أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - المقاطعة والدستور الملكى البوليسى ف . لينين















المزيد.....


المقاطعة والدستور الملكى البوليسى ف . لينين


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 16:07
المحور: الارشيف الماركسي
    


المقاطعة والدستور الملكى البوليسى* ف . لينين

3

ان الصلة التى تربط بين المقاطعة والاوضاع التاريخية التى تميز فترة محددة فى الثورة الروسية لايزال علينا ان نتفحصها من زاوية اخرى . ماذا كان المضمون السياسى لحملة المقاطعة الاشتراكية الديموقراطية فى خريف 1905 وربيع 1906 ؟ لم يكن محتواها يتضمن بالطبع تكرار كلمة مقاطعة او دعوة الشعب الى عدم المشاركة فى الانتخابات . كما لم يكن مضمونها مقصورا على نداءات تدعو للهجوم المباشر متجاهلة المسارات الدائرية والمنحنيات التى املتها الاوتوقراطية . بالاضافة الى هذه الفكرة وليس بموازاتها , بل بالاحرى فى مركز كل حملة المقاطعة , كان النضال ضد الاوهام الدستورية . وكان هذا النضال فى الحقيقة الروح الحية للمقاطعة . تذكروا خطابات انصار المقاطعة وكامل تحريضهم , وانظروا الى القرارات الرئيسية التى اتخذها المقاطعون وسوف ترى الى اى حد هذا حقيقى .

لم يكن المناشفة قادرون ابدا على فهم هذا الجانب من المقاطعة . لقد اعتقدوا دائما ان النضال ضد الاوهام الدستورية فى فترة ميلاد الدستورية بمثابة هراء , وعبث , "فوضى". لقد جرى التعبير عن وجهة النظر المنشفية هذه بقوة فى خطاباتهم فى مؤتمر ستوكهلم {1} خاصة – كما اذكر -- فى خطابات بليخانوف , هذا ان تغاضيت عن الادب المنشفى .

للوهلة الاولى فان موقف المناشفة حول هذه المسألة سوف يبدو بالفعل فوق النقد مثلهم مثل الرجل الذى يعلم اصدقائه خفية بان الجياد تأكل الشوفان . فى فترة ميلاد الدستورية تعلن عن النضال ضد الاوهام الدستورية ! اليست تلك فوضوية ؟ اليست همهمة غامضة ؟

ان ابتذال هذه المسألة الذى تأثر بالاشارة المضللة الى الحس العام الواضح لمثل هذه الحجج مؤسس على حقيقة ان الفترة الخاصة للثورة الروسية قد اهملت فى صمت , وان مقاطعة دوما بوليجين قد نسيت , وان المراحل العيانية للمجرى الذى اتخذته ثورتنا قد حل محله مخطط عام لكل ثورتنا , فى الماضى والمستقبل , بوصفها الثورة الحبلى بالدستورية . هذه عينة تبين انتهاك منهج المادية الجدلية من قبل اناس , مثل , بليخانوف , تحدثوا عن هذا المنهج باقصى مايمكن من الفصاحة .

نعم , ثورتنا البورجوازية ككل , مثل كل ثورة بورجوازية , هى فى المدى الطويل , سيرورة نظام دستورى ولاشئ اكثر . هذه هى الحقيقة . انها حقيقة مفيدة لعرض المظاهر شبه الاشتراكية لبرنامج بورجوازى ديمو قراطى او اخر , النظرية , التاكتيكات , وما الى ذلك . ولكن هل سيكون بمقدورك ان تستخلص اى فائدة من هذه الحقيقة بصدد مسألة ماهو نوع التوجه الدستورى الذى يتعين على حزب العمال ان يقود البلاد على نهجه فى حقبة الثورة البورجوازية ؟ او بصدد مسألة كيف يتعين على حزب العمال ان يناضل تحديدا من اجل توجه دستورى محدد ( وبدقة جمهورى ) خلال فترات محددة فى الثورة ؟ لن تتمكن من الاجابة . ان هذه الحقيقة المفضلة عند اكسلرود وبليخانوف لن تنيرك حول هذه المسائل اكثر مما ينيرك الاعتقاد بأن الحصان يأكل الشوفان الامر الذى لا يمكنك من ان تختار حيوانا تركبه .

ان النضال ضد الاوهام الدستورية ينبغى , كما قال البلاشفة عام 1905 وبداية 1906 , ان يكون شعار اللحظة , لان الحالة الموضوعية فى هذه الفترة واجهت القوى الاجتماعية المتصارعة بان عليها ان تقرر مسألة مااذا كان الطريق المستقيم للنضال الثورى المباشر والمؤسسات التمثيلية التى خلقتها الثورة مباشرة على اساس الديموقراطية التامة او الطريق الملتوى المستدير لدستور ملكى والمؤسسات البوليسية الدستورية ( بين معقوفتين !) من نمط "الدوما" سوف تنتصر فى المستقبل القريب .

هل الحالة الموضوعية تثير هذه المسألة بالفعل , ام ان البلاشفة قد "اصطنعوها" بسبب خطلهم النظرى ؟ لقد جرت الاجابة على هذا السؤال من قبل تاريخ الثورة الروسية .

لقد كان نضال اكتوبر 1905 بالفعل نضالا لمنع الثورة من ان تتحول لمسارات ملكية دستورية . لقد كانت فترة اكتوبر—ديسمبر بالفعل الفترة التى شهدت تحقق التوجه الدستورى الحر البروليتارى , الديموقراطى حقا , العريض , الجرئ الذى عبر فعلا عن ارادة الشعب فى تعارضها مع النزعة شبه الدستورية لدستور دوباسوف وستوليبين {2}. النضال الثورى من اجل توجه دستورى ديموقراطى حقيقى ( اى , مبنى على ارض نظفت تماما من النظام القديم وكل الاشياء البغيضة التى ارتبطت به ) يستدعى اشد النضالات عزما ضد الدستور الملكى البوليسى الذى يستخدم كطعم للشعب . وهذا الامر البسيط اخفق خصوم الاشتراكية الديموقراطية من مناهضى المقاطعة تماما فى فهمه .

تبرز امامنا الان مرحلتان من تطور الثورة الروسية بكل جلاء هما : مرحلة الصعود (1905 ) ومرحلة الهبوط (1906 –1907 ) . مرحلة التطور الاقصى لنشاط الشعب , التى شهدت وجود منظمات حرة وواسعة لكل طبقات السكان , مرحلة اقصى تطور لحرية الصحافة واقصى تجاهل من قبل الشعب للسلطة القديمة , ومؤسساتها وقيادتها – وكل هذا بدون اى توجه دستورى صودق عليه بيروقراطيا وتم التعبير عنه فى قواعد وتنظيمات شكلية . وبعد ذلك مرحلة التطور الاقل والتدهور الثابت للنشاط الشعبى , والتنظيم وحرية الصحافة , الخ تحت راية "دستور" ( فليغفر الله لنا !) ملفق , مصادق عليه , ومحمى من قبل الدوباسوفيين والستوليبيين .

الان , حين يبدو كل شئ خفى شديد الجلاء شديد الوضوح , سوف يكون من الصعب ان تجد متحذلقا يجرؤ على انكار شرعية وضرورة النضال الثورى للبروليتاريا لمنع الاحداث من ان تتخذ منحى ملكيا دستوريا , شرعية وضرورة النضال ضد الاوهام الدستورية .

الان سوف يكون من الصعب ان تجد مؤرخا معقولا جديرا بالاسم لن يقسم مجرى الثورة الروسية بين 1905 وخريف 1907 الى فترتين : " مناهضة الدستور " ( اذا جاز لى استخدام هذا التعبير ) فترة المد وفترة الجزر "الدستورى" , فترة الانتصار, وتحقيق الحرية بواسطة الشعب بدون التوجه الدستورى (الملكى ) البوليسى , وفترة اضطهاد وقمع الحرية الشعبية بواسطة "الدستور" الملكى .

تتجلى الان فترة الاوهام الدستورية , فترة الدوما الاولى والثانية غاية فى الوضوح بالنسبة لنا , ولم يعد من الصعب ان ندرك اهمية النضال الذى شنه الاشتراكيون الديموقراطيون الثوريون فى هذا الوقت ضد الاوهام الدستورية . ولكن فى ذلك الوقت , فى 1905 وبداية 1906 لم يفهم هذا لا الليبراليون فى المعسكر البورجوازى ولا المناشفة فى المعسكر البروليتارى .

مع ذلك فقد كانت فترة الدوما الاولى والثانية فترة الاوهام الدستورية بكل المعانى وفى كل الجوانب . ان الوعد المهيب بان " لن يصبح اى قانون نافذا بدون موافقة الدوما " لم يتم انتهاكه فى هذه الفترة . وهكذا وجد الدستور على الورق , ولم يكف ابدا عن تدفئة كل الطيات الخانعة لقلوب الكاديت الروس . {3 } وضع كلا من دوباسوف وستوليبين فى هذه الفترة الدستور الروسى فى محك الممارسة , جربوه واختبروه جاهدين ان يكيفوه ويوفقوه مع الاوتوقراطية القديمة . لقد ظهر دوباسوف وستوليبين بوصفهما رجلى العصر الاشد قوة , وقد عملا جاهدين من اجل ان يجعلا " الوهم " واقعا . وقد برهن الوهم انه وهما . وقد اثبت التاريخ تماما صحة شعار الاشتراكيين الديموقراطيين الثوريين . ولكن لم يكن انصار دوباسوف وستوليبين فقط هم من حاولوا اعمال "الدستور", ولم يكن فقط الكاديت الخانعين هم الذين امتدحوه ورفعوه الى السماء , ومثل الخدم ( من طراز السيد روديتشييف فى الدوما الاول ) الذين اجهدوا انفسهم لاثبات ان القيصر لم يكن ليلام , وسوف يكون من باب الافتراض اعتباره مسئولا عن مذابح اليهود . لا . خلال هذه الفترة فان الجماهير العريضة من الشعب كذلك كانت لاتزال بلاشك تؤمن لهذه الدرجة او تلك " بالدستور" , وتؤمن بالدوما رغم تحذيرات الاشتراكيين الديموقراطيين .

يمكن ان يقال عن فترة الاوهام الدستورية فى الثورة الروسية بانها كانت فترة افتتان الامة بأسرها بالصنم البورجوازى , مثلها فى ذلك مثل امم كاملة فى اوروبا الغربية افتتنت احيانا بوثن القومية البورجوازية , معاداة السامية , الشوفينية الخ .انه لمما يؤكد الثقة فى الاشتراكيين الديموقراطيين انهم وحدهم لم يؤخذوا بهذه الخدعة البورجوازية , انهم وحدهم فقط فى حقبة الاوهام الدستورية دائما ماحافظوا على راية النضال خفاقة ضد الاوهام الدستورية .

لم اذن , يثار السؤال الان , كانت المقاطعة أداة نوعية للنضال ضد الاوهام الدستورية ؟

هناك ملمح حول المقاطعة يثبط بشكل غير ارادى , للوهلة الاولى , كل ماركسى . مقاطعة الانتخابات هى رفض للبرلمانية , شئ يبدو الى حد بعيد مثل الرفض السلبى , الاستنكاف , او التملص . هكذا اعتبره بارفوس ( الذى لايملك سوى النماذج الالمانية ليحتذيها ) حينما هب عاصفا , فى خريف 1905 مغيظا , غاضبا ولكن دون نجاح , محاولا ان يثبت ان المقاطعة الايجابية كانت كذلك شيئا رديئا لانها ظلت كما هى اى مقاطعة ... وهكذا اعتبرت ايضا من قبل مارتوف , الذى لم يتعلم شيئا حتى اليوم من الثورة والذى يتحول اكثر فاكثر الى ليبرالى . وقد بين من خلال مقالته الاخيرة فى جريدة تافاريش{4} انه غير قادر حتى على اثارة المشكلة بطريقة تتلائم مع اشتراكى ديموقراطى ثورى .

ولكن هذا الملمح الاشد قابلية للاعتراض , ان جاز القول , بصدد المقاطعة بقدر مايعنى ذلك ماركسى , قد تم توضيحه تماما بواسطة الملامح النوعية للفترة التى نهضت اساسا لمثل هذه الطريقة فى النضال . لقد كانت الدوما الملكية الاولى , دوما بوليجين , طعما استهدف ابعاد الناس عن الثورة . كان هذا الطعم تمثال عرض ( مانيكان ) البسوه ثوب الدستورية .لقد جرت غواية الكل لابتلاع الطعم . مال البعض من خلال المصالح الطبقية الانانية , والبعض الاخر من خلال الجهل , لانتزاع تمثال عرض دوما بوليجين , وفيما بعد تمثال عرض دوما ويتى . لقد كان الجميع متحمسون , وامن الكل بها باخلاص . لم يكن الاشتراك فى الانتخابات مجرد حقيقة واقعة , اداء بسيط لواجبات المرء المدنية العادية . لقد كان الاستهلال المهيب لملكية دستورية . لقد كان انعطافا عن الطريق الثورى المباشر نحو الطريق الملكى الدستورى .
لقد اتجه الاشتراكيون الديموقراطيون فى مثل هذا الزمن لنشر راية احتجاجهم محذرين باقصى فعالية , وباشد الطرق تعبيرا . وقد عنى هذا رفض الاشتراك , الامتناع ومنع الناس , مطلقين نداء للهجوم على النظام القديم بدلا من العمل داخل اطار مؤسسة اقامها النظام القديم . تطلب الحماس على النطاق القومى لوثن البورجوازية البوليسى الخاص بالملكية "الدستورية" من الاشتراكيين الديموقراطيين , بوصفهم حزب البروليتاريا , تظاهرة على المستوى القومى ايضا تبين وجهة نظرهم محتجين ضد ومعرين هذا الوثن , كما تطلب نضالا باقصى قوة ضد تأسيس المؤسسات التى جسدت هذا الوثن .

هاأنت ذا تملك التبرير التاريخى الكامل ليس فقط لمقاطعة دوما بوليجين , التى قوبلت بنجاح فورى , بل لمقاطعة دوما ويتى التى كانت اخفاقا بكل المعايير . نرى الان لم كانت اخفاقا بينا فحسب , لم كان على الاشتراكيين الديموقراطيين ان يستبقوا احتجاجهم ضد المنعطف الملكى الدستورى لثورتنا حتى اخر لحظة . لقد اثبت هذا المنعطف فى الواقع انه منعطف لطريق مسدود . لقد اثبتت الاوهام حول الملكية الدستورية انها ليست سوى مقدمة او علامة , زينة , تصرف الانتباه عن الاستعداد لالغاء هذا "الدستور" الذى اتى به النظام القديم ....

لقد قلنا ان على الاشتراكيين الديموقراطيين ان يستبقوا احتجاجهم ضد قمع الحرية بواسطة "الدستور" حتى النهاية . ماذا نعنى ب "حتى النهاية " ؟ نعنى حتى تصبح المؤسسة التى كان يناضل ضدها الاشتراكيون الديموقراطيون حقيقة ناجزة رغما عن الاشتراكيين الديموقراطيين , حتى المنعطف الدستورى الملكى فى الثورة الروسية , الذى عنى بشكل حتمى ( لوقت معين ) تدهور الثورة , هزيمة متلاحقة للثورة , صيرورته حقيقة ناجزة رغم الاشتراكيين الديموقراطيين . لقد كانت فترة الاوهام الدستورية فترة محاولة بلوغ مساومة . لقد ناضلنا وكان علينا ان نناضل ضدها بكل قوتنا . وكان علينا ان نذهب الى الدوما الثانى , وكان علينا ان نحسب حساب المساومة عندما فرضتها الظروف علينا وضد ارادتنا , رغم جهودنا , وبثمن هزيمة نضالنا . اما لأى وقت نظل نحسب حسابها فهذا امر اخر بالطبع .

ماالذى يمكن ان نستخلصه من كل هذا فيما يتعلق بمقاطعة الدوما الثالث ؟ ربما , هو ان المقاطعة التى هى ضرورية فى بداية فترة الاوهام الدستورية , ضرورية ايضا فى نهاية الفترة ؟ سوف تكون "فكرة لامعة " فى شريان " السوسيولوجيا القياسية " وليس استنتاجا جادا . لايمكن ان يكون للمقاطعة الان نفس المعنى الذى كان لديها فى بداية الثورة الروسية . اليوم لايمكن لنا ان نحذر الشعب ضد الاوهام الدستورية ولا ان نناضل حتى نحول بين الثورة وبين ان تنعطف نحو طريق ملكى دستورى مسدود . لايمكن ان يكون للمقاطعة شرارتها الحيوية الاولى . اذا كان لابد ان تكون هناك مقاطعة , فسوف يكون لها فى كل الاحوال مضمون سياسى مختلف .

اضف الى ذلك , فان تحليلنا للخصوصية التاريخية للمقاطعة يزودنا ببرهان معين ضد مقاطعة الدوما الثالث . فى فترة بداية المنعطف الدستورى كان انتباه الامة باجمعها مركزا على الدوما . وقد ناضلنا مستخدمين المقاطعة والتزمنا بالنضال ضد تركيز الانتباه على الاتجاه الذى يؤدى الى طريق مسدود , النضال ضد افتتان كان مرجعه الجهل , و الظلامية , والضعف , او النشاط الانانى المعادى للثورة . اما اليوم , فمن غير الوارد ليس فقط على النطاق القومى , بل حتى وجود اى حماس ظاهر على الاطلاق للدوما بصفة عامة او الدوما الثالث بصفة خاصة. ومن ثم ليست هناك حاجة لاى مقاطعة .

هوامش

{1}عقد المؤتمر الرابع (الوحدة ) للحزب الاشتراكى الديموقراطى الروسى فى ستوكهلم , 10 – 25 ابريل ( 23 ابريل – 8 مايو ), 1906 .

وقد حضره 112 مندوبا لهم حق التصويت ,يمثلون 57 منظمة محلية , و22 مندوبا استشاريا . اضف الى ذلك كان هناك ممثلين من الاحزاب الاشتراكية الديموقراطية غير الروسية : ثلاثة لكل من احزاب بولندا وليتوانيا , والبوند , والحزب الاشتراكى الديموقراطى اللاتفيى , وواحد عن كل من حزب العمال الاشتراكى الديموقراطى الاوكرانى وحزب العمال الفنلندى, وممثل عن حزب العمال الاشتراكى الديموقراطى البلغارى . وكان ضمن مندوبى البلاشفة ف .ا . ارتيوم ( سيرجييف ) , م . ف . فرونزه . , م . ا. كالينين , ف. ا. لينين , س . ا. شاوميان , و ف . ف . فوروفسكى . ناقش المؤتمر المسألة الزراعية , الوضع الراهن والمهام الطبقية للبروليتاريا , الموقف من الدوما , والقضايا التنظيمية . وقد كان هناك صراع حاد بين البلاشفة والمناشفة حول كل الموضوعات . قدم لينين تقارير والقى خطابات فى المؤتمر حول المسألة الزراعية , وحول الوضع الراهن , وحول التاكتيكات التى ينبغى ان تتبع بصدد الانتخابات فى الدوما , وحول الانتفاضة المسلحة , وامور اخرى .
غلبة المناشفة العددية فى المؤتمر , وان كانت طفيفة , حددت طابع قرارات المؤتمر . تبنى المؤتمر فى عدد من المسائل قرارات المناشفة بشأن المسألة الزراعية ,و الموقف من الدوما , الخ . وتبنى المؤتمر صيغة لينين للفقرة الاولى من اللائحة الحزبية . وضم المؤتمر لحزب العمال الاشتراكى الديموقراطى الروسى التنظيمات الاشتراكية الديموقراطية غير الروسية : الحزب الاشتراكى الديموقراطى لبولندا وليتوانيا , وحزب العمال الاشتراكى الديوقراطى اللاتفيى وتبنى مسودة قرار يضع الشروط التى يمكن بها للبوند ان ينضم للحزب .
وضمت اللجنة المركزية التى انتخبها المؤتمر ثلاثة بلاشفة وسبعة مناشفة . وقد انتخب المناشفة فقط لهيئة تحرير الجريدة المركزية .
قدم لينين تحليلا للمؤتمر فى كراسه تقرير حول مؤتمر وحدة حزب العمال الاشتراكى الديموقراطى الروسى ( انظر الطبعة الحالية , م10 , ص ص317 -82 )
{2}دوباسوف – الحاكم العام لموسكو الذى قمع الانتفاضة المسلحة فى موسكو فى ديسمبر 1905 .ستوليبين – رئيس وزراء روسى .
{3} الكاديت – (مختصرة ) اعضاء الحزب الديموقراطى الدستورى, الحزب الرئيسى للبورجوازية الليبرالية الملكية فى روسيا . تاسس فى اكتوبر , 1905 , وتشكلت عضويته من ممثلى البورجوازية , قادة الزيمستفو من طبقة ملاك الارض , والمثقفين البورجوازيين . ضمت الشخصيات القيادية فى الحزب ب. ن. ميليوكوف , س . ا . ميروميتسيف , ف . ا . مالاكوف , ا . ا. شينجاريف , ب . ب . ستروفه , ف . ا . روديتشيف , من بين اخرين . حتى يخدعوا الشعب العامل فقد اسمى الكاديت انفسهم "حزب حرية الشعب ". وفى الواقع , فانهم لم يتجاوزوا مطلب الملكية الدستورية . لقد اعتبروا ان هدفهم الرئيسى محاربة الحركة الثورية , وسعوا لمشاركة القيصر وملاك الارض الاقطاعيين فى السلطة . وخلال الحرب العالمية الاولى دعم الكاديت بنشاط السياسة الخارجية العدوانية لحكومة القيصر .وخلال الثورة الديموقراطية البورجوازية فى فبراير 1917 حولوا بأقصى جهدهم انقاذ الملكية . لقد استخدموا مواقعهم الاساسية فى الحكومة البورجوازية المؤقتة لمتابعة سياسة مناهضة للثورة معادية لمصالح الشعب , ومنحازة للامبريالييين الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين . وبرز الكاديت بعد انتصار ثورة اكتوبر بوصفهم اعداء حقودين على السلطة السوفيتية . واسهموا فى الاعمال المسلحة المعادية للثورة وحملات التدخل . مع انهم عاشوا فى الخارج كمهاجرين بعد هزيمة قوى التخل والحرس الابيض , الا ان الكاديت لم يتوقفوا عن متابعة انشطتهم المناهضة للسوفييت والثورة .
{4} تافاريش ( الرفيق ) جريدة بورجوازية تطبع فى سانت بطرسبورج من 15 مارس (28 ) 1906 الى 30 ديسمبر , 1907 ( 12 يناير , 1908 ) . رغم انهامن الناحية الرسمية لسان حال اى حزب بعينه الا انها كانت فى الحقيقة المعبر عن الكاديت اليساريون . المسهمون النشطون فيها هم س . ن .بروكوبوفيتش , ى . د . كوسكوفا . طبعت الجريدة ايضا بعض اسهامات المناشفة .
* العنوان الأصلى للمقال : ضد المقاطعة – ملاحظات ناشر إشتراكى ديمقراطى ، القسم الثالث .
المصدر : لينين , الاعمال الكاملة , ص ص 27 – 33 , المجلد 13 موسكو , دار التقدم , 1975 ( الطبعة الانجليزية )



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاضمانة لدستور ديموقراطى سوى الانتفاضة الشعبية ف. لينين
- تصفية الثورة بالعنف فى اطار دستورى ف . لينين
- السوق الدستورى - ف . لينين
- ثلاث دساتير جديدة ف . انجلز
- كراس حول المسألة الدستورية فى المانيا ف . انجلز
- فخ الدستور البروسى ف . انجلز
- انتهاك الدستور البروسى ف . انجلز
- النص الدستورى والممارسة التاريخية ف . انجلز
- ماركس والدستور البريطانى - كارل ماركس
- دستور الجمهورية الفرنسية - كارل ماركس
- الدولة الدستورية النموذجية
- جدل العلاقة بين الدستور والوضع التاريخى
- دور البرلمان المصرى كأداة للقمع الطبقى التشريعى
- لينين وقضايا القانون -- يفجينى ب . باشوكانيس
- القمع والمضمون الطبقى للدستور - ف . لينين
- فى سرقة الثورات بدون دعاء ركوب ف . لينين
- توازن القوى السياسية - ف . لينين
- الدستور البريطانى بين جماليات النص وقهر الواقع ف . انجلز
- الأوهام الدستورية - فلاديمير لينين
- اجهزة القمع وبعض اساليبها فى مناهضة الثورة - ف . لينين


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - المقاطعة والدستور الملكى البوليسى ف . لينين