أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !















المزيد.....

شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 10:33
المحور: الادب والفن
    


شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !
عادل الخياط

بشار الأسد لـ " أوغلو " سنقتل مليون شخص , سوف نمحي مُدنا من الخارطة , ما شأنكم أنتم وغيركم من مغارب الأرض ومشارقها , ما شأنكم , نحن لا نقتل لا تركي , ولا أميركي ولا فرنسي ولا من أية جنسية أخرى , نحن نقتل بشر سوريين , نقتل ناسنا وأهلنا فما علاقتكم بأهلنا وناسنا , ونقتلهم وُفق إختياراتنا , سواء كانوا إرهابيين كما نؤكد نحن , أو مسالمين كما تدعون أنتم , أطفال , نساء , شباب , هرمين , جميع التنويعات .. نحن من اليوم سوف نطلي جدارات الجوار بطلاء أسود , لا جوار لنا لا عروبي ولا إسلامي , أو , بمفهوم أوسع - حتى نقطع أية بادرة من الفرسخ الداخلي أو الخارجي - , سوف نسحب عضويتنا من المنظمة الدولية , سنعيش منقطعين عن العالم , سنسمح لتكويننا الثقافي أن يتماهى مع كل الإمبراطوريات الهمجية في شعاب التاريخ : نُعذب , نقتل , نغتصب , نمارس كل حقوقنا المقدسة بحق شعبنا , نُطعم أشاوسنا من ضباط أمن وجيش وشبيحة , نُطعمهم الغذاء المُسمى بـ الـ human soup " لتتوهج خلاياهم فيمارسو الذبح بعشق رومانسي , نأكل لحوم ناسنا ونمص عظامهم كما نمص عظم الديك الرومي وزعانف النهر والبحر .. نفعل كل شيء , كل الأشياء , كل غرائب وعجائب الكون.. , فما دخلكم أنتم أو أي جرذ على هذه الأرض بما نفعله بأرضنا وناسنا ؟!

كان بشار الأسد مُلتم القدمين وهو يجتمع بـ " أوغلو " وكانت بُثينة شعبان أسدية بعثية صميمية في هيئتها , رغم إني لم ألحظها إلا في مُخيلتي . إلتمام القدمين لـ " بشار " ينطوي على سلوك دبلوماسي راق , ورُبما عن هيئة أرستقطراطية من التي علمتنا إياها هيئات الأرستقراطيين الأوائل أيام الغزو الإستعماري ! صدام حسين أيضا كان مُلتم الفخذين في لقاءاته بالوفود الخارجية , مع إختلاف إن " حلق وعيني وتقاسيم وجه " صدام حسين تفضح ماهيته الداخلية , أما صاحبنا الجديد فتفضحه الحيرة فيما يحدث , رُبما تفصح عنه عبارات من قبيل : لماذا تتظاهر هذه الناس , ماذا تريد بالضبط ؟" يا لك من غبي , ماذا تعني بماذا تريد الناس ؟! ربما أكون مضطرا لذكر تعبير سالف : كيف تمخض العربيد عن توليد خنفسانة , " الأسد الأب الديكتاتور والولد الغض .. ولكن .. غض وبهذه القسوة .. كيف تتكون القسوة إلى هذا الحد , هل من أحد يخزغلاصيمي المتكلسة بالرأفة؟!

في المحور الآخر ترى الرفيقة بُثينة شعبان مفتوحة الحلق مبهورة الأفق , وكأني بها تقول : صحيح ما يقوله الرفيق : ماذا تريد هذه الناس ؟
ويتكرر السؤال والغرابة : عجيب ! ماذا تعني هذه الأفعى بماذا تريد هذه الناس ؟ التساؤلات والغرابات نتركها للمتفحص : ماذا تريد الناس عندما يُقتل منها الآلاف ويُعتقل عشرات الآلاف وتُقطع عنها الكهرباء والماء والإتصالات وتُقلع أظافرها وتُمخر عيونها وتُقص آذانها وتُبتر أعضاءها التناسلية وتقتل في كل لحظة وجزئية من اللحظة : ماذا تريد هذه الناس يا ترى عندما تتعرض لكل هذا الجزر الدموي وتعيد التظاهر لأيام وأسابع وشهور.. ماذا تريد هذه الناس ياحضرات السفاحين الصلفين ؟
نقول نترك الإجابة للمتلقف ونُحدر إلى تقليعة ربما تكون أشد أهمية من إستعراض المجزرة , تقليعة تشريح مُرتكبي المجزرة .

تقودني جرثومة التوصيف اليوم عن مستشارة بشار دمشق , بُثينة شعبان الأنيقة المدافعة بروح قدسية عن إله الدم الشامي , لا أدري من هو الذي زرق في عروقها تلك الروحية , هل هو الحزب العروبي , أم أن ثمة رس مُلوث في خلاياها الجذعية ؟.. أقول تقودني جرثومة التوصيف إلى تشبيهها - ببدلتها الكلاسيكية المثيرة - بإحدى ضابطات الجيش الأميركي في حرب فيتنام في فيلم الكوميديا السوداء M* A*S * H , فلقد كانت تلك الضابطة الأميركية من الولاء للمفهوم العسكري الأميركي إلى حد المسخ , مسخْ حتى التكوين البايلوجي لتكوينها - أنوثتها - , أو أنها تريد أن توحي للناظر أنها غير مُكترثة بإنوثتها وممارسة الجنس , إنما الولاء لتلك الحرب المقدسة هو أهم ما ينبض في جسدها ,غير ان سلوكها ذاك كان يصدر عن نفاق فاضح , أو سلوك مَرَضي يلغي طبيعة الأشياء , ولذلك فإن تظاهرها الغير سليم سايكولوجيا والمفضوح من قبل رعيل الجنود والضباط قد قاد إلى تكوين مقلب لهذا الضابطة المنضبطة عسكريا ظاهريا والشبقة ظِليا .

من هنا لو نظرت لهيئة بثينة شعبان سوف ينتابك نفس الشعور بخصوص تلك الضابطة الأميركية , سوف تجد هيئة شعبان : شعر جميل ولادي مسترسل , وجه على العموم - شفاه وخدود وعيون - تستشعر ذبولا شبقيا يكتنفها , لا أدري إن كانت " شعبان متزوجة أم لا " , لكن يبدو إن إنشغالها ببشار والحزب قد أفقدها حقاً طبيعيا في الإيحاء بذلك الإغراء الأنثوي - طبعا ظاهريا فقط - , ولذلك تراها تتطابق صورة ومضمونا مع تلك الضابطة الأميركية شديدة الولاء للعلم الأميركي , ولكنها عندما تمارس حقها الطبيعي في الجنس تراها في قمة الغنج الأنثوي , فيسقط ذلك الولاء والصرامة , أو , بتعبير أدق , يُفتضح تظاهره , عن أنه ليس سوى قناع مُزيف .
وسوف يتضح ذلك عندما ينصب لها الدكاترة Hawkeye Pierce , الممثل Donald Sutherland وزميليه Trapper John , الممثل Elliott Gould , والآخر Duke Forrest الذي يمثل دوره الممثل Tom Skerritt , ينصبون لها فخاً بوضع لاقطة صوت مربوطة بمكبرات صوت خارج مكان الحدث , وأحد العاملين في الطب العسكري يُغريها بممارسة الجنس معه , وعند بدء العملية تأخذ أصداء تأوهاتها الجنسية تتماوج في خيام
المجمع العسكري مصحوبة بالضحك من مستمعي ذلك المخيم .. وعندما تكتشف المقلب تنتفض مذعورة تجرجر أذيالها ومحاولة أن تغطي جسدهاالشبه عاري .. صاحبة الدور هي الممثلة Sally Kellerman
ومن ثم على إثر ذلك تبتدئ فورة هذه المرأة الإنضباطية الصارمة في الخفوت في سلوكياتها القادمة .

فيلم " ماش " تحتويه الكثير من المعاني التي تلقي الضوء على سيناريوهات الحروب الأميركية وما تمخض عنها من ألم إنساني عظيم , وعده بعض النقاد إنه أهم أفلام القرن العشرين , ولعله نتيجة لذلك تحول إلى دراما تلفزيونية كوميدية تُعد إلى الآن الرائدة , والتي أعيد تكرارها مئات المرات ولعشرات السنين ولم تُستنفذ متعتها الفنية إلى اليوم , والتي كان نجمها الرائع حقا الممثل Alan Alda .

غير ان الإختيار قد وقع على حكاية الضابطة لكونها مماثلة لصاحبة السمو والدم بثينة شعبان التي هي قرينة بحدث اليوم , الحدث الدامي اليوم الذي يُنبئ عما هو أسوأ لحشود مليونية تُوجَه نحو جماجمها كل أسلحة الفتك وجميع ما تترسخ في رؤوسها جرائم القتل العشوائي !

في الجانب الآخر يُطرح تساؤل عن مدى عمق الفن السينمائي الذي على شاكلة فيلم " ماش ". مدى فاعليته في عوالمنا العربية التي تُواجَه شعوبها بكل ذلك الطوفان من القتل الذي المفروض قد تجاوزته مفاهيم العصر .. والقصد عن مدى الفاعلية هو : هل ثمة عمل سينمائي قد ألقى الضوء على ما حدث وما يحدث وما سوف.. ؟
وقرينة ما ربما تلقي بعض الفتات على ذلك : فيلم المُغني لـ " قاسم حول " فهذا الفيلم يُعرض الآن في أوروبا ولا يُكترث به في بلده العراق .. فيلم " المُغني " يصب في الإتجاه الذي نحن بصدده الآن . صدد يرتبط بالفعل الشاذ للديكتاور ومن يدورون في فلكه .
غير ان الطموح حقيقة يفوق " المُغني " , نطمح إلى سيناريو رصينة لرائعة " ميغل إستورياس , السيد الرئيس " فهي ربما أشد رصدا للعوالم الخفية لآلهاتنا المعصومة إلا من سفك الدم ! فهل ستبادر السينما العربية بعد ما حدث ويحدث إلى مبادرة على هذا المستوى ؟ أشك في ذلك !



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس سرقة فاشلة
- رؤيا فيلم ( The Dog ) و - بشار الأسد -
- رحيم الغالبي , رحيل أحد شهود تاريخ الشطرة
- العِقال البلطجي
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 3 -
- سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 2 -
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج - 1 -
- المُتزلِف لرئيس السلطة , ورئيس السلطة المُتزلِف
- ما لم يتطرق إليه - كاظم حبيب -
- عن كاريزما القذافي الوهمية
- هل يقرأ مسؤولو نظام دمشق الحوار المتمدن ؟
- بين قلعة - جواد سليم - ودُعاة العمامة
- أوجه التشابه بن - نوري المالكي - و - عزيز صالح النومان -
- يا نوري المالكي ..... دائما لا يخجلون !
- يا عراق ما دُمت تحت أمر المرجعية , فلا حظ يُرتجى فيك !
- أهم أربعة زُعماء صلِفين في التاريخ السُلطوي
- كيف ينظر القوميون والإسلاميون العربان إلى الثورات ؟
- المُفتي البدوي أصبح سياسيا !
- تلاقفوها يا ملالي طهران , بالأمس العراق واليوم لبنان !
- القرضاوي يُحب كرة القدم في حالات مُحددة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !