أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سوسن شاكر مجيد - الإساءة اللفظية والاتجاهات السلبية وعلاقتها بالنمو الاجتماعي والانفعالي للأطفال المعاقين















المزيد.....

الإساءة اللفظية والاتجاهات السلبية وعلاقتها بالنمو الاجتماعي والانفعالي للأطفال المعاقين


سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)


الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 20:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الإساءة اللفظية والاتجاهات السلبية وعلاقتها بالنمو الاجتماعي والانفعالي للأطفال المعاقين

تعد الإساءة اللفظية هي أي تصرف تنتج عنه تشويه لنفسية الطفل المعوّق أو نموه الاجتماعي، وهذا النوع من الاعتداء لا يستلزم اللمس؛ ولكنه يمارس عبر تصرفات أو كلمات جارحة تقال للطفل المعوّق، يشمل هذا الصراخ: الشتم، وإطلاق الأسماء المكروهة على الطفل، والمقارنة السلبية بالغير، والتفوّه بجمل تحط من شخصية الطفل المعوّق، كالقول: "أنت سيء" أو " أنت لا تساوي شيئاً" أو " أنت غلطة " أو أي اسم آخر يؤثر في إحساسه بقيمته وثقته بنفسه خاصة وإذا كانت تلك الأسماء تطلق على الطفل المعوّق بصورة مكرّرة.
وحيث إن البيئة تتعرّض للعديد من مصادر الضغط والعنف فإن من المتوقع أن نجد تعاظماً في تأثير هذه البيئة الضاغطة العنيفة على الطفل المعوّق ، خاصةً وأنه من أكثر الشرائح في المجتمع تأثّراً بما يدور حوله في البيئة المحيطة، كما ونجد أن مشكلات الأطفال المعوّقين هي مشكلات من النوع الخاص؛ وذلك لأن معاناتهم ليست كمعاناة أطفال نشئوا في مجتمعات أخرى حتى ولو تشابهت المشكلات وتقاربت أنماط السلوك.

ومن صور الإيذاء النفسي المستخدمة تظهر في: الازدراء، وهو نوع من التصرف يجمع بين الرفض والذل فمثلاً يرفض أحد الوالدين مساعدة الطفل المعوّق ويرفض الطفل نفسه وقد ينادي الطفل بأسماء تحط من قدره ووصفه بأنه وضيع. والإرهاب: ويتمثل بالتهديد والإيذاء الجسدي للطفل أو التخلي عنه إذا لم يسلك سلوكاً معيناً أو بتعريض الطفل للعنف أو التهديد من قبل أشخاص يحبهم، أو تركه بمفرده في حجرة مظلمة. والعزلة: وهي عزل الطفل المعوّق عن من يحبهم أو أن يترك بمفرده لفترات طويلة وربما يمنع من التفاعلات مع الزملاء أو الكبار داخل وخارج العائلة. والاستغلال والفساد: ويتضمن تشجيع الطفل على الانحراف مثل تعليمه سلوكاً إجرامياً أو تركه مع خادم أو تشجيعه على الهروب من المدرسة أو الاشتراك في أعمال جنسية. وإهمال لردود الأفعال العاطفية: ويتضمن إهمالاً لمحاولات الطفل المعوّق التفاعل مع الكبار مثل: اللمس والكلام والقبلة، والوالدان هنا يشعران الطفل المعوّق أنه غير مرغوب فيه عاطفياً. والإهمال: وهو في حالة ما يترك الطفل غالباً وحيداً لمدة طويلة أو يهمله الوالدان بما يتسبب فيه حدوث مشكلات انفعالية أو صحية للطفل، والإساءة الصحية: وتتمثّل في معاناة الطفل المعوّق من الجوع والبنية الهزيلة والتقمل والملابس غير المناسبة ويشعر الطفل نتيجة لذلك بعدم وجود أحد يرعاه.

وممّا يضاعف من مشكلة المعوقين، الاتجاهات السالبة التي يظهرها الآخرون تجاهه، خاصةً اتجاهات الوالدين، فكلما كان النسق الأسري – خاصة الوالدين – مقبلاً لإعاقة الطفل وعلى دراية بكيفية التواصل معه؛ كلما كان لذلك تأثير دال على تقدير الطفل المعاق لذاته بشكل إيجابي.
فوجود طفل معاق في الأسرة قد يضاعف إلى حد كبير الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي لها مردود على الحياة الأسرية.
ومن الواضح أنه في معظم الثقافات تعتبر الناحية الجسمية والمظهر العام للفرد من الأمور الهامة والتي لها تأثير على فكرة الفرد على ذاته، ومع أن هذا التأثير قد يكون غير مباشر، فإنه يكون حلقة الوصل بين تقييم الوالدين لطفلهما المعوق واستجابته لهذه الأحكام.
فالإعاقة تؤثر على التوافق النفسي والاجتماعي ويرى بعض الباحثين بأن العيوب والنقائص الجسمية ونقص بعض القدرات هي بمثابة عوائق أمام إشباع كثير من الظواهر والحاجات الشخصية والاجتماعية؛ ممّا يسبّب الإحباط والصراع والشعور بالنقص وما يصاحبهما من توتر وقلق أو اضطراب وضيق؛ ممّا ينتج عنه سوء التوافق الشخصي والاجتماعي.
وأشارت بعض الدراسات الخاصة بمعرفة الخصائص النفسية للمعاقين جسمياً، إلى أن اتجاهات أفراد المجتمع الذي يعيش فيه المعاق جسمياً لها تأثير كبير على مفهوم الذات لديه وعلى فرصته في التوافق النفسي والتعليم والعمل، فإذا كان اتجاه المجتمع معبراً عن الخوف أو الرفض؛ فإن المعاق جسمياً يبذل جهداً كبيراً في محاولة إخفاء إعاقته والتغلب عليها، وإذا كان الاتجاه هو العطف؛ فإنه يميل إلى الاتكالية، كما كشفت الدراسة إلى أن الأسرة التي يكون لديها معاق تصاب بصدمة عنيفة وخيبة أمل واكتئاب، ويصاب الوالدين بالخجل والإحباط، لذا تلعب الأسرة دوراً هاماً إذا ما تقبلت المعاق وقدمت له وسائل الرعاية، وعلى العكس فإنها قد ترفضه وتسبب بذلك وضع عدة عقبات أمامه، كما أنه قد يتأثر بمعاملة الرفاق ممّا يسبّب له القلق وبالتالي يتأثر اتجاه المعاق نحو إعاقته.
واشارت دراسة اجريت على شخصية المعاقين حركياً والمشكلات التي يعاني منها المعاقون وأفضل الطرق لعلاج هذه المشكلات، واتضح أن المعاقين يعانون من الانعزال الاجتماعي نظراً لإعاقتهم التي غالباً ما تكون شديدة، وأن الشخص المعاق عليه أن يواجه ثلاث مشكلات رئيسة هي: العجز وما يترتب عليه، وردود الفعل الانفعالية، ومفهوم الذات المنخفض الذي ينتج عن الاتجاهات الاجتماعية السالبة، ثم ردود الفعل الدفاعية التي ينميها ليتماشى مع المشكلات الاجتماعية التي تواجهه من والديه.
وتوصلت دراسة اخرى وخاصة في حصر الألفاظ الشائعة التي يستخدمها الوالدان في الإساءة اللفظية وما هي الفروق بين الطلاب الذكور في التأثر العام والمفصل بالإساءة اللفظية و تكرارها وعلاقة استعمال الإساءة اللفظية بمتغيرات أسرية معينة وقد دلت النتائج أن الأطفال الإناث أكثر تأثراً بالإساءة اللفظية من الذكور وأن الأطفال الذكور أكثر تعرضاً لتكرار الإساءة اللفظية من الإناث، وإن المعوقين يميلون إلى إلقاء مسؤولية الفشل في التوافق النفسي مع إعاقتهم على كاهل الوالدين. واخيرا يمكن التوصية ب:
1- العمل على توعية الوالدين بظروف الإعاقة، وتشجيعهم على تقبّل قدرات الطفل المعوق وإقناعهم بإمكانية استغلال هذه القدرات لإنتاج طفل معوّق فاعل، يتوافق مع ذاته.
2- تشجيع الأسر التي لديها أطفال معوّقين على الاتصال بالمؤسسات الرسمية والأهلية للاستفادة من خبراتهم، وكذلك العمل على تعريفهم بهذه المؤسسات العاملة داخل المجتمع.
3- ضرورة توعية الجماهير إعلامياً بدورها الأساسي في المعاونة على اندماج المعاقين في المجتمع.
4- أن تعمل الأسرة على ازدياد فرص التفاعل مع الطفل المعاق؛ ممّا يتيح له الإفصاح عن مشاعر التقبل له، وتشجيعه على الاستقلال والتوافق النفسي.
5- عقد الدورات والندوات الإرشادية لأسر الأطفال المعوّقين حول الرعاية التربوية والنفسية والاجتماعية الصحيحة، حيث إن هذا الأمر يعزّز من عملية العلاج.
6- محاولة إيصال الأسر إلى مرحلة التقبّل والتكيّف مع وضع الطفل المعوّق، وبالتالي العمل على دمجه في محيطه الأسري والاجتماعي بشكل فاعل.
7- إنشاء جماعات مساندة من المتطوعين وأهالي الأطفال المعوّقين للمشاركة في الآراء حول أفضل الطرق الخاصة بمساعدة الأطفال وذويهم.
8- العمل على توفير وسائل الترفيه والتثقيف اللازمين للفئة المعوّقة ولأسرهم.



#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معايير الادارة المتميزة ( القسم الثالث)
- معايير جودة التعليم ماقبل الجامعي ( القسم الثاني)
- تجربة اليابان في مجال الاعتماد الاكاديمي
- معايير جودة التعليم ماقبل الجامعي ( القسم الاول)
- تجربة بريطانيا في مجال الاعتماد الاكاديمي
- تجربة الأعتماد الاكاديمي في الولايات المتحدة الامريكية
- معايير كفاءة عضو هيئة التدريس الجامعي
- أبحاث التخرج وسبل تفعليها وفق التوجهات الدولية
- الاحتراق النفسي ، اعراضه، مصادره
- ضغوط العمل واستراتيجيات التعامل معها
- الطلاق وآثاره النفسية والاجتماعية والتربوية على الاطفال
- كفاءة أداء المعلم وأهم المهارات المطلوب قياسها
- معايير وإجراءات القبول في كليات التربية في الجامعات المتقدمة ...
- الاتجاهات الحديثة في تدريب المعلمين أثناء الخدمة ودورها في ا ...
- استجواب الوزير وفق منظور الجودة الشاملة
- الصحة النفسية وأنواع الأمراض النفسية
- التطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس مطلب أساسي من متطلبات ضما ...
- التعلم مدى الحياة للمعلمين خطوة نحو تحقيق جودة التعليم العام
- أساليب التنشئة الاجتماعية للوالدين وتأثيراتها السلبية والايج ...
- الوسواس المرضي، الاعراض، الاسباب، العلاج


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سوسن شاكر مجيد - الإساءة اللفظية والاتجاهات السلبية وعلاقتها بالنمو الاجتماعي والانفعالي للأطفال المعاقين