أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - إغضبوا ولا تخطئوا














المزيد.....

إغضبوا ولا تخطئوا


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 18:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إغضبوا ولا تخطئوا
بينما كان الأب ينظف سيارته الجديدة، أخذ ابنه-البالغ من العمر 5 سنوات- حصاة وخدش بها على جانب السيارة، وبغضب شديد ودون التأكد من حجم الخدش وماتركه من أثر، اندفع الرجل يضرب يد إبنه الصغير عدة مرات في إنفعال، بدون أن يشعر إنه يضربه بمقبض مطرقة. وفي المستشفى فقد الطفل جميع أصابعه بسبب الكسور الكثيرة التي تعرٌض لها، وعندما رأى الطفل أباه حزيناً على ماتسبب فيه لأبنه؛ قال له: متى ستنبت أصابعي ياأبي؟ كان لسؤال الإبن وقع الصاعقة على الأب الذي لم يتفوه بكلمة واحدة، وتوجه نحو سيارته وضربها عدة مرات بيده كتعبير عن الحزن والإحساس بالذنب .جلس الأب أمام سيارته وقلبه يعتصر من الألم والندم على فعلتِه، ثم نظر الى المكان الذي خدشه إبنه في السيارة وقرأ " أحبك يا أبي" وفي اليوم التالي انتحر الأب.
يقول سليمان الحكيم "مدينة منهدمة بلا سور الرجُل الذي ليس له سلطان على إنفعالاته". الغضب هو ردٌة فعل نفسية نتيجة أسباب داخلية أو خارجية، وتختلف أسباب الغضب من شخص الى آخر؛ فقد يغضب الإنسان عند حدوث شئ غير متوقع كفقدان الوظيفة، أو نتيجة التعامل مع شخص بعينه، أو نتيجة التعرض لخبرات تُحفِّز على الضيق؛ مثل أزمات المرور والازدحام، أو بسبب ظروف الحياة المختلفة مثل الإرتفاع الهستيري للأسعار وعدم تناسب هذا الغلاء مع المرتبات والدخول المحدودة،خاصة في ظروفنا الحالية، وأحياناً بسبب المرض أو الظروف العائلية، أو نتيجة استرجاع ذكريات مؤلمة. وتختلف أيضا طرق التعبير عن الغضب من شخصٍ لآخر- علماً بأن التعبير عن الغضب يُعَد علامة صحية- غير أن العنف المصاحب لهذا التعبير قد يؤدي إلى نتائج سيئة تفوق في تأثيرها السبب الأصلي للغضب، ومن ثَم قد يؤذي إنسان ما قريبا ً له في حالة غضبه، كأن يُطلٌق رجل زوجته في لحظة غضبه أو أن يضربها كتعبير عن غضبه أو أن يعتدي أحد الوالدين بالضرب على أحد الأبناء، في لحظات الغضب سواء كان الطفل سبباً فيها أو لم يكن، علما ًبأن هذا الإعتداء الغاضب بالضرب ليس وسيلة للتربية بقدر ماهو تنفيس عن غضب الأب و الأم لأسباب متعددة قد يكون من ضمنها خطأ الطفل، و لهذا التصرف رد فعل سئ على الطفل نفسيا ً وجسدياً. وأحياناً يتم إتخاذ قرارات أخرى خاطئة تخص الحياة أو المستقبل في لحظة إنفعالية، ونرى في هذه الأيام غضب المواطن المصري ، الذي كان يكبت شعوره بالضيق تجاه أمور كثيرة وحيوية تخص حياته، كانخفاض الأجر الذي يتقاضاه مقابل عمل ساعات طويلة مجهدة، ولايستطيع بهذا الأجر مواجهة متطلبات الحياة اليومية للإنسان العادي، من طعام ومصروفات مدارس وملابس وأدوية ومواصلات ومفاجآت اخرى، بالإضافة إلى إزدحام الشوارع، وفي هذه المرحلة الفارقة في مصر ومعظم البلدان العربية زادت مسببات الغضب والشعور بالظلم وعدم الأمان مما زاد من كثرة الإعتصامات وتعطيل الأعمال، والإنفلات الأمني،فزادت معاناةالمواطن العادي أضف الى ذلك إنعدام الديموقراطية وحرية الرأي وحرية العقيدة، مع أخطاء السلطة والحكومة والمجلس العسكري في مصر مما أدى الى مزيد من الغضب المخزون الذي بدأ بالفعل في الإنفجار. لكل إنسان الحق في التعبير عن غضبه وفي المطالبة بكل ماله من حقوق ، ولكن ليس من حق أي إنسان أن يسمح لغضبه أن يجتاح كل مايصادفه من أشخاص وأشياء؛ ليس من حق من يُعَبِّر عن الغضب المكتوم داخله أن يؤذي إنساناً آخر مهما كانت أسباب غضبه وجديتها وصدقها، أو أن يتلف ممتلكات الغير ، ليس من حق الغاضب أن يدمر سيارة ذاق صاحبها الأمٌرين حتى يدخر ثمنها ويحصل عليها؛ ليؤدي بها أعماله أو يصحب بها أطفاله إلى مدارسهم، ويدخر من راتبه الذي بالكاد يكفيه حتى يدفع أقساط السيارة، ليس من حق الغاضب أن يحرم أطفال من أبيهم بالإعتداء عليه في لحظة غضبه وإنهاء حياته، ليس من حق الغاضب أن يُتلف ممتلكات الدولة، وشوارعها ومبانيها، ليس من حق الغاضب أن يُخطئ، فلايمكن أن تكون بعض الإنفعالات السلبية التي نُسبت ظلماً للمتظاهرين هي مطالبة بحقوق ضائعة وهم يدمرون كل ماتصل إليه أيديهم، قكيف لمن يتألم لضياع حقوقه ويطالب بها-كيف يُدمر حقوق الآخرين؟ حيث يعلم جيداً كل من يحب مصر أنها لا تحتمل التخريب والتدمير ، يكفيها مايُثقل كاهلها من ديون، ويكفيها ماتحتاج اليه من إصلاحات، مصر تحتاج للبناء والتغيير والتطوير من كل فئات الشعب .
الغضب لاحدود له كما الحب أيضاً، في غضبك إختر الحب لتصبح ردود أفعالك تحت تحكمك. الأشياء صُنعت للإستعمال وخُلق الناس من أجل أن نحبهم، ولكن المشكلة في عالمنا اليوم هي أننا أصبحنا نستعمل الأشخاص ونُحب الأشياء، وفي تعبيرنا عن الغضب نجرح من نحبهم ونتلف الأشياء التي نحتاجها . مبررين لأنفسنا كل مانفعل تحت مسمى إننا في الغضب لا نعلم ماالذي نفعله.
يقول سليمان الحكيم أيضاً ان مالك روحه(أو إنفعالاته) خير ممن يأخذ مدينة، إغضب وعَبِّر عن غضبك فهذا حقك الذي لايستطيع إنسان أن يمنعك عن ممارسته، ولكن عندما تغضب لا تخطئ، وحاول أن تحول هذه الطاقة الغاضبة إلى طاقة خلاقة، إرسم، إكتب، إنفرد بنفسك قليلا حتى تهدأ واحذر ففي تعبيرك عن غضبك قد تؤذي نفسك أو تؤذي من تحبهم؛ ولابد أن تضع في الإعتبار أن اسباب الغضب قد تزول أو قد تظهر حلول للمشاكل التي سببت الغضب ولكنك لن تستطيع أن تزيل بسهولة تأثير كلمات أو افعال سلبية قد أقدمت عليها ،حيث لن يفيد الندم.
محبتي للجميع.



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملك عظيم
- لمصر العزاء؟
- أخي المسلم
- من الأكثر أنانية؟
- نقد المسيحيِّة
- معنى الصوم
- سؤال صريح جداً
- الله الذي أعرفه
- الإرهاب ليس من المسيحية
- مشكلات الشيوخ والقسوس
- لقطات(مسئولية المجتمع)
- الله والحياة بلا أطراف
- الشيخ القوصي وجه مُشَرِّف
- داود الملك وخطايا البشر
- ضرب المرأة وكرامة الانسان
- المرأة ومتعة الرجل
- هل حقاً هناك خالق؟
- اُكفُل يتيم في بيتك
- هل المسيحية ديانة؟
- سيادة المشير طنطاوي: لحظة من فضلك


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - إغضبوا ولا تخطئوا