أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - غيابُ البنيةِ الموَحّدةِ وغيابُ الليبرالية














المزيد.....

غيابُ البنيةِ الموَحّدةِ وغيابُ الليبرالية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتجلى تناقضُ الرأسماليةِ الحكومية والرأسمالية الخاصة اللتين لا تكونان بنيةً موحدةً حسب قوانين السوق، في اضطرابِ المعايير السياسية والثقافية وتشوهها.
فالرأسماليةُ الحكوميةُ إذا كانت في ذروةِ الفساد فإن الشركات العامةَ والمناقصات عليها علامات استفهام كبيرة، لكن مع تطورها ومقاربتها للتطور الديمقراطي الضروري تاريخياً لتحولاتها في القيم الاقتصادية، يبقى الكثيرُ من المشكلات ومن أهمها عدم القدرة على إيجاد ليبرالية حقيقية.
البناء التحتي المتضاد الذي لا يكونُ بنيةً مشتركةً وغير المُراقب يؤدي لتصعيد غوغاء اجتماعية عبر تنفيع أفراد وجماعات محدودة الوعي والأبعاد تزدهرُ أعمالُها بسبب الفساد، وهذه لم تتكون عبر النمو الاقتصادي(الطبيعي) بل جرى تصعيدها، لمراتب ليست لديها قدرات على النمو نحوها، وثمة قوى أخرى تضطربُ أحوالُها لعدم وصولها لهذه المنافع.
في الجانب الفكري السياسي يظهرُ هذا في الشخوصِ الهلاميةِ غيرِ العميقةِ الجذور وغير المتنامية في تطورٍ ثقافي حقيقي، ومع وجودِ مشروعاتٍ مؤثرة لها يتجلى إخفاقُ الليبرالية هنا، بسبب غياب قيم الحرية والمسئولية والإنتاج الحقيقي والعدالة، وسيادة الذيلية والمنفعية الشخصية المتدنية وعدم تكون مواقف معبرة عن الطبقة الوسطى في مسيرتها التاريخية لتشكيل مجتمع ديمقراطي حديث يحكمه دستورٌ ديمقراطي.
ولهذا فإن المسارات الأبعد تتجلى في غياب تكون مواقف فكرية عقلانية وطنية، ونشوء الفئات الطائفية والمغامرة والمتلاعبة على حبال السياسة بين الطبقات والدول، فالوطنُ يصيرُ هو البضاعة المفيدة الشخصية، وربما ينشأ أكبر الأخطار هنا مع استباحةِ الطائفيةِ والمغامرة والنفعية غير العقلانية للتكويناتِ الموضوعية لبُنى الدول وبناء الأحزاب وقوانين الأمم والأوطان، فالمنفعي الانتهازي لا يخدم تطور الطبقة الوسطى لتكونَ طبقةً سياسية بانية لمجتمع ديمقراطي حر، موحدٍ، بل يعمل لمصلحته الخاصة، أو لفئة المتمصلحين، أو الحزب الطائفي المفتت للوطن أو للمافيات فتتشابكُ الخيوطُ مع القوى الخارجية المختلفة والدسائس العالمية والإقليمية.
فتكويناتٌ هشةٌ صعدتْ عبر رشا القطاعات العامة في دولٍ مختلفة، تساهمُ هنا في خلخلةِ هذه القطاعات العامة وتشويه تطورها ومنعها من التوحدِ مع القطاعات الخاصة لبناءِ مجتمعِ الديمقراطية المنسجم في بنيته الوطنية وللتعامل والتعاون مع القوى العاملة بشراكة مفيدة(عادلة)بين الجانبين المختلفين اجتماعياً المتحدين في المصالح العليا المتطورة للمجتمعات الديمقراطية.
ولهذا فإن تواصل هذه التكوينات المشوهة في أشكال الفكر والثقافة تؤدي لكائناتٍ فكرية وثقافية مُفرغةٍ من الفكر الحافر في الواقع، ولنتاجاتٍ ثقافيةٍ هشة، ولنجوم تتسلطُ الأضواءُ الصناعية حولها، وسرعان ما تتفجرُ كفقاقيع.
فيما يؤدي تقوقعُ الرأسماليةِ الخاصة وحصارها وانحصارها في ذاتها المتضخمة إلى تشوهاتٍ أخرى تساهمُ وتصعدُ في نشر الوعي النفعي وتصعيد التشكيلات الطائفية والثقافة اللاعقلانية والمناهج الجزئية الذاتية في التحليل والرؤية، والتيارات التجارية الضيقة الأفق في الثقافة، بدلاً من تطوير الوعي الديمقراطي النقدي التوحيدي للبنية الرأسمالية المنقسمة المتضادة وفي الظاهرات كافة.
أقسام الرأسمالية الخاصة المحاصرة أو المبعدة حين تساعد القوى الهامشية غير العقلانية والجماعات المحافظة أو الفوضوية تناقض تطورها الليبرالي المفترض، ويغدو خلافها مع المؤسسات الحكومية مضراً بالمجتمع ككل، وبتطور الليبرالية الديمقراطية التي هي ضامن لاستقلالها على المدى البعيد.
توحد القطاعين العام والخاص، أي الرأسماليتين الحكومية والخاصة، عبر طبقة واحدة، في نظام اقتصادي سياسي (حر) ذي قوانين موحدة اقتصادياً وسياسياً متعاون مع العاملين ينفي الاضطراب في قواعد المجتمع، ويشكلُ أيديولوجيةً نهضوية مشتركة تعيدُ النظر في الاختلافات الذاتية والأيديولوجيات الماضوية المتعصبة وتؤسس ثقافة وطنية مشتركة ومتنوعة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنفُ والتحولاتُ الاجتماعية
- مشكلات رئيسية في الديمقراطيات العربية
- الليبرالية فردية جامحة
- الليبراليةُ والماركسية
- الليبرالية والصعابُ السياسية
- التمثلاتُ الأسطوريةُ في الحياةِ السياسية
- الرأسماليات الوطنية الديمقراطية
- الثورة السورية ونموذج ليبيا
- بوخارين ومصيرُ روسيا (2)
- بوخارين ومصيرُ روسيا (1)
- ثقافة الديمقراطية المتكسرة (3-3)
- ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة (2)
- ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة (1)
- الأسبانُ كانوا عرباً
- صعودُ وهبوطُ الأفكارِ التحديثية
- تروتسكي والثورة الدائمة (2-2)
- تروتسكي والثورة الدائمة (1-2)
- الثورةُ السوريةُ والمحتوى الشعبي
- بين الوحدةِ والتفتتِ
- تجارةُ دلمون خطوةُ الخروجِ إلى العالم


المزيد.....




- الاستيلاء الثقافي.. حين تُقدَّم ملامح التراث الهندي بلمسة غر ...
- -إعادة احتلال غزة-.. اجتماع مصيري لاتخاذ القرار في إسرائيل ا ...
- بداية من سبتمبر.. الإيجار القديم يبدأ بـ250 جنيه لـ1.88 مليو ...
- شجرة عائلة الرحباني الكاملة وتأثيرها على الفن العربي
- فرنسا: أكبر حريق غابات منذ نحو 80 عاما لا يزال خارج السيطرة ...
- الأكبر في هذا الصيف.. حريق هائل يلتهم آلاف الهكتارات في أود ...
- ما الأسباب الذي دفعت ماكرون إلى تبني النهج الصارم إزاء السلط ...
- صراع تاريخي وتجاري يشكل جذور الخلاف المزمن بين غانا ونيجيريا ...
- عائلة موسيفيني تتقاسم المناصب في أوغندا بعد 4 عقود من السلطة ...
- كفالة مالية أميركية تصل إلى 15 ألف دولار على سياح زامبيا ومل ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - غيابُ البنيةِ الموَحّدةِ وغيابُ الليبرالية