أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو زيد - أسباب وجيهة لكراهية المثقفين














المزيد.....

أسباب وجيهة لكراهية المثقفين


محمد أبو زيد

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 07:00
المحور: الادب والفن
    


حجازي طاووس جافاه الشعر ، و علاء الأسواني مفتعل ومتصنع ، وجابر عصفور صاحب فرح ، وفاروق جويدة نجم سينمائي لا يكف عن إمساك العصا من المنتصف ، وسعدي يوسف عربة قطار خرجت عن القضبان وتحطمت ، ويوسف القعيد لا يتحمس للأدباء الشباب ، ويوسف أبو رية يخاف على الأدب من علاء الأسواني ، هذه الصفات وأحكام القيمة يطلقها القاص والكاتب الصحفي المصري محمد بركة في كتابه " لماذا كرهت المثقفين ؟ " الذي صدر أخيرا عن دار هلا بالقاهرة ، الكتاب يبدو كعملية ثأر لبركة من الوسط الثقافي المصري الذي صدمه ، فيما يبدو، أكثر مما يجب ، ربما لأنه كان يحمل صورة ملائكية للمثقفين قبل أن يكتشف أنهم بشر أيضا : يخطئون ويكرهون وينافقون ويغررون بالنساء .
يبدو الكتاب انطباعيا ، وبسيطا في آن ، يعتمد على حكايات تخص مؤلفه ، معظمها متدواول في الوسط الثقافي الذي لا يكتفي بتحليل مثقفيه ، لكن أيضا بتحليل صحافته الثقافية ، والنظرة في الوسط الصحفي إلى " صحافي الثقافة " أنه أقل أهمية إلا في أيام معرض الكتاب ، ويقول بركة أن 99 بالمائة من المحررين الثقافيين أدباء يكتبون الشعر والقصة والرواية ، اختاروا الصحافة الأدبية باعتبارها الأقرب لميولهم يرصدون مفارقات وملاحظات لا تنتهي تتعلق بمشاهير الأدباء الذين تعرفوا بهم ، على الورق ، وهم في قرى الدلتا و الصعي دقبل أن يلتقوهم وجها بوجه
وربما يبدو الصادم في الكاتب أنه يطلق أحكام قيمة على كتاب كبار معروفين في الوسط الثقافي ، خاصة أن يحاول رصد تحولاتهم ، من الأحلام الكبيرة التي يحملونها في بداياتهم إلى نهايتهم في ركن مقهى محاطين بدخان الشيشة في الأتيليه أو الهناجر أو الجريون أو زهرة البستان ، مدللا على ذلك بأكثر من حكاية .
ربما تبدو فكرة تشريح المجتمع الثقافي قد طرحتها من قبل أروى صالح ، المثقفة المصرية التي ماتت منتحرة ، في كتابها المبتسرون ، والذي يستعين بركة بمقاطع منه للتدليل على " التفكير الجنسي " للمثقفين ، والازدواجية في مفهوم الحب والجنس لديهم ، ، ويعتبر بركة أن نساء الوسط الثقافي يقعن تحت ضغط نفسي هائل بسبب إصرار الطرف الآخر علىأن يلعب طوال الوقت بمناسبة ودون المناسبة دور الصياد ، وان على المرأة المثقفة أن تعيش 24 ساعة وهي في حالة ترويض للرجل .
وفي حديثه عن المؤسسات الثقافية ، ومن خلال تجربة شخصية له مع الراحل دكتور سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب يرى بركة أن هذه المؤسسات تتعامل بمنطق جورج بوش في حربه على الإرهاب " من ليس معنا فهو ضدنا " ، ويسوق بركة الحكايات للتدليل على فساد الوسط الثقافي .
الأدباء في اعتقاد بركة لم يعد يشغلهم إطلاقا معارك من نوعية الدور السياسي للمثقف أو الدور الاجتماعي للأدب ، أو قضايا الفكر والنقد ، لم يعد هناك حلم ما بالتغيير أو رؤية للمستقبل ، أصبح كل ما يشغلهم هو تذكرة سفر خطفها فلان من فلان ، أو مشروع للترجمة أصبح علان يمسك بالتوكيل الخاص به بدلا من علان ، كما أن الجوريون والنادي اليوناني والحرية وزهرة البستان لم تعد تجمعات شهيرة للمثقفين في وسط البلد ، تفرز حركة إبداعية أو مشروعا أدبيا أوتحالفا سياسيا بل أصبحت أكبر منصة لإطلاق الشائعات وسحب النميمة الكثيفة المغلفة ، في رأي محمد ، بالحقد والتشكيك في أي نجاح .
يبدو صوت بركة مغلفا باليأس والمرارة من الوسط الثقافي ، ورغم أن الكتاب يبدو مقالا طويلا ، وانطباعيا ، ومشغولا بأحكام القيمة ، إلا أن الحكايات والآراء الواردة فيه هي بالفعل الأمراض التي يعاني منها الوسط الثقافي ، بداية من النفاق للإعلام والعاملين فيه ، نهاية بالازدواجية ، لا يكره محمد بركة المثقفين ، فقط هو لا يحبهم ، ولا يصدقهم ولا يؤمن بهم ، يحب الابداع ويكره ادعياءه ، يحب الإبداع ويكره الندوات النقدية التي تعد لمناقشته ، يصدق الفكر ويكره أدعياءه ، يؤمن بالأدب ويكره من يتصورون أنفسهم متحدثين رسميين باسمه ، ينحاز للثقافة ويكره مسئوليها ومؤسساتها
يخصص بركة فصلا في كتابه لكتابة انطباعاته الشخصية عن بعض الشخصيات الأدبية على الساحة ، من خلال احتكاكه المباشر بهم ، فبركة الذي كان يرى أن علاء الأسواني كشف عواجيز الفرح ، بقصد النقاد ، حين فاجأهم بروايتيه الناجحتين جماهيريا ،اكتشف حين زاره في عيادته التي يمارس بها عمله كطبيب أسنان أن مجامل وأن الأمر فيه قدر من الافتعال و التصنع ، ويضيف " لم أصدقه حين سلك سلوكيات تنم عن التواضع الجم ، كما أن شيئا ما في بشرة وجهه كان يربكني ،تماما كما نرتبك حين يفاجئنا عيب خلقي في وجه أحدهم " ، أما فاروق جويدة في رأيه فهو آخر تجليات الشاعر النجم ، يتأنق كما يليق بنجم سينمائي ، والطريقة التي يستقبل بها تحيات وسلامات الآخرين وهو يخطو داخل الأهرام تؤكد أنه لا يستحق جائزة نوبل في رأي بركة ، بل جائزة الأوسكار ، ويقول عن جابر عصفور أنه سمع أنه يتناول في الصباح الباكر عشر بيضات على الأقل في وجبة الفطور ، وهو في المؤتمرات التي يعقدها حين كان مسئولا في المجلس الأعلى للثقافة يشبه صاحب الفرح والمدعوين العرب هم " المعازيم " ، وحين التقى سعدي يوسف في القاهرة يصفه بأنه كان أكثر اهتماما بالحديث عن بريطانيا التي منحته جواز السفر وجنسية وأوراقا رسمية للإقامة ، كان منتشيا للغاية بحكاية الجنسية هذه ، وكان يردد بزهو أن ملكة بريطانيا أحن عليه من أمه
لكن التعليق الأجمل يطلقه بركة على الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي يقول أنه حين يتذكره تلح على ذهنه فكرة الأرستقراطي المفلس الذي يعيش وسط الرعاع .



#محمد_أبو_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عزاء للسيدات
- سأقابل الله وأشكوكم له
- وثائق طه حسين السرية .. ليست سرية
- يوتوبيا الشعر
- الكتابة بأسماء مستعارة في الصحافة المصرية بين الحاجة و تصفية ...
- هل تنتظر الصحافة القومية في مصر رصاصة الرحمة ؟
- نعمان جمعة اتهزم يا رجالة
- الغمة العربية
- البوسطجي .. ملك الشوارع
- الأخطاء المطبعية في الصحف.. يوم لك ويوم عليك
- مملكة السماء لا تزال صالحة لإثارة الدهشة
- حنا السكران
- الشبابيك: عيون البيوت التي تكشف الشوارع
- قبلات السياسيين.. بين العادات والفضائح والمصالح
- لماذا كلما رأى مريد البرغوثي قتيلا مسجى ظنه شخصا يفكر؟
- كل شيء جائز إلا الرصاص الحي
- الهتيف : الحياة فوق الأعناق
- ارتد جميع ملابسك فالسماء تمطر بالخارج
- الحياة في مصر ثلاث درجات.. أشهرها الدرجة الثالثة
- هل يضحك العالم العربي علي خيبته؟


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو زيد - أسباب وجيهة لكراهية المثقفين