أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - لقطات بعد الثورة














المزيد.....

لقطات بعد الثورة


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 19:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1- صعدت صديقتي الى عربة السيدات في مترو الانفاق، وكانت تظن ان عربة السيدات المكان الأكثر أمنا ليس فقط من الزحام والتحرش بالنساء، ولكن أيضا من تهديدات المهووسين الذين يرهبون غير المحجبات. مر في العربة رجل وتبعه اخر ثم ثالث يعرضون بعض المبيعات على الراكبات وهذا امر معتاد ولكن الغريب هو ان هؤلاء الرجال تجمعوا معا في وسط العربة وكانوا يتهامسون سويا. التفتت صديقتي فجأة اليهم وهالها ما رأت! رأت سكاكين كالسيوف يضعها هؤلاء الرجال حول ارجلهم. انسحبت صديقتي تجاه باب النزول الأخير ولم تلتقط انفاسها الا وهي تضع رجلها على الرصيف.
2- سمع الجميع صوت طلقات الرصاص وبشهامة المصريين اندفع سمعان تاركا امه ووالده المسن وهم يلحون عليه الا يخرج. بكت زوجته وهي تحمل طفلتها ذات العامين وتعلق به ابنه ذو السنوات الخمس راغبا ان يخرج معه كعادته، تركهم وخرج؛ ليطمئن على اصدقائه، اخترق سمعان الزحام وتقدم ليرى مصابين ودماء ولمح صديقه على بعد عدة امتار فجرى اليه ليبعده عن مجال التعرض للطلقات، وعندما وصل اليه وامسك به ليعود معه الى بيته اخطأت الرصاصة الصديق وقتلت سمعان وسط دهشة الصديق الذي فقد النطق في الحال بعد اصابته بصدمة عصبية، كيف يمكن ان يقابل عائلة سمعان واطفاله؛ محملا نفسه ذنب فقد العائلة لعائلها الوحيد.(كان هذا ضمن احداث المقطم)
3-الفرق بين الثوار الحقيقيين وأولئك المزيفين ظهر في ميدان التحرير، بعد ان انهى ثوار 25 ينايرالحقيقيون اعتصامهم بالميدان قاموا بتنظيفه وكأن لم يكن هناك اعتصام لمدة ثماني عشرة يوما كاملة، اما المعتصمون في يومي الجمعة والسبت 8،9 ابريل فقد تركوا الميدان في حالة مزرية وفوضى تدل تماما على الفرق بين محبي مصر الراغبين في تغييرها للأفضل وبين من لا يعلم نواياهم وافكارهم الا الله، فالاهداف الراقية لا يمكن المطالبة بها في اطار غير راقي.
4- بعد ان تأكدت وزوجها من عدم قدرته على الانجاب ولأن بينهما حب وتفاهم يندر وجوده في زيجات هذه الأيام ، اختارت الحياة معه رغم عاطفة الأمومة التي تحرك قلبها كلما شاهدت طفلا مع ابويه، تناقشت مع زوجها الحبيب في زيارة ملجأ ايتام لتقضي وقتا مع الاطفال وتمنحهم حبها ووقتها وماتستطيع تقديمه لهم من هدايا وحلوى فقط لتستمتع بضحكاتهم البريئة وتشبع قلبها بممارسة الامومة لبعض الوقت، واتفقا على قضاء يوما اسبوعيا مع هؤلاء الملائكة وبعد مرور عدة اسابيع اصبحت تعاني وزوجها من تمزق قلبهما كلما مر اليوم المخصص واضطرا لمغادرة الملجأ وترك الأطفال، كانت امنيتها الوحيدة ان تستطيع ان تأتي بأحد هؤلاء الأطفال ليملأ البيت بالصياح والضحك والمشاغبة والشقاوة ولم لا؟ ستكون له اما حقيقية تغدق عليه من حبها ورعايتها ويكون زوجها الحبيب له ابا حقيقيا يحميه من الزمن ومن العوز ومن قسوة الأيام، سيقاسمهما السكن والمال والعشرة وينهل من الحب والحنان والرعاية ولكن كيف سيتحقق لهما هذا الحلم دون الوقوع تحت طائلة القانون؟
5- بعد ان احاطت اسوار السجون بأغلب رموز النظام المصري السابق، ثبت ان السجن كما الموت لا يميز بين فقير ووزير او حتى رئيس، مهما كان مستوى الرفاهية الذي يطالب به كل من هؤلاء المشاهير في زنزانته، ومهما ارتفع مقدار الانفاق على جنازات المشاهير او نوعية النعوش التي يدفن بها الانسان ففي النهاية اما فقدان الحرية والانسانية داخل اسوار حديدية او فقدان الحياة نفسها داخل مقبرة، وبينما يظن الانسان ان راحته وامانه فقط في تكنيز المال والعقارات التي قد تؤمن حياته ومستقبله. ، ثبت ان هناك معادلة من أهم عناصرها راحة الضمير وصفاء النفس وسمو الروح. مطلوب توازن أطراف هذه المعادلة حتى يرتقي الانسان بمستوى حياته وتحقيق ما يتمناه وهذا هو ما يحقق قدرا كبيرا من السعادة الممزوجة بالراحة النفسية في اطار الانسانية واحترام الانسان لنفسه ومبادئه، حقا صدق القول الحكيم: ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه!
6-الفتاة س.ع تعيش في الريف وتدرس بالجامعة، مشكلتها متكررة وهي قسوة الأهل المبالغ فيها لا لسبب الا لانها "بنت"، يعاقبها والدها لأنها لم تولد ذكرا! لم يقل الأب كلمة واحدة طيبة للفتاة ولم تحاول الأم تعويض ابنتها عن قسوة الأب اولا لجهلها بقيمة وتأثير التعبيرعن الحب والتشجيع للأبناء وثانيا اعتقادا منها- وهو اعتقاد مجهول المصدر- ان التعبير عن الحب للابناء بشكل مستمر سوف يفسدهم! تقابلت س.ع مع شاب زميل لها بالكلية، وكالعطشان الذي يشتاق الى رشفة ماء، كانت الكلمات المعسولة التي انهالت عليها من الشاب الذي فهم نقطة ضعف الفتاة واحتياجها لمشاعر الحب، كان لكلماته فعل السحر على نفس الفتاة الجائعة للحب، تكون داخل الفتاة نوع من الادمان لكلمات الحب والتقدير التي كان يغرقها بها الشاب، فلم تنتبه للحفرة التي كانت تنزلق اليها دون ان تدري، استطاع الشاب ان يقنعها ان زواجها منه هو الحل الوحيد للحد من مشاكلها مع والدها وقسوته، وافقت بدون تفكير وتعلقت بالقشة وحلمت بالحياة الوردية، ونهاية القصة بايجاز هي ثلاث جمل قصيرة الأحرف ابدية التأثير زواج بورقة عرفية- غضب الأب عند معرفته بخبر زواج ابنته ومقاطعتها- عنف الزوج واختفاء الكلمات المعسولة واحلال الضرب والاهانة بدلا منها.
7ـ هبة عادل اسكندر ارتبطت بابن عمها فادي بقصة حب وتزوجا وانجبا طفلين مارتن خمس سنوات ومريم سنة ونصف، خرجت هبة في الثامنة والنصف من صباح الاربعاء 6 ابريل 2011 لتوصل طفلها الى المدرسة وكانت آخر مكالمة هاتفية مع والدتها على الهاتف المحمول حوالي التاسعة صباحا واخبرت والدتها انها في طريق العودة الى منزلها، ولكنها لم تعد حتى الآن!
قام الزوج بعمل محاضر ومناشدة القوات المسلحة بمساعدته في معرفة اين اختفت زوجته الحبيبة ولكن يبدو ان الآرض قد انشقت لتبتلع السيدة الصغيرة التي لم تتعد الثلاثين من العمر، ذهب صراخ طفلاها في الهواء، يتمزق قلب والد ووالدة هبة المسنين و لايجد الزوج اجابة يقولها للطفلين عند سؤالهما عن امهما.
اين هبة؟ هل يعلم أحدكم أين هبة؟
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا من الأقلية
- سأفضي لك بأسراري
- الجلسات العرفية واحترام القانون
- الثائر الحق
- رسائل قصيرة
- أمهات لم يلدن
- أنا المرأة: هل تعرفني؟
- متى ينتهي حظر قيادة المرأة للسيارة
- دكتور علاء الأسواني: لحظة من فضلك
- تعديل أو تغيير؛ أنا أرفض المادة الثانية من الدستور
- البنت المصرية والثورة
- توظيف الدين والمجتمع الذكوري
- أجمل وردة لمصر في عيد الحب
- هل الشهداء أفضل حالا؟
- نتائج ايجابية لثورة الشباب
- مصر تتحدث عن نفسها
- ثورة الياسمين وثورة المرأة
- ليه يابن بلدي؟
- ماسبب العنف الذي يتخلق به أهل الشرق؟
- بيت الطاعة!


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - لقطات بعد الثورة