أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - خطأُ المركز














المزيد.....

خطأُ المركز


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثيرون ينتقدون حزبَ الله بشكل قاس هذه الأيام، وينسون تضحيات مناضليه.
الكثيرون ينسون أنهم حين كانت القيادة السوفيتية تحدد مصير الصراع (المبدئي) كان الآلاف يُقتلون في فيتنام، وكان من الممكن عرض تسوية والنضال البعيد المدى والسلمي من دون هذا الخراب الهائل في فيتنام.
ولايزال أناسٌ يقبلون بموقف كوبا والحكومة التي أخذت المليارات عبر العقود وهي قد صارت في التنمية الرأسمالية في خاتمة الشمولية.
في حزب الله وفي مناطق أخرى اشتغلت الحكومةُ الإيرانية على تأجيج الجماعات المؤمنة بخطها المُصور كصراعٍ ديني مبدئي يرتبطُ بالعقيدة ومن لا يؤمن به يخرجُ من الدين عبر ضخ جماعات كثيرة من رجال الدين، كما أنه يتوجه لمقاومة قوى معادية كالصهيونية لا عرب يقفون معها.
لكن دعوة الحكومة الإيرانية لم تقم على أساس إسلامي توحيدي للأسف، فقد قامت على دعوة طائفية ممزقة للمسلمين وللمسيحيين ولكل العرب والمسلمين عامة، فتأججتْ عبر مرتكزات ضيقة، قادت إلى صراعاتٍ حادة داخل الدول الإسلامية، وجعلت قوى عربية وإسلامية تنأى عن هذه الدعوة السياسية النضالية في مبدئها، وتتجه لتأييد دول الغرب وتشكل حياداً مع الصهيونية!
لم يحدث تراكم ديمقراطي طويل في إيران وقفزت الدكتاتورية الدينية العسكرية وفرضت أجندتها على الحركات والمرجعيات المؤمنة بمذهبها وأخذت طوائف وجماعات في اختطافٍ تاريخي خطر.
لو أن الدعوة الإيرانية اعتمدت على النصوص القرآنية في توحيد المسلمين، وتجاوز مسألة الطوائف، لأنتجتْ ظواهر مختلفة عن التي نراها الآن.
في المركز، في العاصمة السياسية، تتشكل دكتاتورية، كالمركز السوفيتي، والبعثي، والقومي، والناصري، والكوبي، وهذه الدكتاتوريات تعجزُ عن تشكيلِ ديمقراطية في بلدها، والقبول بمراقبة الناس، وتخافُ منهم، فتوجهُ الأنظارَ نحو الخارج، ونحو المعارك مع الامبريالية ونحو الصهيونية وتجعل من هذا حالةً حادةً عاطفية متشنجة، وتقنع أناساً كثيرين في بلدان أخرى بهذه الحالة التي تعيشها ولا تريد أن تتوجه الأنظار لممارستها الداخلية، وتجندُ نخباً مصطفاة لهذا الغرض، تقومُ فيها النخبُ بتعميق هذه النظرة ونشرها في البسطاء والفقراء الذين يجدون بمستوى وعيهم أن الاستعمار والرجعية والصهيوينة لابد من محاربتها وهزيمتها، ولكن لا يدركون أن المسألة أعمق من هذا التبسيط.
وانهم يقومون على العكس من ذلك بتمزيق بلدانهم ومنع تطورها النضالي الديمقراطي الحقيقي. وهم مع هذا شرفاء وأنقياء ويُقتلون ببسالة ويضحون لتأتي تضحياتهم للمزيد من التمزيق والتخلف.
المركزُ يشكلُ حالةَ استلابٍ كبرى في الوعي، لأنه يقومُ على قضية لا خلاف فيها، المركزُ السوفيتي يقوم على الصراع ضد الاستغلال والامبريالية، وهي قضية شريفة، لكن بأدوات غير ديمقراطية، ويؤسس أحزاباً شمولية تعجز عن النضال الديمقراطي العميق، والمركزُ المصري الوطني أوجد هبات نضالية عبر مركزية شمولية انقلبتْ ضد أهدافه، مثلها مثل الدعوة الشمولية الإيرانية وكيف تقود إلى عكس ما تريده، وتقومُ بمساعدة التغلغل الاستعماري في منطقة الخليج خاصة، ودعوة الأساطيل وقوى الحرب الغربية الهائلة للدخول بين المياه والجزر والشواطئ العربية والإيرانية المشتركة مهددةً كل حياة.
هذا بالضبط ما فعله صدام حسين من (نضالية) وكيف خربَ المنطقة وكيف جلب القوى الغربية واستنزف موارد بلده وجيرانه.
وفي نهاية هذه الأنظمة الاستبدادية تعود حياة الشعوب إلى الوراء ويستفيد الغربُ وشركاته من هذه الحفلات الدموية، ويظهر أناسٌ متطرفون جددٌ يدعون للتصدي للامبريالية وتشكيل معسكرات الحروب ويساعدهم الغرب وإسرائيل على هذه اللغة الحماسية (الثورية) ويستغلانها ويعيشان على خرابها ويوسعان عملاءهم داخلها، ويبحثان عن متطرفين جدد.
هنا يجري الاعتماد على أناسٍ شرفاء وقواعد شعبية مناضلة بسيطة الوعي متحمسة، لا تدرك خطورة ما تقوم به، حتى تأتي القيامة الدنيوية الحادة وينتهي النظام(الثوري) الزائف وتتكشف الحقائق ولكن الوعي السياسي المعلب القادم من الخارج المهيمن لا يعترف بالحقائق الموضوعية في أثناء شحن المركز له.
وخطورة المركز الإيراني كبيرة وفادحة فتطوره الديمقراطي العقلاني سيكون مكسباً هائلاً للشعوب الإيرانية والعربية على وجه الخصوص لكن استمراره في شموليته المغامرة هذه لن تؤدي إلا إلى كوارث رهيبة على البشر وضحايا أكثر من هؤلاء الفقراء البسطاء وإلى حطامٍ مخيف، والأمرُ لم يفلت بعد والكارثةُ لم تحل رغم الكثير من الزوابع الدامية المدمرة التي نشرها في بلده والبلدان الأخرى، والشعوب قادرة بنضالها الديمقراطي في دول المنطقة كافة على التعاون والنضال من أجل السلام والتقدم ودرء الخطر الرهيب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورةُ السوريةُ وتباينُ مواقف الشيوعيين
- الثوراتُ والإتجاهات الدينية
- أثوارٌ أم عملاء؟
- غيابُ البنيةِ الموَحّدةِ وغيابُ الليبرالية
- العنفُ والتحولاتُ الاجتماعية
- مشكلات رئيسية في الديمقراطيات العربية
- الليبرالية فردية جامحة
- الليبراليةُ والماركسية
- الليبرالية والصعابُ السياسية
- التمثلاتُ الأسطوريةُ في الحياةِ السياسية
- الرأسماليات الوطنية الديمقراطية
- الثورة السورية ونموذج ليبيا
- بوخارين ومصيرُ روسيا (2)
- بوخارين ومصيرُ روسيا (1)
- ثقافة الديمقراطية المتكسرة (3-3)
- ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة (2)
- ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة (1)
- الأسبانُ كانوا عرباً
- صعودُ وهبوطُ الأفكارِ التحديثية
- تروتسكي والثورة الدائمة (2-2)


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - خطأُ المركز