أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علال البسيط - ضاحي خلفان وتنامي الخطر الإسلامي!















المزيد.....

ضاحي خلفان وتنامي الخطر الإسلامي!


علال البسيط

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 00:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ضاحي خلفان تميم شرطي الخليج الشهير الذي يلعب دور المفتش التقليدي الصارم المتعجرف بغلظة لسانه وتصريحاته البعيدة عن اللباقة والدبلوماسية . في الغالب تنصبّ اهتمامات و مناكفات سيد خلفان(الذي بات يلعب دورا أكبر من مجرد رئيس شرطة) -تنصبّ عادة داخل الدولة حول الشؤون الاجتماعية، من قبيل حماية الهوية الاماراتية أو التأثير الذي تمارسه القنوات الفضائية على الناشئة. مع ذلك فإنه مؤخرا دفع بنفسه إلى أتون جدل إقليمي لا يمثل فيه-بالمعنى الحرفي للتمثيل المسرحي- سوى صوت المعارضة الاماراتية(الرسمية) لتزايد نفوذ القوة المتصاعدة للإسلاميين في العالم العربي.

استهل الحملة بالمشاحنة العلنية مع يوسف القرضاوي- وهو من أكثر رجال الدين السنة نفوذا والمرشد الروحي للإسلاميين أثناء الثورات الشعبية- بعد أن انتقد الزعيمُ الديني الأعلى مقاما في العالم السني قرار سلطات الإمارات ترحيل مجموعة من السوريين.
وفي تصريح لاحق خلال مقابلة صحفية زعم خلفان أن جماعة الاخوان المسلمين( المنظمة الأصولية المصريةُ المقر التي تلهم وتغذي تيارات إسلامية أخرى في المنطقة) تتآمر للسيطرة على الحكم في دول مجلس التعاون الخليجي وجعلِ الحكومات الخليجية مجرد واجهة دون حكم فعلي.

يرفض ضاحي أي ربط بين الأوضاع التي أفضت إلى التغيير في شمال إفريقيا وبين الحالة الحقوقية والسياسية في فدرالية الأعضاء السبعة الإماراتية، رغم أن القلق المتزايد الذي تسببه جمعية الإصلاح الإسلامية (أنشئت 1970) والتي تزعم أن عدد المنضوين تحت رايتها يناهز 20،000 شخص، بدأ يتكشف عن صراع حقيقي تمخض عن سحب السلطات الجنسية من سبعة من أعضاء الجمعية.
ومع تأكيد ضاحي خلفان أن تصريحاته الأخيرة بخصوص القرضاوي والإخوان المسلمين هي حملة شخصية ذاتية منطلقة من وعيه الوطني أكثر من كونها نابعة من التزامات وحسابات رسمية مُوجَّهة؛ فإن المراقبين يتحدثون عنه كرجل يستخدم كأداة للترويج لهواجس ومخاوف ذات اهتمام مشترك لدى أعلى مستويات صنع القرار في الامارات.

الأحزاب الإسلامية(باستثناء السلفية لارتباطها المادي والإديلوجي بسلفية الوهابية السعودية) التي تحتل المشهد السياسي الراهن كقوة مهيمنة في الدول العربية الثائرة باتت تؤرق ملكيات الخليج المحافظة، تخشى هذه الملكيات أن تشجع المكاسب الانتخابية التيارات التحتية والقوى الخفية للإسلام السياسي في عقر دارهم، ومن هنا تتجلى حاجة السعودية (دولة الاسلام) الى فيالق وكتائب سلفية منبثة في الاقطار المجاورة للجزيرة العربية ووجوب دعمها بالمال والاعلام وتقوية شوكتها في دول الجاهلية المعاصرة باعتبارهم –السلفيين- شرطة الحدود التي تقوم بجهاد الدفع لمنع العدوى السارية في المنطقة بين مد وجزر، كل ما تقوم به المملكة السعودية وحلفائها في المنطقة هو نوع من الضربات الاستباقية الصادمة؛ انها تحاول ان تقلب المكاسب والاحداث لصالحها وهاهو الدستور يطرز من حواشي أصول الفقه وشروح العقيدة و البرلمان المصري بقيادة الاسلاميين اضحى فصولا من الملهاة المأساوية للواقع المزري الذي ابتليت به الحرية والمصير المجهول لمشروع الحداثة المصرية .


و عودة إلى الخليج فعلى الرغم من كون الإخوان المسلمين في الكويت والبحرين جزءا مندمجا ومقبولا ككيان سياسي، إضافة إلى الدعم القطري لقضية الإسلاميين ردحا طويلا من الزمن قبل حلول الربيع الديموقراطي على المنطقة- فإننا نلاحظ أن الإمارتيين لم ينفكوا يرسلون الرسائل للداخل والخارج تفيد أنهم لن يبدوا أدنى تسامح أو أريحية تجاه أي معارضة أو انشقاق بالخصوص إذا كان ذا لون إسلامي.

يمكننا أن نقرأ هذا "النشاز" الإماراتي في علاقتهم الجافة مع تيارات الإسلام السياسي دون باقي الأنظمة الخليجية- بالعودة إلى الاكراهات وطبيعة التحالفات في الفترة التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر. احتضنت الإمارات منذ نشأتها جمعية الإصلاح الإسلامية طول 40 سنة من تاريخ التأسيس؛ ودعمتها على امتداد المسار، وسمحت للإسلاميين بكسب مواطئ قدم في مجالي التعليم والقضاء، لكن وفي لحظة فارقة كهجمات الحادي عشر من سبتمر 2001 اتخذت الحكومة موقفا متشنجا تجاه كل تمظهرات الإسلام السياسي وتجلياته.
نتذكر في العام الماضي الإجراءات السلطوية التي قضت بإلغاء قائمة جمعية الإصلاح المنتخبة؛ وحل مجلس إدارة (جمعية الحقوقيين) وتعيين مجلس إدارة جديد للجمعية بسبب قيامها بتوقيع عريضة مطالبة بإصلاحات سياسية وحريات أوسع.

الخوف من استيراد أفكار إسلامية ثورية أفضى بحكام الإمارات إلى تشديد إجراءات منح التأشيرة للقادمين من البلدان العربية الثائرة، الإمارات لا تملك مناعة دينية ذاتية قوية قادرة على صد تسربات الفكر الإخواني فهي بلاد رغم حداثة عمرانها واحتوائها على جميع مظاهر الحياة المتمدنة إلا أن الهوية الإماراتية والكينونة الذاتية والحضور اللازم أهم ما تفتقده هذه الدولة مما يجعلها قلعة سهلة الإقتحام والتناهب الإديولوجي.
خلافا للسعودية بلاد أبناء عبد الوهاب حيث شيوخ الوهابية يقعدون بكل واد يوعدون، ويبيدون كل أشكال التعدد والتنوع في تلك الديار التي أزرى عليها تصحر الأرض كما تصحر كثير من العقول.


صحيح أن الامارات يقفون إلى صف المعارضة في سوريا شأنهم شأن دول الجوار الأخرى حيث يلعب الاخوان المسلمون السوريون دورا أساسيا، ويرون في أفول عهد الأسد طريقا لإضعاف حليفه إيران، لكن مع ذلك ألغوا إقامة 30 سوريا عقب مشاركتهم في وقفة ضد نظام الأسد في دبي (فبراير الماضي). السلطات عزت ذلك إلى نشاطات أخرى فسرها البعض بعلاقة مشبوهة مع الاخوان المسلمين في مصر.
بينما يستنكر يوسف القرضاوي الواقعة في برنامجه على قناة الجزيرة، ويلوم حكام الإمارات بقسوة ظاهرة. يأتيه الرد حادا وشديدا ومهينا من رئيس شرطة دبي بتغريدات على حسابه في تويتر، يعلن خلفان أنه أصدر بحق القرضاوي مذكرة اعتقال دولية. حرب الكلام بينهما أثارت ردود فعل جماعة الاخوان المسلمين في مصر وخرج الناطق الرسمي باسمها محمود غزلان مدافعا عن القرضاوي ومصوبا ما قاله في حكام الامارات ومعه دعاة الإخوان في الخليج.

رأينا في هذه الأزمة الشيخ سلطان بن القاسمي حاكم الشارقة والأقدم من بين حكام الإمارات وهو مؤرخ معروف، يضع قدمه في هذا المعترك ويحذر الاماراتيين من "الشقاق" و"الدعوات التحريضية" التي تريد إخضاع الدولة "لأجندات خارجية" حسب قوله.


هما السلطة والدين إذن، طرف يملك النفط وطرف يملك الدين وكلاهما يصارع لنيل ما عند الآخر للظفر بالحسنيين: الدين والنفط، والإخوان قوة توسعية توجهها اديولوجية الاستخلاف والتمكين لا التداول على السلطة و"إمامة الأمة والسياسة الشرعية" لا الديمقراطية وصناديق الاقتراع، "الراعي والرعية" لا المواطنة والمحاسبة وأمجاد".. وهي على ذلك مهما أخذت لا تنفك تطلب المزيد بلا حد فاصل أو غاية معلومة. وحكام الإمارات شيوخ مترفون يعيشون في فردوسهم محاطين بأسوارهم النرجسية، وراء العالم المتصحر وفي جُنة منه، وهم يرون أنهم مستقرون مزدهرون ولا يريدون لأحد أن يعكر هذا الصفو الأبدي.



#علال_البسيط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد السادس..هل بدأ العد التنازلي؟
- عودة الصحابة
- ثلاثية القرآن السنة والسلف الصالح..رؤية تاريخية
- جواهر لا يعرفها الإسلام!
- إبغض في الله!
- إعدام القذافي مثال على تطبيق الشريعة!
- يوم غرقت مكة في الدماء!
- سيوف الإسلام الأربعة
- المثلية حرام في الدنيا حلال في الآخرة!
- دوائر إبليس
- الأصول الإسلامية للكوميديا الإلهية -1-
- سيف الشريعة لا يعرف الحوار
- جواب سؤال: لماذا الإسلام؟
- تشريع الاغتصاب في القرآن
- سادية النبي
- اعدامات الرسول
- أمية محمد
- متى يعقد المأذون قران المثليات؟
- مشانق القرآن
- بَيْنَ بَيْنْ


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علال البسيط - ضاحي خلفان وتنامي الخطر الإسلامي!