أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علال البسيط - الدامغ للقرآن















المزيد.....

الدامغ للقرآن


علال البسيط

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 08:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وحق لمثلي أن لا يُسأل، فإن سئل تعين عليه ألا يجيب، فإن أجاب ففرض على السامع ألا يسمع منه، فإن خالف باستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول، فإن كتبه فواجب ألا ينظر فيه، فإن نظر فقد خبط خبط عشواء.

كذا قال أبو العلاء الذي عده الحافظ الذهبي من زنادقة الإسلام الثلاثة أي أحراره الذين أبقوا من عبوديته ونيره ومخازيه، والآخران هما أبو حيان التوحيدي، وأبو الحسين ابن الراوندي، والذي يهمنا منهم في هذا الحديث هو الفيلسوف الفذ ابن الراوندي.

كان شيخنا ابن الراوندي (ت٢٩٨) رجلا من أهل الاعتزال، وله مقالة في علم الكلام، وعنه ينقل المعتزلة وخصومهم كثيرا من آراء قدمائهم الذين لم تدون آراؤهم، ونقل عنه الأشعري في أكثر من أربعة عشر موضعا في كتابه (مقالات الاسلاميين) وكان إلى جانب حذقه وبراعته في علم الكلام، ضليعا في النحو والعربية ويشهد له أبو حيان التوحيدي في (البصائر والذخائر) قائلا:(ابن الراوندي لا يلحن ولا يخطىء، لأنه متكلم بارع وجهبذ ناقد وبحاث جدل ونظار صبور) وناهيك بها شهادة من أبي حيان.

لقد ظل ابن الراوندي حياته يدور داخل دائرة البيان، وفيا للنظام المعرفي البياني الذي يقيم رباطا متينا بين اللفظ والمعنى، على أساس التأويل العقلي الذي يقف عند الحدود التي تسمح بها اللغة العربية في التعبير، في مقابلة ومعارضة التأويل العرفاني الذي يخترق حدود البيان العربي، ويحول النص المقدس إلى رموز واشارات تحتوي رؤى وأفكارا مستفادة من الفلسفات الدينية القديمة.

لكنه كغيره من المعتزلة كان أيضا على خلاف مع أهل السنة من أشاعرة وأصحاب الحديث.. الذين كانوا يتعاملون مع النص على أساس التقليد والاتباع الحرفي، سواء وافق العقل أو لم يوافقه، وليس على أساس التنظيم والتنظير القائم على اِلتماس مفاهيم ومعاني عقلية من منطوق النص، وظاهره الذي قد يخالف العقل، ومن ثم اخضاع نظام الخطاب، لشروط نظام العقل، إن لزم الأمر.

لكن نقطة التحول في فكر ابن الراوندي التي جعلته صاحب فكر فريد بين أصحاب مدرسة التأويل البياني، وامتاز بها عن أصحابه في الفكر المعتزلي خاصة، هو جنوحه الشديد نحو الاستقلال(اللامشروط) وممارسته الفعالية العقلية داخل دائرة البيانيين من لغويين وفقهاء ومتكلمين، خارقا ما أجمعت عليه طوائف الاسلاميين (معتزلة اشاعرة اصحاب الحديث..) بل حتى ما اتفقت عليه مدارس التأويل الأخرى (عرفانية وبرهانية).

إن فرادته في كونه خاض معاركه الجذرية داخل الدائرة البيانية، وقامت اعتراضاته وبياناته المنطقية مستندة إلى القواعد اللغوية للخطاب الديني، وفي أفق بياني محض دون الهروب في التعبير عنها إلي النزعة الباطنية، أو المنهجية العرفانية في الرمزية والاشارة المستقلة في نظامها عن نظام اللغة.

لقد ((خرج)) ابن الراوندي عن مسلمات تنظيرية أساسية في العقيدة الدينية(ما هو معلوم من الدين بالضرورة) وطعن صراحة في صحتها ومصداقيتها(إعجاز القرآن، نبوة محمد، التوحيد، العدل اللاهوتي..)من جهة عقلية بيانية ملتزمة بشروط الخطاب وحدود اللغة، دون الاحتماء بدوائر فلسلفية صوفية عرفانية، أو إشراقية كانت لها شرعيتها وسلطتها من خلال تنظيرات مؤسسيها المبنية على التوفيق بين الحكمة والشريعة (العقل والنقل).

وبهذا فهو وإن كان بادئ أمره معتزليا متأولا داخل المنظومة البيانية، ومتكلما إسلاميا يخوض فيما يخوض فيه أرباب المقالات الاسلاميين، فإنه وبالتحديد بعد دراسته لكتب الفلسفة اليونانية والفارسية وتعمقه في علم الكلام تغير وانتقل من طور التصديق والإذعان الذي هو طور العامة من الناس، إلى طور الشك والتدرج في طبقاته، إذ أن العوام كما قرره الجاحظ في موضعه أقلُّ شكوكاً من الخواص، لأنَّهم لا يتوقَّفون في التصديق والتكذيب ولا يرتابون بأنفسهم، فليس عندهم إلاّ الإقدامُ على التَّصديق المجرّد، أو على التكذيب المجرد، وألغَوا الحال الثالثة من حال الشَّكّ.

فتحرر تماما من هيمنة الرؤية البيانية وتقعيداتها على مستوى مضمون الخطاب الديني(قرآنا وسنة) وحدد لنفسه مسلكا عسيرا، ومقتحما خطيرا، يتطلب الكثير من الشجاعة والإقدام، بقدر ما يتطلب رؤية واضحة ونفسا طويلا، وعلما بمدافن الأدلة وأدوات الاحتجاج، وأسرار اللغة وأساليب العرب في كلامهم.

من المسائل الجوهرية التي طرقها ابن الراوندي وألبت عليها أرباب الفرق الاسلامية على اختلاف مشاربهم، وجعلتهم يجمعون على وضعه في خانة كبار منظري ((الالحاد والزندقة)) في القرن الثالث الهجري طعنه على القرآن، ثم طعنه في النبوة المحمدية ومستتبعاتها. وتجب الاشارة هنا إلى أن هؤلاء العلماء خصوصا البيانيين منهم(أصوليون فقهاء محدثون..) كانوا يطلقون لفظتي الالحاد والزندقة(هذه الأخيرة فارسية معربة) على كل أصحاب الفكر الحر الذين تبين لهم بالدليل العقلي فساد الرسالة المحمدية من جهاتها المعتمدة وأصولها المقررة(القرآن السنة الاجماع) وبالتالي لم يقروا للقرآن بإعجاز، أو خرق عادة، ولا لمحمد بالنبوة والوحي.

قلت إن ابن الراوندي تحلى بشجاعة وإقدام لأنه جاهر بالاعتراض ليس فقط على القرآن بدحض مزاعم الإعجاز فيه، وتبيين مواطن التناقض والاختلاف في النص القرآني، وعلى الرسالة المحمدية بكونها بشرية المصدر، وإنما أيضا على الذات اللاهوتية باعتبار أفعالها وخصائصها و مخالفة عقيدة القضاء والقدر لمبادئ الرحمة والعدل والسماحة،، وغني عن البيان أن آراء مثل هذه خاصة في عصر متقدم من الاسلام، قريب العهد بالدعوة(القرن الثالث الهجري) حيث المد الديني في أوجه، وأعمال التدوين قائمة على ساق وحركة الفتوحات وتسيير الجيوش على أشدها كانت تقود صاحبها حتما إلى الاعدام أو الى السجن المؤبد في أقل أحوالها.وكان القتل والصلب، بل والتمثيل والتنكيل بسبب الاعتقاد أمرا جاريا به العمل في دولة الخلافة الاسلامية منذ نشأتها، ولهذا استغرب واستعجب ابن عقيل كما في تاريخ الاسلام للذهبي كيف لم يقتل ابن الراوندي قال: (وقد صنف ((الدامغ)) فدمغ به القرآن، و((الزمردة)) يزري فيه على النبوات!! وكم قد قتل لص في غير نصاب ولا هتك حرز، وإنما سلم مدة وعاش، لأن الإيمان ما صفا في قلوب أكثر الخلق!! بل في القلوب شكوك وشبهات، وإلا فلما صدق إيمان بعض الصحابة قتل أباه.!!)

والحقيقة أننا لسنا على اطمئنان إلى الطريقة التي قضى بها ابن الراوندي مع ما شاع في التاريخ الإسلامي من تعقب الذين خلعوا ربقة الدين وثاروا على السائد والمعهود وإعدام كتبهم، واجتثاث آثارهم، وتشويه علومهم وسيرهم- فالمصادر التاريخية شحيحة غاية الشح في سيرة هذا الفيلسوف الملهم، و يتميز كل ما طالعناه منها بتعتيم كبير حول حياته ومماته، خصوصا وأن الذين عرفوا به وأرخوا له، كانوا في معظمهم متحاملين عليه، قاسين في العبارة، شديدين في اللفظ، لا نستثني منهم إلا ابن خلكان في وفايات الأعيان الذي وصفه ب:( العالم المشهور؛ له مقالة في علم الكلام، وكان من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة وأربعة عشر كتاباً، منها كتاب التاج و كتاب الزمردة وكتاب القضيب وغير ذلك. وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم).

ما عدى هذا المصدر فإن المصادر التاريخية الأخرى لم تشر إليه إلا عرضا من باب التسخيف والتسفيه، بعبارة ناقصة، وألفاظ بديئة، وتوصيفات باردة، لا تليق أن تصدر عن مؤرخين وسيلتهم الأساسية في التاريخ والترجمة هي الحياد الموضوعي لا إطلاق القلم باللعن والتكفير ولذلك فإطلاق لفظة مؤرخين عليهم هو من باب التجوز والا فهم إخباريون بالمعنى السطحي البسيط.

أما موته فمنهم من يقول مات مصلوبا على يد السلطان ومنهم( كالصفدي في الوافي بالوفيات وغيره) من يزعم أنه لجأ الى عالم من أهل الكتاب هو أبو عيسى الأهوازي فاحتمى به من جور الفقهاء، وجهالة الدهماء.
أضف إلى هذا أن من بين مائة وأربعة عشر١١٤ مصنفا منسوبا إلى ابن الراوندي كما ذكر ابن خلكان وغيره فإن ما وصلنا منها لا يتعدى ثلاث صفحات!! هي التي عرضها ابن الجوزي في ((المنتظم)) كدليل على انحراف ابن الراوندي وأيضا ليستعرض ابن الجوزي عضلاته الحنبلية، في رد تلك الاعتراضات، بردود متهافتة وأجوبة باردة متكلفة حشاها هذرا وسلاطة، ليست إلا كما قالت الكاهنة: أف وتف.

وقبل أن أنقل ما وصلنا من كلامه واعتراضاته على العقيدة الاسلامية مما أورد طرفا منه ابن الجوزي في ((المنتظم)) فإني أريد أن أضع بين يديكم ثبتا لما عثرت به من أسماء بعض كتبه التي ذكرها المؤرخون مع تعريف الصفدي بمواضيع هذه الكتب في كتابه الوافي:

-كتاب التاج: يحتج فيه لقدم العالم

-كتاب الزمردة: يحتج فيه على الرسل وإبطال الرسالة وإنّما سمّاه بالزمردة كما يقول في مقدمته :لأن من خاصة الزمرد أن الحيّات إذا نظرت إليه ذابت أعينها فكذلك هذا الكتاب إذا طالعه الخصم ذاب. وهذا الكتاب يشتمل على إبطال الشريعة والإزراء على النبوّات؛ فمما قال فيه : إنا نجد من كلام أكثم بن صيفي شيئاً أحسن من "إنّا أعطيناك الكوثر" وإن الأنبياء كانوا يستعبدون الناس بالطلاسم. وقال: قوله(أي النبي) لعمار (تقتلك الفئة الباغية)، كل المنجمين يقولون مثل هذا

- كتاب نعت الحكمة: يسفّه الله في تكليف خلقه ما لا يطيقون من أمره ونهيه

- كتاب الدامغ للقرآن: يطعن فيه على نظم القرآن وقال إن فيه لحناً(فساد من جهة النحو). وتذكر بعض المصادر أن العالم الرياضي، والفيلسوف المتكلم الدرويش الموصلي ((توفي سنة ١١٣٢)) والذي يعده بعض الباحثين مؤسس أول كلية هندسية في بلاد العرب، اتهم باحتفاظه بنسخة لكتاب الدامغ هذا، يقول الجبرتي في ((عجائب الآثار)) في ترجمة الدرويش: أن هذا الأخير لما مات قال بعضهم مات رئيس الملحدين وآخر يقول انهدم ركن الزندقة، ونسبوا إليه أن عنده الكتاب الذي ألفه ابن الراوندي.. وسماه دافع القرآن وأنه كان يقرؤه ويعتقد به.

-كتاب قضيب الذهب: الذي يثبت فيه أن علم الله تعالى بالأشياء محدث، وأنه كان غير عالم حتى خلق خلقه وأحدث لنفسه علماً.

-كتاب الفريد : في الطعن على النبي محمد، وذكر أبو هاشم الجبّائي أن الراوندي قال في كتاب الفريد: إن المسلمين احتجوا للنبوة بكتابهم القرآن الذي أتى به النبي محمد بأنه معجز لن يأتي أحد بمثله ولم يقدر أحد أن يعارضه. فقال: غلطتم وغلبت العصبية على قلوبكم فإن مدعياً لو ادّعى أن (إقليدس) لو ادّعى أن كتابه لا يأتي أحد بمثله لكان صادقاً، وأن الخلق قد عجزوا عن أن يأتوا بمثله، أفإقليدس كان نبياً؟ وكذلك (بطلميوس) في أشياء جمعها في الفلسفة لم يأت أحد بمثلها، يعني فأي فضيلة للقرآن.؟

-كتاب المرجان.

-كتاب اللؤلؤة: في تناهي الحركات

-كتاب إمامة المفضول

فهذه تسعة عنواين من أصل مائة وأربعة عشر تسربت إلينا من تاريخ هذا الفيلسوف، ومن باب لم يحسبوا أنهم تركوه مفتوحا، وشقوق دقيقة أمكنتنا من أخذ فكرة عن رجل فذ، ذو جراءة في الحق، وعلم غزير، وذكاء متوقد، وفكر حر مستنير، خاصة وأنه توفي ولم يجاوز بعد السادسة والثلاثين.

فإلى ما نقله ابن الجوزي في ((المنتظم)) من كتاب ((الدامغ للقرآن)) غير ملتفت لتعقيبات ابن الجوزي عليه لما فيها من لعن وسب وسوء أدب مع هذا المفكر القدير يقول ابن الراوندي:

-(من ليس عنده من الدواء إلا القتل(يقصد الله)، فِعل العَدو الحَنِقِ الغَضوب، فما حاجته إلى كتاب ورسول ؟)

-(ووجدناه يزعم أنه يعلم الغيب، فيقول: "وما تسقط من ورقة إلا يعلمها" ثم يقول: "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم".)

-وقال (في قوله: "إن كيد الشيطان كان ضعيفاً" أي ضعف له، وقد أخرج آدم وأزل خلقاً)

-وقال: (من لم يقم بحساب ستة تكلم بها في الجملة فلما صار إلى التفاريق وجدناه قد غلط فيها باثنين وهو قوله: "خلق الأرض في يومين"، ثم قال: "وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام" ثم قال: "فقضاهن سبع سموات في يومين").

-وقال: (في قوله: "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى" وقد جاع وعري)

-وقال (في قوله: "وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه" ثم قال: "وربك الغفور ذو الرحمة" فأعظم الخطوب ذكره الرحمة مضموماً إلى إهلاكهم)

-قال: (ونراه يفتخر بالمكر والخداع).

-وقال: (من فاحش ظلمه قوله: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها" فعذب جلوداً لم تعصه).

-قال: (وقوله: "لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" وإنما يكره السؤال رديء السلعة لئلا تقع عليه عين التاجر فيفتضح).

-(ولما وصف الجنة، قال: "فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه" وهو الحليب، ولا يكاد يشتهيه إلا الجياع، وذكر العسل ولا يطلب صرفاً، والزنجبيل وليس من لذيذ الأشربة، والسندس يفرش ولا يلبس، وكذلك الاستبرق وهو الغليظ من الديباج، قال: ومن تخايل أنه في الجنة يلبس هذا الغليظ ويشرب الحليب والزنجبيل صار كعروس النبط)

-وقال: (إنما أهلك ثموداً لأجل ناقة، وما قدر ناقة ؟ )

-قال: (وقال: "يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"، ثم قال: "لا يهدي من هو مسرف كذاب")

-قال: (ووجدناه يفتخر بالفتنة التي ألقاها بينهم كقوله: "ولقد فتنا بعضهم ببعض" "ولقد فتنا الذين من قبلهم"، ثم أوجب للذين فتنوا المؤمنين عذاب الأبد ).

-وقال: (وقوله: "وله أسلم من في السموات والأرض" خبر محال، لأنه ليس كل الناس مسلمين، وكذلك قوله: "وإن من شيء إلا يسبح بحمده" وقوله: "وللّه يسجد ما في السموات وما في الأرض").


هذا كل ما أبقى عليه التعصب الديني من آثار هذا الفيلسوف. وإن القوانين الدينية التي تلجم الأفواه وتحطم الأقلام تهدم نفسها بنفسها لأنه لن يلبث الناس أمدا طويلا على احترامهم للقوانين والأحكام التي لا تجيز لهم أن ينقدوا، وإن السلاسل المقدسة وإن كانت مصنوعة من الذهب فهي سلاسل مزعجة ومتعبة كأختها المصنوعة من الحديد سواء بسواء.

وابن الراوندي مقاتل هصور تجرد لفكرته، وجعلها رداءه وكفنه، فكان أشجع من المعري، وأصرح من التوحيدي، فالأول كان يصانع الدهماء فتارة يُقدِم، وتارة يحجم، وهو الذي عارض القرآن بكتابه ((الفصول والغايات))(وصلنا منه ربعه) وحين قيل له أين هذا من القرآن؟ قال عبارته السائرة: لم تصقله المحاريب اربعمائة سنة.

أما أبوحيان التوحيدي فكان يدفن آراءه وراء ألفاظه بالاشارة والتعريض، ويخفي المعنى الشريف في نقد عقائد الاسلام وتوغلاته، فلا يطلع عليه إلا حاذق عارف بالعلوم، فطن إلى مخابئ النكت في بيانه، ولا نلومهم في ذلك فقد كانوا مكرهين على سلوك طرق جانبية إيثارا للسلامة، في مجتمعات إن عاشروها بالعلم والمصارحة، كافأتهم بالغدر والملاعنة.



#علال_البسيط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تعود الأصنام إلى الكعبة ؟
- اثبات تحريف القرآن
- حاسبوا الله على سوء توزيع الأرزاق
- في المسلمات الاسلامية.. الحديث النبوي وتخرصات الحفاظ -1
- قبلة فرنسية...
- صعصعة الديموقراطي
- جيوش الصائمين وكتيبة المفطرين


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علال البسيط - الدامغ للقرآن