أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - جلسة طارئة















المزيد.....


جلسة طارئة


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 10:13
المحور: الادب والفن
    



مسرحية من فصل واحد
شخصيات المسرحية : وزراء حكومة نوري المالكي .


المنظر
قاعة واسعة بعدة بيبان وشبابيك وعلم ملون بنجوم وشعار كهنوتي : الله أكبر , يتوسط جدار القاعة .. لكن الأهم في كل ذلك هو الطاولة المستطيلة التي تحتوي عشرات الكراسي والمطعمة بالأقداح وطاسات الثلج وقناني العصير والمظللة بالثريات الملونة .

تنفتح البيبان فيدخل عشرات الوزراء وبمختلف الهيئات : صلعان وكروش وشوارب مفخخة وبدلات بكافة الألوان , ثم يجلسون حول مقاعد الطاولة المستطيلة , ثم يسأل أحدهم :
أين رئيس الوزراء ؟
المُرافق الشخصي : ربما يتأخر بعض الشيء .
وزير الخارجية : الصوم صعب على وزير الخارجية لأنه كثير التنقل كما تعلمون .
مساعده : صحيح سيادة الوزير , عملك متعب , ماذا لو سألت مفتيا عن دفع كفارة أو شيئا مقابلا , عن عدم الصوم , لأن صومك يعني إنتحارا يا سيادة الوزير , والمشكلة هذه المرة , إن رمضان أتى في شهر آب , أب اللهاب وما أدراك ما آب اللهاب !
وزير الخارجية ( بإستحسان وإستهزاء مُزدوج ) : قضيت معي سنوات طويلة ولم اسمع منك إقتراحا ذات نفع مثل هذا الإقتراح , نعم , بالفعل سوف أسأل مُفتيا حول دفع كفارة عن بقية ايام صيام هذه السنة , لأن شغلي المضني لا يسمح لي بالصوم هذه السنة " ثم إلتفت إلى مساعده : لكن كان من المفروض أن تُنبهني لذلك منذ بداية الشهر الفضيل وليس الآن .

وزير النقل بعد تناوله قدحا مثلجا من الماء وفحيح هوائي كأن كومة جمر كانت توغف على نفسه: في العام الماضي شهر رمضان كان بين تموز وآب , فهل دفعت كفارة يا سيادة وزير الخارجية ؟

وزير الخارجية ( مُبتسما ) : لا , في العام الماضي كان مرض الكلية ازعجني كثيرا , فجاءت إستشارة الطبيب ملائمة بعدم الصوم وشرب الماء كثيرا , بل إنه نصحني بشرب البيرة لأنها تنضف الكلية من الحصى والرمل , وعندما سألته عن الحلال والحرام , قال لي : لا شأن لك بالحلال والحرام في هذه المسألة , هنا القضية علاجية بحتة ولا تخضع للحلال والحرام .

فضحك بعض الوزراء وهم يشربون العصير , وتكدر آخرون , لكن الوحيد الذي كان أشد تكدرا من حديث وزير الخارجية هو وزير النقل , فقد بادر وزير الخارجية بتقليعة مفادها
وزير النقل : الأحق انا الذي يجب أدفع كفارة وليس أنت يا سيد زيباري .
وزير الخارجية : كيف يا سيادة وزير النقل ؟
وزير النقل : أنا أقول لك كيف , أنت وزير خارجية , تصعد في طائرة مُثلجة , وتهبط في مطار مُبرد , ثم يستقبلونك في قصور مبردة , فكيف تصيبك فتاتة من العطش في تلك الأجواء , ونحن نعلم ان أساس مصيبة الصائم هي العطش وليس الجوع ؟ ولذلك أقول : انه أنا وزير النقل الذي يجب أن أسأل عن كفارة عن عدم الصوم وليس أنت يا سيادة وزير الخارجية .
وزير الخارجية ( ساخرا ) : والله تحليل فلسفي وعلمي , لكن الذي فات سيادة وزير النقل , ان الجهد يأتي من الحديث في القضايا الساخنة وهذا هو الذي يُسبب العطش وليس النزول في بيت مُبرد أو طائرة مُثلجة , ومع هذا سنتجاوز التحليل العلمي لجناب وزير النقل ونسأل من نفس الإطار الذي سأله : وأنت ياسيادة الوزير هل تستطيع أن تقول لنا ما هي المهام التي تقوم بها لكي تنال كفارة عدم الصوم ؟
وزير النقل ( بعد تناوله قدحا آخر من الماء المُبرد بقطع الثلج ) : لا تحتاج إلى شرح , من إسمي تستطيع أن تفهمها - وزير النقل - طول النهار على الطرقات والجسور في عز هذا القيض .

وقبل أن يجيب وزير الخارجية داهم أحد الجالسين وزير النقل بالقول : سيادة الوزير , أراك تكثر من الماء المثلج , هل هذا الفِعل من كثرة المداومة على الطرقات والجسور , ام أن الفطور الليلة كان نوعا من الذي يبعث على العطش ؟

زيباري ( وكأن الملاحظة دغدغته ) : سؤال وجيه , لكني أظن إن الفطور هو السبب وليس المراقبة على الطرق والجسور مثلما يزعم وزير النقل .
وزير النقل : لا , ليس مثلما تعتقد يا سيادة الوزير , فطوري لم يثير العطش , فقد كان قليلا من الحساء وبعض الرُز , لكن قل متابعتي للأعمال على الطرق والجسور هو السبب , وإذا تريد شهودا على ذلك , مع اني لست بحاجة لشهود , لأني على ثقة بنفسي ووطنيتي في أداء أعمالي .
زيباري : والله الذي نعلمه من مراقبة السيد العامري , أن مجمل وزارة النقل خلال تلك السنوات لم تشيد غير جسر الناصرية الأعوج والغير خاضع لأية رصانة هندسية , جسر أعوج وسينهار بعد بضعة سنوات حسب التقارير الهندسية .

وزير النقل ( بغضب ) : والله إذا كان وزير الخارجية بهذه الألمعية , دعوه يقدم إستشارة لرئيس الوزراء لنقله إلى وزارة النقل , لنتبين مدى قدرته على إدارة تلك الوزارة التي في غاية التعقيد , ومادام سيادة الوزير يستلم معلوماته من أية وسيلة إعلام ليقدح بنقده علينا , فأيضا نحن نستطيع أن نفعل ذلك , وما إجتماعنا اليوم إلا لهذه الغاية .

هوشار زيباري إنشغل عن إجابة العامري بكتابة بعض الملاحظات .
وفي الأثناء أحدهم شاور صديقه : وزير النقل يكذب , لأني أنا اليوم كنت معزوما للفطور عنده , وكان فطوره من النوع الذي يدفع للعطش , تصَوَر المائدة كانت عبارة عن : صوان عريضة من " مطبك سمك " وكشمش ومحشوات من كل الأنواع , ومروقات مليئة بالبهارات الحارة وسلطات الفلفل الحار , والمقبلات الطرشي والعمبة .. تضيف لها كل أنواع الحلويات : زلابيا وبقلاوة وغيرها "

فقال له صديقه : إسكت , خلينا نفهم نهاية هذه القصة المضحكة .

بقية الرهط أيضا إنشغلوا في الحديث عن الفطور وتنويعاته ..

وبعد فسخ مُطول عن تصنيفات الفطور وأحاديثه الجمة مع النسوان والفراخ من قِبل الوزراء , إنبرى وزير النقل مرة أخرى بإنفعاله المعهود بالقول : لا ادري مامعنى تغاضي وزير الخارجية عن تكملة النقاش , هل هو إزدراء بي , أم ان قناعاته غير قابلة للأخذ والرد ؟

احد الوزراء طفق محاولا ان يصلح الخرق : يا جماعة لماذا لا نترك هذا النقاش الذي لا يفيدنا , كل شخص عنده قناعاته بالصوم , وكل واحد يأكل ما يشتهي , يعني حتى على مشتهاة الأكل أصبحنا نتخاصم , بالنسبة لي انا اليوم كانت مائدتي عامرة من كل الأصناف التي أوصيت ست الحُسن على طبخها : دولمة حارة , تبسي حار , تاجينة من النوع التي أمي يرحمها الله كانت تطبخها , لحوم مقلية من كل الأنواع , الخضروات جميعها , الفواكه , الحلويات , المشروبات , أقصد المشروبات العصير وما شابه وليس الكحوليات أبعدنا الله عنها .. القصد ان المادة الغذائية ضرورية لجسم الإنسان , وأنتم تعرفون الجهد الذي نبذله في خدمة العراق وأهل العراق , فلا بد إذن من مادة غذائية تتلائم مع هذا الجهد .

وزير الخارجية : ( إبتسم وهو ينفخ دخان السيكار الكوبي ) والله نطقت الحق , لكن هل كانت مشكلتي أم مشكلة السيد العامري , هو الذي طور الموضوع إلى نوعية الفطور وما إلى ذلك .
وزير النقل : بشرفكم هل أنا الذي أشرت لنوعية الفطور , أم إن أحد الزملاء هو الذي أشار لذلك , فوجدها السيد زيباري فرصة للتنكيل بي .
زيباري : أنا لا أنكل بأحد ولا أريد ذلك , لكن هل تنكر إنك الوحيد الذي عقبت على مُقترح الإستشارة للمفتي بعدم الصوم .
وزير النقل : على كل , أعتقد كل هذي التشنجات بسبب ميناء مبارك , سنرى بعد حضور رئيس الوزراء ماذا سنفعل وهل نحن أصحاب الخطأ في ذلك , أم وزارة الخارجية .

زيباري لم يرد , حيث إنشغل بحديث مع أحد مساعديه .

إحد وزراء التيار الصدري همس لزميله : أقسم بـ " الحُسين " وبأبي الحُسين " علي بن أبي طالب " إن هوشيار زيباري غير صائم ,بل أجزم إنه يشرب الويسكي في رمضان وعاشوراء , ولو إنه لا يهتم بعاشوراء , لأنه سني وليس شيعي , ولا يهتم بأمة الشيعة , لكنه في نفس الوقت غير مُعنى لا برمضان ولا شعبان ولا بالصوم ولا بالصلاة , أما ما يقوله الآن فهوعبارة عن مهاترات وفيكات , نحن على دراية كاملة بها , صحيح نحن نخص التيار الصدري , الذي هو تيار ديني أصولي , لكننا عشنا كل تاريخنا في الشارع العراقي ونفهم كاملا هذه اللوتيات التي يطلقها سيادة زيباري على العامري , أنا أستطيع فضحه , بس لا علاقة لي , بالعكس أنا أريدهما واحد يقع على الثاني .

هوشيار زيباري : نعم , سيادة وزير النقل , نسيت أين وصلنا في حديثنا , ولكن على أي حال , الصوم وعدم الصوم ليس هو ما جئنا لأجله في هذه الجلسة الطارئة التي دعانا لها سيادة رئيس والوزراء , قدومنا اليوم هو لأجل قضية وطنية تخص العراق , هي حديث الساعة , حيث أنت تقول لم يتبادر لك ان الحكومة العراقية قد وافقت أو سمحت لبناء ميناء " مبارك الكويتي "
وزيرالنقل : نعم يا سيادة الوزير , أشرت قبل قليل لذلك , لكن يبدو أنك لم تنتبه , هناك تناقض في المواقف والقرارات , ربما بعض سوء الفهم عن المواقف عن هذا الميناء , ولذلك دُعينا لجلسة طارئة تخص بُعداً وطنيا , ولكن .. أين رئيس الوزراء ..
وصاح وزير النقل : يا جماعة , هل من أحد يدعو رئيس الوزراء للإسراع .
مُرافق رئيس الوزراء الشخصي : لم ينتهي بعد من حسحسياته .
أحدهم ضحك وقال : ماذا تعني بـ حسحسياته , هل هو في التواليت , هل هو في الحمام , ما هي تلك الحسحسيات , نريد أن نفهم ؟
المُرافق : والله يا سيادة الوزير , انا لست مستشارا له , أنا مجرد مساعد وحماية له , لا أعلم خصوصياته .
أحد الوزراء صاح : ونحن ايضا نفذ صبرنا , نحن ايضا عندنا عوائل ونريد ان نجلس معها , هو عنده خصوصيات ونحن أيضا , لماذا لا يحترم مشاعرنا , هو الذي أشار لنا بهذه الجلسة الطارئة , لماذا لا يحترم كلمته !؟
أحد وزراء دولة القانون :يا جماعة لماذا لا ننتظر النتيجة , فربما حضرة رئيس الوزراء معذورا في تأخره .
مندوب عن المجلس الأعلى : والله هي صارت ضحك , صارت ماصخة جدا , رئيس الوزراء يدعونا لجلسة طارئة ويتأخر كل هذا التأخير , ما معنى هذا ؟
مسؤول عن التيار الصدري ( بضجر ) : كل هذه بجفة ونريد أحدا ما يخبرنا إن كان بإستطاعتنا أن نغادر , طيب خلي رئيس الوزراء مشغول , مكدور , عنده مشكلة نفسية .. بس على الأقل يخبرنا عن تأجيل الجلسة , يا جماعة نريد أن نذهب إلى عوائلنا , إلى بيوتنا , فقط نريد تصريح من رئيس الوزراء ,لعنة الله على .. بس نريد تصريحا منه .

وزير عن دولة القانون : يعني معقولة ضاق بكم المجلس لهذا الحد , والله لا أعرف أي نوع من الوزراء أنتم ؟ رئيس الوزراء إحترم وضعكم ودعاكم لهذه الجلسة بعد الفطور , بعد أن تأخذوا راحتكم بالفطور وما إليه , فكيف لو كان دعاكم في النهار , كيف سيكون مزاجكم , ربما تُكسرون البيبان والشبابيك لو كانت الجلسة في النهار , يا جماعة يعني أميركا الآن تخوض أكبر مخاض إقتصادي , أميركا على وشك الإنهيار بسبب الدين الأميركي , وأنتم لا تقدرون أن تصبروا ساعة وأخرى لمناقشة مسألة مصيرية لمستقبل الإقتصاد العراقي , يا إخوان والله عيب , والله أثرتم فينا الخزي !
أحد الوزراء المستقلين : أميركا تنهار , أعتقد ان جماعة دولة القانون والكردستاني وجماعة الحكيم لا يُحبذون إنهيار أمريكا , لأنها كانت الحامية لهم طيلة تلك السنوات
أحد والوزراء الصدريين : والله انت تقول الصحيح , لا أعرفك من أنت , ربما تكون أحد الوزراء المسيحيين , ولكن ما تقوله عن جماعة القانون والكردستاني والحكيم هم من يحبذون الأمريكي .
أحد وزراء دولة القانون : نحن لا نُحبذ لا الأمريكي ولا الإيراني , نحن إنتخبنا الشعب العراقي .
الوزير الصدري :يا سيادة الوزير , ترا إحنا طامينها سوية , فخلينا من الإنتخبات وسوالفها .
احد وزراء العراقية : صحيح ما يقوله المندوب الصدري , فإذا كنتم واثقون لهذه الدرجة بجدوى ومصير الإنتخابات , لماذا أثرتم قضية العد اليدوي , وهذه الأيام تنبشون حول فساد مفوضية الإنتخابات , والعالم يعرف عن مديات الفساد في هذه الدولة , إذن لماذا لم تتحرك ضمائركم على كل جرائم الفساد إلا هذه ؟
مندوب دولة القانون : هل جئنا هنا لكي نتعارك , أم نحل قضية ؟
مندوب العراقية : ماذا تعني نتعارك ولا نحل مشكلة , ما هي المشكلة , هل هي ميناء مبارك , طيب ماذا عن القصف الإيراني لأرض كردستان , ماذا عن الروافد النهرية التي تصب في أنهار العراق من إيران , نريد أن نفهم فقط هل أرض العراق ومياهه خاضعة لأجندات رئاسية , أم أنكم وصلتم إلى إنتهازية لم نشهدها في كل تجارب الأمم, لم نسمع أحد منكم يُدلي برأي حول هذه القضايا, لماذا ؟ واحدة من إثنين : إما أن الذين لم يُحركوا ساكنا على هذه القضايا إنهم تابعون لإيران , وإما اننا نحن الذين داخل الوزارة لا نفهم قراراتها وجميع سلوكها .

مندوب دولة القانون : يبدو انه تصيد في الماء العكر من قبل الوزراء , ما معناه ان الحكومة ملغومة منذ بدايتها , إذا كانت مشاكل هذه الدولة لا تخلص وجميعها تُلقى على دولة القانون , ماذا عن جنابكم , ألستم وزراء في هذه الحكومة .
مندوب العراقية : صحيح ياسيادة مندوب القانون , ولكنها بالدرجة الأولى هي وزارتكم , ألستم أنتم الذين لم تدعوا وسيلة لم تمارسوها من أجل الفوز برئاسة الوزارة , وها أنتم اليوم تتربعون عليها وتلقون اللوم بالتقصير على الآخرين .

مندوب القانون ( يضحك ويقول : خلوها على الله , إذا كانت مشاكل هذا البلد لا تخلص , فخلوها على الله !

مندوب العراقية يضحك ساخرا من مندوب القانون : خليها على الله .
مندوب دولة القانون يضيف :نعم خلوها على الله , مشاكل داخلية وخارجية تحتاج مائة سنة لحلها !
فضحك الجميع وهم يقولون : خليها على الله !
الوزير المسيحي : خلوها على " جيسس " , الجميع يتحدثون عن الفساد والطائفية , والجميع يمارسون الفساد والطائفية : من رئيس الوزراء إلى الوزراء إلى رئيس البرلمان وأعضاء برلمانه .
إنتفضت جماعة دولة القانون على الوزير المسيحي : يعني أنتم المسيحيون أقلية وتطرحون رأي جريء بهذا المستوى , خافوا على وضعكم قبل أن تتفوهون بكلمة .
الوزير المسيحي : وماذا تريدون أن تفعلوا بنا أكثر من الذي فعلتوه , المسيحيون إنخفضت نسبتهم في هذا البلد إلى أضأل نسبة , فبماذا تهددونا أكثر من هذا ؟
صاح أحد الوزراء : إذا كان التهديد ضد المسيحيين ينفح رياحه المسمومة من مجلس الوزراء , وبهذه الصراحة والعدوانية , فماذا عن الجهات الأصولية التي أفرغت العراق من هذا التكوين المسالم والجميل , وفوق هذا تتشدقون بالتعددية والمسامحة , والله إني أقر إنكم أساس البلاء .

فصاح أحد الحاضرين : خلوها على الله على عبد الله , على جيسس , المهم طفق بنا الصبر , هل سيأتي رئيس الوزراء لنناقش ميناء مبارك وميناء المدفعية الإيرانية , أم ننصرف لبيوتنا .
أيده الجميع : صحيح صحيح , نريده هنا في ظرف خمس دقائق , وإذا لم يحضر , لعنة الله عليه وعلى حكومته , ملينا , هو ..
صاح رئيس الحماية : طيب , طيب , سأذهب إليه الآن وأرى ما هو رده ؟
يذهب رئيس الحماية ويلج أحد البيبان بينما تستمر المهاترات والتساؤلات في الجمع الوزاري .. وبعد بضعة يعود أحد الحراس ليُخبر الجمع المُجتمع الآتي
: يا جماعة , رئيس الوزراء ومرافقه الشخصي غادر إلى موضع آخر نتيجة مُخابرة طارئة
صاح الجميع : أي موضع آخر , وأية مخابرة طارئة ؟
الحارس: بصراحة , السيد رئيس الوزراء ذهب للقاء قائد شرطة بغداد قاسم عطا !
فإختلط اللغط : قاسم عطا , بشرفكم ننتظر كل هذا الإنتظار والنتيجة قاسم عطا ."
:" لعنة الله على عطا وعلى عشيرته ."
: " لا أستغرب تقدير مثل هكذا رئيس وزراء لقاسم عطا على حسابنا ."
: " هي من البداية قلنا فيها ما بيها حظ ."

لكن أحدهم إستمسك أعصابه وسأل الحارس : لماذا , لماذا ذهب للقاء قاسم عطا ؟
الحارس : يا سيادة الوزير يقول السيد رئيس الوزراء إن هناك " يوتيوب " وُضع مؤخرا على الإنترنت يمس سعادته , ويُريد من قاسم عطا التحري عمن وضع هذا اليوتيوب ؟
فإنطلقت حناجر الوزراء ذات مغزى واحد : ما هو هذا اليوتيوب , ما مغزى اليوتيوب , هل عندك نسخة من الموقع ..؟
الحارس ( يُسلم موقع اليوتيوب للوزراء) : نعم هذا هو الموقع والسيد رئيس الوزراء هو الذي سلمني إياه لتسليمه لكم كي تطلعوا عليه , لأنه يقول كرامتي من كرامة بقية الوزراء .
الوزراء ( يستلمون موقع اليوتيوب وهم يُدمدمون بين الضحك والفضول ) : لا كرامتنا ولا كرامته , دعنا نفهم ما هو اليوتيوب ؟

موقع اليوتيوب : http://www.youtube.com/watch?v=2X5Qyl-x0vQ&feature=related

ينصرف الوزراء لمشاهدة اليوتيوب على شاشة كومبيوتر قاعة الإجتماع .. ثم يعودون وهم ينفجرون من الضحك إلا جماعة دولة القانون ..

فيصيح أحد وزراء الصدريين ضاحكا : والله العظيم لقد كنت على وشك الإنصراف بعد أن أخبرنا حارس الرئيس عن المغادرة , لكن صديقي هذا ( وطبع قبلة على جبهته ) هو الذي أشار علي بالإنتظار , وها هو أجمل إنتظار أن أرى رئيس الوزراء على هذه الصورة .
أحد وزراء العراقية ( وهو يمسح دمع الضحك ) :يا الله , الصورة والمشهد مع الأغنية فاقت بمراحل صورة " الصحاف " الكركاتورية التي نشرتها وسائل الإعلام في بداية الحملة الأميركية على العراق .

أحد الوزراء : والله خير ما عمل , فبعد كل هذا التأخير نعود لننقاش ميناء مبارك , يعني هي هذه الدولة بس ميناء حسني مبارك ومشروع بشار الأسد أم هناك ألف شغلة وشغلة .

أحدهم قال له : يا سيادة الوزير عن ماذا تتحدث ,أعتقد أن خبط من نوع ما تلاطم في رأسك !

مندوب دولة القانون : يا سيد نحن لا نتحدث عن حسني مبارك أو بشار الأسد
فضحك صاحب ميناء حسني مبارك : والله أفحمتني !

وزير مستمسك أعصابه : يا جماعة دعونا من الضحك سواء على تفاصيل اليوتيوب , أو على الجلسة التي إنتهت يوتيوبية , لكن دعونا نفهم : ما علاقة " قاسم عطا " باليوتيوب " بالكومبيوتر " هل قاسم عطا سوف ينفع رئيس الوزراء في إكتشاف من هو الذي وضع اليوتيوب , هل قاسم عطا شرطي تابع لكلية الشرطة , أم أنه خريج علوم كومبيوتر ؟

الوزراء يؤشرون بأيديهم وحلوقهم وهم ينصرفون : إسأل رئيس الوزراء غدا ؟



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !
- هواجس سرقة فاشلة
- رؤيا فيلم ( The Dog ) و - بشار الأسد -
- رحيم الغالبي , رحيل أحد شهود تاريخ الشطرة
- العِقال البلطجي
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 3 -
- سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 2 -
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج - 1 -
- المُتزلِف لرئيس السلطة , ورئيس السلطة المُتزلِف
- ما لم يتطرق إليه - كاظم حبيب -
- عن كاريزما القذافي الوهمية
- هل يقرأ مسؤولو نظام دمشق الحوار المتمدن ؟
- بين قلعة - جواد سليم - ودُعاة العمامة
- أوجه التشابه بن - نوري المالكي - و - عزيز صالح النومان -
- يا نوري المالكي ..... دائما لا يخجلون !
- يا عراق ما دُمت تحت أمر المرجعية , فلا حظ يُرتجى فيك !
- أهم أربعة زُعماء صلِفين في التاريخ السُلطوي
- كيف ينظر القوميون والإسلاميون العربان إلى الثورات ؟
- المُفتي البدوي أصبح سياسيا !
- تلاقفوها يا ملالي طهران , بالأمس العراق واليوم لبنان !


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - جلسة طارئة