أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عنان عكروتي - ظلم الخطوات














المزيد.....

ظلم الخطوات


عنان عكروتي

الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 18:30
المحور: الادب والفن
    



((منذ تلك الشهقة
لبست برقع الحزن الذي أحرقته
في زمن العتمة
وانتعلت شقاء الخطوات المهزومة
لأنزوي في عتمة الأحلام
أطرز من حرير هزيمتها
أهزوجة النصر المنتظر))

لملمت هزبمتي وانتعلت شجني وخرجت الى الشارع بخطى هاربة حتى لا أسمع تنهيدة وجعي.هرولت مسرعة أبتعد عن استفساراتي التي تلاحقني بعيون تملؤها العتمة ويسكنها السؤال الأزلي.أسرعت أكثر لأخترق حاجز الزمن الكاتم على نفسي باحثة عن سرعة الضوء لأجد نفسي في مكان آخر وزمن آخر لا تفترس فيه الأحلام الجديدة.
حذائي كان أبكما لا يتكلم لكن حكاياتي تتداولها الأرصفة وتتهامس بها الجدران. ولا تتعب من تكرارها كواليس الغرف المظلمة.يبدو أن الأمكنة عشقت وجع حذائي و أطربتها تنهيدته المتكررة فأغواها أن تتجسس على ممراته الداخلية وتقتحم عالمه الرهيب.
ما أقساه زمني المفقود وخطواتي المنتعلة حذائي الصامت تبحث عنه.تعبت من الخطوات اللاهثة و زمني مازال نائما لا يصحو تغشاه عتمة الأموات وتلفه وحشة القبور.سأصبر على ضياعي أكثر ربما مازال زماني بعيدا أو منتظرا على أحد الشرفات التي لم أنتبه اليها حاملا وردة حمراء بيده وأمنية تائهة تأمل أن يحالفها الحظ يوما وتفتح لها أبواب السماء ولو خطأ حتى تمارس حياة حلمت بها طويلا.
أنهكني التعب وحذائي لازال صامدا لا يصرخ ولا يتكلم وأنينه مكتوم يداريه خلف أنفاق عميقة وسراديب لا أصل اليها ..لكن وفاءه عجيب .رفيق يلازمني ولا يفترق عني.
طلبت استراحة قصيرة ألملم فيها أنوثتي المبعثرة وأمنحها بعض الكبرياء الهارب عنها.أتلو عليها طقوسا حفظتها من مخزون الحكايات المتسللة ,أحيانا تنفع هذه الأساطيرالعجيبة لجمع أشلائنا وحفظها من التوهان.
اجتاحت قدمايا المثقلتان ببحثي العجيب أول مقهى للعناد وجلست على أول كرسي صادفها ترمي بتعبها عليه وتحمله شقاءها المتواصل.قدم النادل وقدم لي كأسا مملوؤة حتى النصف لأطفأ حرقة العطش القاتلة وأرطب شفاهي بقطرات من الأمل العذب..صمتي كان غريبا ربما تعلمته من حذائي الأبكم..حتى عبارات العرفان نسيتها ,,شرودي يكبلني وزمني أراه بعيدا بعيدا جدا والطريق اليه لا يمكن اختزالها ..يجب اكمالها خطوة خطوة.صمتي مرسوم بعناية فائقة نسجته يد فنان عظيم وارهاقي يتسلل عبر كل الفجوات ليعلن العصيان علي ومفتاح تحكمي أضعته في فوضى الوقت ..فتشت في حقيبة يدي المنهوكة من تعسفي عليها وأنا أركن فيها كل أشيائي التي تصورت أني أحتاجها في رحلة بحثي..تئن صامتة مثل حذائي.
يا لي من ظالمة أحمل كل أحبتي فوق طاقتهم لا أعبأ لأنينهم لأواصل هدفي.هل يغفرون لي زحمة الوقت و سباق الزمن ذلك البعد المفترس الذي لا نقوى أمامه على شيءتقودنا اليه المتاهات والطرقات التي هي مجرد تضاريس عمياء.
نسيت في لخبطة أحاسيسي النادل الواقف بأناقة ينتظر طلبي وابتسامة بلهاء تعلوه ولم أفق الا على سمفونية نحنحته العجيبة..لماذا هؤلاء الندال أغبياء يتحركون كالأصنام لا حياة فيهم..عفوا ليس كالأصنام ففينوس لازالت رمزا للجمال وعشتار رغم كل الأزمنة تعطي الخصب.انه أقرب الى الانسان هذا الكائن البشع الذي يمتهن وجع الآخر وتعتليه مازوشية بغيضة.نظرت اليه والى بقية المقهى الذي تختلط فيه الأجساد والأجناس واللغات.كوكتال عجيب من الأشياء المتطايرة التي لا يجمع بينها سوى هذا المكان الذي احتلته.اختنقت من هذا الاحساس الذي يمارس سطوته علي و لم أعد قادرة على التنفس.فجأة لاح لي البحر من نافذة المقهى المقابلة لي.كيف لم أنتبه أني وصلت الى هناك .غمز لي وأشار لي بالقدوم .حبيبي على بعد خطوات مني وأنا لا أراه ..يا ربي كم أنا جاحدة ..خرجت أجري أتعثر بالأجساد المبعثرة هنا وهناك ..وصلت الشاطئ رميت حذئي الذي لا يفارقني وألقيته بعيدا عني..كم كبلني وهذا وقت الخلاص منه.نزعت ثيابي ,كدت أمزقها وألقيتها لا أعرف أين..ارتميت في أحضانه أعانقه و هو يعانق لهفتي..وانقشع الغيم الصباحي لتعانق الشمس منتصف الحلم.



#عنان_عكروتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( الجدلية الثنائية في حب سمر الجبوري )) دراسة في قصيدة :(حو ...
- ( غيهَب ُ الألم )
- (( دراسة تحليلية لنص -من مرافعة الحجاج - )) للدكتور هشام الم ...
- ((وتعرفنا الشمس))
- ((قراءاتُ صبابيه))
- (( صحوة الأموات ))
- (( صهيل الحرف ))
- ((هربتُ مني .. لأرجع إليك))
- بلا وطن !! ;;;;;;;;;
- (( حديث الصمت ))
- (( و ما كانت كاذبة ))
- (( موسم فرح ))
- ( تجليات لأنثى المطر )
- ومضات من الروح
- شاعر وقصيدة... ،،،،،،،،،،،،،،،،،
- (( تمادتك عيوني ))
- ( رسمُك وجنوني )
- ( رسائل تبحث عنه )
- ( حلمي الحقيقي )
- (( سكرات الانبعاث ))


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عنان عكروتي - ظلم الخطوات