أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا فرنسيس - رِساَلة إلى أبي في عيدِ الأم














المزيد.....

رِساَلة إلى أبي في عيدِ الأم


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 21:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رِسَالة إلى أبي في عيدِ الأم
أفضل ماورثتُه منك في حياتي هو تلك الذكريات الجميلة التي أعتبرها بمثابة كنز لا يُقَدر بثمن، وهذا الكنز هو حبك وإحترامك لأمي، كانت بالنسبة لك ملكة متوجة، زوجة وصديقة وحبيبة، امرأة فاضلة بكل معنى الكلمة، كنت أسمعها تدعو لله أن يكون يومها قبل يومك وقد كان لها ما أرادت، كان حزنك لفراقها وكأنه حزن العالم كله، وأصبح كل شئ في الحياة بعد ذلك تحصيلا حاصلا، كنتُ أسمعك تدعو أن تظل على قيد الحياة حتى ولو لم تكن تستطيع الحركة وحتى لو كانت مريضة، وكانت هي تشعر بثقل المرض وتطلب الراحة، رحمةَ بك قبل أن تكون راحة من أوجاعها والآمها. شاهدت بعينيَّ كيف يمكن للرجل أن يتغير لأجل خاطر من يُحِب، الرجل الذي كان يعود من عملهِ ليجدَ كل مايحتاج إليه ومايحبه جاهزاً ومعداُ له دون أن يشارك أو يساعد في إعداده، هذا الرجل نفسه أصبح بعد مرض أمي يعد الفطور لرفيقة دربه ويناولها أدويتها بنفسه قبل أن يذهب الى عمله، ويعود في المساء ليقوم بنفسه أيضا بتسخين الغذاء وإعداد المائدة؛ فالأبناء تفرقوا كل منهم إلى حياتهِ الخاصة سواء بزواج أو بدراسة أو بعمل. رأيتك أبي تقوم بنفسك ورغم الإرهاق ومشاكل العمل، ومتاعبك الصحية رأيتك تُصِّر على أن تمسك بيدها وتأتي بها لتتناول معك الغذاء، وما كان يذهلني إنك وأنت الذي لم تتعود أن تعد لنفسك كوب الماء، أصبحت تغسل الصحون وتنظف المائدة دون أن تشعرها بإجهادك حرصا ًعلى مشاعرها .
كنتُ أعتقد أن كلَ الرجال يُحبون زوجاتهم ويُخلِصون لًهُن مثلك، حتى كبرتُ وشاهدتُ وسمعتُ المآسي والمشاكل التي تُعاني منها زوجات بلا عدد. لم أكن قد سمعتُ بعد عن الخيانة والإهانة والعنف مع الزوجات ولم أكن أتصور كيفَ يُمكن لرجل أن يتزوج بزوجة ثانية غير شريكة حياتُه وأم اولادهِ، بعد أن ترعرت وأمي وحدها ملكتك المتوجة، ولم تحاول أن تبحث عن تسديد احتياجاتك مع أخرى، ولم تحاول أبداً أن تخون أو تجرح امرأة شبابك.
كنت أسمعها وهي تدعو لك بالخير وبالسلامة وبأن تُفتح أمامك الأبواب المغلقة في العمل والرزق، وأسمعك توصيها الإهتمام بصحتها وترجوها أن ترتاح والا تُجهد نفسها كثيراً بأعمال المنزل حِرصا ًعلى سلامتها وصحتها، وتوصيها بألا تنسى أدويتها التي تحتاج أن تتناولها قبل عودتك. فهمت من هذه العلاقة الجميلة والديالوج الممتع لماذا يقول علماء النفس أن أفضل ما يُقدمه الزوج لأولاده هو حُبه لأمهم وأن افضل ماتقدمه الزوجة لأولادها هو حُبها لوالدهم، هذا الحب في جو هادئ هو القاعدة الاساسية لأولاد أسوياء مُشبعين من الحب، شاعرين بالأمان ومتزنين نفسياً.
كنا في إحتفالنا بعيد الأم نأتي لك بالهدايا معها فتُعلِن وتُعبِر أنها هي من يستحق العيد والهدايا، كان هذا اليوم مميزاُ لكل افراد أسرتنا، تكون هي الملكة التي تجُمِل مجلسنا بعد أن تكون قد أعَدَت لنا كل مانُحب في هذا اليوم- قبل أن تصبح غير قادرة بالمرة على ذلك - وحتى يأتي البعيد والقريب من إخوتي دون مجهود أو تعب ويمُر اليوم وكأنه حُلم جميل جاء ومضى حالا.
اليوم وقد أصبح هذا اليوم ذكرى جميلة بعد رحيلكَ أيضا، أنا اشعر بالفرح وأنا أملك ذكريات رائعة وكأنها اليوم، تعلمتُ منك وأحببت حبك لها وإحترامها لك، اليوم أتمنى أن أكون لعائلتي كما كانت هي وأعرف تماماً قيمة الغرس الذي غرستماه في حياتي وأخوتي أيضاً.
اليوم بكل الحب أُقدم التهنئة لكل أم ولكل أب وأعيدُ لكم الجملة ذات التأثير السحرَّي لكل ابنائنا، أفضل ماتقدمه لأولادك هو حبك لأمهم وأفضل ماتقدمينه لأولادك هو حبك لوالدهم.
لكم جميعا ًأيها الأحباء تهنئتي القلبية وأمنياتي الطيبة في يوم عيد الأم.
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلود والخوف من الموت
- ماذا تحتاج المرأة؟
- رجال وردود أفعال
- عيد الحب في عيونهم
- هل للمرأة حاسَّة سادسة؟
- الروح
- سأحتفل بالميلاد
- مصر تنتحب ولا يكفي الإعتذار
- تهنئة ونقد وعتاب - ورودي المصرية في العقد الثاني للحوار المت ...
- أنا مسيحية، علمانية، ليبرالية وأفتخر
- الغاية والوسيلة
- صدِّقوا.. فالكذب مباح!
- لو كان الحجاب إختياراً حراً
- ليلة رجوع وسلاح لا يخيب
- إغضبوا ولا تخطئوا
- ملك عظيم
- لمصر العزاء؟
- أخي المسلم
- من الأكثر أنانية؟
- نقد المسيحيِّة


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا فرنسيس - رِساَلة إلى أبي في عيدِ الأم