أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أثوارٌ أم عملاء؟














المزيد.....

أثوارٌ أم عملاء؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تختلفُ الرؤى السياسيةُ لدى الأطرافِ المشاركة في العمل الاجتماعي، فكلٌ يرى نفسَهُ بصيغةٍ مختلفة عما يراه الآخرون المتباينون عنه، خاصة في حالاتِ العسكرة، حيث تنشأ المعسكرات الحادة وتظهر المواجهات الساخنة.

وكانت الحربُ الباردةُ والنضالاتُ الوطنية ضد الاستعمار تطرحُ صيغَ الثوارِ والعملاءِ المتضادة بحدة. فيما هي صيغٌ للصراعات السياسية الاقتصادية بين أشكالٍ مختلفة متباينة التطور من الرأسماليات المتصارعة في القرن العشرين.

هل كان يتصور الماركسيون أنهم عملاء للاتحاد السوفيتي وهم الذين يبذلون حياتهم في سبيل القضية المشتركة وهي تحرر الشعوب في العالم؟

بالنسبة إلى الغرب والحكومات المتعاونة معه كانت الإجابة بنعم.

لكن القضية المشتركة في النضال ضد الهيمنة الأجنبية الغربية كانت مشروعة وهامة جداً للبشرية الممزقة بين أمم مسيطرة مهيمنة وأمم تتوثب للحرية والتقدم وتتجه لصراعات أكثر ضراوة وأملاً.

لكن هذا لا ينفي من جهةٍ أخرى تكونَ هيمنةٍ سوفيتية متصاعدة على أمم أخرى داخل الاتحاد السوفيتي وفي شرق أوروبا، وأوجدت خلقتْ طبعةً بيروقراطيةً من الماركسية المؤدلجة التي فقدتْ قدرتها على التحليل المميز المستقل، وهذا لا ينفي كذلك وجود استقلالية لبعض الأحزاب والشخصيات الباحثة عن أدواتِ تحليلٍ موضوعية في بلدانها. لكن النمطَ (الاشتراكي) المُصدر وتقديسه أفقرَ النضال الديمقراطي في البلدان المستقلة المتحررة من سيطرة الغرب السياسية، وخنق إبداعاتها السياسية وتكوين جماعات ديمقراطية واسعة من البرجوازية حتى العمال، وهو الأمرُ الذي هيأ لصعودِ الطائفيين السياسيين.

الصين شكلتْ رؤيةً أخرى ولكن الماوية لم تعش طويلاً، واستمر أتباعُها في لغاتٍ حادة فقدتْ محركَها الصيني الذي انتقل بسرعة شديدة للرأسمالية العامة وللرأسمالية الخاصة الواسعة. ولهذا لم يعدْ يريدُ عملاءَ سياسيين بل عملاءَ تجاريين.

ومن هنا حين ظهرتْ الطائفيةُ السياسيةُ مستغلةً الاسلامَ بتشجيع من الغرب نفسه المهزوم من الماركسيات الوطنية المعبرة عن مضامين رأسمالية شرقية، أُطلقَ عليها تسمية العملاء نفسها.

هنا ظهرت رأسمالياتٌ غنية في العالم الإسلامي، وتعاون عملاؤها في إسقاطِ النظام الأفغاني العميل للاتحاد السوفيتي حيث قامت مجموعاتٌ مغامرة عسكرية بانقلاب في بلدٍ شديد التخلف.

ولهذا فإن جماعات ولاية الفقيه لا يعتبرون أنفسهم عملاءَ للرأسماليةِ الحكومية الإيرانية الدكتاتورية.

هناك أنساقٌ من التعاون المشترك تكونهُ الأقسامُ المسيّسةُ المتشددةُ من الطائفة المؤيدة للنظام الإيراني، ويعتبرونها نضالات مشتركة ضد أعداء متعددين ظلموا الطائفة الشيعية، ويقوم المركزُ في طهران كالمراكزِ السابقة في واشنطن وموسكو وبكين بتشكيل دور الأبِ القائد لاتباعه في القضية المشتركة (المقدسة).

قضيةُ الطبقةِ العاملة كقضيةٍ مقدسة للمركز السوفيتي مؤدلجةً متصاعدةَ الحضور ومكونةً الصلات مع الفصائل الأخرى، وتأتي هنا قضية ولايةُ الفقيه بدور القضية الرابطة المجمعة يحددُ تطوراتُها السياسية وتبدلاتها المركزُ الإيراني، وتتصاعد خاصة هذه الصلاتُ والتشنجاتُ مع انهيار هذه القضية في سوريا وغزة، كتعويضات وتدخلات حماسية للخلل في الخطاب.

لكن كما كانت قضية الطبقة العاملة المقدسة في روسيا مكلفةً للاقتصاد الروسي الرافعة العملاقة التي تساعد الكثير من الشعوب في معركة التحرر، ثم انهارت بسبب هذه التكاليف الفلكية، كذلك فإن الاقتصادَ الإيراني لن يصمدَ طويلاً في كونه رافعة مساعدة متدخلة في حركات تخص الشعوب الأخرى وتجعل شعبه ينزف.

تتشكل هنا ثيماتُ الرأسمالياتِ الوطنية الشرقية المناوئة للرأسمالياتِ الغربية المهيمنة المتدخلة التي تريدُ فرضَ صيغٍ سياسية واجتماعية معينة للديمقراطية، فيما تكونُ الرأسماليات الشرقية الحكومية أسواقَها من خلالِ مصالحِها ومستوياتها الاجتماعية المتعددة وتقاليدها.

وهكذا فإن الرأسمالية الحكومية الإيرانية تنزف الآن، وتظهر رأسماليةٌ خاصةٌ قوية لا تريد أن تتحمل كل هذه النفقات العارمة لـ (المجاهدين) وهي تعاني الحصار وتصاعد الأسعار وانهيار العملة الوطنية.

ستتوجه آجلاً أم عاجلاً لمصالحها الخاصة، ستكونُ علاقاتٍ جديدةً مع زبائنها، ولن تغدو القضيةُ المشتركةُ مشتركةً في صراعاتها السياسية الآنية المباشرة الضيقة، بل سوف ترتكزُ على تطوير سوقها بكلِ السبلِ الممكنة الشرعية في عالم الغابة التجارية الرأسمالية الكونية.

بطبيعة الحال فإن أكثر الخاسرين هم العمال وليس العملاء، العمالُ الروس كانوا أكثر الخاسرين من تشكلِ رأسماليةٍ حكومية شمولية أخذت تتفسخُ تدريجياً عبر عقود، والعمالُ الإيرانيون والعرب المساندون للتصدير السياسي سيجدون أنفسهم كذلك بلا سند سوى سواعدهم التي تعبتْ من العمل.

فيما أن البرجوازيين السياسيين (الاشتراكيين) الدينيين كونوا رساميلَهم وهم قادرون على الانتقال من لغة خطاب سياسي حاد إلى لغاتِ خطابٍ متنوعة حسب العرض والطلب، وأحجام الأسواق ومدى الأرباح، وحسب البلدان وما تتيحهُ من فرص.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيابُ البنيةِ الموَحّدةِ وغيابُ الليبرالية
- العنفُ والتحولاتُ الاجتماعية
- مشكلات رئيسية في الديمقراطيات العربية
- الليبرالية فردية جامحة
- الليبراليةُ والماركسية
- الليبرالية والصعابُ السياسية
- التمثلاتُ الأسطوريةُ في الحياةِ السياسية
- الرأسماليات الوطنية الديمقراطية
- الثورة السورية ونموذج ليبيا
- بوخارين ومصيرُ روسيا (2)
- بوخارين ومصيرُ روسيا (1)
- ثقافة الديمقراطية المتكسرة (3-3)
- ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة (2)
- ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة (1)
- الأسبانُ كانوا عرباً
- صعودُ وهبوطُ الأفكارِ التحديثية
- تروتسكي والثورة الدائمة (2-2)
- تروتسكي والثورة الدائمة (1-2)
- الثورةُ السوريةُ والمحتوى الشعبي
- بين الوحدةِ والتفتتِ


المزيد.....




- تحذير أممي من -تداعيات كارثية- بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي ...
- تحذيرات من تسارع تفشي الكوليرا غربي السودان
- مصرع 4 ركاب بتحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا
- ترامب لـCNN: لم أعلم بنقل غيسلين ماكسويل إلى سجن إجراءاته ال ...
- ما خيارات الحكومة اللبنانية للتعامل مع قضية سلاح حزب الله؟
- الاحتلال يصيب 3 فلسطينيين برام الله ويعتقل صحفية بالخليل
- خبراء أمميون يدعون إلى تفكيك -مؤسسة غزة الإنسانية- فورا
- محللون: نتنياهو يؤجل عملية احتلال غزة أملا في التوصل لاتفاق ...
- ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين ...
- أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أثوارٌ أم عملاء؟