أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - عذبني غِريد الجنوب - فؤاد سالم -














المزيد.....

عذبني غِريد الجنوب - فؤاد سالم -


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


عذبني غِريد الجنوب " فؤاد سالم "

عادل الخياط

" سلاما عليك أيها المُعذب الأبدي , سلاما على أوجاعك , سلاما على صبرك إزاء المِحن , سلاما على روحك الجميلة أيها الجميل البصري "
...........................



في سنوات التسعينات وفي مخيم رفحاء الصحراوي , كُنت أستمع لإذاعة صوت القاهرة في صومعتي . كان الشهر هو نهاية آذار , نهاية آذار ترتبط بمخيلتي بميلاد الحزب الشيوعي العراقي , تلك الذكرى التي كانت تبعث هيامات من النوع التي يصعب ملامستها شاعريا أو التعبير عنها , كذلك فإن نهاية آذار تقترن بوفاة الفنان عبد الحليم حافظ الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في تلك الحقبة ولم يزل , وأكرر " لم يزل " , حيث كان الإستماع لصوت القاهرة يُعبر عن ذلك الإنطباع بحرفية , كان المتحدث يقول ما معناه : عبد الحليم حافظ لم يدع حيزا للمطربين الذين تلوه أن يقولوا شيئا في المجال الغنائي , فلقد غنى القصيدة والموشح الأندلسي وغنى الشعبي الصعيدي وغنى الأغنية المدنية بكل ألوانها وهكذا تطول قائمة التوصيفات لما غناه ذلك الفنان الملامس للمشاعر البشرية بشكل يفوق الوصف ! ومن ثم يختم المتحدث حديثه عن إحصائية مبيع إسطوانات عبد الحليم ليقول : أنها لا تزال تحتل المرتبة الأولى في إهتمامات المصريين رغم رحيله لما يقرب العشرين عاما !

الرحيل المفاجئ والغض لهذا الفنان الذي أذهل الدُنيا والناس في عوالمنا العربية .. الرحيل المفاجئ لم يكن كذلك , ف حليم كان يُعاني الكثير من الأمراض أبرزها " البلهارزيا " .. أما الغض فهو أن حليم عند رحيله لم يزل في مُقتبل العُمر .. وعلى أيٍ , فالحديث عن حليم بحث آخر .. الآن نود التحدث عن " عبد الحليم العراق " الفنان " فؤاد سالم " غير ان صلة الربط هنا هي أن فؤاد سالم يُضاهي "بل يتجاوز عبد الحليم " في هذا الحيز الفني , فؤاد سالم عندما تستمع له في أغنية " حُلم أخضر " التي هي من ألحان الفنان " محمد جواد أموري " أقول عندما تستمع لهذه الأغنية لا يتوارد إلى سمعك أن المؤدي هو " فؤاد سالم " يتوارد إليك إن المؤدي هو شخص خارج إطار التاريخ , شخص من قبيل أي مطرب عراقي يُؤدي منلوج الأغنية العراقية ! بمعنى من الممكن أن تستشف صوت فؤاد سالم في أية أغنية من أغانيه , لكن في أغنية حُلم أخضر يضيع عليك التشخيص في تحديد شخصية المطرب الذي يؤدي تلك الترنيمة : هل هو فؤاد سالم أم حسين نعمة أم فاضل عواد أم .. وهنا هي القُدرة العجيبة في تلك التلونية الغريبة في صوت فؤاد سالم , بمعنى صوت وأداء يحتوي كل أداءات وأصوات الأغنية العراقية.. أما عبد الحليم فلا أعتقد إنه يمتلك تلك التغييرية العجيبة في طبقات الصوت . في كل تاريخ عبد الحليم , حتى في فترة تلاقح الكلاسيكية الموسيقية المصرية كان صوت عبد الحليم بارزا عن جميع المطربين المصريين , إلى حد أن عبد الحليم أعتبر ظاهرة أو ثورة في الغناء المصري لتفرد صوته عن بقية المطربين .

صوت فؤاد سالم ومقدرته الفنية في المجال الغنائي لا تختزله سطور مقتضبة , ولو أردنا البحث في هذا السياق , فنعتقد إن الناقد الموسيقي هو الأجدر في تلك الفضاءات , اما نحن فنتحدث على قدر معرفتنا لأصالة الفن الموسيقي , وفي ذات الوقت نحن نفهم أن أي صنف فني هو " كاريزما " وليست أية " كاريزما " ثمة كاريزما ذوقية ربما تتعدى حتى الناقد الفني وبالطبع الناقد الموسيقي من ضمن تلك التوليفة , فهذا المُبدع هو مجموعة سمات , الفنان فؤاد سالم مجموعة من الطرب الأصيل والإنسان الكوني في الحب والعشق , صوت مُفعم بإحساس غير خاضع للمفردة مهما بلغت جمالية تلك المُفردة , صوت مرادف للنبض الوتري الموسيقي الذي يتجاوز قدرة حتى المُتفحص الذكي في هضم إيحاءاته الرمزية ! ولذلك لا بد من القول :

إن فواد سالم أخطأ عندما وصف إغنيتيه " عراق " للسياب , والأخرى " دجلة الخير " للجواهري , بأنهما وسامين على صدره . لا أدري لماذا تسرب هذا الإعتقاد إلى عقلية فؤاد سالم ؟ هل لكون الأغنيتين لشاعرين كبيرين - السياب والجواهري - ؟ أم إنه يعتقد إن غناء القصائد يُعتبر شيء أكاديمي - كما يقول هو - ويُعطي ملمح بارز للمطرب مثلما يُغني كاظم الساهر قصائد لنزار قباني ظنا منه إنها تعطيه إمتيازا ملحوظا ؟! فإذا كان التصور على هذا التأسيس , فما قيمة ترانيم عبد الحليم وفيروز وعبد الوهاب ويوسف عُمر والقبنجي والغزالي , والكثير غيرهم في سياق الأغنية بلغة العامة , والمعروف أن جُل الأغاني هي بالشعبية أو بالشعر الشعبي ؟ ولن نحتار , لنقول لـ " فؤاد سالم " إن أغنية " مِثل روجات المشرح " وغيرها الكثير أهم من قصائد الفصحى التي تعتقد إنها أوسمة على الصدور .

لكنا الآن ليس بخصوص تنويعات الرأي والإعتقاد الآخر , نحن الآن بخصوص سلاما لهذا المبدع البصري , علها تكون شفيعا لآلامه المتوفزة أبدا !



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن - موقع يساري وليس بطرياركي.
- هل يفهم - البابا بنيديكت - الماركسية لكي ينتقدها ؟
- شبيحي ويكتب في الحوار المتمدن - نشاز -
- هزُلت ورب الكعبة !
- رسالة إلى -شمران الحيران-
- هل الشيوعيون العراقيون أغبياء ؟
- علي الأديب - والإسترخاء التعليمي !
- المالكي أيضا يمتلك كُتابا ساخرين , ولكن ؟!
- هل العراق دولة فاشلة ؟
- جلسة طارئة
- شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !
- هواجس سرقة فاشلة
- رؤيا فيلم ( The Dog ) و - بشار الأسد -
- رحيم الغالبي , رحيل أحد شهود تاريخ الشطرة
- العِقال البلطجي
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 3 -
- سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 2 -
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج - 1 -
- المُتزلِف لرئيس السلطة , ورئيس السلطة المُتزلِف
- ما لم يتطرق إليه - كاظم حبيب -


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - عذبني غِريد الجنوب - فؤاد سالم -