أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف حسين الحلبي - رحلة في رحاب الذات















المزيد.....

رحلة في رحاب الذات


نايف حسين الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


تشدني للكتابة أشياء كثيرة لطالما كنت أتفكر من الفائدة التي اجنيها من خلالها؟
هل هي فقط للتلهي وقطع الوقت بشيء مفيد وإشغال النفس والركون بها إلى الهدوء والسكينة وراحة البال والمتعة؟

أم إن هناك مآرب أخرى دفينة بالنفس تستدعيها الأنا ؟
متعة البحث ومتعة المعرفة ومتعة اكتشاف كل يوم أشياء جديدة في داخل النفس البشري والغوص في مراكبها

وفي العالم الخارجي واستخلاص النتائج واخذ العبر والدروس من خلال السير بطريق الحياة والأيام التي نعيشها من عمرنا

وما هذه إلا تجربة حياة إنسان مر أيام معدودة فوق هذه الأرض وترك بصماته عليها ثم راح يفكر ويستخلص النتائج التي يرتاح هو إليها ويقبل فيها العقل والمنطق بالحالة التي يكون عليها.

ويمشي بها الهوينى عبر تجارب النفس البشرية التي ما يزال يلفها الغموض لسبر أعماق الكون وأعماقها وسبر مداخل ومخارج الإنسان.

ولا شك إن في ذلك فائدة بتحليل وتركيب كل فكرة من الأفكار والنظر إليها في كل مرة من منظار جديد وزوايا مختلفة.
والأخذ بإلهامات العقل اللاواعي وإشاراته المتتالية والتي لا تنقطع.

تلك الإشارات التي يلفها الغموض ولا ندرك كنهها ولكننا إن أصغينا إليها وتوقفنا عندها سنجد أن هناك شيئا رائعا وحلولا منطقية للكثير من مشاكلنا وتوجساتنا



إنها تجربة حياة أعيشها في حلوها ومرها.. انتقي منها.. اقلبها.. آخذ منها شذا وعطرا استبقيته معي خلال طريقي الطويل الذي سلكته عبر رحلتي الزمنية.

طورا تراني أسبح بفضاء شاسع أحس من خلاله بامتلاك العالم وامتلاك شيء من المتعة والراحة والسكينة لا تعادلها متعة.

وأحيانا أخرى تنتابني نزعات داخلية تقلق راحتي، أقوم برصدها..وارقب تحركاتها واغوص في أعماقها علني اهتدي لقرار يرشدني لتفسير ما يجري معي وما يختلج مكنون نفسي في تلك الحالة.

فيما يتعلق بالكتابة فإنه لم يكن واردا بالنسبة لي في يوم من الأيام، أن أقوم بسبر غمار الواقع الذي أعيشه ويعيشه كل من حولي.. وصولا إلى ما في أعماقي من صلات بهذا الواقع.

لم يكن تفحصها من ضمن اهتماماتي.

لا شك أنها تجربة تحتاج للمزيد من الجهد الفردي والتعب والعناء والعمل المضني لإظهار رحيقها وقطف ثمارها ولكن هي بصمة حياة يعيشها المرء عبر رحلة حياته تترك أثارها على ما يحيط به وعلى من يأتي من بعده.

كانت هذه التجربة بداية لمشوار لم اخطط له ولم احسب له حسابا، ولم يكن واردا لي أن أقوم بتدوين تلك ألتجربة أو رصد لحظات التفكر التي كنت أعيشها، ولكن شيئا ما جاء يتسلل بهدوء فدخل مخدعي، وقض مضجعي، وراح يعبق بفكري وروحي.

وما كان مني إلا إن فتحت له أبوابا كانت موصدة واستمتعت بشذاه.

منذ ترعرعت على الوجود كنت أتوق إلى حالة الكمال وراح جبران يتغلغل في دمي وأروقتي بالوقت الذي تفتحت عيوني بها على الحياة ورحت أرقب النور كطفل.

كان أكثر همي في بداية مشواري بالحياة تسجيل بعض المقتطفات من الشعر الغزلي والقصائد وأقوال الحكماء والعارفين، وبعض من الكلمات التي تروق لي وتعبر عن مكنون ذاتي بالوقت الذي لم أكن استطع التعبير عنها في حينها.

حتى راحت تجربتي تمتد إلى أن غطت مشوار حياة بأكملها وتفعل فعلتها بي كمولدات منشطة في داخلي وتعطيني قدرة عظيمة للقفز فيما وراء الأشياء والتسامي فوق صغائر الحياة .

وصورة الكمال التي كنت ابحث عنها وأتوق إليها حطت رحالها بي في منتجع جميل على البحر في منطقة" بنيدر" بدولة الكويت مكان هادئ هوته نفسي وأنست إليه وعشقته في فسحة من العالم تطل إطلالة جميلة على البحر في وحدة قل مثيلها

وراح هواء البحر يعطيني دفقا من الحياة الجديدة التي جعلت نفسي تهجع وروحي تسكن وبدأت تطرق بابي أفكار جديدة من دون استئذان متسللة بخفية أثرتْ روحي وأعطتني عبقا جميلا وحالة من السكينة والهدوء وأبعدتني عن مصادر التلوث بالحياة.

وقلت في قرارة نفسي علي أن أعيش هذا الهدوء واستمتع بكل ما أراه من جمال وما كان مني إلا أن قمت بالتجاوب لنداء داخلي كنت أتوق إليه بالسابق، وأعطيت نفسي الحرية للانفلات من عقال الزمن ومن ملوثات المادة.

قطعت كل ما يشدني لعالم المادة من وسائل إعلام مرئية أو مسموعة، واردتها تجربة حقيقية امتدت بي لثلاث سنوات.

تعمقت من خلالها الكثير من الايجابيات بداخلي وتألفت معها بانسجام تام وأبعدت نفسي عن كل الأفكار السلبية.

أردتها تجربة فكانت حقيقة صقلت داخلي وأرخت بظلالها على روحي وجسدي وأكسبتني مهارات لم استطع التعرف إليها من قبل.

وراح قلمي ينساب بدفء على الورق بالوقت الذي لم اخطط له، فقط كنت أسير معه الهوينى وراح عقلي ينشد إليه ويسير سيرة هينة بتالف ورقة.

فقط هي بعض من الأفكار تدغدغ شعوري وأحاسيسي وتشدني لتدوينها وأسير معها بدون أن أرغمها على شيء معطيا إياها الفسحة والأريحية.

فقط هو دفق وجداني يمخر عباب نفسي بالوقت الذي يتوقف الدفق وتكتسي الروح ظلالا أخرى استرخي معها وارتاح مع قلمي وأتوقف.

وكعشيق يداعب عشيقته رحت أتأقلم مع الحياة ألجديدة ومع الواقع الجديد والدفق العقلي والوجداني، وعندما تبدأ اللحظات بالإيعاز للمسير أسير معها بفرحة محب وروح فياضة وبسمة عاشق.. وكطفل بدأت لحضت وقوفه على قدميه تسعده رحت اسعد بكل وقفة وبكل كلمة وبكل تعبير.

وكانت البداية، وبدأت الصور الذهنية لدي ترتسم بطريقة أعمق وبدأ قلمي يرتاح بكل وقفه وبدأت أتناغم مع عصر جديد ورحيق جديد ففي كل وقفة كنت أجد معها عطراَ خاصاَ، وشجناَ وروحاَ تسمو بي سمواَ يرهف إحساسي.

شدني ذلك وبدأت أتعلم خبرات جديدة، واكتشفت مكامن جديدة، وعوالم جديدة عبر ذاتي المكبلة بمعتقدات كثيرة، وتألف الإنسان الذي بداخلي مع الإنسان الذي انشطر عني، وحدث هناك انسجام حقيقي وتناغم حقيقي أضفى عليَ البهجة وحالة من الغبطة.

وبدأت تنتابني فرحة كبيرة بطريقة التعبير عن مكنون ذاتي، وهذا ما عمق لدي التفكير، وشيئا من المماحكة العقلية، وسبر أغوار ذاتي أكثر، وبكل يوم كنت أجد

نفسي أفضل من أيام مضت، وبرغم قلة حيلتي وعدم معرفتي بقواعد اللغة العربية والنحو والصرف ولكن ذلك لم يعطل منابع الفيض الداخلي لدي حيث راحت الحياة

تجري بعروقي بسريان منتظم وبدأت مشاعري تتحسن وأفكاري تنتظم.
إنها رحلة مع الذات الانسانية.



#نايف_حسين_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغتراب ورحلة العودة
- لا تعطي الحكمة لغير اهلها
- لحظة إشراق
- الترجل
- الإغتراب ومدينتي - السويداء
- الى قريتي الرحى
- نجمة المحبين
- نعم للمعرفة
- من ملك صديق مثلك ملك العالم كله
- البحر الذي ينوء بالهيجان
- تصالح مع نفسك في أصعب الظروف
- الطريق الى الله
- لحظة تأمل قاسية
- تعلم الأصغاء للأخرين
- العالم المجنون
- العناية الإلهية
- الوحدة والغراس الطيبة
- الحياة والموت
- الجدل
- ملاك الخير


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف حسين الحلبي - رحلة في رحاب الذات