أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - لاضمانة لدستور ديموقراطى سوى الانتفاضة الشعبية ف. لينين















المزيد.....

لاضمانة لدستور ديموقراطى سوى الانتفاضة الشعبية ف. لينين


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 21:22
المحور: الارشيف الماركسي
    


لاضمانة لدستور ديموقراطى سوى الانتفاضة الشعبية * ف . لينين

... هناك حديث عن الحرية , وعن التمثيل الشعبى , كما يخطب البعض عن الجمعية التأسيسية , غير ان مالايرونه على الدوام فى كل ساعة بل وفى كل دقيقة , انه بدون ضمانات جادة لكل هذه الاشياء الجيدة فانها تبقى مجرد جمل خاوية . اما الضمانة الجادة فلايمكن ان تأتينا بها الا الانتفاضة الشعبية الظافرة , الا بالهيمنة التامة للبروليتاريا والفلاحين المسلحين على ممثلى السلطة القيصرية , الذين , تراجعوا خطوة للوراء , ولكنهم ابعد من ان يكونوا قد استسلموا للشعب , وابعد من ان يكونوا قد اطيح بهم بواسطة الشعب . والى ان يتحقق هذا الهدف لايمكن ان تكون هناك حرية حقيقية , ولاتمثيل شعبى حقيقى , ولاجمعية تأسيسية حقيقية لها سلطة ان تقيم نظاما جديدا فى روسيا .

ماهو الدستور ؟ صحيفة من الورق سطرت عليها حقوق الشعب . ولكن ماهو الضمان الذى لدينا بأن هذه الحقوق سيعترف بها فعلا ؟ يكمن الضمان فى قوة طبقات الشعب التى باتت واعية بهذه الحقوق , بعد ان استطاعت كسبها . دعونا لانسمح اذن بأن تضللنا الكلمات – التى تليق بثرثارى الديموقراطية البورجوازية فحسب – دعونا الا ننسى للحظة ان القوة يبرهن عليها بالانتصار فى خضم النضال , واننا لازلنا حتى الان بعيدون عن ان نكون قد حققنا انتصارا كاملا بعد . دعونا لانصدق الكلمات الجميلة , لأننا نعيش فى ازمنة لازال الصراع المكشوف فيها جاريا , وتختبر فيها كل الكلمات والوعود على الفور فى تحققها العملى , بينما توظف الكلمات والبيانات والوعود عن الدستور لخداع الشعب , ولاضعاف قوته , وبعثرة صفوفه , واغواءه بأن يتخلى عن سلاحه . مامن شئ يمكن ان يكون اكثر زيفا من هذه الوعود والكلمات , ولنا كل الفخر فى ان نقول ان بروليتاريا روسيا قد نضجت من اجل الصراع ضد كل من القوة الوحشية , وضد الانحراف الليبرالى الدستورى, و يؤيد مااقول النداء الذى صاغه عمال السكك الحديدية الذى نشر عنه حديثا فى الصحافة الاجنبية ( للاسف الاصل ليس لدينا ) . يقول النداء " اجمعوا الاسلحة يارفاق " , " نظموا انفسكم من اجل النضال بلا كلل , وبطاقة مضاعفة . فقط بتسليح وحشد صفوفنا سوف نكون قادرين على الدفاع عما كسبناه , ونحقق استجابة تامة لمطالبنا . سيأتى وقت ننهض فيه مرة اخرى كرجل واحد فى نضال جديد اكثر عنادا من اجل الحرية التامة " .

فى مثل هذا تتمثل ضماناتنا الوحيدة . مثل هذا هو الدستور الحقيقى لروسيا الحرة ! وبا لفعل , انظر الى بيان 17 اكتوبر وحقائق الحياة الروسية : هل يمكن لشئ ان يكون اكثر دلالة من التضاد بين هذا الاعتراف بالدستور على الورق من قبل القيصر , و"الدستور" الفعلى , اى التطبيق الفعلى لسلطة القيصر ؟ فى مواجهة هذا , يقدم بيان القيصر وعودا لها طابعا دستوريا بجلاء . ولكنهم بينوا لنا ثمن هذه الوعود . لقد اعلن ان لشخصية الفرد حرمة لاتنتهك , مع ذلك فان هؤلاء الذين لايوافقون هوى الاوتوقراطية يبقون فى السجون , او فى المنفى , او مبعدين . لقد اعلن عن حرية الاجتماع , مع ذلك فان الجامعات التى كانت اول من ابدع حرية الاجتماع فعليا فى روسيا , قد اغلقت , وسدت مداخلها بحراس من الشرطة الجنود . الصحافة حرة , ولهذا فان جريدة نوفايا جيزن (2) المتحدثة باسم مصالح العمال , قد صودرت لأنها طبعت برنامج الاشتراكيين الديموقراطيين . ان اماكن وزراء المائة السود قد شغلها وزراء اعلنوا انهم يقفون فى صف حكم القانون , مع ذلك لازال المائة السود " شغالون " بدرجة اشد كثافة فى الشوارع بمساعدة الشرطة والجيش , ومواطنى روسيا الحرة الذين لايروقون للبيروقراطية يعدمون , او يضربون ويهرسون بحرية مع حصانة الافلات من العقوبة .

بمثل هذه النماذج الجلية امام اعيننا , يجب ان نكون عميانا , او اعمتنا الانانية الطبقية , حتى نعلق اى اهمية حقيقية جادة فى الوقت الراهن على مااذا كانت هناك وعود من الوزير (ويتى ) بحق الاقتراع العام , او مااذا كان القيصر سوف يوقع بيانا يدعو فيه الجمعية " التأسيسية للانعقاد " . حتى اذا جرت مثل هذه " التصرفات " فهى لن تقرر حصيلة الصراع , ولن يكون بمقدورها ان تخلق الحرية الفعلية للتحريض الانتخابى , او ان تضمن ان جمعية شعبية من الممثلين سوف يكون لها طابعا تأسيسيا حقيقيا . على الجمعية التأسيسية ان تعطى تجسيداقانونيا وشكلا برلمانيا لبنية روسيا الجديدة , ولكن قبل ان يمكن تعزيز انتصار الجديد على القديم , ولاضفاء شكل مناسب على هذا الانتصار , فلابد من احراز الانتصار الفعلى , لابد من تحطيم قوة المؤسسات القديمة , ولابد من كنس هذه الاخيرة , لابد من تقويض الصرح القديم وتسويته بالارض , وتدمير اية امكانية لأى مقاومة جادة من جانب الشرطة وعصابتها .

حرية انتخابية تامة , وسلطة كاملة لجمعية تأسيسية يمكن ضمانهما فقط من خلال الانتصار التام للانتفاضة , والاطاحة بالحكم القيصرى , على ان تحل محله حكومة ثورية مؤقتة . وعلى كل جهودنا ان تتوجه لتحقيق هذا الهدف , يجب ان يتصدر تنظيم واعداد الانتفاضة كل المهام على نحو مطلق . وبقدر ماتكون الهبة منتصرة فحسب وبقدر مايقود النصر الى التدمير الحقيقى للعدو – بقدر ذلك فحسب سوف تكون جمعية ممثلى الشعب شعبية ليس على الورق فحسب , وكذلك تأسيسية بالفعل لا بالاسم فقط .

فلتسقط كل انواع التضليل , والزيف , وكل التعمية ! لقد اعلنت الحرب , وقد اشتعل القتال , ومانعاينه الان ليس شيئا سوى خمود او ركود مؤقت بين معركتين . ومامن وقوف فى منتصف الطريق . ان حزب " البيض " هو خداع مطلق . وان من لايقف فى صف الثورة فهو اذن من المائة السود . لسنا نحن فقط من يقول هذا . نحن لم نبدع مثل هذا الوصف . ان الاحجار التى لطختها الدماء تصرخ بهذه الكلمات فى شوارع موسكو واوديسا , فى كرونشتادت والقوقاز , فى بولاندا وفى تومسك .

ان من لايقف فى صف الثورة فهو اذن من المائة السود . وان من لايرغب فى ان يضحى من اجل الحرية الروسية حتى لاتصبح هذه الحرية حرية الشرطة فى ان تستخدم العنف , والاكراه على شهادات كاذبة , ( والرشوة ب ؟ المترجم ) الفودكا , والهجمات الغادرة على اناس عزل من السلاح , يجب ان يسلح نفسه وان يتأهب للمعركة على الفور . لابد ان ننال الحرية الحقيقية , وليس وعودا بالحرية , ولامزق من الورق عن الحرية . لايتعين علينا ان ننجز فحسب خزى واذلالا لسلطة القيصر , ولا مجرد اعتراف بحقوق الشعب من هذه السلطة , وانما تدمير هذه السلطة , مادامت سلطة القيصر تعنى سلطة المائة السود على روسيا . وهذه النتيجة لاتخصنا ايضا . لقد جرى استخلاصها من وقائع الحياة ذاتها , انه الدرس الذى علمتنا اياه احداث الزمن . انه صوت هؤلاء الذين وقفوا جانبا حتى الان بعيدا عن اى مذهب ثورى ولم يجرؤوا على اتخاذ خطوة واحدة حرة فى الشارع , وفى اجتماع , او فى البيت دون ان يعانوا مخاطرة مريعة داهمة من ان يسحقوا , يعذبوا او يمزقوا الى قطع من قبل هذه العصابة او تلك من اتباع القيصر .
واخيرا , لقد اضطرت الثورة هذه " القوة الشعبية " على الخروج الى العلن – قوة اتباع القيصر . لقد كشفت للنظر العام على من يعتمد حكم القيصر , ومن هم بالفعل من يدعمون هذا النظام . واليك اياهم , هذه القوات الضارية من الشرطة , المدربون على الانضباط , الجنود نصف الاذكياء , رجال الدين المسعورون , اصحاب الحوانيت الغلاظ , ورعاع المجتمع الرأسمالى الذين دوختهم الفودكا . ان هؤلاء هم من يسودون الان فى روسيا مع تستر او دعم تسعة اعشار مؤسساتنا الحكومية . هاهى ذى فندييه ( 3 ) الروسية ( الرجعية . المترجم ) التى تشبه فندييه الفرنسية بنفس القدر الذى يشبه به القيصر نيقولا رومانوف المغامر نابليون . كما ان رجعيتنا لم تقل كلمتها الاخيرة ايضا – لاتخطئوا اطلاقا بهذا الصدد ايها المواطنون .فهى ايضا قد بدأت للتو فى عرض قواها بدقة . وهى ايضا لديها احتياطييها من "المواد القابلة للاحتراق " التى تراكمت خلال قرون من الجهل , والاضطهاد , والقنانة , والشرطة كلية الجبروت . انها تقرن داخلها التخلف الاسيوى الصافى مع كل الملامح الكريهة للطرق الناعمة التى تستخدم لاستغلال وتسفيه هؤلاء الذين هم الاشد اضطهادا وتعذيبا بحضارة المدن الرأسمالية , وقد صغروهم حتى باتوا فى اوضاع اسوأ من اوضاع الحيوانات المفترسة . مثل هذه الرجعية لن تختفى استنادا لأى بيان يصدر عن القيصر , اوعن مجلس القساوسة , او بناء على تغييرات فى المراتب العليا او الدنيا فى البيروقراطية . فهى لايمكن ان تحطم الا من قبل قوة بروليتاريا منظمة ومستنيرة , لأن البروليتاريا وحدها , وهى المستغلة بحكم وضعها , جديرة باستنهاض كل من يليها , وتوقظ فيهم الاحساس انهم بشر ومواطنون , وتريهم خلايا جيش ثورى عات , عات فى مثله العليا , وفى انضباطه , وفى تنظيمه , وببطولته فى النضال , بطولة لاتستطيع ان تتصدى لها اى رجعية .

المصدر : مقتطف من مقال لينين , وعنوانه الاصلى* : بين معركتين . الاعمال الكاملة , المجلد التاسع , ص ص 457 466 , دار التقدم , موسكو 1972 . الطبعة الانجليزية



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصفية الثورة بالعنف فى اطار دستورى ف . لينين
- السوق الدستورى - ف . لينين
- ثلاث دساتير جديدة ف . انجلز
- كراس حول المسألة الدستورية فى المانيا ف . انجلز
- فخ الدستور البروسى ف . انجلز
- انتهاك الدستور البروسى ف . انجلز
- النص الدستورى والممارسة التاريخية ف . انجلز
- ماركس والدستور البريطانى - كارل ماركس
- دستور الجمهورية الفرنسية - كارل ماركس
- الدولة الدستورية النموذجية
- جدل العلاقة بين الدستور والوضع التاريخى
- دور البرلمان المصرى كأداة للقمع الطبقى التشريعى
- لينين وقضايا القانون -- يفجينى ب . باشوكانيس
- القمع والمضمون الطبقى للدستور - ف . لينين
- فى سرقة الثورات بدون دعاء ركوب ف . لينين
- توازن القوى السياسية - ف . لينين
- الدستور البريطانى بين جماليات النص وقهر الواقع ف . انجلز
- الأوهام الدستورية - فلاديمير لينين
- اجهزة القمع وبعض اساليبها فى مناهضة الثورة - ف . لينين
- لمحة عن المفهوم الماركسى للدستور


المزيد.....




- حركة النضال العمالي والشعبي بالمغرب وكفاح فلسطين
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 16 يونيو 2025
- العدد 609 من جريدة النهج الديمقراطي
- “المستأجرين” بالاسكندرية تدعو لتأسيس فروع للرابطة.. والحكومة ...
- العدد 610 من جريدة النهج الديمقراطي
- بيان المجلس المحلي – فرع آسفي لحزب النهج الديمقراطي العمالي ...
- كلمة الحملة الوطنية لتحرير الأسير جورج عبدالله أمام السفارة ...
- مسؤول روسي: الرأسمالية العدوانية أدت إلى عدم الاستقرار في عا ...
- تصريح صحفي بالندوة الصحفية لتقديم نتائج المؤتمر الوطني 14 لل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...


المزيد.....

- حول أهمية المادية المكافحة / فلاديمير لينين
- مراجعة كتاب (الحزب دائما على حق-تأليف إيدان بيتي) القصة غير ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي ... / أحمد الجوهري
- وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا- ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الثقافة والاشتراكية / ليون تروتسكي
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - لاضمانة لدستور ديموقراطى سوى الانتفاضة الشعبية ف. لينين