أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو زيد - سينما باراديسو














المزيد.....

سينما باراديسو


محمد أبو زيد

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأحكي لك حكاية، في يوم من الأيام أقام الملك حفلة تضمنت أجمل الأميرات في المملكة. أحد الحراس، وكان يدعى باستا، رأى ابنة الملك، كانت أجمل الموجودات، فوقع في حبها، ولكن ماذا يفعل جندي فقير مع ابنة ملك ؟
في يوم من الأيام دبّر لقاءً معها، وقال لها إنه لا يستطيع العيش بدونها، تأثرت الأميرة بشدّة من عمق مشاعره، لدرجة أنها قالت له: إذا بقيت منتظراً مائة يوم ومائة ليلة تحت شرفتي، فسوف أكون لك في النهاية، بحقّ الله.
ركض الجندي بعيداً، وانتظر يوماً، يومين، عشرة، عشرين، كل ليلة كانت الأميرة تنظر خارج الشباك، ولكنه لم يتزحزح.
جاء المطر، و الريح، والثلج، تبرزت الطيور فوقه، وأكله النحل حياً، ولم يتزحزح.
بعد تسعين ليلة أصبح سقيماً شاحباً، والدموع تجري في عينيه ولكنه لم يستطع إيقافها. لم يعد يمتلك القوة لينام. وطوال هذه المدة كانت الأميرة تراقبه، وفي الليلة التاسعة والتسعين، هب الجندي واقفا، حمل كرسيه وغادر المكان.
لا أعرف كيف، فهكذا انتهت القصة، ولا تسألني عن مغزى ذلك، فأنا لا أعرف.
لا أحد يملك أن يقرأ نهاية القصص، لأن التاريخ يكذب كثيرا، المخرج الإيطالي جيوسيبي تورنتوري، لم يكن يعرف نهاية القصة، ولم تقدم سينما باراديسو إجابة للسؤال، عن المستقبل وعلاقته بالمقدمات.
كل النهايات مخيبة للأمل، القصة الماضية لا تختلف عن قصة التمويل الأجنبي، التي أشعر المجلس العسكري الناس فيها بأن رأسه برأس أمريكا، وأنه سيلقي أوباما في البحر، وسيقف يتفرج عليه من على الشط، تشبه قصة حازم أبو إسماعيل، الشيخ التقي الذي كذب علينا جميعا، تشبه قصة اليسار المريض الذي يتصارع زعماؤه على رئاسة حزب، تشبه قصة الإخوان والعسكري والصراع على الكعكة، تشبه قصة الخلاف مع السعودية الذي انتهى بذهاب وفد رسمي للاعتذار للملك، تشبه قصة الوطن، الذي لم يعد يعرف إلى أين يسير، ومن الذي بيده خيوط اللعبة.
الجميع يتحدث الآن عن انتخابات الرئاسة، وكأنها طوق النجاة لمصر. أعرف أنه بعد انتخابات الرئاسة سيغادر المجلس العسكري الحكم، ويعود إلى ثكناته كما وعد، وكما نتمنى، لكن هل تكون هذه هي نهاية القصة وبداية النهاية السعيدة التي نراها في الأفلام.
كما قلت النهايات السعيدة في الأفلام العربية فقط، فلا بعد مائة يوم من الانتخابات الرئاسية ستصبح مصر دولة عظمى، ولا بالاتصالات الهاتفية سنحل المشكلة الأمنية والاقتصادية، لا تصدقوا من يقول لكم ذلك، فلا الطرف الثالث سيلملم ملابسه ويرحل ولا الأطراف السياسية المتصارعة ستتزوج زواجا كاثوليكيا.لم يتوقع الذين خرجوا يوم 25 يناير، والذين استحموا بقنابل الغاز والرصاص المطاطي يوم 28 يناير، والذين دهستهم الجمال يوم 2 فبراير، والذين لم يوقفوا سيل الدموع من عيونهم بعد تنحي مبارك يوم 11 فبراير، لم يتوقعوا جميعا أن تكون هكذا النهاية.
لكن ما أغرب الواقع، وما أغرب الحقيقة، عندما نجد أن على رأس المرشحين للرئاسة رموز النظام السابق، وزير خارجية لم يتخذ موقفا حقيقيا خارج إطار الكلام، ورئيس وزراء كان موجودا في موقعة الجمل، ولم يفعل شيئا، هل كانت البدايات تقول هذا. لا. لم تقل هذا إطلاقا.
يقول ماركس إن التاريخ عندما نجره للتغيير يمر عبر المنحنيات القذرة، ومن الواضح أن مصر بعد ثلاثين عاما من الجمود، تنزع قدمها، لتضعها في مستنقع تلو الآخر، ما يحدث للثورة الآن، هو منحنيات قذرة بالفعل، بحسب توصيف ماركس، صنعها رجال أعمال النظام السابق تارة، والمجلس العسكري تارة، والقوى السياسية مجتمعة، ومتفرقة بنرجسيتها، تارة، وتارة.
أقول لك.. لا تسألني ما الذي سيحدث غدا، فأنا لا أعرف.



#محمد_أبو_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من أيار ..... عيد العمال العالمي
- ناصية باتا..لعبة اسمها الحياة
- رئيس لكل مواطن
- منصور حسن..رئيس في الوقت بدل الضائع
- رشح نفسك للرئاسة .. واكسب بالونة هدية
- رمانة ميزانة الليبراليين أمام تحالف الإسلاميين
- القصيدة الخراب
- ركوب الموجة
- الضنا غالي
- ليس كمثله شيء
- هل أنقذ الله اليونسكو من الفنان فاروق حسني ؟
- أسباب وجيهة لكراهية المثقفين
- لا عزاء للسيدات
- سأقابل الله وأشكوكم له
- وثائق طه حسين السرية .. ليست سرية
- يوتوبيا الشعر
- الكتابة بأسماء مستعارة في الصحافة المصرية بين الحاجة و تصفية ...
- هل تنتظر الصحافة القومية في مصر رصاصة الرحمة ؟
- نعمان جمعة اتهزم يا رجالة
- الغمة العربية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو زيد - سينما باراديسو