أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أرى من الضروري أن يقيم إتّحاد الكتاب والأدباء العراقيين حفل تأبين أدبي للأب الشاعر د. يوسف سعيد في بغداد وفي كركوك














المزيد.....

أرى من الضروري أن يقيم إتّحاد الكتاب والأدباء العراقيين حفل تأبين أدبي للأب الشاعر د. يوسف سعيد في بغداد وفي كركوك


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


الشَّاعر المبدع د. يوسف سعيد إلى مثواه الأخير

تمَّ تشييع جنازة الأب الشاعر د. يوسف سعيد في سودرتالية، إحدى ضواحي ستوكهولم، اليوم 27. 2. 2012، ضمن مراسيم دفن مهيبة، حضر مراسيم الدفن الكثير الكثير من الأهل والأصدقاء والمحبين والمهتمِّين بالأب يوسف سعيد كاهناً بديعاً وبالشاعر يوسف سعيد مبدعاً خلاقاً، ليلقوا عليه النظرة الوداعية الأخيرة ويشّيعونه إلى مثواه الأخير.

إن أروع ما كان يمتاز به الأب الرَّاحل هذا الهارموني البديع بين النزوع الرُّوحي والإبداعي، حيث كانت القصيدة عنده جزءاً لا تتجزَّأ من عوالمه الرُّوحية الشَّفيفة، وهو برأيي أحد أهم الشعراء في خلق هذا التوازن الخلاق، ومَن يقرأ نص الشَّاعر الراحل، يشعر أنه أمام كائن شفيف مثل زرقة السماء، نجمة متلألئة بالفرح، أو كأنه نسمة غافية فوق أزاهير نيسان، ينتظر عودة السنونو إلى أحضان الربيع، لديه لغة شعريّة مبهرة، عميقة، مليئة بالصور الجديدة، فضاءاته لا تخطر على بال، ينسج في سياق نصّه أحياناً مفردات شعبية، أو عامّية بانسيابية راقية وكأنّها مفردة قاموسية فصحى من حيث مدلولها وإيقاعها الهادئ فوق خيوط القصيدة، يبدو لي وأنا أقرأ نصوصه كأنّي في حضرة ناسك متنسّك لبهجة الشِّعر، ناسك من طراز القدِّيسين والرُّهبان الحقيقيين، ولكن برهبانيّة حداثوية خلاقة، من حيث تبتُّله ليراعِ الشّعر والروح والحياة، لم ألتقِ به يوماً إلا والبسمة كانت مرتمسة على وجهه كأنه مبلَّل بماء الطفولة الأزلي. وكم توقّفت عند قصيدة الطفولة التي كانت مناسبة لأن تكون مدخلاً لملحمة شعرية مفتوحة على شهقة الشفق، وسألته في أكثر من حوار تلفزيوني عن هذا النص البديع على أنه غير منتهي، لأنه مفتوح على عوالم ثرية باذخة في حبق الإبداع من حيث تجلِّيات الحالات والصور واللغة وكيفية اسقاط عوالمه في رحاب الطفولة، فكان يؤكِّد لي أن النص فعلاً لم يكتمل وممكن أن يستكمله، ولكن الأب يوسف سعيد رحل ولم يتمم نصّ الطفولة ولا نصوص: الأرض، التراب، السماء، الماء ..

أسفار الأب يوسف سعيد كانت كما جاء في عنوان أحد دواوينه: السفر داخل المنافي البعيدة، أسفار عميقة الأغوار، لأنها تنبع من تدفقات شاعر معرّش في دماء القصيدة، حيث كان الأب الشاعر يسوح في فضاء القصيدة بحرية مطلقة، لا يحدّ من كتابة نصه أي رقيب أو حسيب، يصغي إلى مشاعره وخياله وتدفُّقات روحه التي كانت متهاطلة مثل زخَّات المطر وكأنَّها بسمات الأطفال وهم يرتمون بين أحضان أمهاتهم.

سيتم إقامة صلاة القدَّاس والجناز على روحه يوم السبت القادم 3. 3. 2012 في نفس كنيسة مار أفرام في سودرتالية، كما سيتم إقامة حفل تأبين أدبي للأب الشاعر الراحل بتاريخ 11. 3. 2012، الساعة الرابعة في صالة مار أفرام، حيث سيشارك بكلمات تأبينية أدبية ونصوص شعرية مجموعة من أصدقاء الشاعر الراحل الأحياء من جماعة شعراء كركوك، إضافة إلى مجموعة من الشعراء والأدباء والفنانين وأصدقاء الأب يوسف سعيد من داخل وخارج السويد، كالشاعر فاضل العزاوي والشاعر صلاح فائق والشاعر عدنان الصائغ والشاعر إسحق قومي والشاعر هشام القيسي والشاعر هاتف الجنابي والشاعر وليد هرمز والشاعر شربل بعيني وآخرين .. وفي هذه المناسبة أرى من الضروري بل من الضروري جدّاً أن يقيم إتّحاد الكتاب والأدباء العراقيين حفل تأبين أدبي للأب الشاعر يوسف سعيد في بغداد وفي كركوك لأنه أحد كبار شعراء الحداثة الشعرية في العراق والعالم العربي وهو من جماعة شعراء كركوك البارزين الذين تركوا أثراً كبيراً في الشعر العراقي والعربي، وهكذا رحل الأب الشاعر يوسف سعيد وترك لنا القصيدة ترفرف عالياً. ستبقى أيّها الشاعر المبدع خالداً فوق جبهة الحياة، ستزورُنا عبر قصيدتك في الصَّباحات الباكرة، وفي رابعة النّهار وفي اللَّيل الحنون ونحن في أعماقِ الحلم!

ألستَ القائل يا صديقي المعرّش في مآقي الرُّوح؟!

"وحدُها الفراشات تستريحُ فوقَ أجنحةِ البرق"


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحبة، الفرح، السلام والوئام بين البشر
- الصحافي ادمون زكو اسحق يحاور الأديب والفنَّان التشكيلي صبري ...
- فضاءات الأب يوسف سعيد، الأرض، التراب، السَّماء، الماء
- وفاة الأب الشاعر د. يوسف سعيد في ستوكهولم
- طافتِ السّفينةُ فوقَ شراهاتِ الطوفانِ 9
- الإنسانُ شعلةُ نارٍ في جوفِ البركانِ 8
- حبذا لو صنعته من هبوبِ النَّسيمِ 7
- غطَّتْ وريقاتُ الجنّة تكويرةَ التُّفاحِ 6
- خيبات 97 100
- خيبات 94 96
- قبلةُ فرحٍ على أسرارِ البوحِ 5
- خيبات 91 93
- خيبات 88 - 90
- الأرضُ عطشى لحنينِ السَّماء 4
- خيبات 85 - 87
- أزاهيرٌ هائمةٍ فوقَ بساتينِ الجنّة 3
- خيبات 82 - 84
- خيبات 79 - 81
- حلمٌ متطايرٌ من مهجةِ الأعالي 2
- خيبات 76 - 78


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أرى من الضروري أن يقيم إتّحاد الكتاب والأدباء العراقيين حفل تأبين أدبي للأب الشاعر د. يوسف سعيد في بغداد وفي كركوك