها بحيث اصبحت مهمشة وتابعة ذليلة للاحزاب الكبيرة العنصرية الطائفية .
العامل الاخر في التهميش هو الاعلام , بالرغم من امتلاك البعض من الذين يدعون بانهم يمثلون المسيحيين الاموال الطائلة وجدنا غياب كامل لدور الاعلام والفضائيات والصحف والمجلات لنشر الثقافة الكلدانية ومعاناة المسيحيين بشكل عام ونشر القيم والارتباط بالارض والوطن والتحدث عن الحقوق المفقودة والجرائم التي ارتكبت بحقهم والخ .
فاقد الشيئ لا يعطيه , هكذا اذن هي ممارسات الاحزاب والتجمعات الكلدانية التي لاهم لها سوى الشتائم والمسبات والانتقاص من الاخر اي من الاحزاب المسيحية الاخرى وفقدان الديمقراطية وروح التعاون والمحبة والشفافية . . .
انشاء واقامة مناطق امنة او محافظة مسيحية
منطقة الشرق الاوسط مقبلة على كوارث لا تحمد حقباها , لن يكون العراق خارجا عن هذا التوقع والاحتمال . بعد موجة الهيجان بتمويل انظمة عربية مشبوهة وخاصة السعودية الوهابية وقطر الاسلامية ودول خليجية اخرى , قامت في نهايات عام 2011 مهزلة ثورات الثيران الهائجة الهمجية البربرية الفاشية العنصرية النازية المجرمة بحق الاقليات والقوميات الاخرى غير العربية والاسلامية , تونس , مصر , اليمن , البحرين , سوريا , ليبيا والباقي في الطريق .
شاهد العالم كله ما تعرضت الاقليات الدينية والقوميات والطوائف الصغيرة الاصيلة وهي سكان البلاد الاصليين من قتل على الهوية والشكل وتدمير دور عباداتهم ومنازلهم وتهجيرهم واغتصابهم وتكسير محلاتهم واعتبارهم من اهل الذمة والكفار وغيرها من الجرائم البشعة التي فاقت جرائم هتلر وستالين والفتوحات وهولاكو وجنكيز خان والتتر والمغول , حتى الموتى ومقابرهم لم تسلم من هذه الفاشستية والحقد الدفين ضد كل ما هو غير عربي ومسلم . . .
http://www.youtube.com/watch?v=mxMWRT8NFrY
كنا نتوقع بان هذه الاحداث لم تقع في العراق , عراق المحبة والتاخي والسلام بين مختلف طوائفه وقومياته , لكن وباسف شديد ما حصل في العراق للمسيحيين , الايزيديين وللصابئة وباقي المكونات الصغيرة كان اسوا من مصر وليبيا وباقي الدول التي حصلت فيها تلك الثورات المزيفة , في العراق ادى الى هجرة وقتل اكثر من 750 الف مواطن مسيحي وايزيدي ومن باقي المكونات الصغيرة .
لهؤلاء الضحايا لا ناقة ولا جمل فيما حدث في العراق وباقي الدول , انها شعوب مسالمة تريد العيش بحرية وكرامة وليس لديها اطماع سياسية وسرقة الاموال العامة والتناحر على الغنائم والهيمنة والسيطرة . . .
اذن لابد من حماية دولية للاقليات في الشرق الاوسط وخاصة العراق ومصر وسوريا ولبنان واينما تواجدت الاقليات والقوميات العرقية الصغيرة في هذه الدول . لو كان لهذه الدول دساتير عادلة وغير عنصرية وقوانين تحترم الانسان والمواطنة لكانت الحاجة والضرورة قد اقتضت لهذه الحماية والتفكير في الانفصال كما حدث في السودان وتيمور الشرقية وكوردستان العراق وهي في طريقها الى الانفصال وقيام دولة كوردية ونحن ندعم هذا التوجه وتقرير المصير لكل قومية وطائفة لا تجد العيش الكريم والمساواة والعدالة وتقسيم الثروة والخ .
العراق اليوم يحكم من قبل احزاب طائفية سنية وشيعية دينية وعنصرية لا تحترم الغير , دستور العراق يعتبر من اسوأ دساتير العالم بعد ان كان للعراق في الاربعينات من افضل الدساتير العربية والاسلامية .
هذه الدول وغيرها يعيبون على اسرائيل عندما اعلنت بانها دولة يهودية ’ بينما لا تخجل اكثر من 54 دولة اسلامية ومن بينها 22 دولة عربية عندما يقولون باننا دول اسلامية ! لا بل البعض يطبق الشريعة الاسلامية ومواد القطع والرجم والنحر والذبح وتلك الافعال المخالفة للقيم والمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الانسان الذي خلق على صورة الله , ولديها تجمع اسلامي عنصري خاص بها يسمى / منظمة المؤتمر الاسلامي / , ماذا لو تم تاسيس او انشاء لكل دين في العالم تجمعا خاصا به ! الا تعتبر هذه تكتلات شوفينية وعنصرية ام ماذا ! .
اذن لابد من اقامة محافظة او مناطق امنة للمسيحيين في سهل نينوى , ميزانيتها ومواردها وايراداتها تقطع عن طريق الامم المتحدة من حكومة اقليم كوردستان ومن حكومة المركز في بغداد على حد سواء . اخيرا اذا كان هناك فعلا من يدعي بانه يدافع عن حقوق المسيحيين والكلدانيين والاقليات الاخرى سواء في هذه الدول والعراق خاصة عليه ان يطالب وينادي باقامة هذه المناطق والمحافظة لهذه الاقليات والقوميات الصغيرة المضطهدة .
هذه الاقليات لم تاتي لا من سويسرا ولا من اميركا ولا من ماليزيا , هؤلاء هم سكان البلاد الاصليين وليسوا من الهنود الحمر او السود او الشيعة الذين يعانون قهرا في السعودية الوهابية وفي البحرين على ايادي جلاوزة ملك اخر زمان . . .
هذه الثورات المتوحشة المفترسة ليست الا فتوحات وغزوات جديدة اخرى قامت باسم الديمقراطية المزيفة اللا وجود لها في قاموس هؤلاء الفاشيون والنازيون الجدد للقضاء على ما تبقى من القوميات والاقليات والاديان والطوائف في هذه الدول .

http://www.youtube.com/watch?v=Ym2mci6pIBA

http://www.youtube.com/watch?v=4yMjkmfpYbg&feature=related

هناك الملايين من هذه الفتاوى والاحاديث التي تكفر المسيحيين وغيرهم من الاقليات الدينية الاخرى ابحث عنها في العم كوكل .



#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى التاسع من نيسان وعملية تحرير العراق , بين الحاضر والماض ...
- هل يلام الاكراد او غيرهم اذا ارادوا الانفصال عن العراق ?
- الشريعة ودولة الخلافة الاسلامية حل لكل المشاكل !
- ثورات‎‮ ‬الخريف‮ ‬العربي‮ R ...
- الدول العربية واشكالية التدخل العسكري
- انظمة وشعوب الدول العربية غالبيتها مصابة بامراض وعقد نفسية
- هل تستحق سوريا او غيرها من الدول العربية كل هذه التضحيات ?
- من قاد ويقود الثورات العربية , الشباب ام الاسلاميين ?
- نعم للفيدرالية الجغرافية وليس للتقسيم الطائفي
- تحويل منطقة الشرق الاوسط الى انظمة دينية ايديولوجية لصالح وع ...
- لماذا تاخر الحسم في سوريا ?
- اصبح العراق المكان المناسب لتصفية ملفات وحسابات دول عربية وش ...
- معضلة المجلس الوطني الانتقالي الليبي
- الافكار القومية والايديولوجية اثبتت فشلها وهزيمتها
- النظام الفيدرالي الاتحادي للمحافظات اوالاقاليم حق يكفله الدس ...
- لماذا نلام عندما نقول / عمليات التغيير للانظمة العربية تسير ...
- هل عمليات التغيير للانظمة العربية تحدث من السيئ الى الاسوا ! ...
- من رجم القردة الزانية الى تحريم المراة ان تقود سيارة وجماعة ...
- بعد فشل الزيارة وصفوا الاعلام كله بالمغرض !
- تحركات وقرارات الكيانات العراقية بيد دول اقليمية


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جوزيف شلال - موقف بعض الاحزاب والتجمعات المسيحية بانشاء مناطق امنة او محافظة مسيحية