أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - التباعد الفلسطيني بين مخططات الانقسام ومخطط برافر















المزيد.....

التباعد الفلسطيني بين مخططات الانقسام ومخطط برافر


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3680 - 2012 / 3 / 27 - 00:29
المحور: القضية الفلسطينية
    



لا تكاد الاتهامات المتبادلة بين مسؤولين في حركتي "فتح" و"حماس" تتوقف، حتى تعود من جديد، لترمي بالمسؤولية عن عرقلة تنفيذ "اتفاق المصالحة" على هذا الطرف أو ذاك، في الوقت الذي لا يتخذ أي من الجانبين خطوات ملموسة لوضع حد فعلي للانقسام. بل إن هناك ما يمكن تسميته بـ "الانقسام المضاف"، خصوصا مع تبلور المزيد من حالة انقسام داخلي في "حماس" على خلفية توقيع "اتفاق الدوحة"، ما يضع طرفي الانقسام في وضع من لا يحرص على مصالحة تتحقق، في ظل تباعد قسري سياسي وجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية، في ذات الوقت الذي يسعى الاحتلال لقطع التواصل الجغرافي والديموغرافي، عبر ما يسمى "قانون مخطط برافر" القاضي بتقطيع أوصال الأرض، وخلق المزيد من النكبات الصغيرة لما تبقى من فلسطينيي النقب، حيث يتضح من خلال الإطلاع على هذا المخطط أن إسرائيل تسعى إلى تركيز عرب النقب في منطقة محددة (شرقي شارع رقم 40)، وذلك لمنع أي إمكانية تواصل جغرافي وديموغرافي فلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد تبين بموجب إحدى الوثائق التي كشف عنها "موقع ويكيليكس" أنه سيتم اقتلاع 65 ألف مواطن بدوي من أراضيهم، الأمر الذي يعني هدم جميع القرى غير المعترف بها، وليس 30 ألفا كما تدعي سلطات الاحتلال.
في ظل هذه المعطيات، يظهر استطلاع للرأي أن شعبية السلطة الفلسطينية التي "تحكم" الضفة الغربية وحركة "حماس" التي "تحكم" قطاع غزة، قد تراجعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. وأشار استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الفترة من 15 إلى 17 آذار/مارس الجاري، إلى أن "الربع الأول من عام 2012 يحمل أخباراً سيئة لحكومتي رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ورئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية، ولحركتي فتح وحماس وللرئيس الفلسطيني محمود عباس". وأظهر الاستطلاع تراجع شعبية حكومة هنية إلى 36 % مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، حيث بلغت نسبة التأييد 40 %، فيما تراجعت شعبية حكومة فياض إلى 34 % مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، حيث بلغت النسبة 44%.
يأتي هذا الاستطلاع في وقت ذهبت حركة فتح إلى حد اتهام حركة "حماس" بالحصول على دعم مالي ايراني، مقابل عدم تنفيذ اتفاق المصالحة الذي يقضي بتشكيل حكومة انتقالية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعة في الضفة الغربية وقطاع غزة. حين قال "احمد عساف" المتحدث باسم حركة فتح، ان طهران استأنفت في الاونة الاخيرة الدعم المالي لحماس الذي كانت اوقفته قبل ستة اشهر، بسبب عدم تأييد الحركة للرئيس السوري بشار الاسد في مواجهة ثورة شعبه. وذلك في رد مباشر على تصريحات للزهار قال فيها ان المصالحة الان مجمدة. واضاف عساف "المصالحة في الثلاجة لأن الذي ادخلها الثلاجة هو قيادة حماس في غزة وعلى رأسهم الزهار وهنية وقبضا الثمن من ايران." هذا في حين رفضت "حماس" اتهامات حركة "فتح"، وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس في قطاع غزة أن "فتح وحكومتها لم تنفذ أيا من التزاماتها وتفضل المال الامريكي على حساب الاتفاقات الوطنية."
ولم يكتف عساف بهذا، بل ذهب أبعد؛ حين قال ان الهدف من زيارة مسؤولي حماس في غزة لايران؛ إرسال رسالتين هامتين الأولى لمشعل ومفادها انهم هم من يحكم غزة، والثانية لايران وتفيد بأنهم جاهزون للتنسيق المباشر معها. وقال: "ايران معنية باستمرار الانقسام... ايران تسعى للتحكم بالقضية الفلسطينية من خلال دورها بغزة، ومن خلال استمرار الانقسام، وهي تدرك ان تحقيق المصالحة ووجود قيادة شرعية مثل منظمة التحرير أو أي قيادة وطنية منتخبة سينهي دورها، لأن قيادة شرعية وطنية لن تسمح لايران بالتحكم بالقضية الفلسطينية."
وفي معطى جديد ذا مغزى، قال المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في استعراضه نتائج استطلاع أخير أجراه، أنه لو جرت انتخابات برلمانية جديدة بموافقة جميع القوى السياسية، فإن 71% سيشاركون فيها، حيث تحصل "قائمة التغيير والإصلاح" التابعة لـ "حماس" على 27% من أصوات المشاركين، و"فتح" على 42%، وتحصل كافة القوائم الأخرى مجتمعة على 10%، في حين تقول نسبة 20% أنها لم تقرر لمن ستصوت بعد. وقال" نسبة التصويت لحماس في هذا الاستطلاع في قطاع غزة تبلغ 27% فقط، مما يعكس تراجعاً ملموساً يبلغ ثماني درجات مئوية مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر.
ويمكن الاستدلال على التراجع في شعبية "حماس" في قطاع غزة، من واقع موقفها خلال جولة التصعيد الأخيرة التي أعقبت اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، في الأيام السابقة لإجراء الاستطلاع. أما في الضفة الغربية فتبلغ نسبة التصويت لـ "حماس" اليوم 27% مقارنة بـ 25% قبل ثلاثة أشهر. أما نسبة التصويت لحركة "فتح" في هذا الاستطلاع في قطاع غزة فتبلغ 46% وفي الضفة الغربية 40%. وتعكس هذه النتائج هبوطا في شعبية حركة "فتح" في الضفة الغربية بمقدار أربع درجات مئوية، وذلك ناتج الحديث عن إمكانية فرض ضرائب جديدة وتقليص للنفقات".
عموما ما تعكسه كل هذه الوقائع والمعطيات من معان سياسية، لا يتخارج عن كونه النتيجة المباشرة لواقع إنقسامي بات متجذرا، وحده الاحتلال هو المستفيد منه، وما يراكمه من مخططات ومشاريع تهويدية متواصلة ليس في القدس وحدها، بل وفي النقب وحيفا وعكا وكل المناطق المختلطة أو التي يتركز الوجود الفلسطيني فيها، وبالإضافة إلى كل هذا، فإن استكمال مخططات قطع التواصل الجغرافي والديموغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية، عبر ما يجري اليوم في النقب، مؤشر آخر إلى جانب مؤشرات أخرى على نيات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وإصرارها على نفي الحق الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية، ولو على جزء صغير من الوطن التاريخي الذي يتآكل اليوم بجهد أو جهود بعض أبنائه للأسف، عبر استمرار الانقسام، والإصرار على إبقاء غزة خارج نطاق الشرعية الراهنة للحركة الوطنية الفلسطينية، التي تتطلب اليوم وأكثر من أي وقت مضى، استعادة وحدتها الوطنية لا الفصائلية أو الفئوية، للمضي بالمسيرة الكفاحية نحو أهداف تنتظم وفق عقد وطني للتحرر، عماد الوصول إليها: إستراتيجية كفاحية، لا يمكن بلورتها إلاّ عبر وضع وطني فلسطيني موحد.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن امتهان السلطة وامتهانها
- أثمان سياسية مزدوجة لكمين إسرائيلي مدبر
- الهوية وحدها لا تصنع النماذج أو الأشباه
- الدولة الفلسطينية .. سجينة الجدار
- ثورات السيادات الشعبية كنماذج تحررية
- المصالحة الفلسطينية هل تصلح ما أفسدت المفاوضات؟
- لئلا تبقى ثورات شعوبنا ناقصة أو عاجزة فعليا عن الثورة
- خيارات الأزمة الفلسطينية ومأزق الإرادة
- السلطة.. -هبة سماوية- أم -غنيمة دنيوية-؟
- لئلا يتحول الربيع العربي إلى -خريف إسلاموي-
- الاستبداد العربي.. قضية من لا قضية له
- بؤس البدايات ومأساة النهايات
- الدولة المدنية وسلطة مثبطات التقدم ومحبطاته
- في العقل النقدي وعصبيات ما قبل الدولة
- العقل النقدي والتغيير المنشود
- إرادة التحرر وإرغامات الاستبداد
- تغيير العالم رهن إرادات التغيير
- سؤال الحرية كراهن تاريخي دائم
- ثورات الدسترة والاستقلال الثاني
- بين ماء السلطة وحجار الدولة


المزيد.....




- قرار أميركي -بلا أساس- بشأن أوكرانيا.. وهيغسيث في موقف محرج ...
- رئيس إفريقي يعتذر لمواطنيه عن حربين قتل بهما ربع مليون شخص
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- كيتي بيري وأورلاندو بلوم يؤكدان انفصالهما
- نتنياهو يعلن إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر الأحد لإجراء محادثات ...
- إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحر ...
- عاجل| 3 شهداء في قصف إسرائيلي على شقة في حي التفاح شرقي مدين ...
- عادل إمام بين أولاده وأحفاده.. تفاعل مع أحدث صورة لـ-لزعيم- ...
- بعد حادث تصادم جديد.. السيسي يوجه بدراسة إغلاق الطريق الدائر ...
- في تحدّ للحزبين الجمهوري والديمقراطي.. ماسك يعلن عن تأسيس حز ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - التباعد الفلسطيني بين مخططات الانقسام ومخطط برافر