المرأة والمسار الديمقراطي

عنان عكروتي

الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 22:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

يجب أن نعتبر مسألة حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من المسألة الديمقراطية العامة المطروحة علينا, لأنه لا يمكن تصور نظام ديمقراطي لا تكون فيه المساواة التامة بين المواطنين و أي طرح غيره يكون مشوها وغير متماسك.
هذه المسألة لا يجب أن تطرح داخل المستوى القانوني فقط بل يجب طرحها أيضا داخل العائلة وفي المجتمع وربطها بالممارسة الواقعية.
لقد حكم الصراع في وطننا العربي نظرتان متناقضتان : نظرة دونية تنظر إلى المرأة باعتبارها عبئا على المجتمع مستخدمة مسوغات أيديولوجية من قبيل ’’إن شاء الله ’’ أو ’’الطبيعة اقتضت ’’ . ونظرة تقدمية تنسب مسألة المرأة وتتناولها من زاوية التاريخ والعلاقات الاجتماعية معتبرة أن الوضع الدوني للنساء ظاهرة مكتسبة ولدتها السياقات التاريخية والعلاقات الاجتماعية.
تاريخيا تعود إثارة مسألة حقوق المرأة في بلاد المشرق إلى مصر في ثلاثينات القرن التاسع عشر مع رفاعة الطهطاوي ( تخليص الإبريز في تخليص باريز 1834 ـ المرشد الأمين للبنات والبنين 1872 ) ثم في مطلع القرن العشرين مع قاسم أمين ( تحرير المرأة 1899 و المرأة الجديدة 1900 ). و طرحت هذه المسألة في تونس بعد 100 سنة في ثلاثينات القرن الماضي على يد رائد تحرير المرأة الطاهر الحداد (1899ـ1935 من خلال كتابه: ( امرأتنا في الشريعة والمجتمع ).
وقد عالج هؤلاء الرواد المسألة النسائية كمسألة اجتماعية ورأوا أن تخلف المرأة علامة من علامات تخلف المجتمع عامة.وقد كان للقوى الاستعمارية المتحالفة مع الرجعية داخل المجتمع الأثر الكبير لمزيد الإساءة للمرأة وتبرير عناصر اضطهادها و معارض تحررها.
إن النواة الأساسية التي بنيت عليها فكرة تحرر المرأة العربية إيمان هؤلاء الرواد رغم تكوينهم الديني بتطور الحياة وتطور الواقع و بالتالي تطور الأحكام التي هي نتيجة للظروف التاريخية التي تتغير في نسق تصاعدي نحو الأفضل وبالتالي كل القوانين يجب أن تنبع من هذا التطور. على أن هذه القوانين يجب أن تمارس على أرض الواقع و أن تنتهي الهوة العميقة بينها و بين الخطاب.

عنان عكروتي

#عنان_عكروتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات