أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علال البسيط - إعدام القذافي مثال على تطبيق الشريعة!














المزيد.....

إعدام القذافي مثال على تطبيق الشريعة!


علال البسيط

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 04:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد رسخ الإسلام في نفوس أهله معاني القتل والاجرام حتى عاد من شعائره المحمودة وشرائعه المفروضةK فكأنما أَلِفَ في أتباعه أن يأتوا أعمال اللصوص وقطاع الطرق في نور الشمس فضرب عليهم قبة من كلام الوحي يتسببون به و ينظرون فيه فيرضون لنفوسهم شر أعمالها ويلهجون أوان الذبح بتكبير ملهمها. اشحذ شفرتك وانظر في عين غريمك ثم استحضر النية فإذا ذبحت فأحسن الذبحة ولك ياعبد الله المثوبة والأجر.

-في مشهد تنخلع له الأفئدة في جوفها وتتقلع لفظاعته الجبال من سفوحها، رأينا جند الله على مسرح الجهاد و الايمان في أرض عراء يسوقون معمرا تتوجأه الأيدي وتتوطأه الأقدام أشعث الشعر أغبر ملطخ الوجه بالدماء : زائغ العين متفسخ الجلدة عليه من الثياب مُزقة، مسنودا لا يكاد يمشي منهوكا لا يقوى على صرف بقة..تمر ثوان ثقيلة مصطخبة بتكبيرات بحت حناجر أهلها، ورصاص متناثر كأنه أفواج ذباب النار يوم افتتاحها، تمر ثوان أثقل وأشد صخبا يخر القذافي صريعا لليدين وللفم.. قد كان ذلك فهل كان يكون المشهد أرأف منه وأرفق، وأرحم وأشفق لو كان القوم غير القوم؟

-هذا المشهد ليس اعتباطيا عابرا ولا هو وليد اللحظة وسقيط الوهلة، إنه ليحمل في باطنه جنين الوجدان الاسلامي الذي لم تكتمل عدته وتنتصب قامته بعد، إنه تعبير صادق للتصور الاسلامي للقصاص ممارسة وتطبيقا، وإرهاصات ما قبل الشريعة.
لا يمتري إنسان أن الدين كان حافزا ومحركا أساسا في مشهد الاعدام ولا عجب فجند الله الذين جعلوا ساحات ليبيا اليوم تضج بأصوات المقرئين والتالين آيات الجهاد كانوا يستمدون شرعية أعمالهم من القرآن فهم يفعلون بمن قدروا عليه من أعوان القذافي طوال الأشهر الماضية أقبح الأعمال وأشنعها وأبشع القتلات وأفتكها، يمثلون بالجثث ويكبرون، ويجذعون الأنوف ويهللون، يقطعون الأطراف ويسترجعون، وظلت منظمت العفو الدولية تصرخ وتندد بما تقترفه طائفة من الذين استغلوا ربيع الثورة فنزو عليها نزو الجراد ونَسلوا إلى ساحات الحرية من الكهوف والجبال ليقيموا في الناس حدود القرآن ويزنوا أعمالهم بميزان الإسلام.

- كنا نود صادقين لو أن القذافي أتي به سليما معافى محفوظ الحقوق الانسانية، ليحاكم على أعين الناس على مخازي أعماله ومخلدات جرائمه وفجور طاغوتيته، كانت ليبيا ستكون محط أنظار الأمم ومحج الاعلام الدولي تضرب للناس مثلا على إرادت الشعب وكفاحه وعدله وتمام عقله وسلامة صحته الخلقية والعقلية، واهتمام وسائل الاعلام العالمية ببلد ما أو حدث ما واجتماع عناوينها الكبرى عليه في لحظة من الزمن يعد لحظة تاريخية تخلد ذاك البلد في الذاكرة الانسانية إلى الأبد، إما تخليد مجد أو تخليد سوء وحِطّة.

- أضاع الليبيون الفرصة وتلك إحدى بواقع جند الله وليست إلا البداية، فانتظر إعلان التحرير الرسمي من المجلس الانتقالي لتبدأ زوبعة الحدود والشريعة فتلك معضلة لا مساك لها والقوم اليوم مسلحون مدججون معبأون إلى أبعد غاية، والأصابع منذ الآن على زنادها والنار مقدوح أوارها فما هي إلا نفخة حتى يضرم الحريق وينحط فريق على فريق، فإذا هم في الساهرة.

- أضاع جند الله على الليبين فرصة سانحة لأخذ الدروس واستخلاص العبر، وبلغوا مرادهم ورووا غليلهم فانتقموا لنفوسهم القميئة ساعة من زمن وما شعروا أنهم أعدموا تاريخا كان لو كتب له الوجود لكان لليبيا منه مجد أثيل وفخر وفير، تتباهى به بين أخواتها من الأمم والبلدان، وتنطلق منه إلى عالم جديد من الترقي في الفكر والسياسة والمواطنة المتمدنة وتقديس حقوق الانسان، مهما كان هذا الانسان ومهما بلغ جرمه وإجرامه، فإن له عند الانسانية المتمدنة حقا محفوظا واحتراما مفروضا.

- فما هذا العقل الاسلامي المؤدلج الذي يندفع على أهله بالويل اندفاع السيل، والناس يمضون إلى الأمام على نور من العقل وهم يقيمون في التاريخ مجازة يقطعون بها قرونا إلى الوراء في ساعة من الليل، ومالهؤلاء العقول طالت لحاها وتقاصرت منّتها، وتفسخت عزائمها وتآكلت مؤنتها، تحملها جسوم ملت من إنسانها، واشتاقت إلى عصر حيوانها، فمنذ نبتت لهم في الثورة نابتة تأبطوا كفرهم، ورفعوا للجهاد أعلامهم، فترى في كل معترك غبارهم، هجموا على فايسبوك فافتضوا بكارته ولوثوا مدنيته، وطاف بيوتوب شيطانهم فتراجعت جدرانه أنغامه و ترانيمه، وأفسدوا على الشباب المتمدن فرحتهم بثورتهم فسطوا عليها وهم أنصار ولاة الأمور، وغاظتهم النساء متحررات فأجلبوا بربات الخدور.

- فعلى هؤلاء الإسلاميين أن يعلموا أن البساط قد سحب من تحت أقدامهم فليس إلا الهواء، فلم يعودوا يتحكمون لا في التوقيت ولا في الاجندات، وأن شيفرة الثورات ومبادئها الديمقراطية مناقضة لشريعتهم مزايلة لمنهجهم فعليهم أن يختاروا.. ويختاروا بصدق، لأنهم شاءوا أم أبوا متورطون ومتصلون بمشروع انتقالي وتفاوضي مع عدد هائل من الفرقاء تأسيسا واجتماعا، ولابد لهم إن هم اختاروا المعايشة والاندماج أن يقيموا لأنفسهم نهجا براغماتيا يعترف بالتعددية ويقر بأن اختلاف التضاد واقع لا يرتفع لا بالتكفير ولا بالإقصاء، وأن يعيدوا النظر في شعارهم الشمولي المرفوع منذ أربعة عشر قرنا: بأن الإسلام هو الحل ليرتقوا من الشمولية إلى فلسفة إنسانية أقل أحادية وأكثر اتساعا وتسامحا وانفتاحا وقبولا بالتعددية.

- معظم الإسلاميين لا يزالون سادرين في ظلالهم القديم ولم يفهموا بعد عن الشعوب مرادها، والشباب الثائر تغير وهو عازم على المضي قدما إلى الأمام ولن يتراجع عن مكاسبه قيد أنملة، فعلى الإسلاميين أن يختاروا لأن الأفكار متلاحقة وعدوى الثورة والتغيير شاملة ولن يكون الغيب هذه المرة استثناء.





#علال_البسيط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم غرقت مكة في الدماء!
- سيوف الإسلام الأربعة
- المثلية حرام في الدنيا حلال في الآخرة!
- دوائر إبليس
- الأصول الإسلامية للكوميديا الإلهية -1-
- سيف الشريعة لا يعرف الحوار
- جواب سؤال: لماذا الإسلام؟
- تشريع الاغتصاب في القرآن
- سادية النبي
- اعدامات الرسول
- أمية محمد
- متى يعقد المأذون قران المثليات؟
- مشانق القرآن
- بَيْنَ بَيْنْ
- جناية الإسلام على الفنون والآثار
- الراعي والنساء
- الدامغ للقرآن
- متى تعود الأصنام إلى الكعبة ؟
- اثبات تحريف القرآن
- حاسبوا الله على سوء توزيع الأرزاق


المزيد.....




- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علال البسيط - إعدام القذافي مثال على تطبيق الشريعة!