أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - ماجد الشيخ - لئلا تبقى ثورات شعوبنا ناقصة أو عاجزة فعليا عن الثورة















المزيد.....

لئلا تبقى ثورات شعوبنا ناقصة أو عاجزة فعليا عن الثورة


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:10
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    



تختلف طبيعة الثورات العربية التي شهدناها حتى الآن، عن طبيعة الثورات التي مرت طوال السنوات والعقود في القرون الماضية، ذلك أن طبيعة التطورات التكنولوجية والتقنية قد اختلفت، ومن الطبيعي أن تختلف تلك الطبيعة ما بين زمن وآخر. ولا يعود الاختلاف الذي نعنيه هنا ما بين تكتيكات وتقنيات الثورة وأساليبها من زمن إلى آخر، بل ولكون الاختلاف يشمل تركيب القوى وأطيافها المشاركة. ومن الطبيعي في حالة ثورية عامة ضد أنظمة استبداد طغيانية حاكمة، أن تشارك العديد من قوى متباينة المواقف، أما لجهة تأثيرهذه القوة أو تلك، فلا يمكن قياسه أو الحكم عليه من بعيد، ولا شك أن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه مشاركة وتأثير قوى اليسار والنقابات العمالية، يعتمد على تطور الحالة الثورية وطبيعة القوى التي يجب أن تتصدر موقع القيادة والتوجيه والتحديد لأهداف وبرامج الثورة، قبل أن ينقلب الوضع إلى ضده، حين نجد أنفسنا أمام قوى ثورة مضادة سياسية ودينية، تحاول إسقاط الثورة عبر الاستيلاء عليها وسرقتها وتجييرها لمصالحها الخاصة، وهنا الطامة الكبرى.

لذلك، فليس من المنطقي تحميل الاستبداد السياسي وقمع قواه النظامية وغير النظامية وحدهما، المسؤولية عن إضعاف القوى الديمقراطية واليسارية، كذلك إن تشرذم صفوف هذه القوى هو ما جعلها تتلقى ضربات الاستبداد وحروب داحس والغبراء الثيوقراطية وهي عزلاء، يجري استفرادها ومواجهتها من دون أن تكون موحدة، وعاجزة عن تلقي ضربات الخصوم والمنافسين، وهي كان يمكن أن تكون أكثر قوة لو كانت تؤسس أو أسست لوحدة قواها ولو بشكل مبدئي أو أولي، لا سيما وهي تعرف أن جبهة الأعداء على اختلافها لن ترحمها؛ لا مجتمعة ولا متفرقة، فكيف وهي تخوض معاركها ضدهم مشتتة؟.

من هنا افترضنا ونفترض أن تكون انتفاضات وثورات الربيع العربي على اختلافها، كنوع من بروفات لمعارك قادمة، تؤسس لانتفاضات وثورات أوسع وأشمل في فصول قادمة في هذا البلد أو ذاك، وتاليا فإن الدروس المستفادة ينبغي لها أن تصلب من عود القوى اليسارية والديمقراطية، وتدفعها إلى أشكال عليا من تنظيم صفوفها، ورصها أكثر في جبهات وطنية محلية، تأخذ صيغا أكثر مرونة في توحيد قواها من أجل أهداف النضال السياسي والطبقي محليا وإقليميا، والتوافق على تكتيكات هذا النضال، ووضع تصورات إستراتيجية أوضح، تفصح أكثر مما تضمر من أهداف ومآلات الكفاح السياسي والوطني للقوى اليسارية والديمقراطية، دونما خجل أو وجل من قوى قد تصطف اليوم مع الثورة، لكنها في الغد قد تنقلب إلى الضد، فتنضم إلى قوى الثورة المضادة، أو حتى تصبح قائدتها من قبيل بيروقراطية عسكرية أو قوى إسلاموية، يسعى كل منها منفردا أو مجتمعا، أو تواطؤا، إلى وراثة وامتلاك السلطة بأي ثمن.

وها هنا يتوجب على الأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية القائمة في إطار الثورة، وذلك بتجذير مطالب الجماهير الشعبية، وحثها على الدوام للاستمرار بالثورة حتى تحقيق أهداف هذه الجماهير، لإقامة نظم حكم سياسية ديمقراطية تعددية، إحدى مهامها الأبرز قيادة عملية تنمية شاملة، تنهض بالمجتمع وبالوطن وبالدولة أشواطا إلى الأمام، على طريق إقامة دولة مدنية سياسية علمانية، لا تنحني أمام مخاطر تحويل دولنا ومجتمعاتنا إلى أوكار استبداد ثيوقراطية فاقعة، في نشدانها دولة دينية "خليفية" أو خلافية لا فرق، على ما يذهب سلفيو التيارات الدينية، فيما تذهب تيارات أخرى بذرائع ومزاعم الاعتدال إلى "تحجيب" و "تقنيع" ما تريده من الدولة والمجتمع. وفي النهاية تفصح في جلساتها الحزبية الخاصة عن نيتها اغتنام الفرصة التاريخية الراهنة لإقامة ما تسميه "الخلافة السادسة"، على ما ذهب أمين عام حزب النهضة التونسي مؤخرا.

إن معاناة القوى اليسارية والديمقراطية من التشتت، وهي التي يفترض أن تكون رائدة الوحدة، وأبرز الداعين إليها، هذا الوضع يقلل من تأثير هذه القوى ويغيّب ويعتّم على أدوارها المفترضة في ثورات شعوبها ومجتمعاتها ضد الاستبداد، ما يضع على عاتقها مهمة مركزية شديدة الإلحاح، في هذه اللحظة التاريخية الهامة، التي تتطلب وجود برنامج سياسي ناظم في كل بلد عربي على حدة، وحتى الوصول إلى برامج مشتركة تعبّرعن الموقف اليساري العلماني والديمقراطي الموحد.

وبالطبع لا تستطيع الأحزاب اليسارية أن تقلع في مهمتها التوحيدية تلك وفي مجمل حركتها وتطوير أوضاعها القيادية الداخلية التنظيمية والجماهيرية، من دون محض القيادات الشابة والنسائية، أدوارا هامة سياسيا، لا سيما عند محطات الكفاح الجماهيري الواسع، من قبيل الحملات الانتخابية، ذلك أن القوى الناهضة اليوم والعاملة وسط ثورات الربيع العربي، تعتمد العنصر الفتي من شباب وشابات الحركات النضالية، ومن الطبيعي أن تشق الأحزاب اليسارية مجرى عميقا لتحويل كفاحات منتسبيها إلى مادة قابلة للسيولة وسط الجماهير، في ميادين الكفاح العمومي من أجل استعادة ألق السياسة إلى ميادينها، التي سبق لقوى الاستبداد واحتكرتها لنفسها، وصادرتها ردحا طويلا من زمن الطغيان.

علاوة على كل هذا، فإن دفاع القوى اليسارية عن المرأة ككيان مساو لكيان الرجل، وللاعتراف بحقوقها ودورها الفاعل، يحتّم تجسيد هذا الدفاع كإيمان راسخ داخل الأحزاب والتنظيمات اليسارية وداخل المجتمع الذي صودرت حقوق المرأة في جنباته، كما صودرت حقوق الناس؛ كل الناس، وسط ثقافة قروسطية سعت وتسعى للهيمنة الكليانية على المجتمع والدولة، الأمر الذي يضع على عاتق الكل المضطهد النضال من أجل ما يتجاوز الحقوق الفئوية أو الفردية لهذا القطاع المجتمعي أو ذاك، إلى الكفاح من أجل كامل حقوق أبناء وبنات المجتمع الوطني.

هكذا.. ونحن في مواجهة مهام تمرينية على الثورة، لا ينبغي الاستهانة بدور أو أدوار القوى الثورية الحقيقية التي تحمل أعباء استمرار وتواصل الثورة حتى تحقيق كل مآلات العملية الثورية، وإلاّ فإن دور القوى غير الجذرية: الإصلاحية والسلطوية والإسلاموية هو محط تشكيك وعدم يقين، لجهة ما يمكنها وما لا يمكنها فعله، فالشارع المعبأ بشعارات الإسلامويين السياسية ليس على دراية أو وعي في شأن أهداف الثورة، وهي مما يمكن تحقيقه بالضربة القاضية، وإنما بتدرج أو عبر موجات قد تأخذ زمنا أطول من المتوقع، ومثال ما يجري في مصر اليوم أسطع مثال على الصراع المحتدم على الثورة نفسها، ناهيك عن أهدافها، من داخلها وعلى حوافها، وفي ما إذا كان يجب أن تستمر أو يجري الاكتفاء بما تحقق حتى الآن. في حين أن ما تحقق لم يتجاوز الإطاحة برأس النظام، أما النظام ذاته فما زال يعمل وفق الآليات القديمة إياها، وبنفس القوى المحركة له كنظام لثورة مضادة، تسعى أطرافها لتحقيق مصالح وتطلعات الشركاء والأشياع للاحتفاظ بالسلطة؛ عسكرية كانت أو إسلاموية. وتلك مهمة إستراتيجية ومركزية شديدة الإلحاحية والوضوح، على القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية تبنيها والكفاح من أجلها، في مواجهة كل مس بالحريات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر السياسي والمجتمعي والوطني، طالما أن القوى المحافظة والرجعية تسعى على الدوام للحد من كل نزوع تحرري في مواجهة الاستبداد، أيا كان مصدره محليا، إقليميا أو دوليا.

تضع التطورات المعرفية والتقنية الهامة في عالم اليوم، ثورات شعوبنا وحركات العالم الثورية والتحررية المختلفة، أمام محك تواصلي ومعرفي جديد، من المفترض أن يقدم لها إسهاما خلاقا في ابتكار المزيد من الآليات المتجددة المفيدة في مسائل القيادة والتوجيه والسرعة في هذا النطاق، وخلق المزيد من موصلات الوعي والتفاعل بهدف التكامل في عملية الإسهام بخلق موصلات جديدة، تساهم تقنية المعلومات والإنترنت وما يتفرع منهما من آليات وأدوات في اختزال العالم كله على الشاشة، على الرغم من بروز العديد من السلبيات المقصودة وغير المقصودة، إلاّ أن الإيجابيات تبقى لها السيادة العليا، وهو ما نعول عليه.

وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى موقع "الحوار المتمدن" كموقع منفتح ومتعدد المنابر، شكل وما زال أحد أبرز المواقع التي أسهمت وتسهم في خلق عملية تجادل نظري وعملي على صعيد السياسة والفكر السياسي والاقتصاد وعلم الاجتماع والتاريخ والنظرة المتنورة والناقدة والعقلانية للتراث، إلخ من موضوعات عامة تهم كل فرد، وكل مجموعة من تلك النخب التي تسعى إلى تصفيح دفاعاتها الفكرية في مواجهة أدلوجات سياسوية وثيوقراطية مهيمنة، يتوجب إزاحتها وزحزحتها على درب تحرر شعوبنا ومجتمعاتنا وبلداننا.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيارات الأزمة الفلسطينية ومأزق الإرادة
- السلطة.. -هبة سماوية- أم -غنيمة دنيوية-؟
- لئلا يتحول الربيع العربي إلى -خريف إسلاموي-
- الاستبداد العربي.. قضية من لا قضية له
- بؤس البدايات ومأساة النهايات
- الدولة المدنية وسلطة مثبطات التقدم ومحبطاته
- في العقل النقدي وعصبيات ما قبل الدولة
- العقل النقدي والتغيير المنشود
- إرادة التحرر وإرغامات الاستبداد
- تغيير العالم رهن إرادات التغيير
- سؤال الحرية كراهن تاريخي دائم
- ثورات الدسترة والاستقلال الثاني
- بين ماء السلطة وحجار الدولة
- الديمقراطية والمجتمع.. من يُنضج من؟
- في حاجة تاريخنا ومجتمعاتنا للحرية
- نقائض الدولة ونواقص السلطة
- صناعة الطغاة والهويات الأكثر التباسا
- دفاعا عن وطنية الشعب والمجتمع والدولة
- مأزق نخب أضاعت بوصلاتها
- سيرورات التغيير والثورة والديمقراطية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - ماجد الشيخ - لئلا تبقى ثورات شعوبنا ناقصة أو عاجزة فعليا عن الثورة