أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد رمضان على - العولمة، بين إمبراطوريتين ..!!














المزيد.....

العولمة، بين إمبراطوريتين ..!!


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 23:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العولمة، بين إمبراطوريتين ..!!

رغم أن العولمة مصطلح جديد، إلا أنني ارجع جذوره إلى الإمبراطورية الرومانية
وتحديدا مع بدأ قيام الجمهورية الرومانية الثانية، عندما بدأت روما في التحول من قوة ناهضة في محيطها الإيطالي، إلى قوة عسكرية تسيطر على العالم القديم.
وقد تبع الغزو والسيطرة نشر المفاهيم وطرق الحياة الرومانية.. أي عولمتها في نطاق مناطق تحت حكم الرومان .
وكروما، بدأت أمريكا في التحول إلى قوة ناهضة داخل محيطها.. ثم إلى قوة عسكرية تسيطر على العالم ، وكروما أيضا ، بدأت نشر المفاهيم وطرق الحياة الأمريكية على العالم أي عولمتها ..
الفرق بين العولمة في عصر روما والعولمة في العصر الأمريكي، أن البضائع كانت تدفق على روما، وخاصة من مصر – القمح والذهب – مقابل السلطة والحماية الرومانية، ومنح الملوك والسلاطين تيجان الحكم، ليستمروا في قهر شعوبهم .
بينما البضائع الأمريكية هي التي تتدفق على العالم.. مقابل الذهب والبترول وحماية الأنظمة الديكتاتورية .. لتستمر تلك الأنظمة أيضا في قهر شعوبها .
وبينما كانت روما ، تقرر وتفرض وتعزل وتنصب الأمراء والملوك، بشكل صريح
على اعتبار أن الكل ولايات رومانية .
فأن أمريكا تفعل ذات الشيء، لكن بشكل مقنع. من خلال تهديدات مستترة، أو معونات تمنح وتهدد بقطعها.. كما تمرر منتجاتها بشكل خبيث، من خلال الاتفاقيات التجارية عبر منظمة التجارة العالمية.
العولمة، باختصار هي عملية نهب منظم لمقدرات الشعوب المغلوبة على أمرها
وهناك مفكرين بارزين كالسيد ياسين (1) ، يضعون مصطلحات للعولمة، كالعولمة السياسية والعولمة الاقتصادية ..
أما عن العولمة السياسية فهي التي تنادى بشعارات حقوق الإنسان والديمقراطية
وعن العولمة الاقتصادية فيؤكدون إنها جشع الشركات العابرة للقارات في مجال الربح على حساب الدول النامية .
والواقع المتناقض في تلك المصطلحات، أن تلك الدول التي تنادى بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، هي نفسها التي ضغطت لوضع نصوص معاهدة منظمة التجارة العالمية، لتتجاوب مع مصلحتها بشكل يسمح بتدفق منتجاتها للدول النامية دون اعتراض، مهدده بذلك المنتجات المحلية ، ودافعه بذلك ملايين من العمال إلى عالم البطالة والفقر، في دول يحكمها ديكتاتوريين، تسندهم الدول المتقدمة كأمريكا وتدعمهم ضد مواطنيهم، مقابل فتح أسواق بلادهم بدون قيود وشروط .
الشيء الثاني المحتاج لناقشته حول مفهوم العولمة السياسية ، هي النظر إليها كمفهوم جديد تنادى به أمريكا، لكنها ليست كذلك.. فحقوق الإنسان والديمقراطية مطلب إنساني قديم قدم الزمان .. والحق والعدل لم يظهرا في الفكر السياسي إلا بعد انبثاق نورهما في الضمير البشرى .
فثورة سبارتاكوس في روما .. هي ثورة من أجل الحرية وحقوق الإنسان .. أمتد أثرها للعالم القديم بأكمله مهدده النظام الروماني.
وأول ممارسة لحقوق الإنسان فعلا، وبشكل أخلاقي، وصلتنا عبر نصوص مصرية قديمة .. نقشت على قبر أمير إقطاعي اسمه " أميني " (2) وجاء فيها :
" لا توجد بنت مواطن قد عبثت بها ، ولا أرملة عذبتها ، ولا فلاح طردته،ولا راع أقصيته،ولا رئيس خمسه سلبته رجاله مقابل ضرائب – لم تسدد- ولا يوجد بائس بين عشيرتي، ولا جائع في زمني ، وعندما كانت تحل بالبلاد سنون مجدبة كنت أحرث كل حقول – مقاطعتي- إلى حدودها الجنوبية والى حدودها الشمالية، محافظا بذلك على حياة أهلها ،حتى انه لم يوجد بها جائع قط ،وقد أعطيت الأرملة مثل ذات البعل ،وأنى لم أرفع الرجل العظيم فوق الرجل الحقير في أي شيء أعطيته ."

--------------------
هوامش وإحالات :
1- الديمقراطية وحوار الثقافات – السيد ياسين – الهيئة المصرية العامة للكتاب 2007
2- فجر الضمير – جيمس هنري برستيد – ترجمة د. سليم حسن . الهيئة المصرية العامة للكتاب 1999



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الأسرى... بين مطرقة الانقسام وسنديان التفاوض
- السلب والإيجاب في الإعلام الاجتماعي
- مصر .. الخسارات !!
- رئيس يتجاوز بنا ثقافة القهر !!!!
- التهميش والتفكيك بمصر
- عصر الجواميس والبقر!!
- توزيع الفلافل بالبطاقات بمصر..!!!
- مراوحه المكان
- البرادعى .. انسحاب أم هزيمة ؟؟
- أزمة إبراهيم أصلان
- مثقفي سيناء، وتأسيس المستقبل
- ثقافة سيناء،وثقافة دلتا النيل..!
- ضد الصمت
- هزائم لا تمسنا
- وزير ثقافة بلا مثقفين !!!
- المجمع العلمي والسقوط في الرماد
- في الليل سأحكى عن الليل
- فشل الجنزورى ..!!
- حيرة عرش مصر ... !!!
- للشجن متعته


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد رمضان على - العولمة، بين إمبراطوريتين ..!!