أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو زيد - الغمة العربية














المزيد.....

الغمة العربية


محمد أبو زيد

الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 05:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ساعات قلائل تفصل بيننا وبين القمة العربية الجديدة ، أعادها الله علينا وعليكم وعلى الأمة العربية بالخير واليمن والبركات
ساعات قلائل ونسمع الكلام الذي تعودنا أن نسمعه كل عام ، أن نضحك على الوجوه التي قد تكون شاخت قليلا، أن يملأ التليفزيون الرسمي ساعات إرساله بجلسات لن يراها أحد، وأن نقرأ البيان الختامي الذي تعودنا أن نقرأه كل عام ، نفس البنود ، ربما ما يختلف فقط هو صياغة البنود ، تقديم بعضها وتأخير الآخر.
ربما ما قد يثير حفيظة الزعماء فقط أنهم سيلتقون في السودان حيث الجو الحارق ، والشمس الملتهبة ، وإن كان دفء المكيفات سيريحهم قليلا .
مثل كل عام ، سيتم تسريب البيان الختامي قبل الجلسة الختامية ومثل كل عام أيضا سيحتوي البيان على مناشدات وشجب وندب وهتاف ، محاولات لحل مشاكل لا تحل أصلا ،وتعهدات لن يعمل بها وستصبح مجرد حبر على ورق .
مثل كل عام سيقول القذافي أو بشار أو علي عبد الله صالح جملة خارج السياق الرسمي المتبع فيتحول إلى نجم الحفلة لتحتفي به الصحف اليسارية وتبرز الصحف العربية الكبرى تصريحاته في صدر صفحاتها الأولى ، و يبتسم هو لكاميرات الوكالات الأجنبية على اعتبار أنه " سبع البرمبة " و" شجيع السيما " الذي أتي بما لم يأت به الأوائل .
سيدور جدل منقطع النظير حول السلام مع إسرائيل و المساحات التي يجب حرقها للوصول إلى يدها ، سيعترض البعض فيما يدورون من الخلف للوصول إلى إسرائيل أسرع ، فالحرب خدعة كما تعلمون ، سيدور جدل آخر حول تدويل منصب الأمين العام ، وسيصبح الصراع على كرسي عمرو موسى هو الهدف الأسمى لهذه القمة ، وسيدلي موسى بتصريحات غاضبة ، وسيؤكد لوسائل إعلامية عربية وأجنبية أنه لا يريد المنصب ، وأنه لا يتقاضى راتبه من شهور طويلة ، وقد يتلاسن مع الأخ العقيد ، الذي لم يصبح لواء بعد ، معمر القذافي ، الذي سيدلي بتصريحات كوميدية تصلح للمسامرة حولها في فترة الغداء .
حتى الآن تأكد عدم حضور أربعة رؤساء ، فيما ستحافظ الدول الفقيرة على تواجدها ، لا أعرف لماذا ، سنجد ممثلي الصومال وجيبوتي وموريتانيا ، في جهة ، بوجوههم السمراء الحزينة وأعوادهم الممصوصة ، وفي الجهة الأخرى ملوك وأمراء الخليج بعباءاتهم البيضاء وأجسادهم الممتلئة الرجراجة ، ولحاهم المشذبة بعناية .
منذ 40 عاما ، في 29 آب/أغسطس والأول من أيلول/سبتمبر 1967 أطلقت قمة عقدت في السودان لاءاتها الثلاثة الشهيرة "لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف" بإسرائيل والآن يجتمع القادة في نفس المكان ومعهم ثلاث نعمات ، " نعم للصلح ، نعم للتفاوض ، نعم للاعتراف بإسرائيل ، نعم لأي حاجة ، بس خلصونا من حر السودان " .
في العام الماضي وفي العام الذي سبقه ، وفي الأعوام التي سبقتهما كان معروضا على القمة العربية الملفات العراقية والسودانية واللبنانية والفلسطينية والسورية ، الآن ، نفس الملفات معروضة ، بنفس التفاصيل تقريبا ،لكن بعد أن ساءت أكثر ، العراق يقتل بعضه بعضا وعلى شفا حرب أهلية ، وبعد أن كان هناك صدام واحد ، يقتل العرقيين ، تحول العراق كله إلى صدام يقتل بعضه بعضا ، الملف السوري واللبناني اشتبكا معا ، وهو الأمر الذي كان معروضا العام الماضي ولم يحدث فيه أي تقدم ، الملف السوداني مازال سيلفا كير يرى أن الانفصال قد يكون أفضل ، الملف الفلسطيني ما زال مفتوحا بعد أن امتلأ بالألغام بين فتح وحماس .
في العام الماضي ، كنت أعمل في إحدى الجرائد ، وكالعادة تم تسريب البيان الختامي للقمة قبلها بيومين ،وفيما كنت أعيد صياغة البيان بحيث يصلح للنشر ، قلت لأحد زملائي في الجريدة :" ما هذا ال...... ، أشعر أنني قرأت هذا الكلام العام الماضي والذي سبقه " ، فضحك ساخرا مني وقال : ما الجديد في هذا .
الواقع ؟
الواقع أنه لا جديد ، سأغتم يومين وأن أرى هذه الوجوه تطل علي ليل نهار من شاشات التليفزبون في كل مكان ،وتكاد تقفز من الصفحات الأولى للجرائد ، وتنزل من صنابير المياه .
الواقع أنه لا جديد ، سوى غمة عربية جديدة .
أقول لكم .........
لا تنتظروا القمة العربية



#محمد_أبو_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البوسطجي .. ملك الشوارع
- الأخطاء المطبعية في الصحف.. يوم لك ويوم عليك
- مملكة السماء لا تزال صالحة لإثارة الدهشة
- حنا السكران
- الشبابيك: عيون البيوت التي تكشف الشوارع
- قبلات السياسيين.. بين العادات والفضائح والمصالح
- لماذا كلما رأى مريد البرغوثي قتيلا مسجى ظنه شخصا يفكر؟
- كل شيء جائز إلا الرصاص الحي
- الهتيف : الحياة فوق الأعناق
- ارتد جميع ملابسك فالسماء تمطر بالخارج
- الحياة في مصر ثلاث درجات.. أشهرها الدرجة الثالثة
- هل يضحك العالم العربي علي خيبته؟
- الانقلاب : الطريقة المثلى للحكم في العالم العربي
- الحرب العالمية الثالثة
- أرصفة القاهرة : هامش الحياة حين يصبح متنا
- هكذا يلعب الفن بالأشياء
- ناجي العلي: ليه يا بنفسج تبتهج وانت زهر حزين
- بطرس غالي ينتظر بدر البدور
- في فلسطين يحتفلون بالأعراس حول فناجين القهوة
- الحياة بالأبيض والأسود


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو زيد - الغمة العربية