أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - هزُلت ورب الكعبة !














المزيد.....

هزُلت ورب الكعبة !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3539 - 2011 / 11 / 7 - 14:45
المحور: الادب والفن
    



في حديث مع صديق مخرج مسرحي سألته عن عقلية المخرج , المُخرج عموما , سواء كان مسرحيا أو سينمائيا أو تلفزيونيا , بل حتى مخرج الأغاني التصويرية , قلت له بأن عقلية المخرج هي أشبه بعقلية عالم النفس , على تأسيس إن المخرج يُحدد جميع السلوكيات الحركية للشخص الذي يقوم بالدور الموكل إليه .. الصديق أكد تلك الملاحظة من وجهة نظر فنية وليس مرادفا لمعنى كلامي , أكدها من بُعد فني وليس من الزاوية التي أشرت إليها , بمعنى إن المُخرج يسلك السلوك أو يطلب من الممثل أن يسلك سلوك بعينه وُفق أطر منصوص عليها في العمل الفني - بغض النظر عن تباين الرؤى لمخرج العمل الفني - وعلى العموم إن المتناوِل للعمل الفني لا بد انه يشير إلى رغبة لخوض هذا المخاض , " رغبة جمالية " .

والطبيعي إن الذي يلج أي فسخ فني جمالي , وبالتحديد العمل المسرحي , من الضروري إنه ذات خلفية ثقافية في هذا المجال , لا بد من انه يمتلك رصيدا في هكذا صنف , على الأقل إنه قد إطلع على هذيانات مسرحية عن " بريخت , أبسن , بيكيت , ماكسويل إندرسون , يوجين أونسكو .. وغيرهم , أو في أدنى مستوى إنه ذات معرفة برواد المسرح العراقي : يوسف العاني , خليل شوقي , قاسم محمد , سامي عبد الحميد , فاضل خليل .. أما ان الشخص يلج هذا المجال وهو غير مدرك لتلك الأضواء في عالم المسرح فحدث بملئ ثغرك عن مستوى التداعي الذي بلغه طالب الفن في العراق الروزخوني اليوم ! ورغم ذلك تسفح أو تصفح بعدم الضرورة والضير , فلعل عالم المسرح سيزق فيه نوعا من تراكمه التاريخي عن المسير الإنساني المضمخ بألغاز لا حصر لها في تلك السيرورة البشرية , غير أن مثل هذا التسويغ التبريري سخيف وبدائي , فالذي يجهل تلك الأسس الراسخة منذ الحضارات الأولى ولو جزئيا ويدخل بتلك الأجواء وهو يتحدث بلغة الروزخون سوف لن يستشف ولو خيطا ألكترونيا من تلك العوالم المفعمة بالحراك والتوفز والعين الثاقبة للمسير البشري , إنفجار كوني مُدمر أن ترى تكوينا بشريا يلج عالم المسرح وهو مُضمخ بالفايروس الروزخوني ! لنعترف إنه توصيف سخيف وربما يتطابق مع الموصوف , لكن على الأقل نوع من التوازن والعقلانية , بمعنى ما الذي يدعو شخص يتحدث باللغة الروزخونية إلى الولوج لعالم المسرح ؟!

والإنفجار الكوني تولد على النحو التالي : لا أعتقد إن أحد يجهل من هو " أحمد القبانجي " والذي يجهله ليذهب للموسوعة الحرة لكي يتعرف عليه .. من ضمن اللقاءات المعرفية للقبنجي أن إستضافته أكاديمية الفنون الجميلة . الرجل تحدث بقدر معرفته لرؤية الفن والخيال الفني في الحياة الإنسانية , ثم تواصل الحديث من خلال المختصين في هذا الجانب , ورغم إنه يجهل الأسماء التي ذُكرت والناطقة عن بعض رُواد النظريات القائلة عن المفاهيم المعرفية المقترنة بعالم المسرح , إلا إنه ظل يتعاطى مع الموضوع بعقل منفتح ربما القصد منه الإفادة من هؤلاء الناس أصحاب الإختصاص .. لكن فجأة يظهر له طالب غض مستجد وملتحي ليقول له : القرآن دستورنا .. وبعدها تطفح شابة غجرية المظهر : شعر طاعن السواد ولون قمحي , لتتحدث بلغة روزخونية أيضا عن المعاد والعذاب وما إليه , ليُحولوا الجلسة إلى حُسينية أو جامع تلتئم فيه كل عناصر القاعدة وعويل القارئ الحسيني " المُهاجر " , وإذا بالحديث يتحول إلى هرج ومرج لو أن أي إنسان يحترم نفسه في تلك المواجهة مع تلك النوعيات لأنسحب بهدوء نحو صومعته ولقال في قرارة نفسه : ما الذي يربطني بهذا العالم , أي خيط معرفي يربطني بـ هؤلاء , لماذا أُقحم نفسي وسط هؤلاء ما داموا قد إنسلخوا على هذا النحو من الإنسلاخ .. وربما قد يتهادى إليه بيت شِعر " دُريد إبن الصمة :

" ولقد أمرتكم أمري بمنعرج اللِوى .. فلم تستبينوا النُصح إلا ضُحى الغد !

لكن الرجل إستمر في مداخلته عندما نبهه المحاضر بمدى عقلية بعض الحاضرين , إستمر بالقول : لا , يجب أن نصر على الطرح , وإلا ما فائدة قدومنا إلى هنا لطرح آرائنا !

لا نعلم كيف دخل هؤلاء تلك الأكاديمية - أكاديمية الفنون الجميلة - , هل عن طريق المُعدل الذي أخذوه بعد إمتحان السادس الإعدادي المُسمى الـ " بكالوريا " أم إنهم يمتلكون كفاءات في هكذا مجال ؟ لكن في كلتا الحالتين يتضح إنها هزلت ورب المكعبات والمستطيلات والمُثلثات , وبما إن المعلوم إنها هزلت في جميع المناحي , فما قيمة العمل الفني والعمل المسرحي الذي يمتاز به رُواد المسرح العراقي , أية قيمة للفن والأدب عموما وسط الهول أو الجهل الكهنوتي الطائفي القبلي الذي يكتسح العراق اليوم ! ولعل إلغاء مادتي الموسيقى والمسرح كان حافزا للمزيد , حافز حكومي لرؤية مدى ردة الفِعل على مثل هكذا إجراء , ولم نر ردة فِعل , لم نر ردة فعل لا من طلاب تلك الإختصاصات ولا من أساتذتهم , الطلاب لا لوم عليهم فقد يكونوا من ضمن القطيع الروزخوني الذي نضحت به تلك السطور , أما الأساتذة فربما كانوا من توليفة الذين تظاهروا في شارع المتنبي ضمن لفيف المثقفين والأدباء . وعلى أي حال , تظاهروا أو لم يفعلوا فلا فرق , تظاهرْ المثقف أو عدمه سواء , سواء معناه سواء , ليس فيه مُحرك ترساني قبالة صلف حكومي أو عدم إكتراث يستند إلى خرسانات مافيوية ودينية !

وربما لتلك الأسباب قلت لصديقي الممثل والكاتب والمخرج المسرحي " كريم جثير " أن يتأنى في قرار عودته للعراق .. قلت له : انت مريض والكورستول توغل في شرايينك بعدوانية وإختناقاتك الليلية سوف لن تجد لها من يعالجها في عراق مُنفلت بكل معنى الإنفلات : لا مستشفيات مزودة باللوازم لمعالجة المريض ولا إهتمام طبي ولا مجتمعي ولا .. ولا .. لكن صاحبي أصر على العودة للمساهمة في بناء المسرح العراقي .. ومن ثم داهمته الأشياء التي حذرته منها لينطفئ هناك .. المهم هذا موضوع آخر .. لكنه يظل فيه إقتران من نوع ما عما وصل إليه العراق اليوم الذي كان في يوم ما يُعير إعتبارا ولو نسبيا لفنانيه وأدبائه .



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى -شمران الحيران-
- هل الشيوعيون العراقيون أغبياء ؟
- علي الأديب - والإسترخاء التعليمي !
- المالكي أيضا يمتلك كُتابا ساخرين , ولكن ؟!
- هل العراق دولة فاشلة ؟
- جلسة طارئة
- شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !
- هواجس سرقة فاشلة
- رؤيا فيلم ( The Dog ) و - بشار الأسد -
- رحيم الغالبي , رحيل أحد شهود تاريخ الشطرة
- العِقال البلطجي
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 3 -
- سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 2 -
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج - 1 -
- المُتزلِف لرئيس السلطة , ورئيس السلطة المُتزلِف
- ما لم يتطرق إليه - كاظم حبيب -
- عن كاريزما القذافي الوهمية
- هل يقرأ مسؤولو نظام دمشق الحوار المتمدن ؟
- بين قلعة - جواد سليم - ودُعاة العمامة
- أوجه التشابه بن - نوري المالكي - و - عزيز صالح النومان -


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - هزُلت ورب الكعبة !