أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - لقطات(مسئولية المجتمع)














المزيد.....

لقطات(مسئولية المجتمع)


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 15:36
المحور: حقوق الانسان
    


لقطات (مسئولية المجتمع)
1- من مشاهداتي في شوارع القاهرة والاسكندرية، لاحظت انتشار ظاهرة الاطفال البائعين؛ على الأرصفة وداخل وسائل المواصلات وأمام المقاهي والكافيتريات وفي كل مكان، وهناك حالات ملفتة للنظر مثل طفل في الرابعة أو الخامسة من العمر يمد لك كيساً للمناديل الورقية أو أوراق تحوي آدعية السفر والرقى والأوردة وما الى ذلك. ولكن الغالبية تبدأ اعمارهم من الثامنة أو التاسعة فما فوق. بعض الحالات التي شاهدتها عن قرب أثارت مشاعري سلباً وإيجاباً وايضاً أثارت دهشتي وسؤالي إلى أين هؤلاء الأطفال؟
- طفلة لا تتعدى السادسة من العمر، هزيلة، بدا على وجهها عبوس وكأن الابتسامة لم تعرف طريقها لوجهها الصغير من قبل، تحمل في إحدى يديها كيس بلاستيك بداخله بعض المحتويات وفي اليد الأخرى بعض من عبوات المناديل الورقية؛ على الأصح عبوة واحدة صغيرة فلا يمكن لهذه اليد الضعيفة أن تحمل أكثر من واحدة، كانت الطفلة تستجدي عطف المارة والجالسين على المقاهي والكافيتريات على الطريق ليشتروا منها ، تمزق قلبي على طفولتها المسلوبة وابتسامتها المسروقة والهَّم الذي لا يقوى كاهلها على حمله في هذا السن، وبدلا من اللعب واللهو والضحك سقطت سهواً مرحلة الطفولة من حياتها لتبدأ مبكرة جداً في مرحلة العمل والمكسب والخسارة فتضاف سنوات وسنوات إلى عمرها الصغير وقلبها البرئ دون استمتاع بالمرة، مااثار انتباهي واندهاشي هو أن هذه الطفلة رفضت رفضاً باتاً أن تقبل بعض المال من أحد المارة دون أن يأخذ مقابل مادفعه لها من المال مما تبيعه!
-وعلى النقيض تماماً طفلة أخرى اكبر سناً واشد جسماً واحد ملامحاً ، وأكثر جرأةً؛ هذه الطفلة كانت تضع بعض الكتيبات الصغيرة التي تستخدم لتعليم الاطفال التلوين- كانت تضعها داخل شنطة من البلاستيك وتمد يدها تستجدي وتستعطف المارة لطلب المال ثمنا للكتيب أوللاحسان!
2-- طفلة أخرى لا أظن انها تزيد عن الخامسة من العمر تسير مع والديها، لفت نظري أن الطفلة متشِّحة بالسواد فقد كانت ترتدي مايشبه الحجاب وأعتقد أنه مايقال عنه إسدال اسود تماماً. وتأملت الأم والأب وحاولت أن أضع نفسي مكانهما، مادافعهما إلى تغطية شعر طفلة لا تعي في هذه المرحلة سوى انها طفلة، لماذا يحرمونها من مشابك الشعر الملونة والفيونكات والطفولة. وعندما نظرت للطفلة التي تحاول ان تجري بانطلاق وملابسها تعوقها وترى اختلافها عن بقية اترابها شعرت في قلبي بالحسرة والظلم بل شعرت بالاجرام.
3- في هذه الأيام نسمع كثيراً بعض التعبيرات السياسية ونحاول أن نفهم المقصود منها ولكن عبثاً نحاول، فمثلا يقولون نوافق أن تكون مصر دولة مدنية ولكن بمرجعية دينية، واُحاول أن اتصور كيف تكون هيئات الدولة بمرجعية دينية، الاعلام مثلا: بكل ما تحتوي الكلمة من مواد اعلامية ومذيعات وبرامج وضيوف وموضوعات المناقشة، كيف يكون كل هذا بمرجعية دينية؟ كيف تعمل البنوك بمرجعية دينية ، وكيف يكون حال المواصلات، والتعليم من مدارس وجامعات وكتب دراسية ومناهج تعليمية، كيف يتم تحقيق التقدم والتطور في أحوال مصر من مرجعية دينية (وهي مرجعية واحدة). ماذا سيتعلم أطفالنا في المدارس؟ هل سيتعلمون الموسيقى والأناشيد؟ هل سيعملون تماثيل بالصلصال؟ هل سيقبلون الآخر؟ ماهو التصور المتوقع لمصر؟
4- في عيادة طبيب الاسنان رأيت مشهداً أقر وأعترف اني لم أرى مثيله منذ سنوات وسنوات؛ اعتاد المريض أو اهله أن يدفعوا لمن يدير عيادة الطبيب بعض البقشيش أملاً في الحصول على دور مبكر أو ابتسامة رضا ، وأصبحت بعض العاملات في هذه العيادات وأيضا في المستشفيات لا يتحركن خطوة واحدة الا بعد أن يقوم اهل المريض بالواجب، فأصبحت صباح الخير لها ثمن وتنظيف الغرفة الذي هو صميم عمل اشخاص معينون- أصبح له ثمن وهكذا، أعود لعيادة طبيب الاسنان ولم تصدق عيناي مارأت؛ المريض بكل ثقة و يقين يُخرج من جيبه ورقة مالية فئة الخمسة جنيهات ويقدمها للفتاة صغيرة السن المسئولة عن ترتيب أدوار المرضى وعرضهم على الطبيب، فاعترضت الفتاة ورفضت رفضاً باتاً مؤكدة انها تؤدي عملها ولا تقبل أي اموال من أحد.على الرغم من انخفاض رواتب هذه الفئة من العاملين وخاصة هذه الأيام. تحية وحب لأمثال هذه الفتاة التي أحيت الأمل من جديد داخلي في أجيال مصر الواعدة الأبية المعتدة بكرامتها والتي تعمل بضمير حي لتكسب قوت يومها .
5- قررت إحدى صديقاتي أن تتنازل عن وجبة يومية من وجباتها وأن تغلف هذه الوجبة وتخرج للشارع لتقدمها لطفل أو شيخ من المعدمين الذين يجوبون شوارع المنطقة التي تقطن بها، ليس فقط لتقديم وجبة الطعام ولكن لتقديم محبة واهتمام واستماع لما يشعر به هؤلاء البائسين، تعجبت من جرأتها وقلبها المحب، وكان من الصعب تخيل أو توقع كيف سيمر يومها في الشارع، عادت صديقتي بفرح وسعادة لا توصفان وهي تحكي كيف فرح الطفل الذي قابلته في الشارع، ليس فقط بالطعام، ولكن بشعور جميل لم يشعر به كثيراً في سنوات عمره القليلة وهو شعوره بأنه انسان له أهمية على الأقل لدى شخص واحد، أتى ليقضي معه بعض الوقت يستمع اليه، وهو ينظر إلى عينيه بكل هذا الاهتمام والحب.
6- تواترت الأخبار عن بعض عائلات شهداء ثورة 25 يناير وقيل أن قلة منهم تنازلوا عن القضايا المرفوعة ضد قتلة ابنائهم مقابل مبالغ تعويضية أو فدية، بعد أن تم الضغط عليهم من قبل فلول النظام السابق أو بعض الفئات. والسؤال الذي يتردد داخلي هل احتياجاتهم المادية فاقت أمر القصاص أو المطالبة بالحق؟ هل يمكن بمرور الزمن وصرف التعويض لمواصلة الحياة- سيتحول هذا الجرح والألم لفقدان الابن الى غفران لمن قتلوا أم سينتهي إلى تجاهل أم ستشتعل نيران صدورهم ثانية بعد أن ينفذ من بين أيديهم أي تعويض مادي؟
7- شعرت بالتفاؤل والأمل أثر ظهور سيادة المشير طنطاوي بعد غياب طويل؛ ولكني مع كل المصريين اصابنا الاحباط فقد كان كالعادة يحتفل بتخريج دفعتين من القوات الجوية!
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله والحياة بلا أطراف
- الشيخ القوصي وجه مُشَرِّف
- داود الملك وخطايا البشر
- ضرب المرأة وكرامة الانسان
- المرأة ومتعة الرجل
- هل حقاً هناك خالق؟
- اُكفُل يتيم في بيتك
- هل المسيحية ديانة؟
- سيادة المشير طنطاوي: لحظة من فضلك
- المرأة والحب والمعجزات
- الضرب بيد من حديد
- سأحلم من جديد
- كيف لا أحبك؟
- محافظ قنا ومحافظ اسوان
- لقطات بعد الثورة
- انا من الأقلية
- سأفضي لك بأسراري
- الجلسات العرفية واحترام القانون
- الثائر الحق
- رسائل قصيرة


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - لقطات(مسئولية المجتمع)