أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباح حسن الزيدان - مأساة عراقي مغترب














المزيد.....

مأساة عراقي مغترب


رباح حسن الزيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


خالد المقدمي رجل اباح لي بسره ولن يهدأ لي بال حتى انشر ما سمعته منه بكل صدق وبكل حرقة شعرنا بها مع بعض وهو يروي لي معاناته والامه .
رجل لم يعرف للحياة طعم , لم يجني في حياته ذنب سوى ان أمه انجبته في العراق , هذا الشاب يحمل في طيات نفسه كل صفات الرجل العراقي بأرثه التاريخي , كيف لا ووالده سومر ووالدته أشور , يحمل في نفسه كل صفات هاتين السلالتين العظيمتين , ورث عن أجداده الرقي والشهامة والرجولة والحب والحنان والشجاعة والكرم التي يملكها أبناء هذا البلد الأصلاء .
جار على هذا الشاب زمانه ودارت عليه رحى الدنيا القاسية التي لا ترحم وبذنب لم يقترفه ولأمور لا يسعني ذكرها خوفاً وحرصاً مني على سلامته وجد نفسه مهدداً في بلاد الرافدين حيث ولد وعاش وتزوج وأنجب , لم يرد سوى حرية العيش ووجود نفسه مهدداً بالقتل على أيدي من يتحكم في رقاب الناس في هذا البلد المظلوم , بلد الصراخ وشعب تعلم على الطغات بكل قساوتهم وجبروتهم وحبهم للسلطة , لم يستطع والديه ولا أهله من حمايته بكل ما يحملونه من رقي أول الحضارات , لم يستطع ابناء مهد الحضارة وبناة التاريخ من مساعته فوجد نفسه مهاجراً مغصوباً على أمره خارجاً من وطنه العراق , محاولاً أن يبدأ حياة جديدة وهارباً من تهديد ليس له معنى , وبعد أن دفع كل ما يملكه أتجه الى بلاد الحريات وحقوق الأنسان الى أوروبا وبالتحديد الى هولندا , تاركاً وراءه طفلتين بعمر الزهور , مفارقاً زوجته وأهله وأصدقاءه .
بدأ حياته من الصفر متكئاً على الحظ , راجياً ربه أن يلهمه وينجيه من أمور ومتاهات لا يعلم عنها شئ متنقلاً بين تركيا واليونان , هارباً في شاحنات الأولى وقاضياً ستة أشهر في سجون الثانية , عله يجد الحرية والسلام والعيش الكريم التي حرمه منها العراق وحكومته الجديدة حكومة الحرية وحقوق الانسان المزيفة , التي تحمل كل معاني الدكتاتورية والاضطهاد .
وصل هذا الشاب الى هولندا بعد أن تجرع كل أنواع الذل والمهانة وهو لايعلم شيئاً عن أطفاله وزوجته ولا هم يعلمون عنه شئ .
حط خالد رحاله بعد رحلة طويلة في هولندا طالباً فيها حق اللجوء , بعد أكثر من سنة حصل خالد على الأقامة والتي تعني له بدء الحياة الجديدة , حياة الحرية والامل والسلام التي حرمته منها حكومة العراق , وبعد أكثر من سنتين ملأت عينيه دموع الفرح برؤية زوجته وأطفاله .
أستقرت حياته في هولندا وأنجبت له زوجته طفلاً يشبه القمر أسماه حيدر تيمناً بكرار العراق والاسلام علي بن أبي طالب .
تعلق الأب بأبنه حيدر وخصص له معظم وقته متنقلاً به وعائلته بين مدن هولندا وقراها , كبر حيدر وبلغ من العمر سنتين وأزداد تعلقه بوالده الذي وفر له الكرامة والحرية وهو يلعب مع أطفال لم يعرفو طعم المعاناة , هكذا كان الأب مستمتعاً بحياته وهو يرى الفرح في عيون أطفاله ذاهباً بهم الى المدرسة صباحاً , عائداً بهم الى المنزل عصراً حيث تنتظرهم الوالدة الحبيبة بفارغ الصبر وهم يضحكون ويغنون فرحين بهذا الجو الأسري الجميل .
لم يرضى العراق بحرية أبناءه حتى وهم خارج العراق وبعد زيارة لرئيس الوزراء العراقي الدكتاتور نوري المالكي الى هولندا , أصدرت هذه الأخيرة قراراً غريباً بأعتبار العراق أمن وقامت بسحب الكثير من أقامات العراقيين المتواجدين في هولندا ومن ضمنهم خالد وعائلته وأعادتهم الى العراق قسرياً .
عاد خالد المقدمي , المواطن العراقي الأصيل الى بلده العراق الذي لم يرضى الى بذله وأستكثر عليه السلام والأمان الذي كان ينعم به أعضاء الحكومة أنفسهم في أوروبا أبان فترة حكم النظام السابق .
لم يستطع حفيد سومر وأشور من العيش في العراق وشبح الموت يلاحقه وعاد ليحط رحاله في بلجيكا , باحثاً عن الحرية والكرامة لأبناءه متمسكاً بخيط رفيع من الأمل لعله ينجيه من الموت وينقله من بلاد الجلادين الى أرض الحرية المزعومة .
لله در هذا العراقي الأصيل خالد المقدمي الذي فارق أبنه حيدر , لله در الاف العراقيين الذين عانوا الأمرين من هذه الحكومة المتكبرة المتلاعبة بدماء أبناءها ولله القول الفصل في أمر هذه الحكومة الدكتاتورية التي لا يهم ذويها سوى أمن عائلاتهم وأرقام حساباتهم البنكية .



#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلاد معدل وراثيا
- قطعان سليماني
- لا يمسه الى المطهرون
- برنامج منو مفتهم شي
- وصيتي الى أبنتي في ظل فوضى الفتاوى
- قصتي ولحم الخنزير
- الى قراء وكتاب الموقع الكرام
- هل مات العراق ؟
- الى من يهمه امر العراق
- مفاهيم ومصطلحات عراقية
- موسم الهجرة الى الوراء
- شوفينية الفكر
- الثقافة العربية والتحديات الحضارية
- ابن خلدون ومكيافيلي اكتشفوا بعد موتهم
- العلمانية والدين في الولايات المتحدة
- عبد الله بن سبأ : حقيقة أم خيال
- الاعرابي أول المفكرين العرب
- ازمة الاجتماع العربي
- خلاف القرون
- اول صراع بين الدولة والدين في الاسلام


المزيد.....




- ماسك يوضح الأسباب الحقيقية وراء إدانة ترامب في قضية شراء صمت ...
- خيوة التاريخية تضفي عبقها على اجتماع وزراء سياحة العالم الإس ...
- بين الغناء في المطاعم والاتجاه للتدريس.. فنانو سوريا يواجهون ...
- -مرضى وفاشيون-.. ترامب يفتح النار على بايدن و-عصابته- بعد إد ...
- -تبرعات قياسية-.. أول خطاب لترامب بعد إدانته بقضية الممثلة ا ...
- قبرص تحيي الذكرى الـ225 لميلاد ألكسندر بوشكين
- قائمة التهم الـ 34 التي أدين بها ترامب في قضية نجمة الأفلام ...
- إدانة ترامب.. هل يعيش الأميركيون فيلم -الحرب الأهلية-؟
- التمثيل التجاري المصري: الإمارات أكبر مستثمر في مصر دوليا
- -قدمت عرضا إباحيا دون سابق إنذار-.. أحد معجبي مادونا يرفع دع ...


المزيد.....

- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رباح حسن الزيدان - مأساة عراقي مغترب