أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم إيليا - ما جاء على وزن الذهان من مقالة السيد حسقيل قوجمان















المزيد.....

ما جاء على وزن الذهان من مقالة السيد حسقيل قوجمان


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقفت على الملامح الأولى لشخصية السيد حسقيل قوجمان الفكرية والسياسية في مقابلة أجراها معه أستاذنا وصديقنا المؤرخ كاظم حبيب. وقد استثارت شخصيته فضولي وإعجابي. ولا غرو في أن تستثير فضولي وإعجابي شخصية فذّة كشخصيته جمعت إلى النضال الفكري والعملي تجربة السجن والاعتقال في زمكانٍ ليس للرحمة فيه موضع أو شأن!.
ومنذ ذلك التاريخ وأنا أتابع قراءته في موقعه الخاص في صحيفة الحوار المتمدن.
ولست أزعم أنني على ملاءمة ووفاق مع أفكاره قاطبة. وإنما يسوءني ما كان منها كالجُفاء، ويغيظني ما كان منها كالثوب الخلق، ويزعجني ما كان منها مشايعاً للعنف، متعطشاً للكراهية وسفك الدم. أنا الذي نشأت مطبوعاً على حبّ المنطق، وعلى الميل إلى الموادعة.
وقد كنت اطلعت على مقاله الأخير (هل توجد قوانين طبيعية تتحكم في مسار الطبيعة والمجتمع) وتفرست في معانيه، فما رأيتها مؤتلفة متناغمة بل رأيتها متنافرة متداعية، فأنكرتها جملة ونعيت على صاحبها التشوش والاضطراب.
فهل كنت حفت عليه؟
لا أحسب أنني حفتُ عليه، وما الحيف من شيمي، وإنما هو قلمه قد حاف عليه.
يشهد على ذلك أنه خصّ (الصراع الطبقي) في المتن بعنايته، فجعله ظاهرة اجتماعية تتمتّع بصفة الموضوعية والاستقلال عن إرادة البشر:
" الصراع الطبقي [ظاهرة] تجري بصورة طبيعية لا علاقة لها بارادة الانسان. الصراع الطبقي يجري اراد الانسان ام لم يرد".
بيد أنه لن يلبث أن يعارض هذا بقوله: "لذلك فالصراع الطبقي هو [قانون] اساسي في المجتمعات التي تتكون من طبقات مختلفة متصارعة" جامعاً بين الظاهرة والقانون على معنى واحد. والحقّ أنهما لا يجتمعان على معنى واحد. فالظاهرة اسم دال على حدث يقع في الطبيعة أو في المجتمع: كالغليان في الماء، والصراع الطبقي في المجتمع.
فأما القانون فهو المبدأ الداخلي العام الذي تنبثق منه جميع الظواهر: فللغليان مثلاً مبدأ داخلي يستوجبه عندما يبلغ الماء درجة حرارة معلومة، وللصراع الطبقي مبدأ يوقد ناره ويذكي أواره، ولعله تناقض المصالح أو الاستغلال. وقد شرح الأستاذ يعقوب أبراهامي هذه المعضلة شرحاً جليّاً كشط غموضها، وأزال عنها اللبس، قال:
"قانون الصراع الطبقي: الصراع الطبقي ليس قانوناً. هو ظاهرة اجتماعية تاريخية، تماماً كما ان دوران الأرض حول الشمس هو ليس قانوناً طبيعياً بل ظاهرة طبيعية. هناك قوانين طبيعية تحكم ظاهرة دوران الأرض حول الشمس ولكن دوران الأرض حول الشمس نفسه هو ليس قانوناً. نفس الشيء يمكن قوله عن الصراع الطبقي: هناك قواعد و(قوانين) اجتماعية وتاريخية واقتصادية تحكم ظاهرة الصراع الطبقي ولكن الصراع الطبقي نفسه هو ليس قانوناً بل ظاهرة اجتماعية"..
ويشهد على اضطرابه أيضاً أنه جعل "وجود الطبقات شرطاً حتمياً لوجود الصراع الطبقي" مع أن وجود الطبقات في الواقع ليس شرطاً للصراع . فإنّ الطبقات قد توجد، ولا توجد معها ظاهرة الصراع بصورة حتمية. ففي البلدان الاسكندينافية اليوم طبقات اجتماعية متعددة، ومع ذلك فليس بينها صراع طبقي.
وإن كان التاريخ يذكر أحداثاً دامية كثورة سبارتاكوس، وثورة الزنج، إلا أنه لا يذكر أنها كانت صراعاً طبقياً. بل إن الأسياد هم الذين سيتصارعون فيما بينهم صراعاً دامياً في العصور الحديثة لتحرير العبيد.
كما أن التاريخ لا يذكر صراعاً واضحاً بين الفلاحين والإقطاع، وها هو الإقطاع ما يزال قائماً إلى يومنا هذا في بعض المجتمعات، ولا صراع بينه وبين الفلاحين. ومن هنا فإن قوله:
"ان الصراع الطبقي لهذا السبب يتطلب من الطبقات المحكومة ازاحة الطبقات الحاكمة التي تتعارض مصالحها مع هذه القوانين الاجتماعية. شاهدت البشرية ذلك في ثورات العبيد على طبقة اسياد العبيد وشاهدته في ثورات الطبقة الراسمالية ضد الطبقات الاقطاعية" لن يجد له سنداً من التاريخ ولا من الواقع؛ فلا طبقة العبيد ثارت فأزاحت طبقة السادة، ولا الرأسمالية ثارت فأزاحت الإقطاعية.
وقد لا يسلم بعض قوله من التشويش والتخليط نحو قوله:
"القانون هو عملية اجتماعية والنظرية هي اكتشاف القانون في الدماغ الانساني".
إذ كيف يكون القانون هنا "عملية اجتماعية، وعملية موضوعية مستقلة عن إرادة الإنسان" ثمّ يتم اكتشافه في دماغ الإنسان!؟
وهو إذ يؤكد في هذا الموضع أن القوانين الاقتصادية تشبه القوانين الطبيعية، وأنها مثلها لا تتغير ولا تزول، وأن الإنسان لا يستطيع أن يخلق قوانين أخرى بدلاً منها:
" ان القوانين الاقتصادية في المجتمع الانساني هي مثل القوانين الطبيعية في الطبيعة، عمليات موضوعية تحدث بالاستقلال عن ارادة الانسان لا يستطيع الانسان تغييرها او ازالتها او خلق قوانين اخرى بدلا منها. يستطيع الانسان اكتشافها وتعلمها والاستفادة من ميزاتها الجيدة وتحاشي نتائجها السيئة اذا وجدت".
سيؤكد في موضع آخر؛ لدى شرحه لفقرة من كلام ستالين، أنها تختلف عن القوانين الطبيعية في شيء من أحوالها وأنها تتغير:
"نفهم من هذه الفقرة وجود فرق بين القوانين الطبيعية في الطبيعة، والقوانين الطبيعية في المجتمع. الفرق الاساسي هو ان القوانين الجارية في الطبيعة لا تتغير تغيرا محسوسا في فترات قصيرة. حتى التغيرات الطفيفة التي قد تحصل فيها تحصل بعد مرور ملايين السنين. بينما العمليات الجارية في المجتمع تتغير في فترات".
ولا شك في أن القوانين الطبيعية لا تتغير ولو بمرور ملايين السنين: قانون طفو الأجسام، هل يمكن أن يتغير؟ وقانون الجاذبية، هل يمكن أن يتغير... لا ! ولكن السيد قوجمان سيرغم قوانين الطبيعة على أن تتغير، كما أرغم ستالين شعبه على تغيير عقائده وخلائقه وطباعه.
ولا شكّ في أن الإنسان يبدع القوانين الاقتصادية، إذ يبدع الآلة وعلاقات الإنتاج، ولا شك في أنّ هذه القوانين لصيقة بإرادته مرتبطة بمصالحه، بعيدة عن أن تكون مستقلة عنه وعن إرادته، كما يرى السيد قوجمان؛ لأنها لو كانت كذلك مستقلة عن إرادته، ما سعى الشيوعي إلى تغييرها وإحلال قوانين أخرى محلها؛ فإن القوانين الاقتصادية في النظام الاشتراكي الذي يسعى إليه الشيوعي، يفترض أن تحل محلّ القوانين الاقتصادية الرأسمالية لا بسيرورة التطور الموضوعي، وإنما بإرادة الطبقة العاملة الثورية. وهذا مما ينقض رأي السيد قوجمان: "ان القوانين الاقتصادية في المجتمع الانساني هي مثل القوانين الطبيعية في الطبيعة، عمليات موضوعية تحدث بالاستقلال عن ارادة الانسان لا يستطيع الانسان تغييرها او ازالتها او خلق قوانين اخرى بدلا منها".



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة الأريب على سامي بن لبيب
- رسالة الطعن في النساء
- الحقيقة بين التلجلج واللجاجة
- الأستاذ حسين علوان متلجلجاً داخل شرك المنطق
- شامل عبد العزيز بين أحضان المسيحية
- سامي لبيب والرصافي خلف قضبان الوعي
- ضد عبد القادر أنيس وفاتن واصل
- إلى الأستاذ جواد البشيتي. ردٌّ على ردّ
- بؤس الفلسفة الماركسية (6)
- بؤس الفلسفة الماركسية (5)
- بؤس الفلسفة الماركسية (4)
- بؤس الفلسفة الماركسية (3)
- بؤس الفلسفة الماركسية (2)
- بؤس الفلسفة الماركسية
- نقد نقد النظرية الماركسية
- إلهٌ جديد
- حنَّا هاشول يصرخ في الوادي
- حياتي في خطر. قصة قصيرة


المزيد.....




- التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة: ...
- مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص ...
- التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
- مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
- آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
- أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
- مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة ...
- حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا ...
- اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
- إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم إيليا - ما جاء على وزن الذهان من مقالة السيد حسقيل قوجمان