أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - سطوة الزمن في ديوان الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية -ثلاثون سماء تحت أرض الخوارزمي-














المزيد.....

سطوة الزمن في ديوان الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية -ثلاثون سماء تحت أرض الخوارزمي-


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 15:21
المحور: الادب والفن
    


علاقة الإنسان بالزمن علاقة مركبة و مربكة ، فهو يحيا في الزمن و به ،و الزمن يتحكم في سيرورته و مساره ، و كأن الصراع العميق للانسان في الحياة لا يجد التعبيرعنه إلا في الزمن أو الدهر أو غير ذلك من الأسماء.. ينتقل الإنسان في الزمن منذ طفولته المبكرة و ربما قبلها و يستمر ذلك إلى أرذل العمر بل قد يتجاوزه إلى ما بعد الموت..تنتسج علاقة الإنسان مع الزمن وتيقة و مخاتلة ..كل منهما يراود الآخر عن نفسه..لكن في آخر المطاف يتفوق الزمن على غريمه الإنسان ..وحده الشاعر بإحساسه المرهف العميق يحسن التعاطي مع الزمن الغادر ، فيتحداه شعرا .. يلعب به كيفما شاء ..ينتصر لطفولته و يغازل شيخوخته ، و يخلق أسطورته الخاصة التي تضمن له الخلود.
لقد وعى الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية هذه العلاقة المتوترة مع الزمنـ، و أثثت جميل قوله على امتداد قصائده ، يقول الشاعر في قصيدته التي عنونها ب"الذي في يديه عصافير"
هل أجرجر وقتي طويلا
و أترك في باحة الروح عمري
جامدا و وقورا كجلمود صخر
حين أمضي إلى نقطة لا تحددها العين
أسألها عن حقول تبرر إجدابها
بانحباس المطر
و بما أن الشاعر راء من نوع خاص، فإنه يختزل الحكمة التي استنبطها من ملاحظاته الذكية و حدسه المفرط و تجربته الخاصة المنفتحة على تجارب الإنسان منذ الأزل في شعره ، فلا ضير و الحال هاته أن يختزل الزمن نفسه في درر القول ، و يقدمها في ما يشبه الحكمة و الموعظة ليتلقفها من أضاع موعده مع خبرة الأيام ، يقول الشاعر في قصيدته"" بيننا حالة"
فاعبروا وقتكم
فأنا موسمي واضح
و مواسمكم أمرها ملتبس
و ازرعوا حبة القمح..انتظروا
سوف يأكلها النمل
لكن حبتي أينعت
من بقايا السدس
هذه العلاقة بالزمن لا تستقيم دون أن تتجلى في بعدها الوجودي و النفسي في رحاب رديفها المكان ، فليس الزمان و المكان في آخر المطاف غير وجهين لعملة واحدة ، كل منهما يؤثر في الآخر و يتأثر به و يناغيه بدلال ، يقول الشاعر
يا نشيج الوقت
لا تحرق دمي
إنني بين انفعالات الثواني
واقف كالظل في الصورة
لا يعرفني إلا مكاني
و تستهوي شاعرنا المقارنة بين زمنه و زمن الآخر الذي قد يكون جحيما بتعبير سارتر ، فيستفيض في الحديث عنهما محكوما بمنطق " لكم دينكم و لي دين" يقول الشاعر
إنما وقتك من ملح
و وقتي حوسبته العولمة
فرصة سانحة للخوف
غول يذرع الصحراء
موت جائع يخبط في
عرض المحيط الأطلسي
في حضرة الشعر ينبثق الحنين إلى الطفولة ، فهي المبتدأ و المنتهى ، فالشاعر يظل طفلا مهما أوغل في السنين ، و حين يسترجع الطفولة ، فهو يؤكد على أن زمن الطفولة لا ينفلت أبدا من يدي الشاعر مهما حدث ، يقول شعابنية في قصيدة "رد على رسالة لم تكتمل بعد"
قلت لي ذات ربيع تلمذي
و أنا أعصر
برتقال الشعر
في كأس الطفولة
إن من باب الرجولة
أن تريق العرق المالح
في بيت القصيد
و لا تحضر الطفولة دون أن تستدعي نقيضتها الشيخوخة ، فالشاعر رغم انتصاره للزمن الطفولي البريء ، فإنه واع بأن الشيخوخة تزحف نحو الجسد ، و الزمن نهر هادر لا يمكن صده ، يقول الشاعر
و العزاء المر :أن نبحث عن حرف جديد
خوف أن تدركنا شيخوخة ترتبك
في عراء العمر
إذ تخرس أصوات المناجم
و تصير المدن الفيحاء أشباحا
و ينسى الوقت أنا
قد كتبنا.. و وهبنا.. و تعذبنا..و ذبنا.
و يتوغل الشاعر في لعبته الأثيرة مع الزمن ، فيتحداه و يتجاوز حدوده ، ليخوض في زمن اللاشيء ، زمن الموت الجسدي ، فيصر الشاعر على الحياة، حتى و إن تلقفه الموت البغيض ، فيكتب الشاعر في قصيدة " لأني .. وقد مت .."
لأني و قد مت
وزعت ميراث قلبي
على أصدقائي..
و أعدائي البررة
جميع الشوارع أفضت إلى منزلي
و أفضت حشود من الناس بي في انسكاب
إلى المقبرة
و يتالق الزمن عند شعابنية في قصيدة التي اختارها لتكون عنوانا لديونه فيقول
يمر شهر
قبل يوم
يرقص في دمي نجمان
أو قمران
أو شمسان
لينفذ من سماء تحت أرضي
رحلتي من أبنوس العمر
و مركبتي حروف الجبر
و برهاني..
ومعجزتي..
و سلطاني.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استدعاء الشخصية الأدبية في -شوارد- للشاعر التونسي محمد بوحوش
- -طيف اللقاء- للشاعرة التونسية نجاة المازني أو عندما تشبه الش ...
- لغتيري للمغربية : رواية -ابن السماء - معنية ببنية العقل الخر ...
- العوفي و لغتيري يتحدثان لجريدة التجديد عن علاقة الأدب بالسيا ...
- الكتاب الشباب درع الاتحاد الواقي
- اندغام الذات في الطبيعة في -ابتهالات في العشق- للشاعر نورالد ...
- جمالية الحوار في - مطعم اللحم الآدمي - للقاص المغربي الحسن ب ...
- بلاغة الارتياب في -شبه لي- للشاعرالسوري سامي أحمد.
- غواية الرجل و فتنته في -رعشات- للقاصة سناء بلحور
- الاحتفاء بالتفاصيل في المجموعة القصصية -مملكة القطار- للقاص ...
- شطحات صوفية في -طيف نبي- للشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس ...
- الفصل الأول من رواية -ابن السماء- لمصطفى لغتيري.
- حماقات السلمون أو حينما يعانق الشعر ابتهاجه
- بلاغة الصورة الشعرية في عتبات العناوين عند الشاعرة رشيدة بوز ...
- وحي ذاكرة الليل إصدار جدد للأديبة العراقية رحاب حسين الصائغ. ...
- متعة أدب الرحلة في -من القلعة إلى جنوة- للكاتب المغربي شكيب ...
- إصدار جديد للشاعرة رشيدة بوزفور ..تقديم مصطفى لغتيري
- القصيدة العربية بين البعد الشفوي و الكتابي
- شهادة مصطفى لغتيري ضمن ملف الرواية المغربية في مجلة سيسرا ال ...
- المبدعون المغاربة والنقد... أية علاقة؟


المزيد.....




- موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. استعلم عن نتيجتك
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- “متوفر هنا” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ا ...
- “سريعة” بوابة التعليم الفني نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدو ...
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- جداريات موسم أصيلة.. تقليد فني متواصل منذ 1978
- من عمّان إلى القدس.. كيف تصنع -جدي كنعان- وعيا مقدسيا لدى ال ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس nategafany.emis ...
- “رابط مباشر” نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم ال ...
- امتحان الرياضيات.. تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي وال ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - سطوة الزمن في ديوان الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية -ثلاثون سماء تحت أرض الخوارزمي-