أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - مشاركة الأديب والشاعر والمترجم د. فاضل العزاوي في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع الأب د. يوسف سعيد














المزيد.....

مشاركة الأديب والشاعر والمترجم د. فاضل العزاوي في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع الأب د. يوسف سعيد


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 03:33
المحور: الادب والفن
    


مشاركة الأديب والشاعر والمترجم د. فاضل العزاوي في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع الأب د. يوسف سعيد


كلمة عن الشَّاعر الأب يوسف سعيد

الشاعر والمترجم فاضل العزاوي

أعزائي أسرة الفقيد الشَّاعر، الأب يوسف سعيد

سيداتي وسادتي
يصعب عليَّ هنا أنْ أودِّع صديقاً عزيزاً تعرَّفتُ عليه وأنا لا أزال تلميذاً في المدرسة، مثلما يصعب عليَّ أن أفتقدَ شاعراً مبدعاً تابعتُ أعماله طيلة أكثر من نصف قرن من الزَّمان. فرغم كلَّ المسافات التي كانت تبعدنا عن بعضنا، مرَّة حين انتقلتُ الى بغدادَ وظلَّ هو في كركوكَ وأخرى حين شدَّ رحاله الى بيروتَ ومن ثمَّ الى السُّويد فيما انتقلتُ أنا الى ألمانيا، حيث ظل يتّصل بي أو يكتب لي أو يزوِّدني بدواوينه الجديدة.

أتذكَّر، إن لم تخنّي الذَّاكرة، أنه طلب مني أن أكتب له مقدِّمة أحد دواوينه التي نشرها أثناء وجوده في السويد، مثلما تلقَّى هو الآخر كتابي "الرُّوح الحيَّة" الذي تحدَّثت فيه عنه حين كنَّا لا نزال في كركوك، ببهجة طاغية وحماسة شديدة فكتب مقالة مطوَّلة عن الكتاب، نُشِرَتْ في مجلّة المدى التي كانت تصدر في دمشق.

كان الأب الشاعر يوسف سعيد، أو "أبونا" كما اعتدنا على مناداته منذ أيام صبانا الأولى، قد دعاني أكثر من مرة لأكون ضيفاً عليه في السويد، متعهِّداً بأن يذبح لي بقرة على حدِّ قوله، ولكن كان ثمَّة دائماً ما يشغلني عن تلبية رغبته الكريمة، حتى تلقَّيت دعوة قبل عدّة أعوام الى مهرجان شعري يعقد في مدينة مالمو السويدية، كان الأب الصديق الشَّاعر يوسف سعيد قد دُعيَ إليه هو أيضاً، فاتصل بي ليتأكَّد من حضوري، فقلت له: لن أفوِّتَ هذه الفرصة، ينبغي أن نلتقي ثانية لنستعيدَ بعضاً من ذكرياتنا الجميلة في كركوك ونغتاب الشعراء السيئين على الأقل، كما كنَّا نفعل في الماضي الفالت من أيدينا. وهكذا أمضينا بضعةَ أيام سويَّة في الفندق الذي جمعنا، حيث تألَّق الأب يوسف سعيد كعادته رغم التَّعب الذي كان واضحاً على وجهه.

إلتقيتُ الأب يوسف سعيد لأوِّل مرَّة حين كنتُ لا أزال تلميذاً في المدرسة المتوسِّطة في كركوك. كنت قد نشرت قصيدة لا أزال أتذكَّر عنوانها حتى اليوم "رماد العودة" في مجلّة "المجلّة" البيروتية التي كان يشرف على القسم الثقافي فيها الشاعران يوسف الخال وأدونيس، والتي كان "أبونا" نفسه قد نشر فيها أيضاً بعضاً من شعره، فراح يبحث عنِّي ويسأل كلّ من يعرفه ليدلَّه إلي ويتعرَّفَ علي. ولكم أن تتصوَّروا تعابيرَ وجهه حينما اكتشف أن الشَّاعر الذي يبحث عنه لا يزال صبياً لم ينبُتْ شاربه، في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمره، ولكنَّه لم يشعرْني قط بذلك، بل والأدهى من كلّ ذلك أنه لم يكن يجد غضاضة في الجلوس معنا، نحن جماعة أصدقاء كركوك الشبان، في مقاهينا أو حتَّى زيارة بيوت بعضنا القريبة من وسط المدينة، وهو بردائه الكهنوتي الأسود دائماً، أو دعوتنا لزيارته في كنيسته التي كانت تقع على طريق محطَّة القطار والتي أراد لها أن تكون ما يشبه المركز الثقافي، فضلاً عن كونها بيتاً من بيوت الله.

يعترف أبونا الكبير بكلِّ وفاءٍ، كدليل على عظمة روحه، أنه تعلَّم منا، نحن الشُّبان الصغار، الكثير ليس في الشعر فحسب وانَّما في النظرِ الى الحياة أيضاً، مثلما تعلَّمنا نحن أيضاً منه الكثير الَّذي عمَّقَ رؤيتنا الإنسانية في الشِّعر والحياةِ أيضاً.

لقد كسرَ الأب يوسف سعيد، وكسرْنا نحن أيضاً معه كلَّ الحواجز التي تفصل ما بين البشر، باسم المذهب أو الدِّين أو السياسة، مؤكِّدين أخوتنا الإنسانيّة في الإبداع قبل أيِّ شيءٍ آخر. ولا أعتقد أنّه جعلنا في يومٍ ما نشعر بأنَّنا مختلفون أو أنَّه أقرب الى الله منَّا، بل أنَّه لم يكن يخطر حتى في بالنا أننا ننتمي الى قوميات وطوائف ومذاهب وأديان مختلفة، ولم يحدث قط أن أشارَ أحدٌ ما الى ذلك. وفي النهاية: الا يعبِّر هذا عن الرسالة الحقيقية التي أراد السيد المسيح ايصالها الى البشر جميعاً في كلِّ زمان ومكان، تلك الرِّسالة القائمة على المحبَّة قبل أيِّ شيءٍ آخر؟

لم يكن ارتباط الأب الكبير يوسف سعيد بالشِّعر والأدب مجرد ممارسة لهواية ما، وإنََّما طريقه في الوصول الى الحقيقة التي كرَّس كلّ حياته من أجلها. كلّ قصائده وكلماته هي إشارات تدلُّنا على هذه الطريق التي أرادَ لنا أن نسيرَ عليها.

لقد انضمَّ أبونا وصديقنا الكبير يوسف سعيد الآن في العالم الآخر الى أجمل أصدقائه الذين سبقوه في الرَّحيل: جان دمو وسركون بولص وجليل القيسي وأنور الغساني، تاركاً وراءه أعظم الأثر في حياة جميع الذين عرفوه عن كثب، وهو أثرٌ سيظلُّ قائماً فترة طويلة من الزَّمن من خلال عمله الإبداعي الكبير. وإذا كان ثمَّة عزاء لنا، نحن الأحياء، في فقدانه فهو انه سيظلُّ حيَّاً في قلوبنا الى الأبد.

برلين: 20 . 2 . 2012
د. فاضل العزاوي، شاعر وأديب ومترجم عراقي مقيم في برلين، من روَّاد جماعة كركوك الأدبية



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاركة الأديب د. يوسف متّي إسحق في حفل التأبين الأدبي للشاعر ...
- مشاركة الشاعر ميخائيل ممّو في حفل التأبين الأدبي للشاعر المب ...
- مشاركة الشاعر وليد هرمز في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع ...
- مشاركة الدكتور المهندس جبرائيل شيعا في حفل التأبين الأدبي لل ...
- مشاركة الشاعر هشام القيسي في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبد ...
- مشاركة الشاعر شربل بعيني في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع ...
- مشاركة الشاعر ألياس قومي في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع ...
- مشاركة الأديب المترجم د. هاتف الجنَّابي في حفل التأبين الأدب ...
- مشاركة الناقد د. حاتم الصكر في حفل التأبين الأدبي للشاعر الم ...
- مشاركة الشاعر صلاح فائق في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع ...
- مشاركة الشاعر عدنان الصائغ في حفل التأبين الأدبي للشاعر المب ...
- مشاركة الأديب الشاعر والباحث اسحق قومي في حفل تأبين الأب يوس ...
- مشاركات بعض الشعراء والشاعرات من داخل السويد في حفل تأبين ال ...
- كلمة افتتاح التأبين الأدبي الخاصّ بالأب الرَّاحل يوسف سعيد م ...
- كلمة افتتاح التأبين الأدبي الخاصّ بالأب الرَّاحل يوسف سعيد
- يرحل الشاعر وتبقى القصيدة مرفرفة في قبّة السماء
- أرى من الضروري أن يقيم إتّحاد الكتاب والأدباء العراقيين حفل ...
- المحبة، الفرح، السلام والوئام بين البشر
- الصحافي ادمون زكو اسحق يحاور الأديب والفنَّان التشكيلي صبري ...
- فضاءات الأب يوسف سعيد، الأرض، التراب، السَّماء، الماء


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - مشاركة الأديب والشاعر والمترجم د. فاضل العزاوي في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع الأب د. يوسف سعيد