أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علال البسيط - دوائر إبليس















المزيد.....

دوائر إبليس


علال البسيط

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 3 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


والنفس الدنيئة أو المنحطة في أخلاقها ومنازعها من الحياة لا تكون إلا دنيئة في أحلامها ومطامعها، دنيئة كذلك في طاعتها إن قضت عليها الحياة بموضع الخضوع, دنيئة في حكمها إن قسمت لها الحياة بمنزل سلطة وكذلك نفس بعض الآلهة.

-الفصل الثاني

-دوائر إبليس:


-الدائرة الأولى مشيئته، والثانية حكمته، والثالثة قدرته، والرابعة معلوماته وأزليته.

-قال إبليس: إن دخلت في الأولى ابتليت بالثانية،

-وإن حصلت في الثانية ابتليت بالثالثة،

-وإن منعت من الثالثة ابتليتُ بالرابعة: فلا ولا ولا ولا

-فبقيت على (لا) الأول، فلُعنتُ إلى (لا) الثاني،

-وطُرحتُ إلى (لا) الثالث، وأين مني الرابع.

-لو علمت أن السجود لآدم ينجيني لسجدت، ولكن قد علمت أن وراء تلك الدائرة دوائر، فقلت في حالي: هب أني نجوت من هذه الدائرة، كيف أنجو من الثانية والثالثة والرابعة .(حج)
______ _______


-مشهد في عرصات الحشر، مناظرة بين الله وعصفور الأزل:

-يسأل الله العصفور في عرصات القيامة : ألك حاجة يا عبدي قبل عرضك على النار؟
-العصفور معترضا: بما تعذبني يا رب ؟
-الله متعجبا: بذنوبك يا عبد السوء!
-العصفور: أتعذبني بما كتبت علي فعله وخلعت علي رسمه؟-
-الله منفعلا: بل أعذبك بسوء عملك وجريرة ذنبك!
-العصفور: ألم تكتب في اللوح ما أنا فاعل قبل خلقك لي وكتبت فيه أعمال العباد قبل أن يخلقوا وما هو كائن إلى قيام الساعة؟ ألم يحج عبدك آدم نبيك موسى، إذ قال له أتلومني عَلَى أمر قد كتبه الله علي قبل أن أخلق بأربعين عاماً، وشهد محمد أن آدم حج موسى؟(بخ)
-الله مدافعا: قد كان.. وجعلت لك مع تقديري اختيارا وتدبيرا!
-العصفور: اتهزأ بي وأنت رب العزة كيف جبر واختيار؟-
-الله منتفخ الأوداج: أنت شقيت بأعمالك وكفرك وغوايتك وفجرك!

-العصفور مصدوع الكبد: بل شقيت بأقدارك وظلمك وغمطك وهضمك، وشقيت الدنيا ومن عليها بسوء تصريفك وتهافت تدبيرك، تنهى عن الفواحش وتقدرها، وتعاقب على المعاصي وتهيء أسبابها, وتأمر بالفضائل وتقدر أضدادها، فكم جرت فينا تقاديرك بالمهلكات ولبسنا من بلائك لبوس الضنك والفتن المبكيات.
وكم من مشوه معاق, وفقير اخترم من املاق, ورؤوس محزوزة بسيف الايمان، وأطراف مقطوعة بأمر القرآن، توحشت فيك الألوهية وتغولت في أقدارك الهمجية، فلم ترحم ضعيفا وأنت بزعمك الرحمن، ولم توقر كبيرا وتدعي السماحة و الغفران, خلقت الخلق للشقاء تُسفك فيهم الدماء وتختلف فيهم السيوف، وأرسلت رجالا يقيمون دينك تحت ظلال الموت وأهوال الحتوف، وتجمعهم اليوم -بعد أن انقضى التمثيل وتناهض الناس إلى الحشر- بائسين قانطين، تائهين خائفين، تقطعت أسبابهم وتفسخت أنسابهم، يفر المرء منهم من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لترسل من تشاء منهم إلى النار يحترقون فيها كلما نضجت جلودهم بدلتها بجلود، وإذا استسقوك سقيتهم بماء كالمهل يشوي الوجوه والجسود، وتنعم على من تشاء منهم فتخلده في الفردوس يدخلها من باب الريان، يتلقاه فيها خزنتها بكل حوراء عيناء تبرق لحسنها حوريّات الجنان، يعبون من أنهار خمرها ما تعذب لأجله آخرون، ويقترفون من ملاذ جنسها وشهواتها ما أعددت لغيرهم بها عذاب الهون، ألا وكل فيها بعد خالدون. فلم خلقتهم إن كنت تعلم ما يصنعون، ولم تعذبهم بما قضيته فيهم جبرا هم عليه مرغمون ؟.

-صاح الله بصوت تراجع المحشر صداه وقد انقلبت سحنة وجهه من نور ساطع إلى حلكة سوداء غاشية : أما علمت أني فعال لما أريد، متصرف فيم ما خلقته من إماء وعبيد، ألم تقرأ ما جاءك به عبدي محمد: لا أسئل عما أفعل وأنتم تسألون ؟ ؟

-العصفور: يا عجبا ما أشد ظلمك يارب وما أخبل اعتسافك، أتقدر على الناس المخازي والمآثم وتكتبها عليهم وهم في رحم الغيب، ثم تعذبهم بما أكرتهم عليه وألزمتهم باقترافه في الازل وتذهب بهم في أهوائك وشرور نزواتك كل مذهب وتشرق بهم في منازعك وتغرب، حتى ذبح بعضهم بعضا وتمشت شريعتك فيهم إحنا وبغضا..! وعزتك لأنت أولى بالنار والعذاب منا! فهذه نقمتك وانتقامك وبطشك واهتياجك، فأرنا عدلك المزعوم وقسطك الموسوم، واقتص لنا من نفسك وقهرك، وإخضاعك وبطرك، ألست القائل: وما ربك بظلام للعبيد! فأي ظلم أفصح من هذا وأبلغ ؟ وأي سرور تجده في تخليد العذاب وتأبيد العقاب إلا لعلمك أن كل ما سر وانتهى شعرت أنه انتهى ومات فأردت تخليده ودوام تكراره فتجدد لذتك وسرورك مع تجدد الصيحات والأنات فذلك معنى قولك في الكتاب: لايقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم العذاب
-انقطعت حجة الله هاهنا وأسقط في يده، وبعد كلام طويل للعصفور في الهموم والآلام التي تسبب فيها الله للبشر أجاب: يا عدو نفسه ما أعجب ما تُدقق !! فما قولك في عبادي الصالحون الذين كان مبيتهم المساجد وحلاوتهم ذكر اسمي، تتجافى جنوبهم عن المضاجع شوقا للقائي واحتراقا لرؤية روحي وجسمي ؟

-العصفور: ما عبدوك إلا خوف نارك وحقيق شنارك، أو إبتغاء حورياتك وأقداح خمورك، فلو لم يكن عندك للخائفين نارا ما عبدوك، ولو علم الراجون ركوب حورك وطواف غلمانك أنك كذوب ما أطاعوك، فالذين تدعي أنهم أحبوك لذاتك إنما أحبوك بروح الشهوة، والذين رهبوك لسطوتك إنما أرغموا أنفسهم على حبك بروح العبادة.
نعم هو الحب شيء واحد في كل عاشق لكل جميل وليس الذي راكم الظلم على الظلمة في الدنيا والآخرة بجميل، والفرق في الجمال إنما يكون بجمال العمل أو قبح العمل وهذه أعمالك تشهد عليك بها أسمائك وصفاتك فانظر بعد صنيعك هذا أبقي ابداع في شيء مبدع أم جمال في منظر جميل، وما نراك إلا كبعض الطغاة الساديين ممن خلقت في الدنيا لا تجد لذة نفسك إلا في إيلام خلقك !.

_____ ______
-صاح الله هاهنا صيحة اهتز لها عرشه وفارت لها نفسه وتقاذفت لهولها حمم اللهب من كل جانب، والعصفور قائم على ساق العرش منصدع الفؤاد مخلوع الروح، فمال الله بعينه إلى بعض زبانية الحشر غلاظ شداد فانقذف المعنى في نفوسهم وهبوا من فورهم تلقاء العصفور فأحاطوه بالأغلال واقتادوه بالسواجير إلى أبواب الجحيم ليدخل عالما فسيحا فيه من فنون العذاب وألوان العقاب ما سنرى منه عينات ومُثل مع عصفورنا عصفور الأزل.
(حج) الحلاج في طواسينه
(بخ) البخاري في صحيحه

_/ راجع الفصل الأول: الأصول الإسلامية للكوميديا الالهية



#علال_البسيط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصول الإسلامية للكوميديا الإلهية -1-
- سيف الشريعة لا يعرف الحوار
- جواب سؤال: لماذا الإسلام؟
- تشريع الاغتصاب في القرآن
- سادية النبي
- اعدامات الرسول
- أمية محمد
- متى يعقد المأذون قران المثليات؟
- مشانق القرآن
- بَيْنَ بَيْنْ
- جناية الإسلام على الفنون والآثار
- الراعي والنساء
- الدامغ للقرآن
- متى تعود الأصنام إلى الكعبة ؟
- اثبات تحريف القرآن
- حاسبوا الله على سوء توزيع الأرزاق
- في المسلمات الاسلامية.. الحديث النبوي وتخرصات الحفاظ -1
- قبلة فرنسية...
- صعصعة الديموقراطي
- جيوش الصائمين وكتيبة المفطرين


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علال البسيط - دوائر إبليس