جمال الشرقاوى
الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 20:39
المحور:
الادب والفن
قالت و هىَ تنظرُ لي بعيناها
تزينتُ لكَ يا حبيبي
بكلِّ ما تشتهيهِ
و احترتُ ( أبالإستريتش ِ ) الأسود ِ
( أبالقميص ِ ) الحريريِّ الأسود ِ ؟
( أبالتيشرتِ ) ؟
فأيِّ ثوب ٍ لكَ يا عاشقي أرتديهِ ؟
و احترتُ
أيِّ لون ٍ مِنَ الألوان ِ يا جسدي
يُسِرُ حبيبي فأكونُ فيهِ ؟
و أيِّ لون ٍ من ( الروج ِ ) يا شفتي
يُسِرُ حبيبي فتسعديهِ ؟
ابالأحمر ِ ؟
أبالبُنيِّ ؟
أبالأزرق ِ ؟
فحاذري يا شفتي أنْ تسحقيه ِ
تزينتُ لكَ يا حبيبي
بكلِّ ما تشتهيه ِ
تعطرتُ بماءِ الوردِ و العطر ِ
صرتُ أجملُ زهورُ السماءْ
صرتُ لقلبكَ نجمة ٌ في لياليهِ
صرتُ أنثىَ كاملة ُ الإستواءْ
غسلتُ الشعرَ بالحُناءْ
كي تتوهُ عيونكَ فيهِ
تكحلتُ بضوء الشمس ِ في عيني
بكلِّ الحبِ في صدري
فضُمَ الحبَ في صدري و غطيني و غطيهِ
هل تعرفَ يا حبيبي ؟
لقد ألبستُ جسدي الحليبيِّ
سوادَ الليل ِ شفافا يُحَاكيِهِ
و لن أحتمي بشقتنا
و لن أسمحَ للحيطان ِ أن تداريني ـ تداريه ِ
حبيبي
لقد دوَّرتُ لكَ نهدِي
و قلتُ لخاصرتي انخنِقِي و ارفعِيِهِ
و ثرتُ مُذ رأيتكَ
علىَ طفولتي القديمةِ علىَ جسدي
و استقبلتُ الأحاسيسَ التي ترويهِ
ثرتُ علىَ ضفائري المدرسيَّةِ الطويلةِ
التي تشدّنِي للصبا تناديهِِ
ثرتُ علىَ صديقاتِ الطفولة
اللأئي يخاطبنَ عقليَ الطفلَ
بكلام ٍ لا يُدَانيهِ
ثرتُ علىَ مراهق ٍ
لا يرانِي إلا جارة
كأنما أنوثتي الفاجرة ٌ لا تغريهِ
تزينتُ لكَ يا حبيبي
لأنكَ اكتشفتُ أني امرأة ٌ
و أنَّ الحُبَّ في أحْشائي
كرجل ٍ أنوثتي تربِّيهِ
تزينتُ لكَ يا حبيبي
و رصَّعْتُ الأقمارَ و النجومَ في شفتي
أتيتُ إليكَ حافيَة ٌ علىَ الشوكِ أعَدِّيِهِ
صارَ جسدي قصيدة ً
يا شاعرا ً
غصْ في بحارهِ و أوزانهِ
فجِّر قوافيهِ
صار جسدي أغنية ً
يا شاعرا ً
طوالَ الليلَ غنيِهِ و غنيِهِ
تزينتُ لكَ يا حبيبي
بكلِّ ما تشتهيِهِ
سيدتي الصغيرة ُ
قلتي كلّ ما عندَكِ
قلتي ما تحْسِّيهِ
فخليكي كما أنتي
خلي جسدكِ الجميل ِ
كما هو لا ترهقيِهِ
خلي نهْدَكِ
إني أعرفُ كيفَ أراه تحتَ الثوبِ
فالثوبُ يشتكي التمزيقُ
فلا تصْدَعِيِهِ
خلي شعْرَكِ المفكوكِ
غابة ً طبيعية ً كصدري لا تقرَبيِهِ
إني أعلمُ أنكِ أنثىَ
أعلمُ أنكِ أجملَ أنثىَ
أحلىَ امرأة ً
تتحكمي في عرش ِ قلبي
دونَ أن تحكميِهِ
فإنَّ الشاعرَ ذو ثورة ٍ
ذو حْدَّةٍ
فحاذري أنْ تغضبيِهِ
قلبي يحاوركِ حوار ِ العين ِ يا حُور ِ
فلا تفضحِيِهِ
#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟