أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم هاشم - الدنيا كلّها كلّاوات














المزيد.....

الدنيا كلّها كلّاوات


هيثم هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 12:06
المحور: كتابات ساخرة
    



الدنيا كلّها كلّاوات

(بمناسبة 1 إبريل يوم الصدق العالمى)

الكلّاو فى العراق هو ملبس الرأس و يسمونه فى مصر المحروسة الطربوش. فهو رداء الرأس و لكن اجتماعياً و سياسياً عندما يقال هذا الفرد لبسوه كلاو يقصد به تمرير ملعوب ما على هذا الشخص و باللغة العربية الفصحى مرور كذبة عليه.

عندما اتخيل الجنة (وللعلم, اسم صفة فى لغة اهل سومر هى الحديقة), اتخيلها صحراء فيها واحة خضراء يجلس فيها قِلَة من البشر الغير كاذبين, وعندما اتخيل جهنم تكون مزدحمة بالسكان الذين يعيشون مزدحمين فيها و يستخدمون كل وسائل التكييف لتبريد البيوت مثل دولة خليجية درجة الحرارة و الرطوبة مرتفعة جداً و مع هذا يسمونها جنة ...

الكذب عملة مطبوعة متداولة و يعاد طبعها يومياً. اما الصدق فهو عملة نادرة تولد مرة غير قابلة لإعادة الطباعة فهى تولد مع الإنسان و لكن الأخرى يوَلِدها الإنسان.

الكل يكذب رئيس الدولة, الحاكم, الأمير, الملك, حاجب الملك, رئيس الشرطة, رئيس البلاد والعباد, قائد الجيش, قائد الحرس, التلميذ, المدرس, رجال الدين, و العمائم البيض و السود و الملونين ... ويستمر مسلسل الكذب منذ الفجر و حتى الليل و يتوقف لمدة خمس دقائق فقط هى فترة الصلاة و ما ينتهى البشر من الصلاة تبدأ طقوس و ثقافة الكذب! الأب يكذب و الأم تكذب خصوصاً عندما تحرج بالأسئلة المختلفة و لعدم تمكنها من الإجابة, الحاكم يكذب لأنها بالنسبة له تسلية, السياسى يكذب لأنها مهنته, رجل الدين يكذب لأنه يستطيع استخدام ثقافة الاستغفار و يمحى الكذبة كما يمحى الطفل الصغير فى المدرسة الخط باستخدام "المحاية".

الكل كاذبون وكاذبين وهم يعلمون و لكن يصنفون الكذب:

1. الكذبة البيضاء و تعنى كذبة لا تضر

2. كذبة المأزق, عندما تكون فى مأزق وهذا مسموح به شرعا (تفسير العمائم).

3. التَقية .. كذبة يراد بها تمرير حالة للحصول على حالة.

4. الكذبة الأوروبية .. الميكافيلية.

5. الكذبة الأمريكية .. هوليود.

6. الكذبة الهندية .. الكارى غير حار.

7. الكذبة الأسبانية .. الثور لا ينطح.

8. الكذبة البريطانية .. سبقت الخليقة.

9. الكذبة الروسية .. الدب رشيق.

إن لثقافة الكذب اسباب اجتماعية:

· عدم قناعة البشر بواقع الحياة.

· عدم قناعة البشر بالأديان ومع هذا يمارسونها.

· ثقافة الخوف.

· قسوة السلطة السياسية.

· قسوة الحياة الإجتماعية.

· قسوة الحياة الإقتصادية.

· ثقافة الاعتياد على الكذب لأنها اصبحت ادبيات عامة.

· اصبحت الشعوب لا تفرق بين الكذب و الحقيقة.

· الخيال العلمى و الإعلام و الصحافة ووسائل الدعاية.

· شركات الإعلان التجارية.

· اقتصاد قائم لحاله ومصدر رزق جيد.

· ثقافة (غسيل الأخلاق) ..اكذب و اتوب, ثم اكذب و استغفر, اكذب و أُخرج كفارة.

· كرسى الاعتراف فى الكنيسة – القس يقوم بدور غسالة الملابس.

· ثقافة عامة هى (ثقافة الكلام) تصديق القصص المتوارثة لكونها متفق عليها فبقولون هذا الموضوع متفق عليه و تَعبر الكذبة حاجز التاريخ و تصبح حقيقة.

· لا يوجد قانون يحاسب على الكذب إلا فى المحكمة و المحكمة هى كذبة العدالة.

>

إذن اين هى الحقيقة فى هذا العالم؟ انى ادعوا العالم لمؤتمر انسانى بشرط ان لا يعقد فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث اصبح الكذب داخل المبنى هو الحقيقة الوحيدة. نجتمع فى غابة و يكون زعيم الجلسة حيوان وبذلك نضمن بان الحاكم لا يكذب لأنه حيوان, لأنه بفطرته ينطق اصوات فطرية لم يلوثها الإنسان فالصدق فطرة لوثها الإنسان.

هذه مقدمة لفهم الواقع الحالى. يقول المثال الصينى: لا تصدق ما تراه و صدق نصف ما تسمعه. ويقول العرب : سمات الكاذب فى الجبين, عندما يكذب لا يخجل و إنما تحمَّر خدوده فقط. وهذه حالة ايمانية كما يدعى و عندما يؤتمن يحافظ على الأمانة فى جيبه و لا يخرجها مطلقاً ...

إخوانى الغرب كالشرق و الشمال كالجنوب , فالكذب له لغات متعددة بتعدد لغات البشر. إنى ادعوكم ان لا تصدقوا المسرحيات اليوم فغلّوم مثل عبد الله, جورج مثل ديفيد, شافيز مثل هولاكو و كين مون مثل اخيه كلهم ينتمون لثقافة الراديو, فكلهم اعلان مدفوع الأجر.

نصيحة للبشر جميعاً " لا تكذبون موكافى و الله كافى مو انهجم بيتنا و احترق البستان".

الحل:- التوقف عن الكذب الأبيض و إلغاء يوم اول ابريل يوم الكذب العالمى, آسف هو اليوم الوحيد الذى يكون به البشر صادقون مع انفسهم لأنهم يعبرون عن حقيقتهم.

دعاء:- (اللهم ضع لمبة على كل رأس كل كذاب تضوى كلما تكلم). المصيبة, اللمبة لا تنطفىء نهائياً!!

هيثم هاشم



#هيثم_هاشم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكير بلا حدود
- السر هو ذلك الشيء الذى لم يحدث بعد
- رأس المال و الرأسماليون
- ابليس بلا حدود
- لإعلام والإعلاميين العرب
- الدكتاتورية الديمقراطية
- ايران و الغرب و الضربة العسكرية ؟
- القومية و القوميون


المزيد.....




- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم هاشم - الدنيا كلّها كلّاوات