أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - خلق العالم . 3- الحياة














المزيد.....

خلق العالم . 3- الحياة


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 3709 - 2012 / 4 / 26 - 15:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا كان مبدأ الأزلية، قادراً على تفسير معضلة خلق العالم، وذلك بنفي وجود قوة من خارجه دفعته إلى أن يوجد، ولم يكن موجوداً، معتمداً في نفيه لها، على أن الاعتقاد بوجود هذه القوة، لا يتضمن حلاً للمعضلة، بل يفاقمها؛ لأنه يضيف إليها معضلة جديدة؛ هي معضلة القوة الخالقة الدافعة نفسها: هل هي أزلية أم مخلوقة؟ وربما اعتمد في نفيه على معادلة رياضية معروفة لدى الفيزيائيين، تنقض البناء التصوّري غير المادي للعلاقة السببية القائمة بين الخالق المفترض والمخلوق. وقد يصح التعبير عن هذه المعادلة بعبارة منطقية على النحو التالي:
إذا افترضنا أن خالقاً خلق العالم، فلا بد حينئذ من وجود اتصال زماني – مكاني ما بين الخالق والمخلوق شبيهٍ باتصال الذكر بالأنثى في مكان محدد ولحظة معلومة؛ أو باتصال البخار بالماء عند غليانه فوق الموقد، وإلا استحال الخلق.
وإذا كان مبدأ الأزلية قادراً على تفسير الغاية من العالم، وتفسير الغاية من الحياة على ما بينَّا فيما تقدم، فإنه سيكون قادراً على تفسير ماهية الحياة أيضاً؛ لأن مبدأ الأزلية مطلق، وما كان مطلقاً من المبادئ، لا بد له من أن يعمل في جميع الحالات والظواهر، التي ينطوي عليها، أو يكمن في داخلها: مثل الطاقة التي تعمل في جميع أشكال المادة وصورها، والتي بها تُفسَّر حركتها وأحوالها.
ولكنْ، كيف يمكن تفسير الحياة وفق هذا المبدأ الأزلي الذي اخترناه؟:
إننا حينما نعتقد بأن الحياة، روح قائمة بذاتها تدخل في الكائنات من خارجها لتبعث فيها الحياة والحركة، لن نصل أبداً إلى تفسير مقنع لماهية الحياة، وسنظلّ نلوب في فراغ الأسطورة والوهم من دون نتيجة تسكِّن عطشنا. ولكننا عندما نقصي هذا الاعتقاد عنا، ونلوذ إلى المعطيات العلمية، التي يقدمها لنا علم الأحياء والأحافير بسخاء، فإننا لن يشقّ علينا أن نستلهم منها تفسيراً مقنعاً يروِّح عن عقولنا.
إن المعطيات العلمية، التي تؤكد أن الحياة، نشأت على كوكبنا حول فتحات البراكين في أعماق محيطاته، أو في غلافه الجويّ، أو في طبقات الجليد التي كانت تغطيه، أو نشأت بعد أن انهمرت على كوكبنا بذورُها الأولى من الأعماق السحيقة للكون، وإن المعطيات، التي تؤكد أن الحياة نشأت من تفاعلات كيميائية، تمدنا جميعها بحقيقة لا نكاد نرتاب في صحتها؛ هي أنّ الحياة مادة، وأنّ هذه المادة تتمتع بخواص تميزها من المواد الأخرى، التي يمتلئ بها كوننا الفسيح اللامتناهي، أهمها: التغذية والتكاثر، التطور والتكيف، الإحساس والوعي.
فلما كانت الحياة مادة على هذه الصورة المخصوصة، كان القول بأنها أزلية، نتيجة منطقية: فما ينشأ من المادة، لا يكون إلا مادة.
ولما كانت الحياة على هذه الصورة مادة أزلية، فإن وجودها، من جانب آخر، محكوم بالضرورة والحتمية لا بالمصادفة، كما هو شائع لدى طائفة من المفكرين وعلماء الطبيعة. إذ لولا وجود المواد العضوية التي نشأت عن مواد غير عضوية قد اجتمعت وتفاعلت في مختبر الطبيعة وفق قوانين لا تحيد عن طبيعتها وغاياتها ومساراتها أبداً؛ لما تحتَّم على الحياة أن تظهر على كوكبنا في صورتها المعروفة، أو تظهر حيثما تتوفر لها شروط الظهور في الأكوان الممتدة الرحيبة داخل أغوار الوجود.



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلق العالم 2- المغزى
- خلق العالم
- إيميل من صديقته السورية
- في ضيافة يعقوب ابراهامي
- ماركسيٌّ بل مسلم والحمد لله
- سامي لبيب تحت المطرقة
- المنهج القسري في أطروحة فؤاد النمري (الرسالات السماوية)
- الإباحية في أدب النساء العربيات
- الحوار المتمدن يسهم في التحريض على المسيحيين في بلاد الشام
- ما جاء على وزن الذهان من مقالة السيد حسقيل قوجمان
- حملة الأريب على سامي بن لبيب
- رسالة الطعن في النساء
- الحقيقة بين التلجلج واللجاجة
- الأستاذ حسين علوان متلجلجاً داخل شرك المنطق
- شامل عبد العزيز بين أحضان المسيحية
- سامي لبيب والرصافي خلف قضبان الوعي
- ضد عبد القادر أنيس وفاتن واصل
- إلى الأستاذ جواد البشيتي. ردٌّ على ردّ
- بؤس الفلسفة الماركسية (6)
- بؤس الفلسفة الماركسية (5)


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - خلق العالم . 3- الحياة